هل تستطيع القطط الرؤية في الظلام
إذا كنت قد تعثرت في قطة أثناء الليل ، قد تتساءل لماذا لم تراك تلك القطة؟ غالبًا يمكن للقطط أن ترى في الظلام أفضل بكثير مما يرى البشر، وفي الواقع فإن الحد الأدنى للرؤية في الضوء لدى قطتك ، هو أقل بسبع مرات تقريبًا من الحد الأدنى بالنسبة لك ، ومع ذلك تتطلب كل من
عيون القطط
والإنسان وجود الضوء لتشكيل الصور ورؤيتها ، ولذلك يمكن القول بأن القطط لا تستطيع الرؤية في الظلام ، على الأقل ليس بعيونهم.
الفرق بين عين القط وعين الإنسان
عيون البشر والقطط هي عبارة عن شبكات معقدة للغاية من الأعصاب والمستقبلات ، ويمثل الجزءان الأكثر ارتباطًا برؤية القطط في الظلام ، كل من المخاريط والقضبان وكلاهما مستقبلات ضوئية في شبكية العين ؛ وهي الأنسجة العصبية التي تقع في الجزء الخلفي من العين حيث تتم معالجة الصور بواسطتها ، مما يعني أن القضبان والمخاريط حساسة للضوء وتنقل المعلومات من العين إلى الدماغ ، حيث تسمح المخاريط الموجودة بالعين برؤية الألوان وتفسير التفاصيل ، بينما تقوم القضبان بمعالجة حجم وشكل وسطوع الجسم ، وهم ما يمكنونك من التقاط الإضاءة المنخفضة بشكل جيد للغاية ، حيث تحتوي كل عين على ما يقرب من 130 مليون قضيب و 7 ملايين مخاريط. في المقابل تحتوي عيون القطط على قضبان أكثر بخمس مرات تقريبًا من عيون الإنسان ؛ أي ما يقرب من 650 مليونًا ، وبالتالي فإن هذا العدد المجنون من القضبان ، يجعل من السهل على القطط اكتشاف الضوء والحركة في الظلام.
القطط لديها عيون ضخمة مقارنة بحجم رؤوسها ، وتحتوي العيون الضخمة للقطط على حدقة عين وقرنيتين وكلاهما أكبر بحوالي 50 بالمائة من أعين البشر ، في الواقع ، تشير دراسة لأحد أكبر أطباء أمريكا البيطريين إلى أن القطط يمكن أن ترى الضوء ، بكيفية باهتة بست مرات من أدنى قدرة للبشر ، وهذا لا يعني أنها تنافس البشر في الرؤية بالظلام.[1]
وعلى الرغم مما سبق ، إلا أن هناك بعض المناطق التي تفوز فيها العين البشرية مقارنة بأعين القطط ، بداية فإن أعين القطط ثنائية اللون ، مما يعني أنها ترى مجموعتين لونيتين فقط ، ويكون من الصعب عليهم التمييز بين الأحمر والأخضر والأصفر ، ولكن يمكنهم رؤية الأزرق ، بينما نرى نحن الألوان الثلاثية الأحمر والأصفر والأزرق. كذلك يساعد الهيكل الكامل لعين القطط الجميلة والفريدة ، على تعزيز قدرتها على الرؤية في الظلام ، ويمكن الاستدلال على ذلك من شكل وحجم بؤبؤ العين والقزحية المتوهجة.
وجدير بالذكر أنه في بعض الأحيان قد ترى بؤبؤ عين القطة ، يأخذ شكلًا على هيئة خط رأسي أثناء النهار ، ولكنه يتمدد إلى أبعاد بحيث يصير مستديرًا ليلًا ، وهنا يمكن القول أن الأمر كله يتعلق بكمية الضوء التي تحتاجها القطة من أجل رؤيتها ، حيث فسر أحد الأطباء هذا الأمر بأن بؤبؤ العين العمودي للقط ، يسمح بمرور كميات مختلفة من الضوء ، من خلال مناطق مختلفة من عدسة العين ، لأنها تتقلص لمساعدتهم على التركيز ، ولكن في الظلام تتوسع حدقة العين الرأسية لتكون دائرية مثل أعين البشر ، ولكن هذا يجعل الرؤية أكثر ضبابية لأنه يسمح بدخول مزيد من الضوء إلى العين.
يمكن أن يتسع حجم بؤبؤ أعين القطط من 135 إلى 300 ضعف حجم حالته المعتادة ، وفقًا لدراسة أجرتها جامعة كاليفورنيا بمدينة بيركلي ، في حين أن البؤبؤ الدائري يمكن أن يتغير 15 مرة فقط ، كما يمكن أن يتسع بؤبؤ أعين القطط أكبر بكثير من البشر ، مما يسمح بدخول المزيد من الضوء.
هل لاحظت يومًا زوجًا من العيون المضيئة يحدقان بك في الظلام؟ هذا هو تأثير الغشاء الغليظ الموجود بأعين القطط بالكامل ، فهذا النسيج الشبيه بالمرآة خلف الشبكية يعيد الضوء الزائد من خلال الشبكية ، مما يؤدي إلى ما قد يبدو ظاهريًا وكأنه عيون شيطانية متوهجة في الظلام ، ولكن غالبًا ما تحجب هذه الخاصية العاكسة رؤية القطة ، مما يقلل دقة الرؤية لديهم بدرجة أكبر.[2]
كيف ترى القطط في الضوء الخافت
خلقت أعين القطط لجمع الضوء ، حيث يساعد الشكل المستدير للقرنية في عين القط ، على التقاط الضوء والتركيز عليه ، كما يسمح وضع العين على الوجه بمجال رؤية يبلغ 200 درجة ، ولا يتعين على القطط أن تطرف لتليين أعينهم ، ومع ذلك فإن العاملان اللذان يمنحان القط القدرة على الرؤية في الليل ، هما الغشاء الغليظ وتكوين مستقبلات الضوء على الشبكية.
وتستجيب مستقبلات الشبكية باستخدام جزئين هما العصي والمخاريط ، حيث تستجيب القضبان للتغيرات في مستويات الضوء مثل الأبيض والأسود ، بينما تتفاعل المخاريط مع اللون ، وحوالي 80 في المئة من خلايا مستقبلات الضوء على الشبكية البشرية هي قضبان ، وفي المقابل حوالي 96 في المائة من مستقبلات الضوء في عيون القطط هي قضبان ، حيث تنتعش القضبان بسرعة أكبر من المخاريط أيضًا ، مما يمنح القط رؤية أسرع.
والأغشية الغليظة هي طبقة عاكسة ، تقع خلف شبكية القطط والكلاب ومعظم الثدييات الأخرى ، والضوء الذي يمر عبر الشبكية يرتد من الشريط الخلفي مرة أخرى نحو المستقبلات ، مما يعطي عيون الحيوانات انعكاسًا أخضر أو ذهبيًا في الضوء الساطع ، مقارنة بتأثير العين الحمراء لدى البشر.
تحتوي القطط من فصيلة السيامي وبعض القطط الأخرى ذات العيون الزرقاء على الأغشية الغليظة ، ولكن خلاياها تكون غير طبيعية ، حيث تلمع عيون هذه القطط باللون الأحمر ، وبالتالي قد لا ترى
القطط السيامية
في الظلام وكذلك بعض أنواع القطط الأخرى.[3]
رؤية القطط للأشعة فوق البنفسجية أو الضوء الأسود
يمكن للقطط أن ترى الأشعة فوق البنفسجية ، أو الضوء الأسود غير المرئي للبشر في الظلام ، لذلك إذا كانت الغرفة مضاءة بالكامل بالأشعة فوق البنفسجية ، فستكون مظلمة تمامًا بالنسبة لنا ، وذلك لأن العدسة في عين الإنسان تحجب الأشعة فوق البنفسجية ، ولكن تحتوي معظم الثدييات الأخرى ، بما في ذلك القطط والكلاب والقرود ، على عدسات تسمح بانتقال الأشعة فوق البنفسجية ، وقد تكون هذه القوة العظمى مفيدة للقط أو أي حيوان مفترس آخر ، من أجل تسهيل تتبع مسارات البول الفلورية أو رؤية فريسة مموهة.
والحقيقة الممتعة هنا ؛ أنه يمكن لشبكية العين البشرية إدراك الضوء فوق البنفسجي ، إذا ما تمت إزالة عدسة العين واستبدالها بأخرى ، مثل جراحة الساد أو إزالة مياه العين ، حيث يمكن للأشخاص الرؤية بالأشعة فوق البنفسجية ، بعد إزالة إحدى عدسات العين حيث تتم العملية باستخدام أصباغ فوق بنفسجية.[4]
أضواء الألوان لأعين القطط
القطط ترى الأزرق والأصفر أفضل من الأحمر والأخضر ، ولا يمكنهم التركيز بشكل واضح أو بعيد مثل البشر ؛ فجميع قضبان الشبكية القطنية تجعل أعين القطط حساسة للضوء ، في حين أن المخاريط هي مستقبلات لون العين ، ولكن يعتقد بعض العلماء أن القطط مثل البشر ، لديها ثلاثة أنواع من المخاريط ، ولكن ذروة حساسيتها اللونية تختلف عن حواسنا ، فبينما يرى البشر بوضوح وتمييز كل ألوان الأحمر والأخضر والأزرق ، ترى القطط عالماً أقل تشبعًا بالألوان ، وغالبًا تكون عبارة عن ظلال من البنفسجي الازرق والأصفر المخضر والرمادي ، هذا بالإضافة إلى طبيعة الرؤية الضبابية على مسافة أكبر من 20 قدمًا ، مثل ما قد يراه شخص قريب البصر أو ما يعرف بقصير النظر ، في حين يمكن للقطط والكلاب اكتشاف الحركة بشكل أفضل مما يمكنك في الليل ، فإن البشر أفضل من 10 إلى 12 مرة في تتبع الحركة في الضوء الساطع ، حيث يساعد وجود الغشاء الغليظ لدى القطط والكلاب على الرؤية ليلاً ، ولكنه في النهار يقلل بالفعل من حدة البصر مما يربك الشبكية بالضوء.[5]
طرق إبصار القطط في الظلام
تستخدم القطة حواسًا أخرى تساعدها على الرؤية في الظلام ، مثلما تحدد الخفافيش مواقعها وطريقها باستخدام رجع بالصدى ، ولكن تفتقر القطط إلى العضلات المستخدمة لتغيير شكل عدسة العين ، لذلك لا يمكن للقطط أن ترى بوضوح أقرب ما تستطيع ، إلا أنها تعتمد على اهتزازات الشوارب ، التي تكشف عن اهتزازات طفيفة لبناء خريطة ثلاثية الأبعاد لمحيطها ، فعندما تكون فريسة القطة أو لعبتها المفضلة ضمن نطاق الاهتزاز ، فقد تكون قريبة جدًا من الرؤية بوضوح ، حيث تسحب شعيرات القطة للأمام ، وتشكل نوعًا من الاهتزازات لتتبع الحركة.
كما تستخدم القطط أيضًا السمع لرسم خريطة للأماكن المحيطة ، ولكن في نطاق التردد المنخفض ، ويمكن مقارنة سمع القطط مع السمع البشري. ومع ذلك يمكن للقطط سماع نغمات أعلى تصل إلى 64 جيجا هرتز ، وهو أعلى من اوكتاف أعلى من نطاق الكلب ، ويمكن للقط التحكم في إدارة أذنيها لتحديد مصدر الأصوات.
كما تعتمد القطط أيضًا على الرائحة لفهم بيئتها ، حيث تحتوي أنوف القطط على ضعف عدد المستقبلات الموجودة في الإنسان ، كما تمتلك القطط أيضًا عضوًا أنفيًا في سقف أفواهها ، يساعدها على شم المواد الكيميائية. وفي نهاية المطاف ، فكل شيء عن حواس القطط يدعم الصيد الشبيه بالكلب ، فالقطط لا ترى حرفيًا في الظلام لكنها تقترب كثيرًا بفضل استخدام حواس أخرى تمتلكها.
وختامًا يمكن القول ، أن القطط لا تستطيع الرؤية في الظلام ، لكن يمكنها اكتشاف ضوء باهت سبع مرات أكثر مما يستطيع البشر رؤيته ، كما يمكن أن ترى القطط في نطاق الأشعة فوق البنفسجية ، والتي تبدو مظلمة للبشر ، وأخيرًا للقطط في الضوء الخافت ، قضبان أكثر من المخاريط ، ولا يمكنهم رؤية
الألوان
لتحسين الرؤية الليلية بسبب تلك المخاريط.[6]