ما هي أنواع اللجوء
منذ زمن بعيد وهناك العديد من المصطلحات السياسية التي تتكرر بشكل مستمر بفعل الحروب و النزاعات السياسية بين الدول و التي تعمل على إنتاج ظروف لم تكن موجودة تفرض نفسها على المجتمع وعلى العالم كله ومن أبرز هذه المصطلحات السياسية مصطلح اللاجئ السياسي .
مصطلح
اللجوء
يلعب مفهوم اللاجئين في معناه القانوني دوراً هاماً في الاعتراف باللاجئين من خلال الأسباب التي تعارفت عليها الدول في الاتفاقيات لتحديد المعنى العام للاجئين وكيفية إعطائهم حقوقهم وتحديد الدول التي تعترف بوجودهم . وهذا راجع إلى الاتفاقية التي تم عقدها في جينيف في عام 1951 حول الوضع القانوني للاجئين في نوع من الاعتراف بهم وبحقوقهم وأحقيتهم في الانتساب إلى بلد معين نتيجة الإضطرابات والحروب التي قد تكون حدثت وأدت إلى خروجهم قصراً من بلادهم بلا مأوى أو سكن و تعليم وطعام أيضاً .
تاريخ و بداية اللجوء
بدأت ظهور فكرة اللاجئين مع الحروب النازية التي ساهمت بشكل أو بأخر في ظهور أعداد كبيرة من اللاجئين من ألمانيا للحد الذي وصل بعصبة الأمم وقتها إلى إعلان إنشاء مفوضية لإدارة شؤون اللاجئين الوافدين والنازحين من ألمانيا نتاجاً من الحرب وما فعله هتلر . هذا إلى جانب التدابير التي قام بها النازيون في ذاك الوقت والتي عملت على خلق الرعب والذعر في العديد من الألمان مما عمل على زيادة أعداد اللاجئين الهاربين من الحياة في المانيا .
ومن الإجراءات التي اتخذها الألمان في مواجهة المواطنين والتي جعلت العديد منهم يهجر الحياة في ألمانيا ؛ أنها جردت اليهود من هويتهم الألمانية وأصبحوا لايحملون الجنسية الألمانية وهذا من خلال القانون الذي أصدره
هتلر
في عام 1935 يدعى قانون الرايخ للمواطنة . وفي عام 1936 تحديداً في 4 يونيو عملت عصبة الأمم على عقد إتفاق لرعاية اللاجئين الوافدين من ألمانيا وجاء في الاتفاق ( أنه على أى فرد لاجىء من ألمانيا ولا يمتلك جنسيتها ويرغب في الاستقرار في البلاد وبالنسبة إليهم لا يخضعون إلى حماية وأحكام حكومة الرايخ الألمانية ولا يخضعون إلى توصياتها )
وبعدها عملت المنظمات الخاصة بتنظيم أحكام اللاجئين وعلى رأسها المفوضية السامية لتشتمل على أفراد اللاجئين من النمسا والسويد والتي عملت على ضمها إلى ألمانيا مع الأول من أكتوبر في عام 1938 ؛ والذي أتفق مع معاهدة ميونخ .
و وفقاً إلى مؤسسات دعم اللاجئين التي زادت بينما بلغ عدد اللاجئين في ازدياد وخاصة من تشيكوسلوفاكيا في الأول من مارس في عام 1939 إلى أكثر من 150 ألف لاجئ بين عامي 1938 و عام 1939 والذي زاد إلى ما يقرب عن 200 ألف يهودي هاربين من المعاملة السيئة من هتلر والحركة النازية وسعيهم الدائم إلى العيش في فرنسا واللجوء إليها .
في حين أنه قد حصل أكثر من 55 ألف يهودي على إمكانية اللجوء إلى الحياة و الأقامة في فلسطين وذلك قبل أن تعمل السلطات البريطانية على غلق تلك الوجهة في وجه اليهود النازحين في عام 1939 .[1]
معنى كلمة
لاجئ
كلمة لاجئ تطلق على شخص اضطرته الظروف إلى ترك بلاده وطلب العون واللجوء إلى بلد أخر لكي يعيش فيها ؛ وهو الشخص الذي لا يستطيع العودة إلى بلاده ووطنه مرة أخرى في الوقت الحالي أو المستقبل القريب أو البعيد نتيجة إلى الحروب الأهلية أو احتلال بلد إلى بلد آخر . وعادة ما يلجأ الوافدين والنازحين إلى مخيم أو مركز مدني تابع إلى منظمات دولية بعد هروبهم من الأزمات والحروب الدولية .
وعادة ما يكون هذا اللجوء إلى أقرب دول مجاورة لأماكن الاشتباكات أو الحروب بهدف طلب المساعدة للحصول على مأوى أو طعام وملابس وغيرها من أهم أمور الحياة التي يحتاجها أي إنسان ؛ وأكثر من 60 إلى 70 % من اللاجئين يعيشون في المراكز الحضارية .
وبعد إتفاقية جينيف التي تم عقدها لوضع ضوابط تخص أوضاع اللاجئين من الذين هربوا وتركوا بلادهم لأسباب دينية أو حرب أو عرق أو انتماء إلى فئة مضطهدة معينة أو بسبب أراء سياسية في البلاد التي يعيش فيها والتي تجعل حياته مهددة ويطلب بسببها
اللجوء السياسي
أو الديني . وهي أيضاً الأسباب التي يتم الأعتراف بها في كل دول العالم التي وافقت على الاتفاقية الخاصة باللاجئين وتقبلهم في بلادها على هذا الأساس .
وبسبب هذه الاتفاقية التي تم عقدها في عام 1951 والتي تخص أوضاع اللاجئين والتي وضعت تعريف للاجئين على أنه الشخص الذي يوجد خارج بلاده بسبب أسباب وأوضاع ليس له يد فيها بسبب أضطهاد ديني أو عرقي أو سياسي أو لجنسية او إنتماء معين وأصبح وجوده في بلاده مما يخشى على حياته فيها فيطلب اللجوء إلى أي بلد ليستظل بحمايتها ورعايتها إن رغب في ذلك .
أنواع اللجوء المختلفة
اللجوء لسبب سياسي
يعتبر اللجوء السياسي أحد أشهر أنواع اللجوء المعروفة على مستوى العالم والتي ارتبط بها العديد من أسماء القادة والسياسيين وأصحاب الآراء السياسية المشهورين بمعارضتهم لسياسات دولهم أو يعملون على نشر أفكار قد تتعارض مع الحكومات التي يعيشون فيها مما يعمل على تضييق الخناق عليهم ومحاكمتهم وتضييق حرياتهم مما يدفعهم إلى طلب اللجوء السياسي إلى أحد الدول بهدف حمايتهم .
اللجوء بسبب الاضطهاد الديني
هناك العديد من الدول التي تمارس العديد من طرق الاضطهاد المختلفة بسبب عداوتها إلى ديانة معينة أو طائفة بعينها ؛ وهناك العديد من البلاد التي تتبع هذا النهج مثل الهند في محاربتها للمسلمين وبعض الدول العربية التي لا تسمح للأقباط بالعيش فيها أو بعض الدول التي تنبذ بعض الفئات الدينية ولا توفر لها الحماية أو السماح بممارسة شعائرهم الدينية بكل حرية . مما يدفع العديد إلى طلب اللجوء خوفاً على حياتهم وكنوع من حرية التعبير على العقيدة والدين الذين يرغبون في ممارسته بكل حرية .[2]
اللجوء الإنساني بفعل الحروب
من أحد أبرز أنواع اللجوء هو اللجوء الانساني الذي يبحث عنه الكثير ممن تعاني بلادهم من الحروب والدمار الذي أثر على بيوتهم التي تهدمت بفعل الحروب والأقتصاد الذي راح ضحية الغلق الأقتصادي والحصار على الدول الذي عمل على انتشار الجوع والفقر في البلاد ؛ هذا إلى جانب الحروب الأهلية بين الطوائف وبعضها او المجاعات وبعض الظروف البيئية التي تتسبب في خطورة على حياة المواطنين في بعض الأحيان . والتي تكون من أكثر الأسباب التي تستدعي طلب اللجوء السياسي .
مكاتب ومنظمات خاصة باللجوء
هناك العديد من المنظمات والمكاتب حول العالم التي تسعى دائماً إلى تقديم الدعم المالي والنفسي لكل اللاجئين ومنها :
-
المكتب الفرنسي لحماية عديمي الجنسية :
هو عبارة عن مؤسسة إدارية عامة مقرها في فرنسا مسؤولة عن مراقبة تطبيق اتفاقية منظمة جينيف التي تم عقدها في عام 1951 والتي تختص بوضع اللاجئين . -
المرصد الأورومتوسطي :
وهو منظمة غير حكومية مهتمة بحقوق الإنسان في أماكن النزاعات والاشتباكات وأحوال المهاجرين في كل دول العالم .