استراتيجية السقالات التعليمية


يُعتبر استخدام الطرائق و


الاستراتيجيات الحديثة في التعليم


بجميع مراحله الأساسية والثانوية والجامعية من الأمور التي قد أقر جميع الخبراء في مجال التربية والتعليم والبحث العلمي بها ، ولقد تبارى خبراء العلوم التربوية في ابتكار أهم الوسائل والأنشطة والنظريات التي يُساعد تطبيقها على تحسين جودة الحياة التعليمية ، ومن ثم ؛ يكون التعليم بالفعل ذو فائدة ملموسة للفرد وللمجتمع ككل ، وتعد استراتيجية السقالات التعليمية هي احد أهم النظريات التعليمية التي قد أثبتت أنها من أنجح الاستراتيجيات التعليمية .


استراتيجية السقالات التعليمية


تم اقتباس لفظ (السقالات) من الأدوات المستخدمة في البناء ؛ حيث أنه كما يحتاج بناء أدوات أعلى إلى دعائم وسقالات للانتقال إلى أدوار على ؛ فإن الانتقال من مستوى تعليمي إلى اخر يتطلب أيضًا وجود سقالات في شكل دعامات تعليمية تقوده إلى مستوى تعليمي وفكري أعلى ، وبالتالي ؛ فإن فكرة هذه الاستراتيجية قائمة بشكل اساس على فكرة تنمية مواهب ومهارات الطلاب الفكرية والتعليمية بشكل تدريجي ؛ تى يكونوا مؤهلين للانتقال إلى مستويات تعليمية أعلى بقوة [1] .


أهمية استراتيجية السقالات التعليمية


هناك أهمية كبيرة لتطبيق استراتيجية السقالات في التعليم ، ومن أهمها ، ما يلي [2] :


-تُساعد على تحقيق درجة الفهم الشامل والعميق لكل المواد العلمية والمقررات التي يتم تعليمها للطلاب ، ومن ثم تنمية القدرة على الفهم والإدراك لدى الطالب ويكون قادر على الانتقال إلى مرحلة تعليمية أعلى .


-تُساعد هذه الاستراتيجية أيضًا على أن تنقل الطلاب من مرحلة تلقي المعلومات من المدرس إلى مرحلة القيام بأنفسهم بتحليل المادة العلمية واقتراح الحلول لمختلف المشكلات والمسائل والموضوعات المختلفة التي يتم عرضها عليهم بأنفسهم وبنوعًا من الاستقلالية .


-من شأنها أن تُساعد على توفير بيئة وإطار من التعاون والعمل الجماعي لدى الطلاب وبعضهم البعض وبين الطلاب والمعلمين أيضًا ، وبالتالي ؛ التخلص من الشكل التقليدي لعلاقة الطلاب ببعضهم داخل الصف وعلاقة الطالب بالمعلم أيضًا .


-اكتساب المهارات بشكل تدريجي من شأنه أن يُساعد على مراعاة الفروق الفردية في قدرة كل طالب على التحصيل واكتساب المهارات المختلفة ، حتى يكون جميع الطلاب مؤهلين إلى المرحلة التعليمية الأعلى علميًا وفكريًا ونفسيًا أيضًا .


أنواع السقالات التعليمية


قام بعض العلماء والباحثين بتقسيم السقالات التعليمية إلى عدة أنواع ، ومن أهمها ، ما يلي [3] :


السقالات التعليمية المعرفية


وهي تعرف بالإنجليزية باسم Cognitive Scaffolds وهي تتضمن ثلاثة مستويات رئيسية تبدأ بالمعرفة التي تتضمن شرح المعلومات الواردة في المادة الدراسية ثم الانتقال إلى خطوة تطبيق تلك المعرفة وربطها بمختلف جوانب الحياة العامة ثم مستوى التركيب والابتكار الذي يحصل عليه الطلاب نتيجة رفع مستوى المهارات المعرفية لديهم أثناء المعرفة والتطبيق .


السقالات التعليمية المحفزة


وتُعرف السقالات التعليمية المحفزة بالإنجليزية بـِ Motivational Scaffolds وهي تتضمن بشكل أساسي الأجزاء الجوهرية من المادة العلمية والأجزاء الثانوية والرب


بين كل منهم بطريقة مشوقة تصل إلى عقول الطلاب بطريقة تُعزز من شغف وتشويق الطلاب للبحث والدراسة والإطلاع على المزيد من المعلومات حول المادة العلمية محل الدراسة .


السقالات التعليمية المختلطة


وهناك نوع اخر من السقالات التعليمية أيضًا يُعرف باسم السقالات المختلطة Mixed Scaffolds وهي عبارة عن مجموعة من الدعامات التعليمية المتنوعة التي تجمع بين تعليم التقنيات الحديثة والسلوكيات الاجتماعية والقدرة على

التعلم الذاتي

والمهارات الفردية ، وهي تتضمن أيضًا بعض الدعامات التعليمية الخاصة بالمعلم والتي تؤهله إلى تطبيق تلك الاستراتيجية بشكل يُساعد في جني فوائدها بأعلى قدر ممكن .


مميزات السقالات التعليمية


هناك عدد كبير من المميزات التي تنفرد بها استراتيجية السقالات التعليمية ، مثل :


-لا تنتقل بالمتعلمين من مرحلة الاعتماد على المعلم إلى مرحلة التعلم الذاتي بشكل سريع ؛ حتى لا تحدث فجوة في قدرة الطالب على التحصيل العلمي ؛ وإنما في البداية يتم الاعتماد على المعلم في تقديم المعلومة ، وبشكل تدريجي يتم تدريب الطالب على الاعتماد على ذاته في فهم وتحليل المادة العلمية وفي النهاية ؛ تكون اعتمادية الطالب واقعة على ذاته بنسبة تزيد عن الـ 90 % في تحصيل العلم والمعرفة .


-التدرج في المستويات التعليمية عبر استخدام السقالات التعليمية يُساعد على تكوين شخصية الطالب الاستقلالية بطريقة صحيحة وتشمل جميع الطلاب ؛ ولا سيما أن


استراتيجيات


التعليم الأخرى قد أهملت الاهتمام بجانب الفروق الفردية وسرعة البديهة لدى المتعلمين .


-تصلح نظرية استخدام الدعامات والسقالات التعليمية في جميع مراحل التعليم لأنه مرنة ولا تعتمد على نموذج واحد إنما هي فكرة صالحة للاستخدام في أي مادة وفي أي مرحلة على اختلاف طبيعة الدعامات التعليمية التي يقدمها المعلم للمتعلم ؛ ولذلك ؛ فإن تلك الاستراتيجية تصلح للاستخدام في مراحل التعليم الابتدائية وتصلح في المرحلة الثانوية ، وتصلح أيضًا في الدراسة الجامعية وتنمية ملكة البحث العلمي لدى الخريجين .


-كما تُجدر الإشارة إلى أن بعض المراكز التعليمية والتدريبية تعتمد على استخدام تلك الاستراتيجية في تنمية مهارات الطلاب والمتدربين لديها بشكل تدريجي وسليم ، ومن ثم ؛ تحقيق الفائدة المنشودة من العملية التعليمية أو الدورات التدريبية .


-استراتيجية الدعامات التعليمية ليست مقصورة فقط على المعرفة النظرية ؛ وإنما يُمكن تطبيقها على الجانب العملي والتطبيقي في كل مجالات وأوجه الحياة سواء الحياة العلمية او العملية أو الاجتماعية .


معوقات وعيوب السقالات التعليمية


هناك بعض التربويين الذين يرون أن السقالات التعليمية وسيلة تعليم أكثر من رائعة ولكنها لا تخلو من المعوقات والعيوب التي لا بُد من أخذها في الاعتبار ، مثل :


-تحتاج نظرية السقالات التعليمية إلى فترة زمنية طويلة ؛حتى يتقن المعلم استخدامها ويقوم بتطبيقها بشكل سليم على الطلاب ، وهو أمر بالطبع يحتاج إلى وقت وجهد طويل قد لا يُمكن توفيره في العديد من الأنظمة التعليمية .


-نظرًا إلى اهتمام استراتيجية الدعامات التعليمية بجميع الطلاب دون تفريق ؛ فإن الأمر قد يعتريه نوع من الجور على حقوق الطلاب المتميزين أصحاب القدرة على التحصيل العلمي السريع وسرعة البديهة ، ومن ثم يتم قضاء أوقات طويلة قبل نقلهم إلى مستويات تعليمية أعلى ؛ في حين أن القدرة على الانتقال إلى درجات ومستويات أعلى تكون متوفرة لديهم ، وهذا بالطبع يُعتبر أحد أهم الماخذ على تطبيق واستخدام نظرية دعامات


التعليم


.


-وعلى الرغم أن الاستراتيجية تتبنى فكرة عدم الانتقال اللحظي من الاعتماد على المعلم بالكامل إلى اعتماد الطالب على نفسه بالكامل ؛ فإن هذ الأمر قد يؤدي إلى تكاسل بعض الطلاب عن الاعتماد على أنفسهم ويظلوا يعتمدون على المعلم طوال الوقت ، بل ويفقدون الرغبة أيضًا في البحث والاستكشاف بأنفسهم ، ولذلك ؛ لا بُد من مراعاة تلك النقطة عند تطبيق الاستراتيجية ووضع حد نهائي وفترة زمنية مُحددة لاعتماد الطالب على المعلم ؛ حتى لا يجد الطالب سبيل إلا الاعتماد على نفسه بشكل تدريجي إلى أن يصل إلى المستوى الإدراكي والتعليمي والاستقلالي المطلوب .


ويُذكر أن فكرة السقالات التعليمية ليست وليدة اللحظة ؛ بل قد تم اكتشافها بواسطة بعض العلماء منذ عدة عقود ، ولا تزال تشهد درجات كبيرة من التنمية والتطوير والتطبيق على نطاق واسع في العديد من الدور والمؤسسات التعليمية المرموقة على مستوى العالم .