طريق دوكلام الصيني
يعد طريق “دوكلام”، واحدًا من أشهر عشر طرق بالصين، وهو عبارة عن هضبة ليست ذا مساحة واسعة بل ضيقة تقع في نقطة تلاقي عدة دول وهما “بوتان والصين والهند، وتعد الأزمة هنا هي الخلاف بين كلاهما حتى أصبحت “دوكلام”، موضع تنازع من دولتي بوتان والصين، التي تقع على بعد نحو 15 كيلومتر من ممر ناثو الذي يفصل دولة الهند عن الصين، بالإضافة إلى كونها جزءًا من وادي تشومبي الواقع أساسًا في التبت، الجدير بالذكر هنا هو طريق دوكلام الذي يصفه العالم جميعًا بالممر الذي يربط ولاية سيكم في الهند ببلدة التبت في الصين.
شهد عامي 1988 و 1998 ، معاهدة واتفاقية بين الصين وبوتان تنص على التزامهم بالحفاظ على السلام والوضع القائم في المنطقة، أن جاءت وحاولت الصين بناء طريق على هضبة دوكلام متجهًا إلى الجنوب بالقرب من ممر دوكا لا وذلك كان في عام 2017 ، مما جعل في ذلك الوقت القوات الهندية تتحرك لمنع الصينيين، ولكن لم تصمت الهند فزعمت أن موقفها ينطلق من الحفاظ على مصالح بوتان، بسبب العلاقة الخاصة بينهما، وهنا نشبت واحتدت الخلافات عندما احتجت بوتان رسميًا على إنشاء الصين للطريق في المنطقة المتنازع عليها.
أزمة دوكلام
في يونيو 2017، ساء الوضع وأصبحت دوكلام موضع مواجهة بين القوات المسلحة الهندية والصينية، وجاءت تلك النزاعات بعد أن قامت الصين بإنشاء طريق من “يادونك “، متجهًا إلى الجنوب عبر هضبة دوكلام.، وهنا لا مجال لمطالبة الهند بدوكلام ولكنها تؤيد مطالبة بوتان بالإقليم، ثم قامت الصين بتوسيع طريق كان ينتهي عند دوكا لا تجاه معسكر تابع للجيش البوتاني في زومپلري على بعد 2 كم جنوباً؛ تلك الحافة، التي تعتبر بمثابة حدود للصين ولكنها تقع بشكل كامل داخل بوتان، حسب ما تراه كل من بوتان والهند، تمتد شرقًا، وتطل على رواق سيليگوري الهندي ذي الأهمية الاستراتيجية البالغة، إلى أن شهد يوم لنفس العام 2017 18 يونيو، عبور القوات الهندية الإقليم المتنازع عليه من الصين وبوتان في محاولة لمنع إنشاء الطريق.
الهند وأزمة دوكلام
حاول القائمون على فض النزاع بتفسير دخول الهند في النزاع إلى أن توصلوا إلى تقارب في العلاقات بين الهند وبوتان، في معاهدة 1949، وافقت بوتان على السماح للهند بتوجيه علاقتها الخارجية وشئونها الدفاعية، مما يجعلها دولة محمية تابعة للهند.
ثم ألغت في عام 2007، المعاهدة بتوقيع معاهدة صداقة جديدة أعطت الحق لبوتان بتوجيه السياسة الخارجية للهند، لكنها توفر سيادة حدودية فيما يتعلق بأمور أخرى مثل واردات الأسلحة، وأوهمت الهند الصين بانتهاك “معاهدة السلام” هذه بمحاولتها إنشاء الطرق في دوكلام، مما جعل الهند تنتقد الصين “لعبورها الحدود” ومحاولتها إنشاء طريق الذي يزعم أنه غير شرعي، بينما انتقدت الصين الهند لدخولها “أراضيها”، والاحتجاج الرسمي الذي تقدمت به نيپال لإنشاء الهند طريق بممر متنازع عليه بالهيمالايا، مايو 2020.
أصرت
دولة الهند
أن تكون طرفًا في هذا الخلاف ففي 29 يونيو 2017، احتجت الهند على إنشاء بوتان طريقًا في الإقليم المتنازع عليه، وكان ذلك نتيجة للتوترات المتزايدة، مما جعلها تعلن حالة القلق العالي على المدود البوتانية وتم تشديد الأمن الحدودي، في ذلك الوقت ، ثم قامت الصين بنشر خريطة توضح دوكلام كجزء من الصين، وفي هذه الخريطة جميع الأراضي حتى گيپ موچي تابعة للصين بموجبة المعاهدة البريطانية الصينية.
المكر الصيني
جاء ذات مرة رئيس الوزراء الهندي السابق جواهرلال نهرو، بالتحديد في 3 يوليو 2017، وقال إن الصين أخبرت الهند أنها وافقت على المعاهدة البريطانية الهندية 1890، وجاء ذلك على عكس الادعاء الصيني، و كانت رسالة نهرو في 26 سبتمبر 1959 إلى تشو، التي استشهدت بها الصين، للمطالبات التي قدمتها الأخيرة في 8 سبتمبر 1959، وفي ذلك الوقت أعربت نهرو بوضوح شديد عن رفضه أن معاهدة 1890 حددت فقط الجزء الشمالي من حدود سيكم التبت وليس منطقة التقاطع الثلاثي.
ثم بعد تلك الأحداث ادعت الصين في 5 يوليو 2017 أن هناك “إجماع أساسي” بين الصين وبوتان على أن دوكام تنتمي إلى الصين ولم يكن هناك نزاع بين البلدين، و نفت حكومة بوتان في أغسطس 2017 أنها تخلت عن مطالبتها بدوكلام.
بيان رسمي يدين الهند
اتهمت وزارة الشئون الخارجية الصينية الهند باستخدام بوتان “كذريعة” للتدخل وإعاقة محادثات الحدود بين الصين وبوتان، وذلك في بيان من 15 صفحة نُشر في 1 أغسطس 2017، وتمت فيه الإشارة إلى “التعدي” على الهند في دوكلام باعتباره انتهاكًا للسيادة الإقليمية للصين وتحديًا لسيادة بوتان واستقلالها.
موقف الصين من دوكلام
من خلال الأدلة التاريخية، عبرت الصين أن هذا الطريق كانت دائمًا منطقة مراعي تقليدية لسكان حدود دوكلام ، وهي مقاطعة في منطقة التبت ذاتية الحكم، وأن الصين قد أدارت المنطقة بطريقة جيدة، وقالت أيضًا: إنه قبل الستينيات، إذا أراد سكان الحدود من بوتان أن يذهبوا إلى دوكلام، كانوا بحاجة إلى موافقة الجانب الصيني وكان عليهم دفع ضريبة المرعى للصين.
البوتانية و طريق دوكلام
حافظت الحكومة البوتانية ووسائل الإعلام على الصمت، بعد إصدار بيان صحفي في 29 يونيو 2017 وأوضحت ذا بوتانيز أن الأراضي التي كانت الصين تبني عليها طريقًا هي “أراضي بوتانية” تطالب بها الصين، هنا كانت صدمة كبيرة لأنها جزء من المفاوضات الحدودية التي تمت، كما دافعت عن سياسة الصمت التي اتبعتها حكومة البوتانية، قائلة “بوتان لا تريد أن تدخل الهند والصين في الحرب، وتتجنب القيام بأي شيء يمكن أن يزيد من سخونة الوضع الحالي”.
انتهاء نزاع دوكلام
الصين والهند يتفقان على إنهاء نزاع “دوكلام” ولكن هذا الانتهاء كان في 28 أغسطس 2017، بعد أن استمر ما يزيد عن شهرين، وقد أكدت الصين أن الهند قد سحبت قواتها، وفيما بعد قامت الهند وتراجعت في النزاع الواقع على الطرف الشرقي من حدودها مع الصين، وذلك بعد أن فتحت الصين نزاعها مع الهند في الطرف الغربي من الحدود في آقصاي چن (لداخ) على بعد نحو 1300 كم من دوكلام، وتصاعد المصادمات داخل الجزء الذي تحتله الهند من كشمير.
أزمة دوكلام الأخيرة
بدأت الصين في إنشاء طريق بديل مكنها من السيطرة على جنوب دوكلام، وكان ذلك القرار في شهر مايو 2020، وذلك بعد أن سيطرت على شماله في الصيف، بوتان أصبحت في حكم المفقودة من الهند، وانتصرت الصين على الهند في مواجهات دوكلام عام 2018 (بشرق حدودهما 4.056كم) والذي تـُوِّج بانتقال ولاء بوتان إلى الصين، وفي 2020 انتقلت المواجهات إلى نيپال (بوسط الحدود) وآقصاي چن (بأقصى الغرب).
منذ يناير وفي شرق الحدود، بدأت الصين في حشد طراز جديد خفيف من الدبابات (ZTQ-15) للمناطق الجبلية على الحدود بين التبت وسيكم (7096 كم² تطالب بها الصين، وفي أوائل مايو 2020 بأقصى غرب الحدود بين طشينجيان”، ” ولداخ”، حشدت الصين 250 جندي على ضفاف بحيرة پانگون بسقف العالم، لداخ (86.904 كم²) تسيطر عليها الهند وتطالب بها الصين وتسميها آقصاي چن وتلاصق كشمير، وحدثت مواجهات سكيم بشرق الحدود في أوائل مايو 2020 أدت إلى إصابات في الجانبين الصيني والهندي. وفي 12 مايو 2020، الصين تدفع بتشكيلات مروحيات بالقرب من خط السيطرة الفعلي LAC )على بعد 4000 كم بغرب الحدود) في لداخ، ومن ثم دفعت الهند دوريات لسلاح الجو.[1]