ما هو اختيار الأيض الشامل CMP
في الكثير من الأحيان لا يُمكن تقييم حالة المريض الصحية من خلال
الفحص السريري
أو من خلال تحليل طبي واحد فقط ؛ وإنما يكون الطبيب في حاجة إلى مجموعة من الاختبارات الطبية ؛ حتى يتمكن عبر نتائجها من تشخيص الحالة المرضية بشكل صحيح ، ولذلك ؛ أصبح الكثيرين اليوم يعتمدون على اختبارات لوحة الأيض الشاملة CMP التي يُمكن من خلالها التنبؤ بالحالة المرضية بسهولة .
اختبارات لوحة الأيض الشاملة
تُعتبر اختبارات لوحة التمثيل الغذائي الشاملة (CMP) والمعروفة بالإنجليزية بـِ Comprehensive Metabolic Panel هي أحد اختبارات الدم التي تُعطي الطبيب المعالج معلومات حول توازن
معدل السكر في الدم
ومدى كفاءة وظائف كل من الكبد والكلى إلى جانب دوره في التعرف على توازن السوائل في الجسم ونسبة الإلكتروليتات ، ومن ثم التعرف على حالة المريض الصحية بسهولة واكتشاف الخلل ومعالجته [1] .
قائمة اختبارات فحص CMP
يشتمل فحص لوحة
الأيض
الشاملة على أربعة عشر اختبارًا تأتي على النحو التالي [2] :
اختبار مستوى السكر
الجلوكوز هو مصدر الطاقة الأساسي في الجسم ، وبالتالي فأي انخفاض أو زيادة في نسبة الجلوكوز مع وجود خلل في دور الأنسولين في الدم يمثل حالة مرضية ، ولذلك ؛ يتم قياس
نسبة السكر الصائم
في الدم عبر اختبارات الأيض الشاملة كاختبار هام ورئيسي بها .
اختبار مستوى الكالسيوم
انخفاض مستوى الكالسيوم في الدم يؤدي إلى إلى ضعف وهشاشة العظام والأسنان ويلعب دورًا في تعزيز صحة الأعصاب والعضلات والقلب وله دور في تخثر الدم ، وزيادته تؤدي إلى مشاكل صحية خطيرة أيضًا ، ولذلك ؛ يتم قياس
نسبة الكالسيوم
عبر فحص CMP .
قياس نسبة البروتينات
وعبر اختبارات الأيض الشاملة CMP أيضًا ؛ يتم قياس نسبة البروتينات في الجسم ، مثل :
-الألبيومين :
يُمثل الألبيومين حوالي 60 % من إجمالي البروتينات في الجسم ، وهو عبارة عن جزيئات صغيرة يتم إنتاجها من الكبد .
-البروتين الكلي :
أما اختبار البروتين الكلي ؛ فهو اختبار يتم من خلاله التعرف على نسبة جميع البروتينات في دم المريض ؛ ويمثل الألبيومين النسبة الأكبر منها يليه الجلوبيولين ، والنسبة المثالية للبروتين الكلي تكون حوالي 7 ، وتعتبر البروتينات في الجسم هي الوسيلة الأساسية في بناء العضلات والنمو .
قياس مستوى الإلكتروليتات
الإلكتروليتات هي عبارة عن أملاح تتواجد في أنسجة الجسم وفي الدم في صورة ذائبة ، وهي تُساعد بشكل أساسي على تحريك العناصر الغذائية إلى داخل الخلايا وإزالة الفضلات عبر دفعها إلى خارج الخلايا ، وهذا بدوره يُساعد على إحداث توازن صحي لمستوى المياه داخل وخارج الخلايا ويُساعد على ضبط درجة حموضة الجسم أيضًا من خلال الحفاظ على التوازن الحمضي القاعدي ، ويشمل فحص الأيض الشامل 4 اختبارات لفياس 4 الكتروليتات ، هي :
-الصوديوم :
وهو فعال للحفاظ على وظائف الجسم ومنها الأعصاب والعضلات .
-البوتاسيوم :
له دور هام في عملية التمثيل الغذائي ووظائف العضلات ، فضلًا عن أنه يعمل على تبادل الرسائل العصبية بين العضلات والأعصاب ويلعب دور هام في الحفاظ على صحة القلب وعلى مستوى ضغط الدم في الجسم .
-البيكربونات CO2
:
يلعب هذا الإلكتروليت دور هام كذلك في الحفاظ على التوازن الحمضي القاعدي في دم المريض .
-الكلوريد :
يعمل الكلوريد في جسم الإنسان على تنظيم كمية السوائل في الجسم والحفاظ على درجة حموضة الجسم والدم عبر الحفاظ أيضًا على مستوى حمضي قاعدي متوازن .
اختبارات الكلى
ومن الاختبارات التي تُساعد في تقييم حالة وظائف الكلى ، ما يلي :
-نيتروجين يوريا الدم (BUN) :
اليوريا هي عبارة عن ناتج أيض البروتين في الجسم ، حيث أنها تنتج من الأمونيا في الكبد ، بينما يتم إفرازها من خلال الكلى ، وكلما ارتفعت نسبة اليوريا أو نيتروجين اليوريا في الدم ؛ كلما دل ذلك على وجود مشكلة في وظائف الكلى .
-الكرياتينين :
ويُعتبر
الكرياتينين
أيضًا أحد نواتج الأيض الناتجة في العضلات ، ويتم تصفية الجسم منه من خلال الكلى ، وبالتالي ؛ إذا ارتفعت قيمة الكرياتينين أيضًا عن المعدل الطبيعي التي تصل إلى 1.3 ؛ فإن ذلك يكون دليل على وجود خلل في وظائف الكلى أما إذا وصلت نسبة الكرياتينين إلى 4 أو 5 ؛ فإن ذلك يكون دليل على إصابة المريض بتوقف وظائف الكلى والفشل الكلوي .
اختبارات الكبد
وأخيرًا ؛ فإن فحوصات لوحة التمثيل الغذائي الشاملة تشتمل على بعض اختبارات
وظائف الكبد
، مثل :
-إنزيم ALT :
يُعرف اختصارًا أيضًا باسم SGPT ؛ وهو موجود في بعض خلايا الجسم ، ولكن النسبة الأكبر منه موجودة في الخلايا الكبدية ، وبالتالي ؛ إذا كانت نسبة إنزيم ALY أعلى من المعدل الطبيعي بشكل كبير ؛ يكون ذلك دليل على وجود نسبة تدمير في خلايا الكبد .
-إنزيم AST :
يُعرف هذا الإنزيم كذلك باسم SGOT ؛ وهو موجود في كل من خلايا القلب والكبد وبعض الخلايا الأخرى ، ولكن إذا كانت نتائج كل من AST و ALT مرتفعة ؛ فإن ذلك يكون دليل على وجود خلل أو تلف في خلايا الكبد .
-إنزيم الفوسفاتيز القلوي ALP :
يتواجد هذا الإنزيم بنسبة كبيرة في الكبد والعظام وبعض أنسجة الجسم الأخرى ، ولذلك ؛ فإن حدوث ارتفاع شديد في نسبة هذا الإنزيم يكون دليل على أمراض الكبد أو اضطرابات وخلل العظام ، ويتم التثبت من الحالة المرضية عند مقارنة النتيجة مع باقي نتائج الفحوصات الأخرى والأعراض الظاهرة على المريض .
-نسبة الصفراء :
ظهور الصفراء في الدم بنسبة مرتفعة يعكس عدة حالات مرضية ، حيث أن الصفراء (البيليروبين) عبارة عن صبغة ذات لون أصفر تظهر كناتج نهائي لعملية أيض (الهيم) الذي يُعتبر أحد مكونات جزيء الهيموجلوبين الأساسية الذي يتواجد بدوره على كرات الدم الحمراء لنقل الأكسجين ، ويتم التخلص من البيليروبين عن طريق الكبد ، ولذلك ؛ فإن ارتفاع نسبة الصفراء بشكل كبير عن المعدل الطبيعي يكون دلالة على الإصابة بالأنيميا التكسيرية أو خلل في الكبد .
ومن خلال نتائج الـ 14 اختبار السابقة ؛ يتمكن الطبيب من التعرف على الحالة المرضية للمريض ومن ثم إسعافه ووضع الخطة العلاجية السريعة له ، ولذلك ؛ فإن العديد من الأطباء يُفضلون توجيه المرضى إلى إجراء تحليل الأيض الشامل دفعة واحدة ، ومن المهم أن يحرص كل شخص سليم على أن يُجري هذا الاختبار من 2 إلى 3 مرات في كل سنة حتى يتم التغلب على أي حالة مرضية تنشأ بشكل مبكر وبالتالي ؛ الحفاظ على الصحة .
شروط اختبار CMP
-يتطلب اختبار فحص CMP أن يقوم المريض بالصيام لفترة زمنية لا تقل عن 8 إلى 12 ساعة قبل إجراء الاختبار .
-يتم الحصول على عينة دم وريدي من المريض ، ويجب إرسال عينة الدم إلى المختبر لإجراء الاختبار من أجل الحصول على المصل وحفظه في درجة حرارة 2 إلى 8 أو إجراء الاختبار مباشرةً .
-يجب على المريض أن يعرض نتائج اختبارات CMP على الطبيب من أجل تفسير الحالة الصحية بشكل سليم وعدم الاكتفاء بالتفسير الشخصي للنتائج حتى يتم وضع خطة علاجية مناسبة إذا لزم الأمر ، وخصوصًا في حالة أصحاب الأمراض المزمنة .