متى يتكون الجهاز التنفسي عند الجنين
عند دراسة
مراحل تكون الجنين
أثناء الحمل نجد أن الجهاز التنفسي يبدأ في التطور مبكرًا ، وتعتبر عملية تكوين الجهاز التنفسي عند الجنين عملية معقدة تتضمن العديد من الخطوات تبدأ عند بداية النمو وتنتهي عند الولادة حيث يمكن ملاحظة الجنين وهو يقوم بحركات التنفس ، وعلى الرغم من ذلك نجد أن الأم هي المسؤولة عن توفير كل الأكسجين للجنين ، كما تقوم بالتخلص من كل ثاني أكسيد الكربون عبر المشيمة الموجود بداخلها الجنين ، وبالتالي خلال فترة الحمل يحصل طفلك على الأكسجين من مجرى الدم عبر المشيمة لذلك لا يحتاج إلى الرئتين حتى يولد ويأخذ أنفاسه الأولى ، ولكن نجد أن الجهاز التنفسي يتطور طوال الوقت استعدادًا للولادة .
تطور الجهاز التنفسي للجنين
لقد كشفت الدراسات العلمية لعملية نمو الجنين أن الجهاز التنفسي يبدأ في التطور عند الجنين بحلول الأسبوع الرابع من فترة الحمل ، وبحلول
الأسبوع 28
من فترة الحمل ينمو ما يكفي من الحويصلات الهوائية لكي يتمكن الطفل المولود في هذا الوقت من التنفس من تلقاء نفسه .
بداية نمو الجهاز التنفسي
ينمو الجنين داخل بطن الأم ويمر أثناء النمو بمراحل متعددة ، وكذلك يبدأ الجهاز التنفسي في التطور ويمر بعدة مراحل ، وتبدأ المرحلة الأولى بحلول الأسبوع الرابع حيث تبدأ الأنسجة الخارجية للجهاز التنفسي في النمو حتى تتحد مع أنسجة الجلد في البلعوم ، وفي نفس الوقت تقريبًا يبدأ تكون براعم الرئة ، ويمكن تعريف براعم الرئة على أنها هيكل على شكل قبة يتكون من أنسجة تنتفخ من المقدمة ، بعد ذلك ينمو الجزء الخارجي من هذا الهيكل وتتكون القصبة الهوائية ، وفي نفس الأسبوع يبدأ نمو براعم الشعب الهوائية .
نمو براعم الشعب الهوائية للجنين
خلال المرحلة الثانية لنمو الجهاز التنفسي والتي تبدأ من الأسبوع السابع إلى الأسبوع السادس عشر تستمر براعم الشعب الهوائية في النمو والتفرع وتبدأ هذه البراعم في تطوير نفسها حتى يتم تشكيل جميع القصبات الهوائية ، وبحلول الأسبوع الثالث عشر تبدأ القصبات الهوائية في التوسع في الحجم ، وفي نهاية هذه المرحلة بحلول الأسبوع السادس عشر تتكون القصيبات التنفسية ، وفي هذه المرحلة يكون لدى الجنين جميع الهياكل الرئوية الرئيسية المسؤولة عن التنفس .
مرحلة تشكيل القصيبات التنفسية
تبدأ المرحلة الثالثة من نمو الجهاز التنفسي للجنين بحلول الأسبوع السادس عشر وتنتهي مع الأسبوع الرابع والعشرون ، حيث تبدأ هذه المرحلة بمجرد أن تتشكل القصيبات التنفسية وتبدأ مرحلة تطوير الأوعية الدموية ، وفي حوالي الأسبوع التاسع عشر تكون قد تكونت بالفعل جميع القصيبات التنفسية ، كما بالإضافة تبدأ الخلايا المبطنة للهياكل التنفسية في تشكيل الخلايا الرئوية من النوع الأول والنوع الثاني ، وبمجرد نمو الخلايا من النوع الثاني في حوالي الأسبوع العشرون يبدأ الجنين في التنفس .
تكون الشعيرات الدموية الرئوية
خلال المرحلة الرابعة من نمو الجهاز التنفسي للجنين يحدث نمو وتطور كبير في الجهاز التنفسي وذلك بداية من الأسبوع الرابع والعشرون ، حيث يستمر الجهاز التنفسي في التوسع وتتطور الأسطح التي ستشكل غشاء الجهاز التنفسي بشكل أكبر ، وفي ذلك الوقت تكون قد تكونت الشعيرات الدموية الرئوية وتستمر في التوسع مما يخلق مساحة سطح كبيرة لتبادل الغازات .
يحدث العامل الرئيسي لتطور الجهاز التنفسي عند الجنين في حوالي الأسبوع الثامن والعشرون وفي هذا الوقت يتنفس الجنين من تلقاء نفسه ، ومع ذلك تستمر
الحويصلات الهوائية
في التطور والنضج في مرحلة الطفولة ، ولا تتطور مجموعة الهوائية بشكل كامل حتى حوالي 8 سنوات من العمر .
تنفس الجنين داخل بطن الأم
عند دراسة تطور الجهاز التنفسي للجنين نجد أن حركات تنفس الجنين ليست واضحة تمامًا ويمكن ملاحظتها بدءًا من الأسبوع الواحد والعشرون من تطور الجهاز التنفسي ، ولقد أظهرت الدراسات أن حركات تنفس الجنين تشمل تقلصات العضلات التي تتسبب في استنشاق السائل الأمنيوسي ، كما تكون حركات تنفس الجنين ليست مستمرة وقد تشمل فترات من الحركات المتكررة وفترات عدم الحركة .
يمكن أن تؤثر عوامل أخرى متعلقة بالأم على تواتر حركات التنفس ، على سبيل المثال يمكن أن يؤدي ارتفاع مستويات الجلوكوز في الدم والتي تسمى فرط سكر الدم إلى زيادة عدد حركات التنفس ، وعلى العكس من ذلك يمكن أن يؤدي انخفاض مستويات الجلوكوز في الدم المعروف باسم نقص السكر في الدم إلى تقليل عدد حركات تنفس الجنين .
أثبتت الدراسات العلمية أن التدخين يقلل أيضًا من معدلات تنفس الجنين ، وقد يساعد تنفس الجنين داخل بطن الأم على تهدئة العضلات استعدادًا لحركات التنفس بمجرد ولادة الجنين ، وقد يساعد أيضًا في تكوين الحويصلات الهوائية وتعتبر حركات تنفس الجنين علامة على صحة قوية .
تنفس الجنين أثناء عملية الولادة
أشارت الدراسات أنه قبل الولادة تمتلئ الرئتان ب
السائل الأمنيوسي
والمخاط ، وعندما تبدأ عملية ولادة الجنين عبر قناة الولادة يتم ضغط تجويف الجنين الصدري مما يطرد الكثير من هذا السائل ، ومع ذلك تبقى بعض السوائل ولكن الجسم يمتصها بسرعة بعد الولادة بوقت قصير .
يحدث أول تنفس بعد الولادة في غضون 10 ثوانٍ بعد الولادة وتبدأ الرئتين في التضخم نتيجة وجود المخاط والسائل الأمنيوسي ، كما تؤدي الولادة المبكرة قبل حوالي 26 أسبوعًا من الحمل في كثير من الأحيان إلى ضائقة تنفسية شديدة ، وعلى الرغم من تقدم الطب في هذه الآونة إلا أن
الولادة المبكرة
للجنين خاصة قبل الأسبوع السادس والعشرون قد تسبب مشاكل كبيرة لذلك تكون احتمالات البقاء على قيد الحياة منخفضة .
متلازمة الضائقة التنفسية للرضع
تحدث متلازمة الضائقة التنفسية بشكل أساسي عند الرضع المولودين قبل الأوان أي قبل حلول الأسبوع السادس والعشرون ، وتشير الإحصائيات أن ما يصل إلى 50 في المائة من الرضع المولودين بين الاسبوع 26 و 28 قد يحدث لهم متلازمة الضائقة التنفسية ، كما أن أقل من 30 في المائة من الأطفال المولودين بين الأسبوع 30 و 31 يصابون بمتلازمة ضيق التنفس والتي تنتج عن عدم كفاية إنتاج السائل الرئوي وبالتالي لا تتمكن الرئتين من الانتفاخ بشكل صحيح عند الولادة .
يتم إنتاج كمية صغيرة من السائل الرئوي بدءًا من الأسبوع العشرون ، ومع ذلك هذا لا يكفي لتضخم الرئتين ، ونتيجة لذلك يحدث ضيق التنفس ولا يمكن إجراء تبادل الغازات بشكل صحيح ، وتكون مستويات الأكسجين في الدم منخفضة ، أما مستويات ثاني أكسيد الكربون في الدم ودرجة الحموضة تكون مرتفعة .
إن السبب الرئيسي لمتلازمة الضائقة التنفسية هو الولادة المبكرة والتي قد تكون بسبب مجموعة متنوعة من الأسباب المعروفة أو غير المعروفة ، وتشمل هذه العوامل عوامل الخطر الأخرى تشمل سكر الحمل و
الولادة القيصرية
والتوائم المولودة ووجود تاريخ عائلي للإصابة بمتلازمة الضائقة التنفسية ، كما يمكن أن يؤدي الإصابة بمتلازمة الضائقة التنفسية إلى اضطرابات خطيرة أخرى مثل تسمم الدم أو النزيف الرئوي ، لذلك من المهم أن يتم التعرف على متلازمة الضائقة التنفسية بمجرد ولادة الجنين وعلاجها لمنع الموت وتقليل خطر الإصابة باضطرابات أخرى .[1]