قصص عالمية من التراث الفرنسي

لطالما كانت الثقافة الفرنسية مصدر إلهام معظم الفنانين والكتاب والرسامين . خصوصا الأدب الفرنسي الذي عرف تطورا مهما في العصر الفيكتوري ، وأيضا النهضة الفكرية و التي شهدت ولادة العديد من التحف الأدبية حيث سميت  فيما بعد بالخالدات .لم تكن تسمية ذلك العصر بعصر الأنوار عبثا،  بل لأنه شهد ولادة العديد من النجوم التي لا تزال تضيء سماء القصص العالمية إلى عصرنا الحالي ، وهذه القصص استطاعت اجتياز المسارح و أفلام السينما و أيضا


قصص الرسوم المتحركة


لاسيما أنها قصص جميلة و تعطي الحكم و المواعظ للصغار و الكبار  .

البؤساء رائعة فيكتور هوجو

من منا لم يسمع بقصة


البؤساء


سواء أن كانت من خلال مسلسل الرسوم المتحركة الشهير الذي أنتجته مانغا ، أو من خلال الأفلام السينمائية على سبيل المثال الفيلم الموسيقي الحائز على عدة جوائز .لكن ما يجهله الكثيرون أن هذه القصة هي فرنسية المنشأ كتبت من طرف الكاتب الفرنسي الشهير  فيكتور هوغو (1802-1885) .

بدأ رواية بعنوان جان Tréjean ثم Les Misères. ثم توقف عن الكتابة يسبب الثورة سنة 1848، بعدها انتخب نائباً، وفي 6 يوليو 1849 ألقى خطابا حول الفقر في الجمعية التشريعية الوطنية. لم يستأنف كتابة الرواية حتى عام 1860 ،وخلال منفاه قام بنشر رواية نابليون الصغير سنة 1852 ثم كتبت LES CHATIMENTS سنة 1853 بعدها كتب LES CONTEMPLATIONS سنة 1856 و قام  اخيرا باختيار العنوان النهائي لقصته الشهيرة وهو البؤساء. والتي نشرت فيما بعد عام 1862.

في


رواية البؤساء


، أراد هوغو طرح المشاكل الاجتماعية أمام القارئ . حيث يقال أنه استوحى أحداث هذه الرواية من ملاحظاته حول الأحداث في دفتر الملاحظات الخاص به، والتي سيتم نشرها بعد وفاته تحت عنوان الأشياء المرئية. ومن بين هذه الأحداث  مشهد البرجوازي الذي يرمي كرة ثلجية في ظهر بائعة الهوى و أيضا مشهد عن تجربته الخاصة على الحواجز من 3 إلى 6 ديسمبر 1851 ، والذي  يحكي أحداث مجيء جان فالجان لإنقاذ ماريوس.[1]

قصة البؤساء

أُفرج عن المحكوم جان فالجان من سجن فرنسي،  بعد أن قضى حكماً بالسجن تسعة عشر عاماً بتهمة سرقة رغيف خبز. و قد قام بالعديد من محاولات الهروب. عندما وصل إلى مدينة دين، لا أحد رغب في منحه ملجأ لأنه مدان سابق. وهو يائس، طرق فالجان على باب السيد ميريل، أسقف مدينة دين، الذي عامله بلطف .

لكن فالجان قام بسرقة الأواني الفضية التي تعود للأسقف. عندما ألقت الشرطة القبض عليه ، غطاه ميريل قائلاً إنها هدية ، وأطلقت السلطات السارق ،  و وعد ميريل بأن يصبح رجلاً أمينًا و صالحا. حريصًا على الوفاء بوعده ، عمل فالجان على  إخفاء هويته فور وصوله إلى Montreuil-sur-mer. تحت اسم مادلين، طور عملية تصنيع عبقرية جلبت الرخاء إلى المدينة ، وأصبح عمدة المدينة أخيرًا.

حاول جان فالجان آنذاك تكوين صداقات جيدة مع المجتمع هناك ، ولكن ماضيه الأسود وملاحقة المفتش جافرت له لا يسمحا له بعيش حياة هادئة وطبيعية. بعد هروبه من السجن ، أنقد جان فالجان ابنة فانتين ، كوزيت الصغيرة ، من براثن أصاحب حانة تيناردييه ، وقام بالاختباء مع الصغيرة في الدير .

بعد بضع سنوات ، وقع الشاب ماريوس في حب كوزيت. أنقد جان فالجان حياة ماريوس ، حيث كان فاقدا  للوعي في إحدى  المجاري في باريس. اكتشف ماريوس بعدها من هو جان فالجان ، وبعد أن تزوج كوزيت ، قررا الابتعاد تاركين ورائهم جون فالجان . وقد علم بشكل متأخر جدا أن الشخص الذي أنقذ حياته و حياة كوزيت هو نفس الشخص ، ذهب مع كوزيت ليلتحقوا به . مات جان فالجان ، في عزلة وحزن ، ولكنه على الأقل  استطاع “أن يموت مثل قديس” ، وسعيد أيضا ، بعد أن رأى كوزيت مرة أخرى.

أحدب كنيسة نوتردام

كتب


فيكتور هيجو


رواية نوتردام أساسا من أجل إنقاذ الكاتدرائية القوطية الشهيرة من الهدم  . حيث تم استخدامها إبان الثورة كمصنع للملح و في القرن التاسع عشر عانت إهمالا شديدا وصل الأمر إلى محاولة أخذ حجارتها قصد بناء الجسور . كما اعتبر الفن القوطي قبيحًا ومسيئًا. و كون فيكتور هوغو قد أعطى مثل هذا الهيكل لروايته كان اختيارًا متعمدًا ، و ذلك بربط الشخصيات الغريبة بهذا الفن “القبيح”. تدعو العديد من فصول الرواية إلى الحفاظ على العمارة القوطية حيث اعتبر هذا البناء العظيم مكانا رومانسيا و تحفة فنية يجب المحافظة عليها . والهدف من ذلك هو تحقيق هذا التحالف الغريب الخاص بالجمال الأدبي في ذلك الوقت.

تدور أحداث القصة حول فتاة غجرية تدعى ازميرالدا، والتي كانت فاتنة الجمال ترقص في الشوارع لتجمع المال. في يوم من الأيام وقع ناظر رئيس الأساقفة عليها وهو كاهن انهمك في العلم و الدراسة و الدين حتى نسي ما هو الحب و المرأة ،  فأيقظت ازميرالدا برقصها و جمالها غريزة قوية قد محاها الزمن .قام الكاهن بأمر الأحدب قارع الأجراس في كنيسة نوتردام بخطف الجميلة وكان يفعل أي شيء يأمره به رئيس الأساقفة ،  و عندما هم الأحدب بخطفها ،  نجحت ازميرالدا بالهرب منه بمساعدة مجموعة من الرماة بقيادة شاب وسيم يدعى فابيوس شاتوبير ما أشعل نار الغيرة والغضب في الكاهن و جعله يحيك الخطط للوصول إلى مراده .

وحش جيفودان

ربما تكون القصة الأكثر شهرة في الفولكلور الفرنسي. هذا المخلوق المتعطش للدماء ، الذي يُنسب إليه أكثر من مائة ضحية في لوزر ، بث الذعر بين السكان المحليين وأبقى أوروبا في حالة ترقب بين 1764 و 1767. في وقت الحقائق والخيال والخوف  شهدت ولادة وحش جيفودان. وهو الذئب أو الوحش البري المتعطش للدماء.

فمنهم من افترض أنه وحش، و يقال أيضا أنه مجرد ذئب ذكي، والبعض يرجح أنه كان قاتلا متسلسل يلبس جلد ذئب و يتخفى لقتل ضحاياه، الفرضيات منتشرة وتبقى بعض الأسئلة بدون أجوبة حتى يومنا هذا. ومنه استوحى العديد من الكتاب على مر قرون رواياتهم و لم يتوقف الأمر هنا فحسب بل قام العديد من صانعي أفلام الرعب و الخيال من إنتاج أفلام تحمل تفاصيل قصة هذا الوحش مع بعض التغييرات البسيطة.

قلعة كاروج

قلعة كاروج  باورن الفخمة هو موطن أسطورة فرنسية ألهمت العديد من الكتاب و المؤرخين ، حيث يقال أن زوجة سيد القلعة قد اكتشفت خيانة زوجها لها حيث رأته بصحبة فتاة يزعم أنها جنية، و كانت هذه الأخيرة ساحرة الجمال و تملك قوى غير طبيعية . قامت الكونتيسة بطعن الجنية ما أدى إلى مقتلها .بعد هذا الحدث الأليم أصابت عائلة كاروج لعنة سحرية ، حيث تم العثور على سيد القلعة بدون حياة و جبهته ملطخة بنقطة حمراء. كما أن هذه اللعنة قد لاحقت أبناء الكونتيسة واستمرت على مدى سبعة أجيال انتقاما من نسل عائلة كاروج على مقتل الجنية . [2]

استمرت القصص و الأساطير الفرنسية في الانتشار حول العالم وعلى مر قرون والتي يعود بعضها للفلكلور الفرنسي و الآخر لكتاب لمعوا في سماء


الأدب الفرنسي


.