العوامل المؤثرة على الصحة
هناك الكثير من العوامل المختلفة التي يؤثر اتباعها في نمط الحياة اليومي على الصحة بشكل كبير سواء كانت إيجابية أو سلبية، لذا على كل شخص أن يفكر كثيراً فيما يتبعه من عادات قد تؤثر على صحته بشكل سلبي يكلفه الكثير من المشكلات والمتاعب في الحياة بشكل عام والتي إن لم يظهر أثرها على الفور فسيظهر بالتأكيد في وقت لاحق.
العوامل المؤثرة على الصحة
هناك الكثير من الدراسات التي أجريت على العوامل التي تحمل تأثيرات مباشرة على الصحة والتي تعد أساسية في حياة الجميع، وتمثل غالبية هذه العوامل سلاح ذو حدين فاستغلالها بالطريقة الصحيحة ستؤثر على الصحة بشكل إيجابي والتعامل معها بشكل غير صحيح سيؤثر على الصحة بشكل سلبي، ومن أهم العوامل التي تؤثر على الصحة هي:
النوم
الحصول على قسط كافي من النوم يومياً وبشكل منتظم من الأمور التي يتم تجاهلها عادةً عند الحديث عن نمط الحياة الصحي وما يمكن أن يؤثر على صحة الإنسان مقارنة بالعوامل الأخرى المتمثلة على سبيل المثال في ممارسة التمارين الرياضية أو تناول الأغذية الصحية، إلا أن الحصول على عدد ساعات غير كافية من النوم من الأمور الخطرة التي تؤثر على الصحة بشكل سلبي يصل في بعض الأحيان لخطر الوفاة.
بشكل عام يوصي الأطباء من مختلف أنحاء العالم بالحصول على سبع ساعات يومية من النوم خلال الليل كحد أدنى بغض النظر عن الفئة العمرية أو الجنس، فالنوم لا يقتصر دوره على منح الجسد فرصة لكي يرتاح ويجدد طاقته من جديد فحسب فله العديد من الفوائد الأخرى مثل تنظيم عملية التمثيل الغذائي، وتجديد خلايا الجسم، وإصلاح الخلايا التالفة بالإضافة للتخلص من فضلات الجسم، كما أن النوم يلعب دور مهم في عملية حفظ الذكريات التي تتم خلاله لذا لا عجب أن التعرض لعدد ساعات نوم قليلة يرتبط عادةً بمشكلة النسيان لدى الكثير من الأشخاص.
التدخين
التدخين من العادات السلبية التي لا خلاف على كونها واحدة من أكثر العوامل التي تدمر الصحية، فيموت سنوياً أعداد هائلة بسبب التدخين أو بأمراض تسبب بها التدخين، وحول العالم هناك ما يقارب من ستة عشر مليون شخص يعيشون مع أمراض تسبب بها التدخين لهم، يأتي على رأس قائمة الأمراض التي يسببها التدخين العديد من أمراض السرطان الفتاكة أولها سرطان الرئة.
ومن الأمراض الأخرى التي يتسبب بها التدخين أيضاً هي أمراض الأوعية الدموية وأمراض القلب والتهاب الرئة والتهاب الشعب الهوائية وغيرها الكثير من الأمراض التي تناولتها العديد من الدراسات، كذلك هناك آثار أخرى يسببها التدخين على الصحة وتتعلق بصحة البشرة فيؤثر على نضارة الوجه ويجعل الوجه أكثر شحوباً، كما أنه يجعل عملية هور التجاعيد وعلامات التقدم في السن المختلفة أسرع لدى المدخنين مقارنة بغيرهم من غير المدخنين.
الكحول
تناول المشروبات الكحولية واحدة من العادات السيئة التي تؤثر على الصحة بشكل سلبي، وتزيد خطورتها كلما زاد استهلاكها بشكل أكثر وبكميات أكبر، والزعم بوجود بعض الفوائد الصحية للمشروبات الكحولية مثل النبيذ الأحمر هو أمر غير منطقي فبغض النظر عن الفوائد التي يمكن الحصول عليها منه فمخاطره وأكثر كما يمكن الحصول عليا من الكثير من المصادر الصحية الأخرى المتوفرة للجميع.
وجدت بعض الدراسات أن تناول الكحول يزيد من فرص الإصابة بمرض سرطان الثدي لدى النساء بنسبة 15% في حال تناوله ثلاث مرات أسبوعياً، وتزيد النسبة بمقدار 10% مع كل مشروب إضافي يحصلون عليه يومياً، كذلك يزيد الكحول من خطر الإصابة بالعديد من الأمراض منها أمراض القلب وضغط الدم والسكتات الدماغية، كما يؤثر على الصحة العقلية ويتسبب بزيادة معدلات الانتحار والعنف.[1]
النظام الغذائي
اتباع نظام غذائي صحي يساعد على تحسين الطاقة ويقلل من فرص الإصابة بالعديد من الأمراض المزمنة مثل ارتفاع أو انخفاض ضغط الدم وأمراض القلب ومرض السكري وأمراض السرطان وغيرها من الأمراض، فقد أثبتت بعض الدراسات وجود علاقة بين الإصابة ببعض الأمراض وبين تناول بعض الأغذية بشكل مستمر.
النظام الغذائي الصحي لا يتمحور حول اتباع أنظمة من المتداولة عبر شبكات الإنترنت أو ما يشبه ذلك، عليكم فقط إدخال بعض التغييرات الجذرية الدائمة فيما تتبعونه من عادات غذائية وأول ما يجب البدء به هو البدء بتناول كمية أكبر من الخضراوات التي تتمتع بالكثير من الفوائد للصحة.
من النصائح الهامة أيضاً المتعلقة بنظام التغذية والتي يتجاهلها الكثيرين هي التقليل من كمية الملح التي يتم استهلاكها بشكل يومي في الأطعمة المختلفة، فتناول كمية أكثر من اللازم من الملح يتسبب في ارتفاع ضغط الدم الذي قد يسبب تصلب الشرايين فيما بعد، أيضاً يجب التقليل من تناول الأطعمة الجاهزة لاحتوائها على مركبات وعناصر تضر الصحة.
النشاط البدني
ممارسة أي نشاط بدني بشكل منتظم تساعد على الحفاظ الصحة فتقلل من خطر الإصابة بالكثير من الأمراض مثل أمراض القلب والسمنة وأمراض الأوعية الدموية، كما تعمل على تقوية العظام وتقلل خطر الإصابة بأمراضها المختلفة مثل هشاشة العظام التي تزيد فرص التعرض لها مع التقدم في العمر.
ممارسة الأنشطة البدنية المعتدلة الملائمة لكل شخص حسب حالته الصحية وفئته العمرية أمر مهم يجب أخذه بعين الاعتبار، فلا ينصح بممارسة التمارين العنيفة مع التقدم في العمر أو لمن يعانون من بعض الحالات الصحية، فخيارات الأنشطة البدنية كثيرة لكن الأهم هو اختيار أكثرها ملائمة لكم.
من الجدير بالذكر كذلك أن بعض الدراسات العلمية وجدت أن ممارسة رياضة المشي أو الجري بشكل يومي لمدة تتراوح بين ثلاثين دقيقة إلى خمسة وأربعون دقيقة، يماثل تأثيرها ممارسة التمارين الرياضية المكثفة لمرتين أو ثلاثة مرات خلال الأسبوع.
التمارين الرياضية لها أيضا فوائد على الصحة النفسية وليس البدنية فقط وهذا ما أثبتته العديد من الدراسات، فهي وسيلة مثالية للتخلص من ضغوط الحياة المختلفة بطريقة صحية.
زيادة الوزن
ترتبط زيادة الوزن سواء كانت سمنة مفرطة أو زيادة عن المعدل الطبيعي الملائم للفئة العمرية والحالة الصحية والجسدية بالعديد من المخاطر الصحية المتمثلة في زيادة خطر الإصابة ببعض الأمراض على رأسها أمراض القلب والمفاصل وفي بعض الحالات تؤدي للوفاة.
بشكل عام اتباع نظام حياة صحي يؤثر كثيراً في مشكلة السمنة والتخلص من الوزن الزائد، فلا يوجد حلول سحرية يمكن اتباعها للتخلص منها في يوم وليلة إنما هي نتيجة لمجموعة من الممارسات الصحية طويلة الأمد المتمثلة في اتباع نظام غذائي متوازن وممارسة نشاط بدني يومي معتدل.
ومن الحلول التي ينصح بها هذه الآونة هي اتباع نظام الصيام المتقطع كوسيلة صحية وآمنة لخسارة الوزن الزائد، والصيام المتقطع بإيجاز هو التوقف عن تناول الطعام أو الشراب لمدة تبدأ من ثمانية ساعات حتى أربعة عشر ساعة، مع إمكانية تناول المشروبات الخالية من السعرات الحرارية والأهم دون سكر مثل الماء واليانسون وما يشابهها. لكن هذا لا يغني عن اتباع نمط حياة صحي بالطبع فو مجرد وسيلة تساعد على فقدان الوزن، فالحياة الصحية للوصول لوزن صحي تتطلب اتباع نظام غذائي متوازن والحصول على قسط كافي من النوم، بالإضافة لممارسة التمارين الرياضية بانتظام.[2]