العلاج الطبيعي للبكتيريا الحلزونية
إن البكتيريا الحلزونية هي عبارة عن بكتيريا تصيب بطانة المعدة وتعتبر هذه البكتيريا الحلزونية هي المسؤولة عن ما يصل إلى 80 بالمائة من إصابات قرحة المعدة و 90 بالمائة من الإصابات بقرحة الاثني عشر ، بالإضافة إلى ذلك قد تسبب البكتيريا الحلزونية أيضًا مشاكل أخرى في المعدة بما في ذلك ألم حارق في البطن ، الانتفاخ ، غثيان ، فقدان الشهية ، القيء المتكرر بالإضافة إلى فقدان الوزن غير المبرر .
قد يكون استخدام العلاجات التقليدية مثل المضادات الحيوية صعبًا بالنسبة لبعض الأشخاص وذلك لما لها من آثار جانبية سلبية مثل الغثيان و
الإسهال
وفقدان الشهية ، بالإضافة إلى أن بعض الناس لا يفضلون تناول المضادات الحيوية مما قد يعقد الطرق التقليدية للعلاج ، ونتيجة لذلك يتزايد الاهتمام بالعلاجات الطبيعية .
ما هي عدوى البكتيريا الحلزونية
عدوى البكتيريا الحلزونية هي نوع شائع من البكتيريا التي تنمو في الجهاز الهضمي ويقوم بمهاجمة بطانة المعدة ، حيث تصيب البكتيريا الحلزونية ما يقرب من 60 في المئة من السكان البالغين في العالم ، وعادةً ما تكون عدوى البكتيريا الحلزونية غير ضارة لكنها مسؤولة عن غالبية القرح في المعدة والأمعاء الدقيقة .
غالبًا ما تصيب البكتيريا الحلزونية المعدة أثناء الطفولة ، وفي حين أن العدوى بهذه السلالة من البكتيريا لا تسبب عادة أعراضًا إلا أنها قد تؤدي إلى أمراض لدى بعض الأشخاص بما في ذلك القرحة الهضمية وحالة التهابية داخل المعدة تعرف باسم التهاب المعدة .
إن البكتيريا الحلزونية تتكيف لتعيش في بيئة المعدة ذات الحموضة العالية ، ويمكن لهذه البكتيريا تغيير البيئة المحيطة بها وتقليل حموضتها حتى تتمكن من البقاء على قيد الحياة ، حيث يسمح الشكل الحلزوني لهذه البكتيريا باختراق بطانة المعدة حيث تكون محمية بطبقة من المخاط ولا تتمكن خلايا الجسم المناعية من الوصول إليها وهذا يمكن أن يؤدي إلى مشاكل في المعدة .
أسباب عدوى البكتيريا الحلزونية
لقد تعايشت البكتيريا الحلزونية مع البشر لعدة آلاف من السنين ويعتقد أن العدوى تنتشر من فم شخص لآخر ، كما يمكن أيضًا نقلها من البراز إلى الفم ، ويمكن أن يحدث هذا عندما لا يغسل الشخص يديه جيدًا بعد استخدام الحمام ، ويمكن أن تنتشر البكتيريا الحلزونية أيضًا من خلال ملامسة الماء أو الطعام الملوث .
يعتقد أن البكتيريا الحلزونية تسبب مشاكل في المعدة عندما تخترق البطانة المخاطية في المعدة وتولد مواد تمنع أحماض المعدة ، وبالتالي فإن هذا يجعل خلايا المعدة أكثر عرضة للأحماض العالية حيث يعمل حمض المعدة والبكتيريا الحلزونية معًا على تهيج بطانة المعدة وقد يتسببان في حدوث
تقرحات في المعدة
أو الاثني عشر ، وهي الجزء الأول من الأمعاء الدقيقة .
العلاجات الطبيعية للبكتيريا الحلزونية
لقد تم إجراء العديد من الدراسات والأبحاث على العلاجات الطبيعية للبكتيريا الحلزونية ، وكانت النتيجة أن هذه العلاجات الطبيعية قللت من عدد البكتيريا في المعدة لكنها فشلت في القضاء عليها بشكل دائم ، وبالتالي لابد من التحدث مع الطبيب قبل البدء في نظام العلاج الطبيعي لعدوى البكتريا الحلزونية لأنه بموافقة الطبيب يمكنك استخدام العلاجات الطبيعية كعلاج مساعد وهذا قد يزيد من آثار الأدوية التقليدية .
البكتيريا المفيدة
تساعد
البكتيريا المفيدة
في الحفاظ على التوازن بين بكتيريا الأمعاء الجيدة والسيئة ، وبالتالي فإن تناول البكتيريا المفيدة أو البروبيوتيك قبل أو بعد العلاج القياسي للبكتيريا الحلزونية قد يحسن معدلات الاستئصال ، لأنه بينما تقتل المضادات الحيوية البكتيريا الجيدة والسيئة في معدتك ، فإن البكتيريا المفيدة على تجديد البكتيريا الجيدة ، وقد تقلل أيضًا من خطر الإصابة بنمو البكتيريا الضارة .
الشاي الأخضر
لقد أظهرت الدراسات العلمية أن الشاي الأخضر قد يساعد في قتل وإبطاء نمو البكتيريا الحلزونية ، حيث وجدت الدراسة أن تناول الشاي الأخضر قبل الإصابة يمنع التهاب المعدة ، وتناول الشاي أثناء الإصابة يقلل من شدة التهاب المعدة .
عسل النحل
لقد أشارت الدراسات العلمية أن للعسل قدرات مضادة للجراثيم ضد البكتيريا الحلزونية ، ولكن لم يثبت أي بحث حتى الآن أن العسل يمكن أن يقضي على البكتيريا الحلزوني بمفرده ، ويقترح الباحثون أن استخدام العسل مع العلاجات القياسية قد يقصر وقت العلاج ، وقد يكون للعسل الخام تأثيرات مضادة للبكتيريا الحلزونية .
زيت الزيتون
إن زيت الزيتون قد يعالج أيضًا عدوى البكتيريا الحلزونية ، ولقد أظهرت دراسة أجريت عام 2007 أن زيت الزيتون يتمتع بقدرات قوية مضادة للجراثيم ضد ثمانية سلالات من البكتيريا الحلزونية ، وثلاثة من هذه السلالات مقاومة للمضادات الحيوية ، في حين أن زيت الزيتون يثبت فعاليته ضد هذه السلالات .
عرق السوس
إن عرق السوس هو علاج طبيعي شائع لقرحة المعدة ، وقد يحارب البكتيريا الحلزونية أيضًا ، ووفقًا للعديد من الدراسات العلمية فإن عرق السوس لا يقتل البكتيريا الحلزونية بشكل مباشر ، لكنه يمكن أن يساعد في منعها من الالتصاق بجدران الخلايا .
البروكلي
قد يكون البروكلي يسمى فعالًا ضد البكتيريا الحلزونية ، وتشير الأبحاث التي أجريت على البشر إلى أنه يقلل من التهاب المعدة ، كما قد يقلل أيضًا من عدد البكتيريا وآثارها ، ولقد أظهر الدراسات أن الأشخاص المصابين بالنوع الثاني من داء السكري والبكتيريا الحلزونية أن مسحوق البروكلي يقضي على البكتيريا الحلزونية ، كما يحسن من عوامل الخطر المتعلقة بالأمراض القلبية الوعائية .
العلاج بالضوء والأشعة
تظهر الدراسات الموثوقة أن البكتيريا الحلزونية يمكن القضاء عليها بالضوء ، وبالتالي يتم استخدام العلاج بالضوء بالأشعة فوق البنفسجية للمساعدة في القضاء على البكتيريا في المعدة ، كما يعتقد الباحثون أن العلاج بالضوء المستخدم داخل المعدة آمن ، كما أنه قد يكون أكثر فائدة عندما لا تكون المضادات الحيوية خيارًا جيداً .
العلاجات التقليدية لعدوى البكتيريا الحلزونية
عندما يقوم الأطباء بعلاج البكتيريا الحلزونية فإن الأطباء عادةً ما يوصفون مزيجًا من اثنين من المضادات الحيوية وعقار مخفض للحمض لعلاج البكتيريا الحلزونية ، وإذا كنت تقاوم المضادات الحيوية ، فقد يضيف أطبائك دواءً آخر لخطة العلاج الخاصة بك ويكون الهدف من ذلك هو التخلص من 90٪ أو أكثر من عدوى البكتيريا الحلزونية الموجودة ، وعادة لا يستمر العلاج أكثر من أسبوعين ، وقد يقلل استخدام المضادات الحيوية من نسبة البكتيريا الحلزونية ، وتشمل المضادات الحيوية المستخدمة لعلاج عدوى البكتيريا الحلزونية الأموكسيسيلين ، التتراسيكلين ، ميترونيدازول ، كلاريثروميسين ، كما تساعد أدوية أخرى على الالتئام ، مثل مثبطات البروتون مثل أوميبرازول والتي توقف إنتاج الحمض في المعدة ، بالإضافة إلى حاصرات الهيستامين مثل السيميتيدين والرانيتيدين التي تمنع الهيستامين المسبب للحمض .
بالإضافة إلى ما سبق يوجد أيضاً البزموت سبساليسيلات الذي يغطي بطانة المعدة ويحميها ، وكثير من الناس لديهم البكتيريا طوال حياتهم ولا يعانون من أي أعراض ، وعندما تسبب التهاب المعدة المزمن وتبقى دون علاج قد تحدث مضاعفات خطيرة ، وقد تشمل هذه نزيف القرحة وسرطان المعدة حيث يعتبر عدوى البكتيريا الحلزونية هو عامل الخطر الرئيسي لبعض أنواع سرطان المعدة .[1]