خطة مقترحة لعمل التثقيف الصحي


أصبح التثقيف الصحي واتباع سبل وإجراءات الوقاية ضد الأمراض سواء البسيطة أو الفتاكة هو أحد أهم الاتجاهات التي يحرص عليها الجميع سواء أفراد أو مؤسسات في عصرنا الحالي ؛ وفي هذا الصدد؛ كانت هناك رغبة أكيدة لدى الجميع في الوصول إلى أفضل خطة مقترحة من أجل نشر الوعي والتثقيف الصحي وقد تبارات المؤسسات والجهود الفردية أيضًا في استخدام البرامج المتطورة من أجمل عمل خطة تثقيف صحي فعالة وإيجابية .


ما هو التثقيف الصحي


التثقيف الصحي بمعناه الاصطلاحي يُشير إلى حدوث اتصال بين من يمتلك المعلومات الصحية والوقائية والعلاجية وبين من هو في حاجة إلى معرفة تلك المعلومات ، ويُطلق على الأول اسم ( المُثقف الصحي) بينما يُطلق على الثاني اسم (المستهدف بالتوعية والتثقيف الصحي) ويتم هذا التواصل عبر أو وسيلة أو

بروتوكول

يضمن حماية كلا الطرفين [1] .


ومن جهة أخرى ؛ أشار البعض إلى أن التثقيف الصحي يُشير إلى السعي الدائم إلى الحفاظ على صحة الأفراد باعتبارهم الركيزة الأساسية للمجتمعات ؛ من أجل الحد قدر الإمكان من انتشار الأمراض ، ويتم هذا التثقيف من خلال اتباع وسائل من شأنها أن تؤثر على الحواس الإدراكية لدى المستهدف بالتثقيف ، ومن ثَم يكون بعد إتمام عملية التثقيف على علم بأسباب الإصابة ومخاطر الإصابة وطرق الوقاية أيضًا وغيرهم .


أهمية التثقيف الصحي


يُمكن تلخيص أهم النقاط الإيجابية الخاصة بالتثقيف الصحي عبر النقاط التالية الذكر :


-يهدف طوال


الوقت


إلى نشر المعلومات والمفاهيم الصحية السليمة والقضاء على المعتقدات الخاطئة حول مختلف الأمراض والسلوك العام .


-يكون كل فرد بعد إتمام عملية التثقيف الصحي الصحيحة على علم بما يحتاج إليه من مشاكل صحية ويتعرف أيضًا على الطريقة الأمثل لحل تلك المشكلة والتغلب على المرض أو الوقاية منه .


-من خلال التثقيف الصحي السليم أيضًا يتم ترسيخ أهم السلوكيات السليمة والصحية لدى المواطنين وأفراد المجتمع بوجه عام .


-نشر مفاهيم الثقافة الصحية في كل أرجاء المجتمع وخصوصًا بين الطلبة والطالبات في المدارس وفي المؤسسات العامة والخاصة وفي كل أركان المجتمع بوجه عام ؛ يُساعد بشكل كبير جدًا على تقليل نسبة انتشار الأمراض في المجتمع وتقليل عدد المرضى وتقليل عدد الوفيات أيضًا .


-التحلي بالثقافة الصحية والحرص عليها من شأنه أن يُساعد على توفير حياة صحية كريمة للفرد ويُساعد أيضًا على إفراز أجيال تتمتع بالقوة والصحة التي تؤهلها إلى العمل والإنتاج ، ومن ثم ؛ السبق والتقدم .


خطة لعمل التثقيف الصحي


عند الرغبة في عمل خطة تثقيف صحي ناجحة ؛ فلا بُد من الالتزام بعناصر التثقيف الصحي الأساسية ، مثل [2] :


تحديد الفئة المستهدفة


لا بُد من تحديد الفئات المعنية بعملية التثقيف الصحي وتحديد درجة الفهم والإدراك الخاصة بهذه الفئة أيضًا حتى يتم الوصول إلى وسيلة تثقيفية يُمكنهم استيعابها والاستفادة منها .


تحديد الرسالة التثقيفية


لا بُد من أن يقوم المتخصصين من مقدمي الرعاية الصحية الموثوقين والمعتمدين بوضع الرسالة التثقيفية ؛ حتى تكون طرق اكتشاف المشاكل الصحية أو اتباع الوسائل الوقائية ضد الأمراض صحيح وعلمي ومن شأنه أن يُحقق الفائدى بالفعل للفئة المستهدفة من هذا التثقيف ، غير أنه بعد أن بضع المتخصصين الرسالة الصحية المراد توصيلها إلى الجماهير ؛ يتم الاستعانة بمتخصصين اخرين قادرين على صياغة تلك الرسالة التوعوية بطريقة تصل إلى عقول المستمعين إليها بسهولة .


تحديد المُثقف الصحي


لا بُد أن يكون الشخص الذي سوف يتم من خلاله توصيل الرسالة التثقيفية مناسبًا لها ولديه قبول عند الفئة المستهدفة من التثقيف وأن يتحلى بالقدرة على إقناع الاخرين والتأثير بهم والاستماع إلى مشاكلهم والإجابة عليها بصدر رحب أيضًا ، ويُعتبر اختيار المُثقف الصحي في هذه الحالة من أهم أسباب نجاح الخطة التثقيفية .


تحديد وسيلة التثقيف


وهناك عدة وسائل تثقيف أيضًا يُمكن الاختيار من بينهم أو اختيار أكثر من وسيلة تثقيف صحي واحدة ، وهي تشمل ما يلي :



-الوسائل المسموعة :

وهي التي تتم عبر عقد الندوات والاجتماعات والمحاضرات والمؤتمرات والمقابلات والتي تتم عبر الوسائل الإعلامية الأخرى المسموعة فقط أيضًا مثل الراديو ، وغيرهم .



-الوسائل المقروءة :

وهي خاصة بكل وسائل التوعية والدعاية المكتوبة سواء عبر الصحف والمجلات ، أو عبر المطبوعات والبامفلت والفلاير ، ومواقع الإنترنت ، والملصقات ، والمعارض ، والعروض التقديمية ، والصور التوضيحية ، والسبورة ، والنماذج ، والرسائل القصيرة سواء عبر الهاتف النقال أو عبر مواقع التواصل الاجتماعي أو غيرهم .



-الوسائل المرئية والمسموعة :

وهي تُعد أهم وأشهر وسائل التوعية والتثقيف الصحي وأكثرها فاعلية أيضًا ؛ حيث أنها تؤثر على أكثر من حاسة إدراكية في نفس الوقت وهي النظر والسمع مما يُسعد على وصول المعلومات التوعوية إلى الُشاهدين بشكل كبير ، ومن أشهرها بالطبع : التلفاز ، مقاطع الفيديو ، شاشات العرض ، الأقراص المدمجة ، وغيرهم .


برامج مقترحة للتثقيف الصحي


ومن أهم أمثلة برامج التثقيف الصحي ، ما يلي :


-الاهتمام قدر الإمكان بالنظافة الشخصية مثل غسل اليدين بالماء والصابون بعد قضاء الحاجة ، والحرص على تطهير اليدين والوجه عدة مرات على مدار اليوم والاستحمام مرة واحدة على الأقل يوميًا ، وغسيل الأسنان ، وتغيير الثياب بأخرى سليمة يوميًا ، والحرص على غسل اليدين والوجه والأقدام عند العودة إلى المنزل .


-الاهتمام بنظافة مكان الإقامة مثل إزالة الأوساخ والقاذورات من المنزل وغسل المفروشات بوسائل التنظيف المسموح بها وتعريضها إلى الشمس قدر الإمكان وتهوية المنازل أيضًا وإزالة الغبار والأتربة بشكل يومي قدر الإمكان ، والتخلص من بقايا الطعام والفضلات فورًا بطريقة صحية ، واستخدام مواد التطهير وخصوصًا في المطابخ والحمامات التي تعتبر بيئة خصبة لنمو الحشرات والميكروبات الضارة والممرضة .


-الحفاظ على نظافة الشارع أو المدينة أو الوطن بأكمله من خلال عدم إلقاء المهملات في غير الأماكن المخصصة لذلك ، وعدم إتلاف المرفقات العامة والمحافظة عليها أيضًا قدر الإمكان .


-الحرص على الخضوع إلى الاختبارات الطبية التي تؤكد خلو الفرد من أي أمراض معدية وخصوصًا التهابات الكبد الوبائي وغيرهم من الأمراض الأخرى بشكل دوري من أجل القضاء على إصابة من مهدها قبل أن تتفاقم وتسبب مشكلات صحية كبيرة .


-التعامل مع المرضى المُصابين بأي من

الأمراض المعدية

بأعلى درجات الحرص والوقاية ؛ حتى لا يُؤدي أي مرض تكوين بؤرة مرضية وينتشر من خلالها إلى عدد كبير من الأشخاص الاخرين .


-الحرص على اتباع الوسائل والخطط العلاجية التي يُشير إليها مقدم الرعاية الصحية بشكل سليم ؛ من أجل الوقاية من تدهور الحالة المرضية .


الحرص على الحصول على أي أمصال وقائية (لقاحات) تُشير إليها وزارات الصحة في مختلف البلدان من أجل الوقاية من الأمراض المنتشرة بها بكثرة .


وتُجدر الإشارة إلى أن القيام بوضع خطط تثقيف صحي وتنفيذها عبر وسائل وأدوات فعالة ؛ قد ساعد بشكل كبير على نشر درجة كبيرة من الوعي والثقافة الصحية لدى جموع المواطنين في جميع البلدان ، ولا تزال خطط التثقيف الصحي تحظى بدرجة اهتمام كبيرة لدى مختلف الدول من أجل حماية أبنائها من أي أمراض تنتشر نتيجة اتباع سلوكيات صحية خاطئة .