مقارنة بين السمع والاستماع
يعرف السمع على أنه القدرة الطبيعية أو الفطرية التي وهبها الله لنا ، فهي تمكننا من التمييز بين الأصوات والتعرف عليها عن طريق الأذن بواسطة جذب الاهتزازات السمعية [1] .
تعريف السمع
يعرف السمع أيضا على أنه حاسة من الحواس الخمسة التي تجعلنا قادرين على أن ندرك الصوت ، وهي تعتبر عملية لا إرادية ، أي أن كل واحد منا يستقبل اهتزازات صوتية بصورة مستمرة .
حيث أن القدرة السمعية لدى الإنسان الطبيعي تكون من 20 إلى 20,000 هرتز تسمي بالصوت ، وأي تردد اخر عكس الرقم المسموح به أو المحدود سواء كان تردد أعلى أو أقل يسمى بالموجات فوق الصوتية [2] .
تعريف الاستماع
الاستماع هو عبارة عن المهارة التي تكون مكتسبة ، ونستطيع أن نستقبل الأصوات عن طريق الأذنين ، ويتم تبديل هذه الأصوات إلى رسائل يكون لها معنى .
ويمكن تعريف الاستماع على أنه عملية يتم فيها تفسير معنى الجمل التي يتكلم بها المتحدث في أثناء أي حوار قائم .
قد يكون الاستماع صعب الى حد ما ، نظرا لأنه يحتاج الى تركيز واهتمام شديد من قبل المستمع ، كما أن العقل البشري يحول بطريقة مستمرة ، ويتم استخدام الاستماع على أنه وسيلة يتم بها فهم ما يقال بجميع أنواع العبارات اللفظية وغير اللفظية ، بمعنى الإجابة على عدة أسئلة، كيف يقال؟ ما هو نوع العبارات المستخدمة؟ وما هي نغمة الصوت؟ وغيرهم من الأسئلة التي تدور في ذهن المستمع [3] .
كما أن الاستماع يكون شديد الفاعلية ويكون العنصر الاساسي ، لأنه قادر على أن يهيئ عملية الاتصال بفاعلية وتركيز ، ونتيجة لذلك يحتوي على إصدار بعض الأصوات التي تبين مدى اهتمام المجتمع ، ويعمل على تقديم كثير من الملاحظات .
كما أن عملية الاستماع لها تأثير مهم جدا في حياتنا ، لأنها تمكننا من تعلم كثير من المعلومات، وفهم العديد من الأشياء التي من حولنا .
الفروق بين السمع والاستماع
يوجد هناك الكثير من الاختلافات بين السمع والاستماع والتفرقه بينهم لابد من معرفة هذه النقاط:-
- السمع : هو عبارة عن إمكانية الفرد على أن يدرك الأصوات ويميزها من خلال استقباله للاهتزازات عن طريق الأذنين ، بينما الاستماع هو عبارة عن حاجة تتم بوعي وإدراك ويحتوي على فهم وتحليل الأصوات التى نسمعها ، كما أن عملية الاستماع لها طبيعة رئيسية ودائمة ، وأهم شيء هو أن عملية الاستماع يتم باستمرارية .
- الاستماع يكون بشكل مؤقت ، أي أننا لا نستطيع أن ننتبه بشكل مستمر يدوم لساعات طويلة ، السمع له طابع فسيولوجي عن طريق واحدة من الحواس الموجودة في الكائنات الحية ، بينما الاستماع هو أفعال واعية ومدروسة .
- السمع هو عبارة عن عملية جسدية تتصف بالسلبية ، لا تعتمد على استخدام الدماغ ، بينما الاستماع هو عبارة عن عملية عقلية ذات طابع نشط وفعال ، تعتمد على استخدام الدماغ من أجل معرفة المعنى من خلال الكلمات أو الجمل التي تقال .
- يقوم السمع بتلقي الرسائل عن طريق الأذنين ، بينما الاستماع يقوم على تفسير الرسالة الواردة من خلال الأذنين .
- السمع يكون عبارة عن قدرة فطرية ولكن الاستماع عبارة عن مهارة مكتسبة.
- يعتمد السمع على استعمال حاسة واحدة فقط، مثل الأذنين ، بينما الاستماع يعتمد على استخدام أكثر من حاسة مثل العين والأذنين واللمس وغيرهم من أجل فهم واستيعاب الرسالة بشكل كامل متكامل.
- في السمع لا يمكننا أن نتحكم أو نعرف الأصوات التي نسمعها ، لا يحتاج السمع إلى التركيز أثناء عملية الاستماع ، في حين أن الاستماع نكون على وعي تام بما يقوله الشخص المتحدث ، ولهذا السبب فنحن نستمع لكي نكتسب المعرفة ونتلقي المعلومات والبيانات .
- في السمع لا نكون على علم بالأصوات التي نستقبلها، ولكن في حالة الاستماع ، نحن على علم تام بما يقوله المتكلم .
من الاختلافات السابقة نستنتج أن السمع سابق لعملية الاستماع بخطوة واحدة ،وان السمع هو قدرة من عند الله تتيح لنا السمع ، ولكن عملية الاستماع هي عبارة عن مهارة مكتسبة لا يحصل عليها غير عدد قليل من الأشخاص .
في حالة أن السمع يكون لا إرادي ويتم عملة دون أي تعب أو مجهود ، فإن الاستماع يتم عن ترتيب وتنظيم معني، ونكون مستقبلين ومهتمين بتلك الرسائل .
نصائح لاكتساب مهارات الاستماع الخاصة
يوجد هناك ستة أمور رئيسية عليك اتباعها وهي:-
-
أن تكون فضولي
من سمات المستمع النشط أن يكون عنده اهتمام شديد ، لكي يفهم ويستوعب ما يقال فإنك إذا قمت بممارسة هذا الاستماع الفعال ، يتكون لديك خاصية الاهتمام بمعرفة ما يقوله الشخص المتحدث ، فضلا على أن تقوم بصيغة الرد الخاص بك .
-
قم بطرح أسئلة تتصف بالجدية
قد يعتقد البعض أن هذه النصيحة تكون صعبة وخصوصا إذا كان هذا الشخص لا يستطيع معرفة ما هو السؤال الذي يتصف بالجدية ،من أجل الاهتمام بالاستماع النشط ولكن نريدك أن تتجنب الأسئلة التي تجيب عنها بنعم أو لا ، حيث أن هذا النوع من الأسئلة تكون منتهية أو مغلقة .
عليك أن تركز على الأسئلة التي تحتاج إلى المزيد من التفاصيل في الإجابة عنها ، وتحتوي على كثير من المعلومات والبيانات التوضيحية .
فيقول جيلاند في أثناء عملية الاستماع تكون جميع العواطف مقيدة ، ونحن نحتاج إلى قدر كبير من المعلومات .
-
عدم الانتقال إلى محادثة بسرعة
على المستمع ألا يتجاوز عملية الإتصال بسرعة محددة أثناء حديثنا مع شخص آخر ، عليك التفكير في أن تسهل طريقة الحوار ، فيقول جيلاند أيضا فإننا في أخر الحديث نتوصل الى الجدل، إذا قمنا في التسرع، ولا يكون هناك أي اندفاع إذا احتاج إلى عملية الاستماع .
-
لابد من التركيز على الموضوع ولا تلجأ إلى تشتيت انتباهك
فيقول العالم جيلاند “إذا كنت تريد أن تعمل كهذا الأسلوب من الحوارات سيكون الاستماع شيء أساسي وهام ، فلا تترك الحوار وتذهب، ويوضح “جيلاند” هذا المعنى بكلام آخر، أي عليك أن تتفادي الانتهاء من الموضوعات أو الأشياء الغير مرتبطة بالموضوع الذي تتناقش فيه ، لكي لا يتشتت انتباهك عن موضوع المناقشة المقام ، وخصوصا اذا كان هذا الموضوع مثير للاهتمام وصعب .
لتفادي ذلك الشئ ينصح “جيلاند” اي شخص بأن يبتعد عن الضوضاء او يتجاهلها ويكلم نفسه في الحديث عن السبب الذي تقام من أجله هذه المحادثة الى أن تنتهي .
-
الابتعاد عن خلق القصص
يقول ديلاند في هذه النصيحة Hنه إذا لم يكن هناك معلومات متوفرة ، عليك الميل الى الوصول اليها فأثناء القيام بذلك فإننا نفعل بطريقة لم يكن مرغوب فيها وغير سليمة ، فلذلك يجب عليك أن تمتنع عن فعل ذلك وأن ترجع إلى أن تسأل أسئلة مميزة وتكون جيدة .
-
لا تفعل العديد من الخطأ
إذا كنت من الأشخاص الذين يميلون إلى الاعتراف بخطئهم ، فيكون من السهل أن تتقبل هذه النصيحة ، وبالرغم من هذا فإن الشخص الذي يقوم بإخبار شخص أخر إنه يكون مخطئ ، يعتبر هذا مجال من مجالات المواجهة ففى هذه الحالة يكون الاستماع النشط صعب إلى حد ما.