قصة رحلة الى اغارثا
تتمتع أفلام الإنمي بقاعدة جماهيرية كبيرة من المعجبين من مختلف الجنسيات والثقافات والأعمار بخلاف النظرة السائدة المرتبطة بكونها أفلام للأطفال فقط، فجمهورها من الكبار كبير جداً. وتتميز أفلام الإنمي بأعمال الجرافيك التي تفوق الخيال وتخطف الأنظار، كما أنها تدمج في معظم القصص التي تقدم من خلالها بين الخيال والواقع وتؤكد على القيم والجوانب الإنسانية المختلفة.
وواحد من أكثر أفلام الإنمي شهرة هو فيلم رحلة إلى أغارثا الذي يقدم قصة إنسانية بطريقة إبداعية دامجاً بين الخيال والواقع بطريقة إبداعية لا مثيل لها، فيسلط الضوء على قضية الحياة والموت لكن من منظور مختلف هو كيفية التعايش مع الفقد وضرورة تقبل هذا الأمر وعواقب رفضه وكيف يمكنها أن تتسبب في تدمير حياة شخص ما.
فيلم رحلة إلى أغارثا
يعرف كذلك باسم الأطفال اللذين يلاحقون الأصوات الراحلة، صدر عام 2011م ومع ذلك لا يزال يتمتع بشهرة واسعة حتى اليوم فهو واحد من أفلام الإنمي المميزة التي سلطت الضوء على مجموعة من المواضيع الإنسانية التي يتعامل معها الجميع في هذه الحياة موضحاً الطريقة المثالية للتعاطي معها حتى نخرج بأقل الخسائر الممكنة.
فالقضية الرئيسية التي يناقشها الفيلم هي مسألة الحياة والموت وكيفية التعامل مع مسألة فقدان شخص عزيز وهذه تجربة إنسانية يمر بها جميع البشر، فمنهم من تتوقف حياته عندها كثيراً ولا يستطيع المضي قدماً كما حدث مع المعلم موريساكي الذي فقد زوجته الحبيبة ليزا ولم يقبل بهذه الحقيقة فظل يبحث عن كل ما يتعلق بأغارثا أرض الموتى حتى يتمكن من استعادتها من جديد.
القضية الثانية هي حجم ما يمكن أن يفعله المرء في سبيل ملاحقة أحلامه وما يجب عليه أن يدفعه من ثمن، فموريساكي حتى يتمكن من استعادة زوجته عليه تقديم تضحية ممثلة في جسد شخص حي يمثل وعاءً لروحها لتتمكن من العودة من خلاله، فهل سيقبل التضحية بحياة شخص آخر مقابل استعادة زوجته؟.
تدور أحداث الفيلم الرئيسية حول قصة فتاة صغيرة لم تتجاوز الرابعة عشر من العمر تفقد والدها في سن مبكر للغاية لكنها تشعر دائماً بالحنين إليه وتتمنى في كل لحظة لو كان موجوداً معها، وتكبر برفقة والدتها التي تعمل كممرضة ونتيجة لطبيعة عملها تظل مشغولة عنها معظم الوقت ما يجعلها تشعر بالحنين اكثر لوالدها، فتقضي الفتاة المدعوة أوسانا معظم وقتها برفقة قطتها ميمي.
تقضي أوسانا أيامها بشكل عادي جداً في قريتها الصغيرة بين المدرسة والمنزل والتنزه أعلى التلال التي تتميز بها قريتها للاستمتاع بالمظاهر الساحرة والخلابة، فتمضي معظم وقتها فوق تلة عالية لا يعرف عنه أحد فتهرب إليها يومياً وتعتبرها بمثابة مخبأها السري لتستمتع بقضاء وقتها في الاستماع للموسيقى من المذياع الصغير الذي تركه لها والدها كتذكار، لكن ذات يوم تلتقي بصبي صغير يدعى شون يقوم بإنقاذ حياتها لكن هذا الأمر يكون مجرد بداية لمغامرة شيقة ستمر بها أوسانا لتنقلب حياتها رأساً على عقب بعدها.
شخصيات فيلم رحلة إلى أغارثا
هناك مجموعة من الشخصيات الرئيسية التي تتناوب بينها أحداث الفيلم الرئيسية وهي:
-
أوسانا:
الفتاة الصغيرة بطلت القصة التي تخوض مغامرة شيقة في أرض الموتى برفقة معلمها. -
موريساكي:
معلم أوسانا الذي يصطحبها معه لأرض الموتى آملاً في استعادة زوجته ليزا. -
شون:
الصبي القادم من أرض أغارثا، ومن ينقذ حياة أوسانا من الوحش على الجسر. -
شين:
شقيق شون الأصغر والذي يرسله أهل القرية وراء أوسانا وموريساكي في أرض الموتى حتى يستعيد القلادة منهما ويمنعهما من العبث في قوانين الحياة والموت. -
ميمي:
قطة أوسانا التي تصطحبها معها في مغامرتها في أغارثا.
أحداث رحلة إلى أغارثا
تبدأ أحداث قصة رحلة إلى أغارثا بتعرض أوسانا للهجوم من قبل كائن غريب على جسر القرية الذي يحاول قتلها لكن فجأة يظهر لها صبي يبلغ من العمر قرابة 14 عام ويخوض معه معركة تنتهي بتمكنه من إنقاذها منه والقضاء عليه، ويتجه الاثنان سوياً لأعلى التلة حيث يتبادلا الحديث فيخبر الصبي المدعو شون أوسانا بأنه قادم من أرض تدعى أغارثا ويعطيها منحة على هيئة قبلها على جبينها.
يحل الظلام وتترك أوسانا شون لتعود للمنزل مع قطتها ميمي وتعده بأن تقابله مجدداً في الغد، حينما تغادر أوسانا يسقط شون من فوق التلة ويلقى حتفه وفي صباح اليوم التالي تتلقى أوسانا صدمة حينما تعرف من والدته بأنهم عثروا على جثة صبي في النهر ويتضح أنه شون، لكنها تأبى تصديق هذا الأمر.
وحينما تتوجه للمدرسة يلقي عليهم الأستاذ موريساكي محاضرة عن كتاب يتحدث عن الموتى ويلفت نظر أوسانا كثيراً لأنه ذكر أغارثا التي حدثها عنها شون، فتتوجه للأستاذ موريساكي بعد انتهاء الدرس بدافع الفضول وتسأله عن هذه الأرض، فيخبرها بأن البشرية قديماً كانت تسير تحت توجيهات ما يدعون بحفظة الموتى لكن بمرور الموقت لم تعد البشر بحاجة لها لذا تركوا الأرض وذهبوا لمكان تحت الأرض برفقة مجموعة من البشر ممن قرروا مرافقتهم.
تعود أوسانا من جديد لقمة التلة لكن هناك تجد فتى صغير يشبه شون كثيراً يتضح لها أنه شقيقه الأصغر ويدعى شين ويبلغ من العمر قرابة 11 عام، وفجأة يتعرض الصغيران لهجوم من قبل رجال مسلحين يطلقون على أنفسهم حراس الملائكة، يحاول الصغيران الهرب منهما فيختبأ شون وأوسانا في مكان تحت الأرض ويمنحها شون قلادة لكن فيما بعد يستولي قائدهم على القلادة ويستخدمها لفتح بوابة أرض أغارثا وهنا يكشف عن نفسه ليتضح أنه الأستاذ موريساكي الذي يخبرهم بأنه يرغب فقط في الذهاب لأرض الموتى حتى يستعيد زوجته ليزا من أرض الموتى ليس أكثر.
تقرر أوسانا مرافقة موريساكي في رحلته لأرض الموتى أملاً في مقابلة والدها من جديد وربما تتمكن من استعادته مجدداً كما يحاول موريساكي استعادة زوجته، وهنا يكتشف شين الذي يعود لقريته أن أوسانا حصلت على جزء من القلادة وتمكنت من الدخول لأرض أغارثا فيعود ليمنعها هي موريساكي من العبث في أرض الموتى.
تخوض أوسانا مغامرة شيقة برفقة موريساكي وشين وتتعرض حياتها للخطر أكثر من مرة لكن شين ينقذها، وفي النهاية حينما يلتقي الأستاذ موريساكي بزوجته التي تبدي رغبة بأن تعود معه للحياة من جديد لكن الثمن يتطلب تضحية غالية وهي وعاء ليحمل روحها، فسرعان ما تستولي روح زوجته على جسد أوسانا لكن هذا لم يكن كافياً فيفقد المعلم عيناً من عيناه كثمن لعودتها، إلا أن شين يقوم بتحطيم القلادة حتى ينقذ أوسانا وحينها فقط تعود روح أوسانا إليها وتتمكن من استعادة جسدها، لكن في اللحظات القليلة التي تستولي فيها ليزا على جسد أوسانا تخبر زوجها بأن يعود للحياة بدونها وأن يبحث عن السعادة في الحياة مع غيرها.
يتحطم فؤاد موريساكي الذي كان يحلم باستعادة زوجته مرة أخرى ويقرر عدم العودة مع أوسانا، إلا أن أوسانا تعود من جديد لحياتها الطبيعية وتنتهي أحداث الفليم بأوسانا وقد صارت بالغة تنظر من نافذتها على التلة حيث التقت بشون وشين، ثم تودع والدتها وتنطلق للحاق بحفلة تخرجها.[2]