تعد جائزة نوبل من أرقى وأشهر الجوائز العالمية التي تحظى بأهمية كبيرة على نطاق واسع في المجالات العلمية والأدبية والثقافية. وهي جائزة سويدية تتضمن مجموعة من الجوائز الدولية السنوية التي منحتها المؤسسات السويدية والنرويجية في عدة فئات تقديراً للتقدم الإكاديمي والثقافي والعلمي.

ولقد أنشأت مؤسسة إدارة ألفريد نوبل الكيميائية والصناعية والهندسية خمس جوائز نوبل في عام 1895 وقد تم منح الجوائز في مجالات الكيمياء والأدب والسلام والفيزياء وعلم وظائف الأعضاء والطب على نطاق واسع لأول مره مع بداية عام 1901 .

شخصيات رفضت جائزة نوبل

على الرغم من أن جائزة نوبل تعتبر من أرقى وأعظم الجوائز في التاريخ البشري على الإطلاق؛ وتعتبر من الجوائز التي تساهم في التطور البشري في مجالات الطب والهندسة والكيمياء والصناعة والسلام وكل هذا يسبب في تسهيل الحياة على هذا الكوكب؛ إلا أن هناك العديد من الشخصيات الشهيرة والتي ساهمت بفكرها وعلمها في إختراعات هامة للبشرية ؛ رفضوا إستلام الجائزة ومنهم من احتقر فكرتها من الأساس وسخر منها ومن القائمين عليها .

الكاتب جورج برنارد شو

من أشهر من رفضوا إستلام جائزة نوبل في الأداب . بل وسخروا منها ورفضوا استلامها لعدم إيمانهم بها والقائمين عليها ومؤسسها ألفريد نوبل. فلقد فاز جورج برنارد شو بجائزة نوبل في عام 1925 لكنه رفض استلامها وبعدها عام ليستلمها في العام التالي 1926 دون أن يحصل على قيمتها المادية. وكان من أشهر ما قاله برنارد شو عن تسلم جائزة نوبل عند رفضها ( إن هذا طوق نجاة يُلقى به إلى رجل وصل فعلاً إلى بر الأمان ، ولم يعد عليه من خطر ) .[1]

وكان للكاتب والأديب الكبير

جورج برنارد شو

الفضل في نشر الثقافة الأوروبية والأدب الأجنبي إلى العالم كله من خلال كتاباته المميزة والتي أثرت المسرح الأوروبي عندما تحولت إلى أشهر المسرحيات في العالم؛ حيث ظل يكتب برنارد شو للمسرح لفترة كبيرة تزيد عن خمسة وأربعين عاماً ما بين المسرحيات الطويلة والقصيرة. هذا إلى جانب مواهبه الأخرى في الإخراج التي بها أخرج العديد من مسرحياته بنفسه وفي العديد من البلاد في أوروبا وأمريكا.

ومن أشهر مسرحيات ومؤلفات جورج برنارد شو

بيوت الأرامل
السلاح والرجل
سيدتي الجميلة
الرائد باربرا
بيت القلب الكسير

الكاتب جون بول سارتر

ثاني

أشهر الأدباء

الذين رفضوا إستلام جائزة نوبل في الأدب عام 1964 . وكان سبب رفض استلام الجائزة بسبب رفضه إستلام الجوائز الرسمية بشكل عام.

يعتبر جون بول سارتر فيلسوف وأديب وناقد وكاتب مسرحي وكاتب سيناريو وناقد أدبي متعدد المواهب وناشط سياسي فرنسي شهير. بدأ حياته أستاذ جامعي درس الفلسفة في ألمانيا أثناء الحرب العالمية الثانية. وعندما احتلت ألمانيا فرنسا كان له الدور الهام في المشاركة مع المقاومة الفرنسية في مواجهة الإحتلال الألماني.[2]

ومن أشهر الأعمال الأدبية لجون بول سارتر :

الغثيان عام 1938
تخطيط لنظرية الإنفعالات 1939
الخيالي عام 1940
الوجود والعدم 1943
الوجودية مذهب إنساني 1946

الكاتب الروسي بوريس باسترناك

من الأدباء الروسيين المتميزين في المجال الأدبي والذي فاز بجائزة نوبل في الأدب عام 1958 إلا أنه أُجبر على رفض إستلام الجائزة التي منحتها له أكاديمية نوبل عن رواية دكتور زيفاكو. والتي منعتها السلطات الحكومية في روسيا التابعة للإتحاد السوفيتي وقتها مما حظر معه إنتشار الرواية وحجب الجائزة.

بوريس باسترناك كاتب وأديب وشاعر روسي معروف بتأثيره عن طريق رواياته عن الإتحاد السوفيتي والمتمثلة في روايته الشهيرة الدكتور جيفاغو. والتي تحولت فيما بعد إلى فيلم سينمائي عام 1965 من إخراج ديفيد لين ومن تمثيل عمر الشريف وجولي كريستي وحصد الفيلم خمس جوائز من الأوسكار.

لي دوك ثو

لي دوك ثو سياسي ومحارب ومناضل فيتنامي فاز بجائزة نوبل في السلام مناصفة مع وزير الخارجية الأمريكي هنري كسنجر؛ إلا أن لي دوك رفض إستلام الجائزة إعتقاداً منه أنه لم يتحقق السلام في فيتنام وقتها.

لي دوك ثو من مواليد الرابع عشر من أكتوبر عام 1911 وتوفي عام 1990 ؛عمل على الكثير من المفاوضات التي قادت الأمريكيين لمحادثات باريس للسلام وتوصل إلى وقف إطلاق النار وسحب القوات الأمريكية من فيتنام؛ والتي أدت به إلى الحصول على جائزة نوبل للسلام عام 1973 . لكنه رفضها أملاً في إنتهاء الإحتلال الأمريكي لفيتنام بشكل نهائي.

أدولف بوتنانت

من أشهر العلماء المتميزين في الكيمياء والفائزين بجائزة نوبل في عام 1939 إلا أنه تم إجباره على رفض استلامها.

أدولف بوتنانت من مواليد ألمانيا عام 1903 وتوفي في عام 1995 . ونال جائزة نوبل نظراً لمساهمته في مجال الكيمياء وعمله على الستيرويدات الجنسية والهرمونات هو أول من إكتشف هرمون التستستيرون وتمت مكافئته على أعماله في مجال الكيمياء وحصوله على جائزة نوبل في عام 1939 مع ليو بولد روزيتشكا إلا أنه تمت إجباره على رفض الجائزة لسبب غير معلوم.

جيرهارد دوماك

من العلماء

الألمان

الحاصلين على جائزة نوبل في الطب عام 1939 إلا أنه تم إجباره على رفض إستلام الجائزة كباقي العلماء الألمان في ذلك الوقت نظراً إلى القانون الذي أصدره أدولف هتلر في ذلك الوقت الذي يحث الألمان على رفض إستلام جائزة نوبل عام 1937 .

ويعتبر جيرهارد دوماك من العلماء الألمان مواليد عام 1895 وهو عالم وطبيب أمراض وأحياء دقيقة؛ مكتشف أول مضاد حيوي في التاريخ وهو السلفوميدوكرايسودين الذي كان السبب في ترشيحه للحصول على جائزة نوبل في الطب عام 1939 وتوفي في عام 1964 .

كيف يتم الترشح لجائزة نوبل

هناك العديد من الضوابط التي وضعتها مؤسسة نوبل على كل من يتم ترشيحه للحصول على الجائزة من الفئات التي تسمح بها المؤسسة في مجال الطب والكيمياء والسلام والأدب وغيرها.

ومن الضوابط أنه لكي يتم الحصول على جائزة نوبل يجب الترشيح للجائزة أولاً ؛ ولا يتم الترشيح للحصول على الجائزة إلا لمن هم على قيد الحياة من العلماء والأدباء . ومن الممكن أن يتم الترشح للجائزة مرة أخرى على الرغم من الحصول عليها مرة سابقة .

كما يمكن الترشح للحصول على الجائزة في مجالات الفيزياء أو الطب والأدب والإقتصاد لأعضاء أكاديمية نوبل والأساتذة وأعضاء هيئة التدريس في الجامعات. ومن الممكن تقديم الأسماء التي يتم ترشيحها من قبل الأساتذة أعضاء الأكاديمية السويدية والهيئات التابعة لها. أما عن الترشح لجائزة نوبل للسلام فيكون الترشيح عن طريق عضو من أعضاء المحاكم الدولية أو من الحكومات.[3]

معلومات عن الفائزين بنوبل

هناك العديد من الحالات المختلفة عن الحصول على جائزة نوبل ومنها من حصل على الجائزة أكثر من مرة وهي كانت من نصيب ماري كوري وزوجها بيير كوري لاسهاماتهم العظيمة في اكتشاف النشاط الإشعاعي والمساهمة في العلاج من الأمراض الخطيرة. وريموند ديفيس الذي يعتبر من أكبر الحاصلين على الجائزة سناً حتى الآن إذا بلغ عمره 88 عام عندما حصل على جائزة نوبل في عام 2002 في مجال الفيزياء. والفتاة الباكستانية ملالا يوسف زي التي حصلت على جائزة نوبل عن عملها في مجال حقوق الإنسان عن عمر 17 عام.