متى ابتدأ نزول القرآن الكريم
نزَّل الله سبحانه وتعالى القرآن الكريم على عبادهِ المسلمين ليضيئ طريقهم ويصلح حالهم ويعلمهم دينهم ويرشدهم إلى الطريق المستقيم فهو كلام الله تعالى الخالي من أي عيب ، فمن القرآن يتعلم الإنسان أساس دينهُ وأحكام أموره الدنيوية ، فالقرآن هو المرجع الصحيح لكل شيء ، فالقرآن الكريم قد ذكر كافة الأمور ما ترك صغيرة ولا كبيرة إلاّ وقد أتى بحكمها حتى لا يلتبس على المؤمنين شيء ، فليس هناك أصح وأصدق من قول الله تعالى حاشاه سبحانه ، أنزل الله القرآن على المؤمنين فهم يصدّقونه ويؤمنون به وذلك لأنه من عند الله تعالى ، أنزله الله على نبيه محمد صل الله عليه وسلم ، يجمع كافة الأحداث والأمور فما من حدث أو أمر لله تعالى حزين أو سعيد وما من حكم شئ إلاّ وقد ذُكر في القرآن الكريم .
متى نزل القرآن الكريم وأين نزل
بدأ نزول القرآن الكريم
في البداية على نبي الله محمد في غار حراء الموجود في مكة المكرمة بالمملكة العربية السعودية وذلك يوم الإثنين الموافق ٢٧ رمضان عام ٦١٠ ميلادياً ، وأول ما أنزل منه على محمد هي سورة اقرأ (اقرأ باسم ربك الذي خلق) ، ثم بعد ذلك نزل على مدار ثلاثة وعشرون عام متفرقاً إلى أن توفى الرسول صل الله عليه وسلم .
نزل الوحي على رسولنا الكريم على مدار الثلاثة عشر عام في مكة إلى أن وصل عدد السور المنزلة ثلاث وثمانون سورة وتلك السور تسمى بالسور المكيّة ، ثم بعد ذلك هاجر الرسول من مكة إلى المدينة ومعه من دخل في الإسلام وقتها وقد نزل الوحي عليه هناك وبلغ عددهم واحد وثلاثين سورة وتسمى بالسور المدنية ، وبذلك يكون عدد السور المنزلة مائة وأربعة عشر سورة .
الحكمة من نزول القرآن الكريم
أنزل القرآن ليوضح للناس كيفية التصرف وأحكام أمورهم المختلفة ، مثل حكم الصدقة والصلاة والنصيب من الميراث وغيرهم من الكثير من أور الحياة وذلك حتى لا يتعدى أحد على حق الآخر ولا يظلم نفسه أو يظلم غيره ، ويعتبر آخر كتاب نزل من الكتب السماوية والذي من اللع به علينا وحفظه بدون تحريف أو تغيير ، حيث تكفَّل الله تعالى بحفظه وذلك في قوله تعالي ( إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون) ، وذلك لم يحدث في الكتب السماوية الأخرى والتي حدث بها تحريف وتزوير من قبل ضعاف الإيمان .
تداول القرآن الكريم
عقب وفاة النبي محمد صل الله عليه وسلم أمر أبو بكر الصديق خليل النبي والخليفة الأول للمسلمين بالقيام بجمع القرآن الكريم في كتاب ومصحف واحد ، ثم بعد ذلك أمر عثمان بن عفان في وقت خلافته بنسخه وذلك ليتم الحفاظ عليه وجعل القراءة موحدة ، وذلك بعد أن شاهد قرآت مختلفة بين المسلمين ، وذلك يعود إلى لهجتهم المتغايرة والغير موحدة ، المصحف الذي يوجد حالياً يتضمن النسخة الأصلية والتي قام أبو بكر بجمعها ومن بعده
عثمان بن عفان
، كما أكد العلماء على صحته وسلامته من أي تزوير أو تغيير ، ومن عظمة هذا الكتاب فقد تحدى كل إنسان في الماضي والحاضر بأن يأتي بمثله ولو حتى آية واحدة ولكن عجزوا عن ذلك فهو من عند الله تعالى .
مكانة القرآن الكريم عند المسلمين
للقرآن الكريم مكانة كبيرة في قلوب المؤمنين فهو آخر ما أُنزل من عند الله تعالى على خير الخلق محمد صل الله عليه وسلم ، وتعتبر من قراءته من أفضل العبادات التي حثنا الله ورسوله عليها ، فهو الراحة لأنفسنا وبه تطمئن القلوب ، وهو حجر الأساس القائم عليه حياتنا ودنيانا ، كما أنه يقدم لنا النصائح في جميع مجالات حياتنا ويعلمنا الصواب من الخطأ ويرشدنا لنصل إلى الطريق المستقيم ، فمن كان مؤمناً حقا لا يستطيع أن يترك القرآن ولا يستغنى عنه في حياته فهو المرجع السليم لكل شئ في حياته .
كيف أنزل القرآن الكريم من السماء
اختلف العلماء على الكيفية التي نزل بها القرآن على المؤمنين ، والمتعارف عليه أنه قد مرَّ بعدد من الطرق مثل :
- أنزل الله تعالى القرآن في اللوح المحفوظ من المرة الأولى ويفيد هذا بأن اللوح المحفوظ قد ثبت فيه القرآن واعتمد بدون أي تعديل ، وهكذا يكون اللوح المحفوظ هو السجل الذي يجمع فيه القرآن يوم القيامة .
-
ثم بعد ذلك نزل اللوح المحفوظ في بيت العزة وهو مكان موجود في السماء ، كما أنه قد أنزل في جملة واحد في ليلة القدر ( إنا أنزلناه في
ليلة القدر
) ، ونزل على رسولنا الكريم محمد صل الله عليه وسلم من بيت العزة بواسطة جبريل عليه السلام على مدار ثلاثة وعشرين عام . - واستنتج العلماء أن القرآن قد نزل بصورة متفرقة ليثبت قلب النبي محمد صلوات الله وسلامه عليه وتصبيره وإعطاءه القوة اللازمة لمواجهة الأفعال الصادرة من قومه ، والرد على المغالطات التي كانت يقولها المشركين في حقهِ وأيضاً ليتم حفظه بسهوله ويسر ، بالإضافة إلى أن القرآن الكريم كان ينزل وفقاً للحاجة ، فهو أنُزل لتعليم المسلمين وإرشادهم إلى الطريق الصحيح .
جمع القرآن الكريم
بعد هجرة المؤمنين مع رسول الله من مكة إلى المدينة واستقرار أوضاعهم هناك ، أمر الرسول أصحابه بحفظ كل ما يتم نزوله من القرآن وتعليمه وتحفيظه للناس ، والقيام بتوضيح وتفسير ما جاء به من فضائل وأحكام للأمور المختلفة ، وكان هناك العديد من الأوس والخزرج وأسرى الخروب يقومون بكتابة اللغة العربية ، ولهذا جعل الرسول صل الله عليه وسلم فدية سبعون أسيراً من أسرى غزوة بدر أن يقوم كل واحد منهم بتعليم عشرة أولاد من المدينة الكتابة بالعربية ، وهكذا تعلم العديد من المؤمنين المهاجرين والأنصار الكتابة والقراءة بالعربية ، وبذلك تم حفظ وتسجيل كافة الآيات القرآنية التي أنزلت على رسول الله صل الله عليه وسلم .
ثم عقب
غزوة اليمامة
والتي قد قُتل فيها عدد من الصحابة والذين كانوا يحفظون كتاب الله ، أتى عمر بن الخطاب أبي بكر الصديق وطلب منه بأن يقوم بجمع آيات القرآن في موضع واحد وذلك حفظاً عليه من الضياع والمخالطة ، فأمر الخليفة أبو بكر الصديق زيد بن ثابت وكلفه بالقيام بتلك المهمة ، وذلك لأنه كان من حفظة القرآن الكريم ، وبالفعل قام زيد بإتباع كيفية دقيقة لجمع القرآن ، واعتمد في عملية الجمع على مصدرين وهما :
- المصدر الأول ما تم حفظه وتسجيله في زمن الرسول – صلى الله عليه وسلم .
- المصدر الثاني هو ما كان محفوظاً في قلوب الرجال .
وعقب الانتهاء من عملية
جمع القرآن الكريم
تم إيداعه وحفظه عند الخليفة أبو بكر الصديق وفي عهد الخليفة عثمان بن عفان أمر بنسخ المصحف لأكثر من نسخة ، لينتشر في بلاد المسلمين .