ما هي نظرية الردع
نظرية الردع التي تُعد الأبرز عسكريًا في الوقت الحالي ، والتي تتنافس من خلالها أبرز القوى العسكرية ؛ حيث يُمكن لأنظمة الردع المختلفة أن تقلب موازين القوة في العالم ، وأن تُحد من إثارة الحروب في الكثير من مناطق العالم .
تعريف الردع في القانون
نظرية الردع في القانون الجنائي تُفيد بأن القوانين الجنائية تهتم بإصدار عقوبات محددة لمنع المتهمين الجنائيين من ممارسة الإجرام مرة أخرى ويتحولوا إلى مجرمين متكررين ، وأيضًا لمنع أفراد المجتمع من ممارسة أي نشاط إجرامي .
الردع من الأهداف الرئيسة للقانون الجنائي الذي يهدف إلى دفع ارتكاب الجرائم من خلال العقاب الرادع لأفراد المجتمع عن ارتكاب الجرائم ، ومن أهم هذه الأنظمة هو نظام العدالة الجنائية الذي يُنفذ إلقاء لقبض على كافة الأفراد المخالفين للقانون ومن ثم الإدانة ، ثم توقيع العقوبات عليهم ، ولكن بالرغم من هذا لا يُمكن لقانون العدالة الجنائية تحقيق هذا الهدف المنشود بشكل كامل بصرف النظر عن عدد قوات تنفيذ هذا القانون .
وقد تمت مناقشة الأمر من قِبَل الفلاسفة ، والعلماء ، والمحامين ، والقضاة على مر العصور حول أهم نظم العدالة الجنائية التي تُمثل رادعًا حقيقيًا ، وإلى أي مدى يتم ردع هذه الجرائم ؛ ونتيجة لهذا فقد خلصوا إلى أن المجرم المحتمل يجب أن يتحمل قدرة عاكسة تكفي لنظره في العواقب التي يُمكن أن تعود عليه نتيجة لانتهاكه للقانون ، وذلك قبل ارتكاب الجريمة . [4]
وهي نفس الفكرة التي تقوم عليها استراتيجيات الردع العسكرية في الحروب .
مفهوم الردع في الحرب
الفكرة الأساسية التي يقوم عليها مفهوم الردع هي أن تتمكن جهة محاربة من إقناع الجهة المحاربة المعتدية المحتملة بأن الهجوم ، والعدوان الذي تمارسه سيتم مقابلته بما يُكبد الجهة المعتدي الكثير من الأضرار الجسيمة الغير مقبولة التي تفوق أي مكسب سياسي ، أو مادي ؛ حيث أن الأمر يعتمد على الطبيعة البشرية ، والمشاعر الإنسانية من خوف ، وشجاعة ، ورغبة في الانتقام ، والتعطش للسطة ، والثقة . [1]
أنواع الردع
استراتيجية الردع النووي
الردع هي الاستراتيجية العسكرية التي تعمل على قوة واحدة تستخدم التهديد بالانتقام الفعلي ؛ وذلك لمنع هجوم الخصم .
مع عصر استخدام السلاح النووي تم تطبيق مفهوم الردع بنسبة كبيرة في الاستراتيجيات الرئيسة للقوى النووية ، وأيضًا في أنظمة التحالف الرئيسة .
الفرضية الأساسية لهذه الاستراتيجية على القوة النووية التي لها قدرة تدميرية عالية فورية ، والتي يُمكن استخدامها ضد أي هجوم ؛ مما يُعطي وضوح ، ومصداقية لاستخدام استراتيجية الردع النووية وقدرتها على إلحاق الضرر الفوري بالعدو ، مع نجاة قوات الطرف المستخدم لهذه الاستراتيجية .
تعتمد استراتيجية الدفاع النووي الناجحة على نسبة من عدم اليقين لدى العدو حول رد القوة الأخرى بالرغم من تعرضها للكثير من الأضرار ، والهجوم .
وعلى هذا فإن استراتيجية الردع النووي تقوم على شرط أساسي ، وهو القدرة على الانتقام بعد الهجوم المفاجئ ، وأن إرادة الانتقام بعد الهجوم المفاجئ يُعد احتمال . [2]
أشهر استراتيجيات الردع النووي في العالم هي الاستراتيجية الأمريكية للردع النووي ، والتي تُفيد بما يلي :
الردع النووي للولايات المتحدة الأمريكية يعتمد إلى امتلاك الولايات المتحدة للأسلحة النووية ؛ وذلك بهدف تقليل أنشطة الأعداء المحتملين لها حول العالم إلى أقصى درجة ممكنة بسبب امتلاكها للسلاح النووي ؛ الأمر الذي يكون له أثرًا كبيرًا في ردع الخصوم خوفًا من رد الولايات المتحدة ؛ فالسلاح النووي هو أهم عوامل حفظ الأمن القومي للولايات المتحدة ، هذا بالإضافة إلى أنه يُساعد بصورة كبيرة فيي تحقيق أهداف أمريكا في منع
انتشار الأسلحة النووية
في أنحاء العالم . [5]
من أمثلة الأسلحة النووية التي تمتلكها أمريكا :
- الأسلحة النووية التي تحتوي عليها صوامع الصواريخ .
- الأسلحة النووية الموجودة على الغواصات .
- الأسلحة النووية الموجودة على الطائرات القاذفة .
والتي تُعرف باسم ” الثالوث النووي ” الذي يُعد أقوى الأسلحة الرادعة في العالم .
ودائمًا ما يسعى الجيش الأمريكي إلى تعزيز نظام الردع عن طريق معالجة ، وتطوير الأسلحة النووية . [5]
الردع بالرفض
استخدم حلف الناتو ” حلف شمال الأطلسي ” استراتيجية الردع بالعقاب ، وأيضًا الدع بالرفض ، وذلك خلال الحرب الباردة ، واعتمد هذا الأسلوب على الأضرار الغير قابلة للتنفيذ بما يشتمل عليه من من استخدام الهجوم النووي الشامل ضد أي هجوم سوفيتي نووي أو حتى تقليدي .
يقوم هذا الأسلوب على وضع الكثير من لصعوبات المادية التي تمنع تحقيق أهداف الجهة المعتدية .
أسلوب الردع بالرفض هو الأسلوب الأبرز الذي استخدمه حلف الناتو في حالة الدفاع الأمامي في الحدود الشرقية له مع الاتحاد السوفيتي .
بعد سقوط جدار برلين سادت حالة من رفض الردع لفترة طويلة ؛ فقام التحالف بتقليل قواته التقليدية ، والنووية ، كما عمل على تحويل نموذج الدفاع الشامل الإقليمي إلى الاستجابة للأزمات التي تُوجد خارج المنطقة . [1]
من أهم أمثلة استخدام الردع هي الأساليب التي يستخدمها حلف الناتو بشكل دائم ؛ حيث أنه خلال فترة الحرب الباردة لن يكن مفهوم الردع من أهم الأساليب التي يعتمد عليها حلف الناتو ، ولكن كان الأسلوب الأبرز هو فرض السلام ، وحفظ الأمن في المنطقة ، ولكن الآن أصبح مفهوم الردع من أهم المفاهيم التي يقوم عليها الحلف ، والتي ظهرت جلية في ثمة واشنطن عام 1999 ، هذا بالإضافة إلى أن موضوع الردع كان من أبرز المواضيع التي تمت مناقشتها في قمة وارسو ؛ حيث تم نقاش ” دعم الردع والدفاع لحماية مواطني التحالف “
استراتيجية ما بعد الردع
نتيجة للردع النووي يبقى الفضاء الإلكتروني هو القوة الباردة لصراع الرد الجديد ؛
الفضاء الإلكتروني
من الخيارات منخفضة التكلفة ، والمخاطر أيضًا ؛ مما يعني أن الاستراتيجية المستخدمة تُركز على الدفاع ، والردع ، ولكنها ليست كافية .
طور جميع المتنافسين لاستراتيجيين ، مثل روسيا والصين ، وإيران الكثير من الطرق التي يُمكن من خلالها تحقيق الكثير من الأهداف الاستراتيجية مع القدرة على إدارة مخاطر المشاركة العسكرية بشكل مباشر ؛ وذلك من خلال العمليات الإلكترونية التي يقومون بها ، وأيضًا من خلال وكلاء ، وقوات عسكرية للتمكن من إدارة الصراع مع الولايات المتحدة ؛ فهي تُعد فرصة رائعة للسيطرة الإقليمية وتشكيل القواعد العالمية الرادعة الخاصة بكل منهم من جديد .
فهناك الافتراضات القوية التي تُشير إلى أن القوة النووية لن يتم استخدامها أبدًا من قِبَل أي قوة ، ولكن ما يتم استخدامه هي الأسلحة الإلكترونية ، وذلك بشكل يومي ؛ الأمر الذي يُمكنه تحديد الإشارات ، ومن ثم الردع .
التهديدات الفعالة هي جزء لا يتجزأ من أي استراتيجية رادعة ؛ حيث يتم القيام بهذه التهديدات تعديل أعمال العدو ، وتظهر أعمال العدو بشكل دائم بأنها لا يُمكن ردعها ، كما أن امتلاك القوات العسكرية القوية هو شيء غير كافٍ ؛ وذلك لأن العدو يعمل بشكل دائم على تطوير قوته ، هذا بالإضافة إلى استخدام العدو الاستراتيجيات المختلفة التي يُمكنه من خلالها التحايل على القوة العسكرية .
لهذا السبب من عدم كفاية القوة العسكرية يكون الفضاء الإلكتروني هو الحل الأمثل لإيجاد لأنظمة أخرى فعّالة لردع القوة المعادية . [3]