ماهو الـ ” نيكوتيناميد “

يحتاج الإنسان إلى القيام ببعض التمارين الرياضية بالإضافة إلى إتباع نظام غذائي كامل ومفيد من أجل الحفاظ على الأنظمة البيولوجية ، وبالتالي يمارس الإنسان التمارين الرياضية ويتغذى بشكل جيد بينما تتولى أجهزة الجسم مهمة أخرى وهي تفتيت الطعام وإرسال العناصر الغذائية الهامة واللازمة التي نحتاجها إلى الأماكن التي تحتاج إليها أجسامنا للنمو والصحة الجيدة .

على الرغم من قيام أجهزة الجسم في الحفاظ على الأنظمة البيولوجية إلا أن هناك عدة عوامل تتدخل وتعمل على تعطيل كفاءة هذا النظام مثل المرض وتأخر العمر مما يتسبب ذلك في حدوث الكثير من المشاكل الصحية مثل التأثير على نظام عمل مجموعة من الهرمونات والإنزيمات التي تساعد في حدوث توازن للحفاظ على عمل النظام البيولوجي ، ويعتبر نيكوتيناميد الأدينين ثنائي النوكليوتيد واحد من أهم تلك الأنزيمات .[1]

تعريف نيكوتيناميد الأدينين

يطلق بعض العلماء والباحثين مصطلح أنزيم الشباب على نيكوتيناميد الأدينين وذلك لما يتمتع به من قدرة على إصلاح الخلايا التالفة من جديد ، ويعود السبب في ذلك إلى أن نيكوتيناميد الأدينين ثنائي النوكليوتيد موجود في كل خلية وله وظيفة محددة ومعينة وهي العمل على تجديد وإصلاح كل خلية حية موجودة في أجسامنا .

لكي يقوم نيكوتيناميد الأدينين بعمله على أكمل وجه يجب أن يحدث تخليق حيوي لأنزيم النيكوتيناميد وحامض النيكوتينيك والنيكوتيناميد ريبوسيد والتريبتوفان حيث يتحول أنزيم النيكوتيناميد مما يساعده في القيام بعمله حيث يعمل على تحويل وتنظيم الخلايا والعمل على تجديدها .

تشير الدراسات العلمية أنه مع تقدم العمر يخلق جسم الإنسان كمية قليلة من نيكوتيناميد الأدينين ولا تستطيع النسبة القليلة الموجودة منه بالقيام بكامل عملها ، وبالتزامن مع تناقص أنزيمات أخرى مثل الكولاجين والإيلاستين المسؤولين عن الحفاظ على


نضارة البشرة


والحفاظ عليها خالية من التجاعيد ، فإن انخفاض مستويات نيكوتيناميد الأدينين يتسبب في حدوث مشاكل صحية في خلايا الجسم .

نتيجة لما سبق يمكن تعريف نيكوتيناميد الأدينين على أنه أنزيم يساعد الجسم على خلق الطاقة وتجديد الخلايا وإصلاحها ولكن تنخفض مستويات  نيكوتيناميد الأدينين مع تقدم العمر ويمكن أن يساعد الحفاظ على مستوياته في إبطاء عملية الشيخوخة . هناك بعض الأطعمة خاصة الغنية بفيتامينات ب يمكن أن تساعد على تكوين وتخزين نيكوتيناميد الأدينين ، كما توجد بعض المكملات الغذائية التي تعمل على زيادة مستويات نيكوتيناميد الأدينين كما تساعد بعض التمارين الرياضية أيضاً على زيادة مستوياته .

العلاقة بين النيكوتيناميد والدماغ

إن النقص في مستويات الإنزيمات والهرمونات الحيوية من الممكن أن يتسبب في حدوث كثير من المشاكل الصحية مثل بطيء الحركة والتفكير ، ومشاكل الذاكرة ، وفقدان اللياقة البدنية ، ومن أجل الحفاظ على سلامة الذهن وسرعة استجاباته قد نحتاج إلى زيادة طبيعية في مستويات النيكوتيناميد .

إن أنزيم النيكوتيناميد هو جزيء موجود في كل خلية حيث يقوم بخلق الطاقة بالإضافة إلى تجديد الخلايا وحثها على القيام بوظيفتها بالإضافة إلى ذلك فإن لها واحدة من أهم الأدوار وهي تعزيز وحماية الميتوكوندريا وهي الطبقة الواقية التي تشكل حاجزًا حول كل خلية في الجسم ، وبالتالي فإن زيادة مستويات النيكوتيناميد هو أمر بالغ الأهمية خاصة في العالم الذي نعيش فيه المليء بالناس والمواد الكيميائية السامة في الماء والهواء والطعام وذلك لأنه بدون نيكوتيناميد الأدينين ثنائي النوكليوتيد تقل القدرة على استقلاب الطعام بكفاءة ومحاربة الالتهابات ومواجهة الآثار الجانبية لبعض الأدوية .

زيادة مستويات النيكوتيناميد بشكل طبيعي

إن زيادة مستويات النيكوتيناميد الصحية بشكل طبيعي سيحسن الأداء العقلي والجسدي ، وأيضاً سواء كنت ترفع مستويات هذا الأنزيم بشكل طبيعي أو من خلال المكملات الغذائية فإن ذلك سوف يعمل على انخفاض فقدان الذاكرة المرتبط بالعمر ، تعزيز القوة البدنية ، زيادة العمر ، تحسين الأداء العقلي وأيضاً يساعد على الفقدان الطبيعي للوزن وإدارته ولكن الأمر الجيد هو أنه يمكن زيادة مستويات النيكوتيناميد بشكل طبيعي عن طريق اتباع بعض الممارسات الهامة .

القيام بالتمارين الرياضية

عند القيام بزيادة مستويات النيكوتيناميد بشكل طبيعي من المهم أن تستمر في الحركة خاصة مع التقدم في العمر ، حيث أثبتت الدراسات العلمية أن تحسين والحفاظ على القوة البدنية وزيادة القدرة على التحمل يدعمان صحة العظام والعضلات ويعكسان فقدان كتلة العضلات وحالات مرضية أخرى مثل هشاشة العظام ، كما أنه يزيد من إنتاج إنزيم النيكوتيناميد بشكل طبيعي .

في الدراسات العلمية الحديثة وجد العلماء أن انخفاض مستويات النيكوتيناميد أدى إلى تقليل قوة العضلات وإطالة وقت التعافي وخفض القدرة على إصلاح الأنسجة العضلية التالفة ، وبالتلي هناك الحاجة إلى ممارسة التمارين الرياضة حيث إن إنشاء روتين لياقة منتظم يحفز إنتاج النيكوتيناميد بشكل طبيعي .

الصوم يزيد من النيكوتيناميد

إن الصوم ركن هام من


أركان الإسلام


، كما أن ممارسة الصوم منذ العصور القديمة هو أمر شائع جداً حيث يتم استخدامه تقليديًا ، ولكن العديد من الناس في الغرب يعيدون اكتشاف الفوائد الصحية المرتبطة بالصيام عن طريق تقييد السعرات الحرارية ، ولكن من المهم عدم الإفراط في


الصيام


الأمر الذي قد يكون له تأثير سلبي على عملية التمثيل الغذائي ، ولقد وجدت الدراسات العلمية أن تقييد السعرات الحرارية بنسبة 30 في المائة من خلال الصيام المتقطع أو اعتماد نظام غذائي يعتمد على الصوم أدى إلى زيادة مستويات النيكوتيناميد بشكل طبيعي .

تجنب أشعة الشمس الزائدة

من المعروف طبياً أن التعرض لأشعة الشمس يؤثر على البشرة بشكل كبير ، ولكن الدراسات العلمية الحديثة أثبتت أن التعرض الزائد لأشعة الشمس يمكن أن يؤثر أيضًا على مستويات النيكوتيناميد وذلك عن طريق التأثير المباشر على خلايا الجلد وبالتالي فإن ذلك سبب هام للتأكد من دهن البشرة باستخدام واقي شمسي عالي الجودة وتحديد التعرض لأشعة الشمس المباشرة .

المكملات الغذائية للنيكوتيناميد

على الرغم من أنه من المهم أن نحصل على معظم غذائنا من خلال نظام غذائي متوازن وطبيعي إلا أن الشيخوخة الطبيعية تعني أن أولئك الذين تزيد أعمارهم عن 50 عامًا يحتاجون إلى تكملة نظامهم الغذائي ، ولقد اكتشف العلماء مؤخرًا أن مكملات النيكوتيناميد الموجودة في


فيتامين ب


يعمل بشكل طبيعي على زيادة مستويات إنزيم النيكوتيناميد في أجسامنا .

اتباع نظام غذائي متوازن

تعتبر التغذية الجيدة هي أساس الصحة وطول العمر ، ولكن لا يجب التحكم في كمية السعرات الحرارية التي تتناولها فقط بل يجب التأكد من أن الأطعمة التي تستهلكها تحتوي على اللبنات الأساسية للصحة والكفاءة البيولوجية وبالتالي لابد من تناول الأطعمة التي تعزز انتاج أنزيم النيكوتيناميد بشكل طبيعي مثل الحليب والحبوب .

الحصول على قسط كاف من النوم

إن الحصول على قسط كاف من النوم هو شيء أساسي من أجل زيادة مستويات النيكوتيناميد بشكل طبيعي حيث إن التأكد من حصول الجسم على الراحة اللازمة لإنتاج هذه الإنزيمات البيولوجية المهمة هو أمر في غاية الأهمية .

سواء كانت السيارات أو أجهزة الكمبيوتر أو أجسامنا حتى أكثر الأنظمة المصممة بذكاء تحتاج إلى صيانة للحفاظ على تشغيلها بشكل صحيح ، فإنه لابد من الاحتفاظ بالمرونة والقدرات المعرفية والحيوية لفترة أطول من خلال رعاية أجسامنا بشكل أفضل .[2]