استراتيجيات التثقيف الصحي
إن عملية التثقيف الصحي عبارة عن استراتيجية صحية يتم فيها تنفيذ عدة برامج من أجل تعزيز الصحة العامة للمجتمع وأيضاً من أجل الوقاية من العديد من الأمراض ، وفي هذه الآونة نجد أن هناك أهمية كبيرة لاستراتيجيات عملية التثقيف الصحي حيث تعمل هذه الاستراتيجيات على تقديم العديد من الخبرات التعليمية حول الكثير من الموضوعات الصحية الهامة .
تعريف عملية التثقيف الصحي
إن استراتيجيات التثقيف الصحي يتم تصميمها خصيصاً من أجل بعض الفئات المستهدفة في المجتمع حيث يقدم التثقيف الصحي معلومات هامة للسكان المستهدفين حول موضوعات صحية معينة بما في ذلك التعريف بفوائد بعض الإجراءات الصحية الصحيحة بالإضافة إلى التعريف بأضرار بعض المشاكل الصحية التي يتم مواجهتها حيث توفر
استراتيجيات
التثقيف الصحي أدوات عديدة من أجل دعم تغيير السلوك للحفاظ على الصحة العامة .
إن استراتيجيات التثقيف الصحي تتضمن أمثلة على بعض الأنشطة التي يمكن القيام بها من أجل زيادة الوعي الصحي لدى السكان ومن هذه الأنشطة الهامة على سبيل المثال المحاضرات ، الدورات والندوات ، الندوات الإلكترونية عبر الإنترنت بالإضافة إلى ورش عمل والمعسكرات .
أما عن خصائص استراتيجيات التثقيف الصحي فإنها تشمل مشاركة السكان المستهدفين ، الانتهاء من تقييم احتياجات المجتمع لتحديد قدرة المجتمع والموارد والأولويات والاحتياجات ، أنشطة التعلم المخطط لها التي تزيد من معارف ومهارات المشاركين ، بالإضافة إلى تنفيذ برامج متكاملة ومخططة بشكل جيد من أجل زيادة تثقيف الفئة المستهدفة ، كما تشكل خصائص استراتيجيات التثقيف الصحي عرض بعض المعلومات عن طريق أجهزة العرض أو مقاطع الفيديو أو الكتب أو الأقراص المدمجة أو
الملصقات
أو الصور أو مواقع الويب أو البرامج .
يجب أن تعمل أنشطة التثقيف الصحي على تحقيق الهدف العام لبرنامج تعزيز الصحة و
الوقاية من الأمراض
، حيث يجب أن تكون مواد برامج التثقيف الصحي مناسبة ثقافياً وفكرياً ومصممة خصيصاً للسكان المستهدفين لضمان الكفاءة الثقافية ، وهذا يعني أنه عند تقديم برامج التثقيف الصحي في المجتمعات الريفية يجب مراعاة الكثير من الاختلافات الثقافية واللغوية ، بالإضافة إلى ضرورة معالجة المشاكل المحتمل وجودها عند تعزيز الأهداف الصحية والوقاية من الأمراض في المناطق الريفية .[1]
الترويج للتثقيف الصحي
إن التثقيف الصحي العلمي هو عبارة عن علم اجتماعي يعتمد على كثير من العلوم مثل العلوم البيولوجية والبيئية والنفسية والفيزيائية والطبية وذلك من أجل تعزيز الصحة العامة والوقاية من الأمراض والعجز وتقليل نسبة الوفيات المبكرة ، وهذا يكون من خلال أنشطة تعمل على تغيير السلوك عن طريق طرق علمية .
يعمل التثقيف الصحي على تطوير الاستراتيجيات الفردية والجماعية والمؤسسية والمجتمعية والنظامية لتحسين المعرفة والسلوك الصحي للأفراد ، وبالتالي فإن الغرض من التثقيف الصحي هو التأثير بشكل إيجابي على
السلوك الصحي
للأفراد والمجتمعات وكذلك ظروف المعيشة والعمل التي تؤثر على صحتهم .
تنفيذ استراتيجية التثقيف الصحي
التثقيف الصحي في المدارس
يمكن تنفيذ استراتيجية التثقيف الصحي في العديد من الأماكن الهامة من أجل الحصول على أفضل نتيجة ممكنة وتحقيق أعلى معدل إفادة ، ومن هذه الأماكن المدارس حيث يقوم مقدمو التثقيف الصحي بتدريس أهم الموضوعات الصحية كموضوع وتعزيز برامج الصحة المدرسية وتنفيذها بما في ذلك تحسين الخدمات الصحية للطلاب والموظفين وأيضاً العمل على تقديد خدمات التثقيف الصحي للآباء وتعزيز
البيئات
المدرسية الصحية والشراكة بين المدرسة والمجتمع ، وأيضاً يتم تنفيذ استراتيجية التثقيف الصحي على مستوى المنطقة التعليمية بأكملها عن طريق تطوير طرق ومواد تعليمية جديدة ، بالإضافة إلى تنسيق البرامج وتعزيزها وتقييمها .
التثقيف الصحي في الجامعات
تعتبر الجامعات أيضاً من أهم أماكن تنفيذ استراتيجية التثقيف الصحي ، ويكون ذلك عن طريق خلق بيئة يشعر فيها الطلاب بالقدرة على اتخاذ خيارات صحية وإنشاء مجتمع صحي وسليم ، أيضاً من خلال الجامعات يمكن تدريس دورات كاملة أو دروس فردية وتطوير الحملات الإعلامية ، بالإضافة إلى تدريب المعلمين والمستشارين على معالجة القضايا المتعلقة بالوقاية من الأمراض ، وأيضاً المعرفة الكاملة ب
الإسعافات الأولية
والسلامة والتأهب للكوارث والوقاية من تعاطي المخدرات ، والتشجيع على إجراء البحوث من أجل اكتشاف أحدث طرق الوقاية الصحية .
التثقيف الصحي في الشركات
يتم تقديم خدمات التثقيف الصحي أيضاً في الشركات حيث يقوم اختصاصيو التوعية بإجراء وتنسيق استشارات الموظفين وكذلك توضيح الخدمات التعليمية وتقييمات المخاطر الصحية للموظفين والقيام بالفحوصات الصحية ، ومن خلال إدارة التثقيف الصحي في الشركات يتم عمل برامج شهرية حول التحكم في الوزن و
ارتفاع ضغط الدم
والتغذية والوقاية من تعاطي المخدرات واللياقة البدنية والإقلاع عن التدخين .
التثقيف الصحي في أماكن الرعاية الصحية
يتم تقديم خدمات التثقيف الصحي بشكل أساسي في أماكن الرعاية الصحية حيث يقوم اختصاصيو التوعية الصحية بتعليم المرضى حول الإجراءات الطبية والعمليات والخدمات والأنظمة العلاجية ، بالإضافة إلى إنشاء أنشطة وحوافز لتشجيع اتباع التعليمات الصحية من قبل المرضى المعرضين لخطورة عالية ، بالإضافة إلى القيام بإجراء تدريب للموظفين والتشاور مع مقدمي الرعاية الصحية الآخرين حول العوائق السلوكية أو الثقافية أو الاجتماعية للصحة العامة .[2]
استراتيجية التثقيف الصحي للمرضى
لقد كانت مهمة التثقيف الصحي في الماضي مقتصرة على
وظيفة الأطباء
، لكن في هذه الأيام نجد أيضاً أن الممرضات يتحملن معظم المسؤولية عن تعليم المرضى ومساعدتهم على أن يصبحوا مسؤولين عن حالتهم الصحية الخاصة ، وبالتالي لكي يقوم المرضى بدور هام في الحفاظ على صحتهم فإنهم يحتاجون إلى فهم حالتهم والعمل على منع أو تقليل المضاعفات الناجمة عن أي أمراض مزمنة .
تحتاج عملية التثقيف الصحي للمريض إلى أن تكون عملية شاملة يسهل فهمها ، ويجب أن يدرك مقدمو خدمة التثقيف الصحي أن العديد من المرضى يفتقرون إلى عدم قدرتهم على فهم معلومات الرعاية الصحية وماذا يحتاجون إلى القيام بهذه المعلومات .
تعمل استراتيجية التثقيف الصحي على تدريب الممرضات على تحسين تعليم المريض وتعليمه بشكل مستمر قبل الخروج من المستشفى ، وتوجد بعض المعلومات الهامة التي يمكن للممرضات القيام بها لتطوير تعليم المرضى على سبيل المثال تفويض المزيد من المسؤوليات لدعم الموظفين وزيادة التركيز على تثقيف المرضى ، التعليم المستمر للمرضى مع كل لقاء يتم بين مقدمو خدمة التثقيف الصحي والمرضى .
يجب على مقدمو التثقيف الصحي اكتشاف الكثير عن ما يعرفه المريض بالفعل والعمل على تصحيح أي معلومات مضللة وخاطئة ويكون ذلك عن طريق استخدم الوسائل البصرية قدر الإمكان .
يجب على الممرضات الاستفسار عن كل ما يخص المرضى من معلومات وخدمات من أجل تقديم الرعاية الصحيحة في كل لقاء بين الممرضات والمرضى ، كما يجب أن يتم اشراك المريض منذ بداية خطوت العلاج ، ويجب أن يقوم المرضى بشرح ما يعرفه عن مرضه أو علاجه .
يجب على مقدمو التثقيف الصحي التأكد من أن المريض يفهم ما يتناوله من أدوية ، والتأكد من أن المرضى يفهمون كيف يتناولون الادوية ومتى يتم تناول الأدوية ، بالإضافة إلى أنه يجب تزويد المرضى بمعلومات حول علامات وأعراض حالتهم التي تتطلب اهتمامًا فوريًا .[3]