برديات ابو صير

برديات أبو صير اسم يعلمه الجميع وتقوم الهيئات التعليمية بدرسها في المناهج الدراسية في المواد التاريخية والتي تعد أكبر اكتشافات ورق البردي حتى وقتنا هذا ويرجع اكتشافها إلى عصر الدولة القديمة في مصر القديمة، فقد شهد عام 1893 م اكتشاف أولى البرديات في معبد أبو غراب بالقرب من قرية أبو صير شمال مصر، والذى تم تأريخها إلى القرن الرابع والعشرين قبل الميلاد تقريبًا خلال عصر الأسرة الخامسة في مصر، مما جعلها أيضًا من أقدم البرديات الباقية حتى الآن بالرغم من أن آثارها المتبقية بالية بشدة وتم بعد ذلك اكتشاف عدد كبير لأجزاء أخرى من مخطوطات في المنطقة فتعد تلك المنطقة الأ


برز على الإطلاق .

أهمية اكتشاف برديات ابو صير

تعطي برديات أبو صير معلومات مفصلة عن تشغيل معبد الجثث الملكي وتشمل جداول نوبات العمل للكهنة، وقوائم جرد معدات المعبد، وقوائم العروض اليومية للمعبدين الشمسيين في أبو غراب، شمال أبو صير، فضلاً عن الخطابات والتصاريح، وكان وراء تلك الخصائص النفيسة هدف كبير وهو أن تكون برديات أبو صير هي الاكتشافات الأكثر أهمية للوثائق الإدارية منذ عصر الدولة القديمة.

خصائص برديات ابو صير

تميزت برديات أبو صير باحتفاظها باثنتين من الكتابات المختلفة، فنجد أن المقدمة في البرديات مدونة بالهيروغليفية المصرية وتبدأ بتاريخ كان يعبر عن التواريخ في ذلك الوقت بعدد الماشية يشير إلى عهد الملك جد كا رع أسيس، وبالتالي تعود هذه المخطوطات إلى أواخر عصر الأسرة الخامسة، فسهولة التوصيف جعلها في المقدمة بدون منازع لها، وكغيرها من الآثار.

البرديات الباقية مكتوبة في أعمدة مقسمة إلى ثلاث قوائم أفقية يسهل على من يراها أن يجدها بهذه التقسيمة: أولا: تسرد التواريخ وأسماء المسؤولين، وثانيًا: تسرد أسماء المستلمين، وثالثـًا: تسرد نوع قطع اللحم التي يتم إمدادها؛ وقد دمر هذا الجزء بشكل كبير وما تحتويه البرديات هو ملخص بالهيراطيقية يجسد توزيع حصص الحبوب منذ أيام القدماء المصريين .

تعريف البرديات

تعد تلك النوادر وأولى البرديات هي مجموعة من أوراق البردي الإدارية التي يرجع تاريخها إلى عصر الأسرة الخامسة، في القدماء المصريين، و لقد تم العثور على البرديات في مجمعات المعبد للملك نفر إر كارع كاكاي والملك نفر إف رع والملكة خنت كاوس الثانية، وقد تم اكتشاف أولى بقايا برديات أبو صير عام 1893 وكان ذلك الاكتشاف خلال عمليات تنقيب تمت من قبل البعض بطريقة غير شرعية .

وكانت تحتوي على مخطوطات تتعلق بالملك نفر إر كارع كاكاي وبالتالي تم بيعها لمختلف علماء المصريات والمتاحف وقد حدد عالم المصريات الألماني( لودفيج بورشاردت) بعد ذلك موقع الاكتشاف بالقرب من معبد هرم ملك الأسرة الخامسة، نفر إركارع وقد تأكدت هذه النظرية من خلال اكتشاف(بورشاردت) لمزيد من آثار البرديات خلال التنقيب في المعبد وقد تم العثور على البرديات من مجمع نفر إر كارع كاكاي في غرف التخزين الموجودة بالجزء الجنوبي الغربي للمجمع.

السجل الطبي على البرديات

الكثيرون يقومون بالتجول في المعابد لرؤية تلك البرديات فبسهولة سوف يجد المعلومات موجودة في برديات أبو صير الأولى، فقد تمكن علماء آثار من التشيك في منتصف السبعينيات من العثور على نصب تذكاري جنائزي للملك نفر إف رع مع 2000 قطعة منفصلة إضافية من أوراق البردي، ولكن في ذلك الوقت كانت موجودة أساسًا في غرف التخزين بالجزء الشمالي الغربي بالمجمع وهناك أدلة على أن البرديات تم تثبيتها في الأصل بأربطة جلدية وتخزينها في صناديق خشبية.

فخلال المزيد من عمليات التنقيب بالموقع تم أكتشاف  برديات عند النصب التذكاري الجنائزي للملكة خنت كاوس والدة الملكة خنت كاوس الثانية، بالإضافة إلى أن هناك جزءًا كبيرًا من ترجمات النصوص لا يزال غير منشور، وهي نصوص حول الطب وعلم النباتات والفلك والتنجيم، وتركز في ترجماتها على نصوص طبية، وجدت في برديات معبد أم البريجات جنوب الفيوم، وذلك هو دليل على أن قدماء المصريين علموا بوجود الكلى فى جسم الإنسان، لأن تلك البرديات هي أقدم نص طبى معروف للبشر يتحدث عن الكلى، وقبل الآن لم يكن الباحثون على علم بأن الفراعنة كانوا يعرفون وجودها .

لعبت برديات أبو صير دورًا كبيرًا في نشر العلوم والتربية وأيضا التوعية فقد قامت بالكشف عن رؤى مصرية في علم التنجيم، واليوم، يُنظر إلى علم التنجيم على أنه خرافات، لكن في العصور القديمة كان مختلفـًا، كان أداةً مهمة للتنبؤ بالمستقبل وكانت تعتبر من العلوم المركزية للغاية.

فعندما نتحدث عن تاريخ العلم، غالبًا ما يكون التركيز على المواد اليونانية والرومانية، لكن لدينا أيضا مواد مصرية تعود إلى ما هو أقدم بكثير من ذلك، لقد كتبت أحد النصوص الطبية المصرية قبل 3500 سنة، عندما لم تكن هناك مواد مكتوبة في القارة الأوروبية كلها.

كان دور الفراعنة هو تقديم ما يحتاجه المصريون الأن والعالم أجمع فقد قاموا بتدوين نص يشرح علاجات غير تقليدية لأمراض العين، من بين تلك العلاجات وصفة لعلاج انحراف الأهداب مقاديرها كالتالي: شحم الثور، ودم الوطواط، والحمار وقلب سحلية والفخار المطحون وقليل من العسل .

وتم العثور فيها على تدوينات خاصة بحدوث الحمل وكذلك تحديد نوع الجنين وتنص الطريقة على أن تبول المرأة في كيس شعير وكيس قمح، ويحدد نوع الحبوب الذي ينبت أولا جنس الجنين وإذا لم ينبت أيهما فالمرأة ليست حاملا وهذه الطريقة صمدت لآلاف السنين وانتشرت حول العالم ووجد لها أثر في وصفات فلكلورية ألمانية تعود للعام 1699 ميلادية ، فالكثير من الأفكار فى النصوص الطبية المصرية القديمة كانت مدونة على برديات أبو صير وهذا يظهر أن الأفكار المصرية تركت آثارًا عبر آلاف السنين.

مدينة أبو صير

تملك تلك المدينة آثارًا هامة، فقد اختارها أشهر ملوك الأسرة الخامسة لبناء أهراماتهم ومجموعاتهم الجنائزية بالإضافة إلى معابد الشمس التي أقيمت بمنطقة أبوغراب، ويوجد عدد كبير من القرى التى تسمى أبوصير في مصر، والغالب أن هذه المناطق اشتق اسمها من اسم المعبود “أوزير” لاحتمال وجود معبد له في تلك المناطق، ثم أطلق اسم المعبد على المنطقة كلها، ولعل أشهر المناطق التي حملت هذا الاسم إحدى جبانات منف والتي تقع جنوب الجيزة وتبعد نحو خمسة كيلومترات. [1]