سمات الشخصية الاضطهادية

الشخصية الاضطهادية تشير إلى الشخص الشكاك بدون مبرر، الذي يظن أن الناس يتآمرون عليه. هو يفكر كثيرا في كل ما يقوله الناس ويسارع في النقد، لكنه ليس منفتحا على النقد، هذه الشخصية تتشابه في صفاتها مع أولئك المصابون بجنون العظمة.

الأبحاث تشير إلى أن العديد من الناس، حوالي 15 إلى 30 بالمئة، يكون لديهم أحيانا أفكار شكوكية.  على سبيل المثال، أفاد حوالي 42 بالمائة من طلاب الجامعات أنه على الأقل مرة واحدة في الأسبوع ينشر الآخرون تعليقات سلبية حولهم. الحالة العامة للشخصية الاضطهادية هي حالة سلبية، يمكن أن تتضمن الكآبة، القلق، وتدني احترام الذات.[1]

سمات الشخصية الاضهادية

الأشخاص الاضطهاديون دائما ما يكونوا على أهبة الاستعداد، ويظنوا بأن الآخرين يريدون أن يؤذوهم أو يهددوهم. هذه الأفكار تكون في الغالب غير حقيقية، كذلك عادات اللوم وعدم الثقة، قد تتداخل هذه العيوب في قدرتهم على تكوين علاقات وثيقة، الأشخاص الذين يعانون من هذا الاضطراب

  • يشكون باستمرار بالتزام، نزاهة، واستحقاق الثقة للآخرين، ويظنون بأن الأشخاص يستخدمونهم أو يخدعونهم.
  • لا يثقون بأحد أو يظهروا معلومات شخصية ويفشون أسرارهم للآخرين لأنهم يعتقدوا أنهم عاجلا أم آجلا سيستخدموا هذه المعلومات ضمنهم.
  • يحملوا الضغائن ولا يسامحوا
  • حساسين بشكل كبير ولا يتقبلوا الانتقاد
  • يظنوا السوء في التعليقات البسيطة التي يمكن أن تكون عفوية.
  • إدراك الهجمات على شخصياتهم التي لا تظهر للآخرين، يتفاعلون بشكل عام مع الغضب ويسرعون في الانتقام.
  • لديهم شكوك دائمة بدون أسباب واضحة، بأن شريكهم يخونهم
  • بشكل عام باردين في علاقاتهم مع الآخرين، ويمكن أن يصبحوا متحكمين وغيورين
  • لا يمكن أن يروا أخطائهم التي سببت المشاكل ويظنون دائما أنهم على حق
  • لديهم عدم مقدرة على الاسترخاء
  • عدائيون، عنيدون، ويحبون الجدالات.

مسببات الشخصية الاضطهادية

السبب الرئيسي لظهور هذه الشخصية غير واضح، لكن يمكن أن يعود ذلك للعديد من العوامل البيولوجية والفسيولوجية. هناك رابط يجمع بين هذه الشخصية ووجود قريب من الدرجة الأولى المصاب بالشيزوفرينيا لأن هناك العديد من الروابط المشتركة بين هذين الشيئين. أيضا تجارب الطفولة، كالصدمات الجسدية أو العاطفية يمكن أن تؤدي لظهور هذه الشخصية

التعامل و علاج الشخصية الاضطهادية

الناس الذين يملكون هذه الشخصية لا يبحثون عن علاج للتخلص منها لأنهم لا يرون أن لديهم مشكلة. لكن عندما يطلب العلاج، فيكون العلاج هو العلاج النفسي. العلاج سوف يركز بشكل أساسي على زيادة المهارات في الانخراط بالمجتمع، وتحسين العلاقات الاجتماعية، التواصل، و


الثقة بالنفس


.

ولأن الثقة هي عامل مهم من عوامل العلاج النفسي، العلاج ينطوي على تحدي كبير لأن معظم الأشخاص الاضصهاديون لا يثقون بالآخرين. كنتيجة لذلك، معظمهم لا يتبع إجراءات العلاج. الأدوية عادة ليست أساسية في الخطة العلاجية. ومع ذلك، يمكن وصف الأدوية، مثل مضادات القلق أو مضادات الاكتئاب أو الأدوية المضادة للذهان، إذا كانت أعراض الشخص شديدة، أو إذا كان يعاني أيضًا من مشكلة نفسية مرتبطة بها، مثل القلق أو الاكتئاب.

تعقيدات الشخصية الاضطهادية

تفكير وسلوكيات هؤلاء الأشخاص يمكن أن يتدخل في حياتهم الشخصية ويؤثر على العلاقات ويدمرها، أيضا يؤثر على الوظائف الاجتماعية وظروف العمل. في العديد من الحالات، الناس الذين يملكون هذه الشخصية يتخرطون في قضايا قانونية ومجتمعية، ويتقاضون الأشخاص او الشركات التي يعتقدون بأنهم يتجاوزا القانون أو القواعد

مضاعفات الشخصية الاضطهادية

تختلف التوقعات بالنسبة للأشخاص. هذا الاضطراب في الشخصية مزمن مما يعني أنه يميل إلى البقاء طوال حياة الشخص. على الرغم من أن بعض الأشخاص يمكن أن يعملوا بشكل جيد إلى حد ما مع هذا الاضطراب وهم قادرون على الزواج والحصول على وظائف، فإن آخرين معاقون تمامًا بسبب الاضطراب. لأن الأشخاص الذين يعانون من اكتئاب ما بعد الولادة يميلون إلى مقاومة العلاج، غالبًا ما تكون النتيجة ضعيفة.

الشخصية الاضطرابية تميل لأن تكون مرضا عقليا، وليس فقط عيوب في الشخصية، الأشخاص الاضطهاديون لديهم أفكار خاطئة عن الناس وعن العالم، هذه التحيزات تمنعهم من أن يكونوا أشخاص عقلانيين[2]

التحيز التأكيدي

الأشخاص الشكاكين هم الأشخاص الذين يفكرون بشيء ما في عقلهم ويبحثون في الواقع عما يثبته. لا يبالون بالحجج المنطقية طالما لا تخدم أفكارهم ويبحثون عن أي ثغرة فيها لتأكيد شكوكهم.

التحيز في الانتباه

أداة تحيز الفرد هي انتباهه، انتباه هؤلاء الأشخاص يكون عميق ولكنه ضيق الأفق بشكل كبير. على سبيل المثال، الشخص الذي لديه تقدير متدني لذاته يكون حساس جدا عندما يتجاهله الناس. هم يبحثون دائما عن العلامات التي تظهر أن الناس يمكن أن يكونوا لا يحبونهم.

اضطراب في المنطق

عندما يبدأ الشخص الاضطرابي والشكوكي في تقبل فكرة معينة بناء على حدث معين، لا يمكنه بعدها التخلي عنه. وعندما يتلقى أدلة جديدة، لا يستطيع أن يعيد مراجعة أوراق القديمة حول إمكانية تغيير الحقائق.

واقع مشوه

الأشخاص الاضطرابيون يفرضون نظرة متحيزة على العالم الفعلي. عادة ما يستمع الشخص المصاب بالاضطراب ويراقب فقط للحصول على أدلة محددة تهمه، والتي ترتبط بمعتقدات مشبوهة. على سبيل المثال، في محادثة مع زميل في العمل، يتجاهل الفروق الدقيقة ويفتقد القصد الحقيقي لأنه يفشل في القراءة بين السطور، بدلاً من ذلك يركز على ما يريد رؤيته

وهم الاضطهاد

هؤلاء الأشخاص يلومون الآخرين باستمرار ويفسرون مجريات الحياة من خلال لوم الآخرين. على سبيل المثال، يفسرون الأحداث السلبية كخسارة العمل، من خلال ربطه بإرادة الناس لإيذائهم بدلا من القل بأنهم ربما يكونوا غير فاعلين وكفؤ في العمل.

الإسقاط

الإسقاط هو استبدال التهديد الخارجي أو التوتر الخارجي بالتهديد الداخلي الذي ينكره المرء. على سبيل المثال، “أكرهه” تصبح “يكرهني”. هذه العملية العقلية أساسية للفكر عند هؤلاء الأشخاص. على سبيل المثال، الشخص المصاب بجنون العظمة الذي ارتكب خطأً بسيطًا في الوظيفة، سيبحث عن أدلة على الرفض أو


الكراهية


في سلوك رئيسه. عندما يجد هذه العلامة، يصبح التوقع المتحيز إدانة بعدم الموافقة.

أفكار مبالغ فيها

الفكرة المبالغ فيها هي فكرة بسيطة تشبه الوهم، وغالبًا ما توجه سلوكًا محددًا. مثال على ذلك هو الطرق على الخشب للحماية من الحسد وسوء الحظ. كثير من الناس يؤيدون “قاعدة 10 ثانية” التي تقول أنه لا يمكن تناول الطعام الذي سقط على الأرض إلا إذا تم التقاطه على الفور. أحد جوانب الخرافات هو فكرة التفكير السحري التي تتحكم فيها بالعالم. وتصديق أفكار غير عقلانية ولا تمت للواقع بصلة لأنه تكون موجودة فقط في تفكير الشخص المريض عقليا.

صنع المعنى الخاطئ

يمكن للشخص المشبوه أن يكون على حق تمامًا في إدراكه وفي الوقت نفسه مخطئًا تمامًا في حكمه. إن الفهم هو الدافع البشري العميق، لكنه ليس هو نفسه الصواب. يصف أحد خبراء علم النفس بأن الضغط لتبرير أفعال المرء يعكس عمل “نظام مترجم” في الدماغ التحليلي في نصف الكرة الأيسر. إن المترجم (“أنا”) مدفوع لتوليد تفسيرات وفرضيات بغض النظر عن الظروف. وبعبارة أخرى، فإن الدماغ يدرك فقط ما يرغب فيه. ويقوم بصنع التفسيرات الخاصة التي تتناسب مع واقع الأحداث لتأكيد فكرة موجودة سابقا في العقل[1]