استراتيجية فن التشويق الدماغي
فيما سابق كان تدريب أو تعليم الطلاب أو الأطفال وترسيخ المعلومات المختلفة في أذهانهم قائمًا على القراءة والترديد خلف المعلم لساعات طويلة ؛ حتى تستقر المعلومات في ذهن الطلاب ، وعلى الرغم أن تلك الطريقة لم يكن لها بديل في إحصاء المعلومات بالذهن لقرون طويلة ؛ إلّا أن
الوسائل التعليمية الحديثة
قد وجدت بعض الاستراتيجيات والوسائل الأخرى التي من شأنها أن تُحفز القدرة على الحفظ عبر تنمية مهارات المتعلم الذهنية .
استراتيجيات التعليم المتطورة
مع تعاقب الأجيال والأزمنة ؛ أصبحت وسائل العليم القديمة والتي كان يتم الاعتماد عليها بشكل كُلي خلال القرون السابقة غير صالحة للاستخدام حايًا ؛ ولا سيما أن العصر الحالي قد شهد درجة غير مسبوقة من التطور الرقمي والتكنولوجي الأمر الذي قاد العديد من خبراء التربية والتعليم إلى إيجاد نظريات حديثة وطرائق تدريس أكثر إيجابية يُمكن من شأنها أن تُساعد على تعزيز درجة الفائدة التي يحصل عليها المتعلم عبر العملية التعليمية والتي قد تم اعتبارها بمثابة مفتاح نجاح جميع الطلاب ؛ ولا سيما أن معظم تلك الاستراتيجيات تراعي الفروق الفردية بين الطلاب وهذا ما لا يتوفر بالطبع في أساليب التعليم العادية [1] .
فن التشويق الدماغي
يُعتبر فن التشويق الدماغي هو أحد أهم النظريات التعليمية القائمة بشكل أساسي على مخاطبة عقل المتعلم ، ومن ثم فإنه يُركز على المراكز التي من شأنها أن تعزز رغبة المتعلم في الحفظ و
الاستذكار
، ومن ثَم ؛ يكون مُقبلًا بكل إرادته على الحفظ والبحث والاستكشاف ؛ ويكون أمر الحفظ وترسيخ المعلومات في ذهنه في هذه الحالة أيضًا أكثر سهولة وسرعة عن طريقة الحفظ المعتادة التي لا يتقنها عدد هائل من الطلاب .
استراتيجية فن التشويق الدماغي
لقد تمكنت العديد من الدور التعليمية ومؤسسات حفظ القران الكريم من أن تتبع مجموعة من الاستراتيجيات و النظريات الحديثة التي من شانها أن تُساعد كل فرد وخصوصًا الصغار في
حفظ القرآن الكريم
كاملًا بسهولة ويُسر وخلال وقت قصير ايضًا ، ولقد راعت تلك الاستراتيجية عدد كبير من الجوانب التي تُعد شروط أساسية من أجل نجاحها ، مثل [2] :
الحفظ اليومي
يُذكر أن الحرص على حفظ قدر ولو كان قليلًا من المادة العلمية أو القران الكريم سوف يُرسخ أن هذا النشاط أمر بديهي ويومي وسوف يعتاد عليه العقل تِباعًا ، ومن ثم ؛ يتم تشويق العقل ودفعه إلى التعود على الحفظ يوميًا من خلال حفظ اية واحدة على الأقل يوميًا .
إعطاء الذاكرة قدر من الراحة
يظن بعض الأشخاص خطئًا أن التوقف عن الحفظ حتى وإن كان يومًا واحدًا أو يومين في الأسبوع الواحد ؛ سوف يؤثر سلبيًا في القدرة على مواصلة الحفظ ؛ في حين أن جميع الخبراء والدارسين والباحثين ؛ قد أشاروا إلى أن إرهاق الذاكرة بشكل دائم ويومي وعدم إعطائها قدر من الراحة ؛ سوف يأتي بنتيجة عكسية على صحة الفرد وقدرته على التذكر ؛ وسوف يُقلل أيضًا من الهدف الرئيسي من الاستراتيجية وهو (التشويق العقلي الدماغي) ، في حين أن الحصول على قسط جيد من الراحة أسبوعيًا سوف يُساعد على تنشيط العقل وتثبيت الحفظ أيضًا .
تحديد مدة مُحددة للحفظ
لا بُد من تنظيم وقت الحفظ قدر الإمكان ؛ حيث أنه ليس من الصحيح أن يتم حفظ اية واحدة أو ايتين على مدار اليوم ؛ لأن الإنسان بذلك يُرهق ذاكرته ويجعله يشعر بشكل سريع بالملل ، ومن ثَم ؛ يبتعد عن متابعة الحفظ ، ولذلك ؛ لا بد من تحديد عدد الايات التي سوف يتم حفظها في كل يوم وتحديد المدة الزمنية ، لذلك ؛ والحرص على إتمام الحفظ خلال هذه الفترة وعدم العودة إلى الحفظ والمراجعة مرة أخرى إلّا في اليوم التالي وقت حفظ الاية الجديدة ، وهكذا .
مراعاة العامل النفسي
تُجدر الإشارة إلى ان مراعاة الحالة النفسية أمر هام جدًا وضروري في إطار سلسلة تنفيذ فن التشويق الدماغي ؛ حيث أنه على الإنسان أن يبتعد عن متابعة الحفظ إذا ما كان شاعرًا بدرجة كبيرة بالملل او الضجر او الزهق ، لأن الضغط على النفس ومتابعة الحفظ رغمًا عنها ؛ سوف يؤدي إلى نتائج سلبية ؛ وسوف يُعزز من درجة الملل ، ويشعر الإنسان بالضيق أكثر من أن يكون ذلك إثمًا خصوصًا في حالة حفظ القران .
وبالتالي ؛ يجب احترام رغبات وحاجات النفس ومراعاة الحالة النفسية للحافظ ، وعدم الرجوع إلى الحفظ إلّا إذا كانت الحالة المزاجية تسمح بذلك بشكل كبير وبدرجة إقبال عالية أيضًا ، ومن ثَم ؛ تحقيق مفهوم فن التشويق بشكل صحيح .
أهمية استراتيجية فن التشويق الدماغي
من أبرز مميزات استراتيجية فن التشويق الدماغي ؛ ما يلي :
-لا تُساعد على حفظ القران الكريم فقط بسهولة ؛ وإنما تُساعد الطالب في أن يكون صاحب رؤية في وطريقة جيدة ومثمرة في حفظ المواد الدراسية أو أي مواد علمية أخرى يحتاج إلى حفظها خلال وقت قصير .
-تُساعد المتعلم على تنظيم وقته وأن لا يجعل نشاط واحد فقط في اليوم يطغى على جميع الأنشطة الأخرى التي يجب عليه أن يقوم بها في كل يوم .
-لا يُساعد التشويق الدماغي على إتقان الحفظ بسهولة فقط ؛ وإنما يُساعد أيضًا في تعزيز درجة الذكاء والقدرة على فهم والقدرة أيضًا عل فهم وتحليل الأحداث جيدًا وتنظيمها ، وهذا بالطبع أمر لا يحدث عند اتباع طرق الحفظ الأخرى التقليدية .
-تُعد من الاستراتيجيات التي تصلح لجميع الأشخاص سواء أطفال أو طلاب أو كبار ، ولذلك ؛ يتم الاعتماد عليها بشكل كبير جدًا ضمن الاستراتيجيات المُطبقة في حلقات ومؤسسات ومدارس تحفيظ القران .
سلبيات فن التشويق الدماغي
ومن جهة أخرى ؛ هناك نقاط سلبية بسيطة تشوب تطبيق نظرية فن التشويق الدماغي ، مثل :
-على الرغم أنها تُساعد على احفظ وثبات وترسيخ المعلومات في الذهن بشكل أفضل ، ومن ثَم ؛ يكون المخ قادرًا على استقبال قدر أكبر من المعلومات وحفظها تباعًُا ؛ إلا أن البعض يرون أنها تؤدي إلى استغراق وقت طويل حتى يتقنها المتعلم ويكون قادرا على استخدامها طوال الوقت .
-كما أن تلك النظرية تعتمد بشكل كبير جدًا على الرغبة والتشويق في الحفظ والفهم ، وتعتمد بالكامل على الحالة النفسية والمزاجية للمتعلم ؛ وهذا بالطبع يؤدي إلى ضياع أوقات طويلة أثناء تحسين الحالة النفسية التي تختلف من طالب إلى اخر ؛ مما يؤدي إلى وجود فجوات بين أوقات متابعة الحفظ ، مما قد يؤثر على معدل تنمية مهارات وإتقان الاستراتيجية ، ومن ثضم ؛ استغراق فترات زمنية طويلة جدًا في إتمام حفظ القران أو المادة العلمية بوجه عام .
وعلى الرغم من هذه الماخذ على نظرية فن التشويق الدماغي ؛ إلا أن عدد كبير من مدارس حفظ القران وغيره من المدارس ودور العللم لا تزل تحرص على تطبيق هذه النظرية نظرًا إلى أنها قد ساعدت عدد كبير من الأشخاص في إتمام حفظ المواد والمعلومات وحفظ القران الكريم أيضًا بسهولة كبيرة .