حقيقة كنز عجلون
أصبح كشف
الكنوز
مسيطرا على كل الشعوب حتى تنعم برفاهية حياتية وكان الحظ حليف الأردن التي أعطتها عجائب الطبيعة اثنين من أهم مناطق الجذب البيئية والتاريخية في الشرق الأوسط، أولا: غابات الصنوبر المترامية الأطراف في منطقة عجلون – دبين، وثانيا: القلعة الأيوبية الشاهقة في عجلون، والتي ساعد على هزيمة الصليبيين قبل ثمانية قرون من وقتنا هذا وغالبًا ما يستفيد السكان المحليون من المناظر الطبيعية الخضراء في عجلون للاستراحة من حياة المدينة والتواصل مع الطبيعة.
كغيرها من الدول حلمت الأردن بالعثور علي كنز ثمين قد يكون سببا في تحويلها من دولة عادية إلى دولة غنية ، فتعد قلعة عجلون ، معروفة رسمياً باسم قلعة الرباد.
اشاعات ظهور كنز عجلون
شهد عام 2014 تردد أنباء كثيرة حول العثور علي كنز يدعي “عجلون”، بهذه المنطقة في الأردن وجاءت الأنباء بأن هناك “ذهب” وسرعان ما أصدرت الحكومة الأردنية بيانا رسميا تضمن نفيا تاما لكل ما تم تداوله وأكدت أن ما تم العثور عليه هي أجهزة تجسس تابعة للاحتلال تم زرعها في الماضي .
وبالرغم من تلك الأحداث إلا أن هناك مئات القصص لدى العجلونيون موثقة بالصور لموقع الحادثة أثناء عمليات إغلاق الطرق وبعد أن تم فتحها بأن لا آثار لأية عمليات إنشائية أو انهيارات وأن عمليات الحفر كانت في قطع أراضي مجاورة للشارع الرئيسي مملوكة لمواطنين من عشيرة القضاة، مما جعل البعض متضامنا مع الحكومة فيما صرحت والآخريين رفض عقلهم تصديق ما نفته الحكومة متبعين سياسة “نفي النفي إثبات للشيء”.
حقيقة كنز عجلون
في هذه الفترة شهدت الأردن العديد من الأقاويل والأحاديث الجانبية وكان ذلك ناتجا عن الاختلافات في التصريحات التي تصدر من الحكومة والتصريحات التي يصدرها الشعب بدون وعى أو إدراك، فذلك التضارب جعل هناك عشرات الأسئلة تطفو على السطح تحتاج إلى إجابات شافية لتفسير ما حدث دون الاستخفاف بعقول المواطنين ومن هذه الأسئلة التي راودت أصحابها لماذا تم إغلاق الشوارع لأكثر من عشرين ساعة؟
وتضمنت قائمة الأسئلة أيضا لماذا غيروا مسار الطريق في المكان الذهبي بطريقة لم يعتاد عليها الناس؟ ووكان من حق الجميع أن يتساءل لماذا منع المواطنين من الاقتراب والتصوير في هذا المكان لدرجة أن أصحاب الأرض منعوا من الاقتراب من أرضهم مشيا على الأقدام تحت طائلة المسؤولية؟
ولماذا تم استخدام الآليات التابعة لمديرية الأمن العام في إنشاءات كان يمكن استخدام آليات البلديات والأشغال؟
بالأضافة الى تبادر هذا السؤال لماذا عملت الحكومة وأجهزتها في العمل ليلاً ولم تعمل في وضح النهار؟ لماذا تدخلت الأجهزة الأمنية وفرضت رقابة وسيطرة على المكان علما بأن الموضوع لا يتعلق بالسلامة العامة أو حتى شيء آخر؟ ولماذا تستخدم الألغام في الأرض؟ فهل الانهيارات تحتاج إلى ألغام؟
مالك أرض الكنز
تلك التساؤلات التي راودت أهالي الأردن جعلت المهتمين بكشف الحقيقة أن يذهبوا مسرعين نحو الدكتور مهند قاسم القضاة مالك قطعة الأرض ورغم صعوبة الحديث معه إلا أنه تحدث للمواطنين قائلا: أنا وأشقائي لست وحدي تفاجأنا بعمليات الحفر وإغلاق الطرق ومحاصرة المنطقة أمنيا بدون معرفة السبب في ذلك الأمر لافتا إلى أنه كان خارج عجلون في ذلك الوقت وأنه اتصل بشقيقه للذهاب ومعرفة ما يجري في أرضه إلا أنه تم منعه من الوصول إلى مكان الأرض .
واصفا ذلك الحدث بقمة الخسة كونه عملية اغتصاب لأرض دون علم صاحبها في ليلة ظلماء مستهجنا تصريحات الناطق الرسمي باسم الحكومة محمد المومني في ذلك الوقت الذى قال إنها لا تمت للحقيقة بصلة متحديا المومني وحكومته أن يثبتوا أن سبب الحادثة هو معالجة انهيارات لافتا إلى أنه ليس من المعقول أن تحدث انهيارات في منطقة تمتاز بسهولتها ولا يوجد بها أية ارتفاعات تؤثر على حركة السير لتضطر الأجهزة الأمنية لإغلاق الشارع ومنع الدخول ولو سيرا على الأقدام لمعرفة حقيقة ما جرى .
مفترضا مالك الأرض أنه إذا حدث انهيارات ومعالجة لها لماذا لم يتم إخبار صاحب الأرض بالحادثة كون العمل كان بأرض مملوكة ولماذا لم يسمح له بالدخول مشيا على الاقدام للتأكد من سلامة ما تدعي الحكومة ولماذا استترت الجهات التي نبشت الارض تحت جناح الليل ووطأته ولم تعمل جهارا.
بداية التنقيب عن كنز عجلون
مالك الأرض ربما من مصلحته أن ينول الكنز بمفرده كمالك للأرض ولكن جاء هذا الحديث عن شريك له بقطعه الأرض فقال أحد الشركاء ويدعى: أمجد القضاة إن أرضهم تقع في منطقة محاذية لجامعة عجلون الوطنية في منطقة شاع تسميتها بخربة هرقلا نسبة إلى ملك الروم هرقل الذي كان يقيم في المنطقة حسب رواية كبار السن وأنه شاع كثيرا أن هذه المنطقة مليئة بالكنوز والدفائن.
فقال إنه قد انتبه لقيام البعض بعمليات كشف لأرضه منذ فترة زمنية بواسطة جرافة لكنه لم يعرف مصدر هذه التجريفات مؤكدا أنه لم يخطر بباله أن تكون هذه التجريفات بسبب الكشف والتخطيط لعملية اغتصاب الأرض وإخراج كنوز كبيرة منها لافتا إلى أن ما حدث تم بسرعة كبيرة وبدقة متناهية ما يشير إلى التخطيط والتنظيم له بشكل كبير وعلى مستوى عال خططت مسبقا للعملية ونفذت مخططاتها بدقة وإحكام إلا أن إرادة الله كشفت عملياتهم بكاميرات بعض الأشخاص الذين صوروها عبر أجهزتهم الخلوية
موقف الأمن من عجلون
مرت هذه الإشاعات كالرصاص في صدور الضباط والشرفاء التي تناول المواطنين حياتهم بشكل سيء فهذه الإشاعات دفعت بمدير الأمن الوقائي السابق العميد المتقاعد زهدي جانبيك، للحديث عما حدث خلال الكشف عن أجهزة التجسس، ولكنه تحدث عبر وسائل التواصل الاجتماعي، قائلا في صدور متعددة ، آن الأوان أن يتوقف هذا اللغط، وأن يتوقف هذا التشكيك، وإذا كان أي معارض للحكومات يريد أن يواجه الحكومة فليواجها بحقائق ثابتة حتى يحافظ على مصداقيته، ويحافظ على انتماءه، اعذروني للصمت أربع سنوات، ولكن يكفي”.
انفجارات وتجسس للحصول على الكنز
صوت انفجار أول مرة نسمع به في منطقة نائية شمال شرق الأردن، ذهب على وجه السرعة فرق أكثر خبرة لمعالجة الموقف، بعد أن تم استبعاد فريق معالجة المتفجرات التابع للأمن الوقائي وكذلك فريق الهندسة الاستجابة السريعة، وكان الأكثر دهشة بالنسبة إلى زهدي جانبيك هو طريقة التعامل مع الحدث فلماذا يتم التكتم بشكل كبير لهذه الدرجة .
ولماذا يخرج للناس خبر كونه مجرد انفجار ذاتي قد يحتوي على مواد مشعة، جاءت الإجابة أن كل ما حدث كان ناتج عن حدوث الانفجار بعد أن تحرك جهاز تجسس مزروع على خط اتصالات، وحركته التي حدثت كانت بسبب أمطار غزيرة أصابت الموقع وكشفت الجهاز مما سبب انفجارا ذاتيا، مما جعل فرق من القوات المسلحة الأردنية تولت عملية مسح هائلة جدا على مستوى المملكة و تم بموجبها اكتشاف خمسة مواقع أخرى.
لم تتوقف القيادات الأردنية عند هذا الحد ولكن تم مواجهة الإسرائيليين بأننا نعلم بموضوع التجسس وطلبنا منهم تزويدنا طوعا بمواقع الأجهزة الأخرى، وتم مقارنة المعلومات التي زودنا بها مع نتيجة المسح الذي أجرته القوات المسلحة وتطابقت المعلومات، مما جعل قيادات الدولة تطمئن إلى المعلومات، وبالفعل وبدأ العمل على إزالة الأجهزة، فأصبح كنز عجلون مجرد بدعة أو خرافة يرويها أهل الأردن لأطفالهم الصغار حتي يغفو ليلا طويلا.[1]