ظاهرة تعامد القمر على الكعبة

تعد الكعبة المشرفة قبلة المسلمين في صلواتهم، ولتخفيف أعبائهم وتقليل ذنوبهم، ومن خلال زيارتها بالمملكة العربية السعودية يطوفون حولها لأداء فريضة الحج، كما فرضها الله سبحانه وتعالى كركن من

اركان الإسلام

، كما أنها أول بيت وضع للناس في الأرض، ولا يمكن ذكر المسجد الحرام دون ذكر الكعبة، إذ يبدأ تاريخ المسجد بتاريخ

بناء الكعبة

المشرفة، فتم وضع حجري أساسهما في ذات الوقت ، ومن مسمياتها أيضاً البيت الحرام، وسميت بذلك لأن الله حرم القتال بها، ويعتبرها المسلمون أقدس مكان على وجه الأرض، فقد جاء في القرآن الكريم اسمها أكثر من مرة ومن ذلك جعلت مقدسة .

ظاهرة تعامد القمر

تتكرر تلك الظاهرة التي صنفت ظاهرة كونية ، وكل عام تشهد سماء مكة المكرمة في توقيت محدد من العام، خاصة في شهر أبريل وأوائل مايو، تعامد القمر على الكعبة المشرفة في ظاهرة ترى بالعين المجردة، فيمكن للمار بالكعبة أو حولها أن يرى تلك الظاهرة، وتأتي هذه الظاهرة نتيجة وقوع الكعبة في خط 21 من النقاط، التي يمر بها القمر، وهو ما يسمى “حزام القمر”، لذلك يحدث التعامد، فتعامد القمر على الكعبة ظاهرة فلكية طبيعية لا يد للبشرية في ما يحدث، وليس لها أي تأثير على المواطنين ولا تتسبب في حدوث أي تغيرات، لأنها تمر بدون ترك أي أثر سلبي ، والجدير بالذكر أنه منذ 5 سنوات، وحينما كان القمر متعامدًا على الكعبة، تزامن ذلك مع تعامد الشمس عليها أيضًا في نفس الوقت، فهي تحدث مرتين في العام الواحد، 27 مايو، و15 يوليه، و مع تقلبات السنين تأتى تلك الظاهرة هذا العام أواخر أبريل.

أحداث تعامد القمر على الكعبة

ما يحدث في تلك الظاهرة هو أن يأتي القمر بشكل عمودي على الكعبة ، ويمكن استخدام هذه الظاهرة لتحديد الإتجاه الدقيق للقبلة في المناطق التي تبعد عن مكة أكثر من ألف كيلومتر حيث يكون القمر في المربع الأول ، في الوقت الذي يتألق فيه القمر عموديًا على الكعبة ، تدخل المناطق الشرقية من مكة ليلاً ، لذا من السهل رؤية القمر وتحديد اتجاهه، بينما الغربي مناطق مكة في النهار وليس من السهل رؤية القمر في هذه المناطق، ووقوع القمر في خط واحد على الكعبة المشرفة في ظاهرة فلكية تعرف بالتعامد، ويظهر القمر في أفق

مكة المكرمة

عند الساعة 11:12 صباحا ويستمر في حركته إلى أن يصل إلى نقطة التعامد و يصبح فوق الكعبة المشرفة تمامًا عند الساعة 6:24 مساء وذلك قبل أذان صلاة المغرب حسب التوقيت المحلي للمسجد الحرام بـ 25 دقيقة حيث يكون القمر على خط واحد مع الكعبة المشرفة ووجهه مضاء بنسبة 46% ، وتكون الزاوية بين القمر والشمس 85 درجة ويكون القمر على مسافة 402 ألف و282 كليو و400 متر من الكعبة المشرفة.

معجزة القمر

من يبحث في علم الفلك يفقد عقله أمام هول الطبيعة الجامحة التي لا تأبه أحدًا، فالقمر هو الجسم الطبيعي الوَحيد للأرض ويرجع ذلك إلى كونه خامس أكبر قمرٍ طبيعيٍ في

المجموعة الشمسية

فهو يُعَدُ أكبر قمرٍ طبيعيٍ في المجموعة الشمسية من ناحية نسبة حجمه إلى كوكبه التابع له، حيث أن قطره يصل إلى ربع قطر الأرض، هذا بالإضافة إلى أنه يُعَدُ ثاني أعلى قمرٍ من ناحية الكثافة بعد قمر” إيو”، كما يُلاحظ أن القمر الأرضي هو أكثر جسمٍ لامعٍ في السماء ليلاً، وعموماً هو الجسم الأكثر لمعاناً بعد الشمس، وهذا على الرغم من أن سطحه معتم جداً، حيث أن له انعكاساً مماثلاً للفحم ومن السمات الكامنة للقمر كذلك، تأثير جاذبيته التي تسفر عن وقوع عمليتي مد وجزر المحيطات وإطالة الدقيقة نتيجة تسارع المد والجزر لليوم مع ملاحظة أن المسافة المدارية الحالية للقمر، والتي تُقَدَرُ بثلاثين مرةٍ قدر قطر الكرة الأرضية، تتسبب في أن يبدو القمر أغلب الوقت بنفس حجمه دون تغيير في السماء.

مميزات ظاهرة التعامد

تعددت ظاهرة تعامد الشمس والقمر على مناطق محددة في الكرة الأرضية ببلدان محددة، ويتميز هذا التعامد بأن الشمس لا تزال فوق أفق مكة المكرمة وهي مستعدة للغروب، حيث ستكون على ارتفاع 4 درجات وزاوية 259 درجة والسماء مكتسية بلون أزرق، وبعد

غروب الشمس

وتحول السماء إلى الظلمة سوف تظهر نجوم الثريا إلى جانب القمر وهناك حاجة لاستخدام المنظار لرصد الثريا من داخل المدن نظرًا للتلوث الضوئي الذي يساهم في حجبها عن الرؤية بالعين المجردة.

الموقع الجغرافي المتميز للكعبة المشرفة يجعل الشمس والقمر والنجوم والكواكب تقع على خط واحد معها في أوقات محددة وهذا ما يجعل الأشخاص الذين يقيمون في المناطق البعيدة عن المسجد الحرام يستخدمون هذه الظاهرة عند حدوثها في تحديد اتجاه القبلة بطريقة بسيطة خالية من التعقيد فعند النظر إلى القمر في ذلك التوقيت فذلك هو الاتجاه إلى الكعبة المشرفة، وعلما بأنه لا يمكن الاستفادة من هذه الطريقة من مواقع مثل مدينة جدة لأنها تعتبر جغرافيًا قريبة جدًا من مكة المكرمة، وعلينا مراقبة هذه الظاهرة الفريدة في مكة المكرمة ومطابقة توقيت حدوثها وموقع القمر عند ذلك التوقيت حيث سيحدث التعامد عند الوقت المحدد ما يؤكد دقة الحسابات الفلكية لحركة

القمر

حول الأرض وتحديد موقعه في السماء بدقة في ظل التقدم العلمي.

تحديد القبلة من تعامد القمر

قال الله تعالى في كتابه العزيز في سورة إبراهيم ” وَسَخَّرَ لَكُمُ ٱلشَّمْسَ وَٱلْقَمَرَ دَآئِبَيْنِ ۖ وَسَخَّرَ لَكُمُ ٱلَّيْلَ وَٱلنَّهَارَ”، فكل في فلك يسبح ومن هنا ندرك أن كل ظاهرة كونية تحدث هي مسخرة للإنسان وللعودة بمنفعة عليه ، فيمكن الاستفادة من ظاهرة التعامد في تحديد أمور فلكية كثيرة منها تأكيد دقة الحسابات الفلكية لحركة الأجسام السماوية ، ومنها القمر التي تجعل تحديد موقعه في غاية الدقة بلا تشويش أو توتر، إضافة إلى أنه يمكن الاستعانة بهذه الظاهرة الفلكية في

معرفة اتجاه القبلة

بطريقة بسيطة في عدة مناطق حول العالم كما فعل القدماء المصريين في معرفة تلك الاتجاهات ، فموقع القمر للقاطنين في الأماكن البعيدة عن المسجد الحرام والتي يشاهد فيها القمر في وقت التعامد مثل معظم الدول الآتية ” آسيا ، وإفريقيا ، و أوروبا”، هنا تسهل عملية

تحديد القبلة

بشكل مبسط.

أجهزة رصد تعامد الشمس والقمر

كعادته يستمر الإنسان في البحث وتقديم العديد من التجارب التي تؤهله لمزيد من المعرفة أو التقدم العلمي، فمنذ عدة سنوات قام مواطن مصري الجنسية يدعى” ثروت عبد الحفيظ “، باختراع جهاز لرصد موقع الشمس التي تدور حول الأرض ورصد التعامد الشمسي والقمري على سطح الكرة الأرضية ، ليساعد على تنفيذ تعامد الشمس على أي مكان بالعالم مثل معبد أبو سنبل، والقمر على الكعبة الشريفة”، لان هاتين النموذجين هما الأكثر تكرارا في ظاهرة تعامد الشمس والقمر، فذلك الاختراع يمكنك التركيز قبل التعامد بفترة زمنية كافية لتسجيل الحدث .

ونجاح هذا الجهاز التي تم اكتشافه قد تم تسجيل الاختراع بمكتب

براءات الاختراع

المصرية برقم “27009”، لأن هذا الجهاز له دور فعال في تلك الظواهر على أرض الواقع حيث يقوم هذا الجهاز برصد الفلك الذي تدور فيه الشمس و رصد موقعها المتغير في جميع الأوقات، كذلك رصد حركة القمر، التي يتعامد مرتين في عام واحد على الكعبة الشريفة، يسجل عليه رصد التعامد الشمسي و كذلك التعامد القمري على سطح الكرة الأرضية، بحيث يرصد زوايا الميل و زوايا الاتجاه و زوايا الارتفاع ومناطق الانخفاض وقوى التركيز، مما يساعد في معرفة الحركة الدقيقة لكل من الشمس و القمر حول الأرض، بالإضافة الي أنه يساعد في تنفيذ تعامد الشمس بأي وقت مثل ظاهرة تعامد الشمس على

معبد أبو سمبل

بأسوان، وتعامد القمرعلى الكعبة الشريفة وأيضا إمكانية تنفيذ مثل هذا العمل في أي مكان في العالم وإثبات أن الأرض هي المركز التي يدور حولها كل من الشمس و القمر وإلغاء نظرية أن الأرض تدور حول محور لها حول الشمس.[1]