استراتيجية فرز المفاهيم


أصبحت كافة الدول سواء دول العالم الأول أو الثاني أو حتى


الدول النامية


تعتمد على استحداث واستخدام أساليب وطرائق تعليمية حديثة ومميزة يُمكن من خلالها تعزيز درجة الفائدة الناتجة عن العملية التعليمية وذلك في كافة المراحل الدراسية وعلى وجه الخصوص المراحل الأساسية التي تتكون من خلاها بوادر شخصية وفكر ووعي الطالب ، ومن أفضل هذه الطرائق التعليمية هي استراتيجية فرز المفاهيم .


تعريف استراتيجية فرز المفاهيم


فرز المفاهيم


Concept Sort


هي عبارة عن استراتيجية يتم من خلالها فهم مفردات اللغة والقراءة ، حيث يقوم المعلم القائم على تنفيذ الاستراتيجية داخل الصف بوضع قائمة تحتوي على عدد كبير ومتنوع من المفاهيم والمصطلحات الخاصة بمادة القراءة ، ويتم توجيه الطلاب إلى فرز وتصنيف تلك المفاهيم في فئات على أن تكون الكلمات الموجودة في كل فئة مشتركة في صفة واحدة أو أكثر .


ويُذكر أن عملية فرز المفاهيم بواسطة الطلاب يُساعد المعلم في أن يقوم بتقييم طريقة تعامل الطلاب مع المحتوى المعطى لهم في صورة مصطلحات ومفردات ومدى قدرة الطلاب على تحليل معاني تلك المصطلحات ومن ثم تصنيفها او فرزها بشكل صحيح [1] .


أهمية استراتيجية فرز المفاهيم


هناك مجموعة من المزايا والنقاط الإيجابية الناتجة عن تطبيق هذه النظرية التعليمية ، مثل :


-من خلال تطبيق الاستراتيجية ؛ يقوم المعلم بعرض المفردات والمصطلحات الجديدة المتعلقة بالدرس الذي سوف يقوم بشرحه ، ومن ثم يقوم الطلاب بتحليل هذه المفردات وفهمها أولًا ، وبالتالي ؛ يكون فهم دراس القراءة لاحقًا أكثر سهولة ويصل بشكل أعمق إلى ذهن الطالب .


-يتمكن المعلم من الوقوف على مستوى الطلاب قبل أن يبدأ في شرح الدرس ، وبالتالي يكون على علم بمستوى الشرح والتوضيح المطلوب منه لتوصيل المعلومات ومعاني المفردات عبر الدرس ، مما يُساعد المعلم على اختصار وقت طويل في توضيح معاني ومصطلحات معلومة بالفعل لدى الطلاب .


-تُساعد الطلاب على الإطلاع على مفاهيم جديدة وتحليلها وتفسير معانيها والربط بين المفاهيم وبعضها ، وهذا من شأنه أن يُعمق من مهارة الطالب في القدرة على الوصول إلى المعاني والربط بين المفردات أيضًا بشكل صحيح .


-كما أن تطبيق هذه الاستراتيجية يخلق نوعًا من التعاون بين الطلاب وبعضهم والبعض ، وهذا من شأنه أن يُساعد على تعزيز روح المشاركة الإيجابية و


العمل بروح الفريق


أيضًا لدى الطلاب .


سلبيات تطبيق نظرية فرز المفاهيم


كل استراتيجية حديثة على الرغم أن فئة كبيرة من الخبراء يُثنون عليها ويؤكدون على أنها مُفيدة ومجدية بنسبة مائة بالمائة ؛ إلا أنه دائمًا ما يوجد بعض المناقديم لها والذين يرونها من جانب اخر ، ولم تشذ نظرية فرز المفاهيم عن تلك القاعدة ، حيث قد ذكر البعض بأن هذه النظرية يشوبها بعد العيوب والانتقادات ، مثل :


-عند استخدام هذه النظرية ؛ قد يضع الطالب تصورًا مختلفًا لمعاني بعض المفردات مختلف عن المعنى الذي يتضمنه سياق الحديث في النص الذي سوف يقوم المعلم بشرحه لاحقًا ، وهذا بالطبع يؤدي إلى حدوث فجوة فيما فهمه واعتقده الطالب وبين سياق الدرس ، وخصوصًا في حالة المفاهيم التي تحمل أكثر من معنى سواء معنى المفردات لغة أو اصطلاحًا .


-قد يصاب الطالب بالتشتت وعدم القدرة على التركيز وتوزيع المفاهيم نتيجة عرض عدد كبير من المفاهيم الجديدة عليه وبالتالي ؛ لا يكون قادرًا على تحليل وتصنيف هذا الكم الهائل من المفاهيم في آن واحد ، وهذا بالطبع يؤثر سلبيًا على النقاط الإيجابية الخاصة بالاستراتيجية بشكل مباشر .


-مشاركة الطلاب معا في تصنيف المفاهيم قد لا تُساعد المعلم على تقييم الطلاب بشكل صحيح لأنه لا يكون متيقنًا من الطلاب الذين قد توصلوا إلى الإجابة الصحيحة قبل أقرانهم ، وبالتالي ؛ لا يمكن الاعتماد على توزيع المفاهيم في تقييم الطلاب .


تطبيق استراتيجية فرز المفاهيم


تُستخدم استراتيجية فرز المفاهيم في دراسة


مادة اللغة العربية


بشكل أساسي ، ويُمكن استخدامها أيضًا عند تعلم بعض اللغات الأجنبية الأخرى ، كما يُمكن التعديل عليها قليلًا واستخدامها في العديد من المواد الدراسية الأخرى مثل الدراسات الاجتماعية ومادة العلوم وغيرهم ، ويمكن تطبيق تلك النظرية عبر الخطوات التالية [2] :


-يقوم المعلم بكتابة عدد من المصطلحات والمفردات على السبورة في في مجموعة من البطاقات ، ويجب أن تكون تلك المصطلحات متعلقة بموضوع الدرس الذي سوف يتم شرحه بعد ذلك .


-يتم تقسيم الطلاب إلى مجموعات أو تطبيق النظرية على الصف بأكمله في ان واحد ، حتى يقوم الطلاب بتحليل المفردات وتصنيفها إلى مجموعات وفقًا لمدى الارتباط بين كل مصطلح والاخر .


-وبعد أن ينتهي الطلاب من توزيع المفاهيم ؛ يقوم المعلم بمناقشتهم والاستماع إلى اراء جميع الطلاب قدر الإمكان ، ثم يقوم بعد ذلك بتصحيح أي أخطاء قد وقع بها الطلاب أثناء توزيع المفاهيم .


-وحتى يتم التأكيد على معاني هذه المفردات يقوم المعلم بشرح درس القراءة المحتوي على المصطلحات والمفردات السابقة.


مثال على استراتيجية فرز المفاهيم


-يُمكن تطبيق استراتيجية فرز المفاهيم على أحد دروس القراءة للصف الثالث الابتدائي على النحو التالي :


المفردات : ( أشجار ، نبات ، مدينة ، الريف ، مصنع ، أرض زراعية ، حبوب ، حديقة ، حقل ، مستشفى ، وحدة صحية ، القمح ).


-وهنا يتم فرز المفاهيم بواسطة الطلاب بالطريقة الصحيحة إلى مصطلحات خاصة بالمدينة وأخرى خاصة بالريف ، كما يلي :


  • مصطلحات خاصة بالمدينة : ( مدينة ، مصنع ، حديقة ، مصنع ، مستشفى ، أشجار) .

  • مصطلحات خاصة بالريف : (الريف ، أشجار ، نبات ، حبوب ، أرض زراعية ، حقل ،


    القمح


    ، وحدة صحية ) .


-وإذا تمكن الطلاب من تصنيف المصطلحات السابقة بشكل صحيح ؛ فهنا يطلب منهم المعلم أن يقوموا بتفسير النتائج التي قد توصلوا إليها وأسباب وضع كل مفرد في التصنيف الخاص به ، وعلى سبيل المثال ؛ لماذا الوحدة الصحية في الريف والمستشفى في المدينة ، وهكذا .


-أما إذا أخفق الطلاب في وضع التصنيف الصحيح للمفردات ؛ فهنا يكون على المعلم أن يقوم بمناقشتهم في النتائج التي قد توصلوا إليها ، ويقوم بتوضيح أوجه الخطأ مع توضيح الأسباب ، وقد يقوم بعض المعلمين بوضع تفسيرات إضافية لبعض المفردات حتى يقوم الطالب بالحكم عليها بأنفسهم مرة أخرى وتصنيفها بشكل صحيح .


-وبعد الانتهاء من عملية نصيغ وتوزيع المصطلحات والمفردات ؛ يقوم المعلم بشرح درس قراءة بعنوان خصائص الريف والمدينة  ، وهنا يتم توضيح أهم سمات المدينة وأهم سمات الريف بشكل واضح ومفصل ؛ حتى يُجيب على كل الأسئلة التي تدور في أذهان الطلاب حول المصطلحات التي قد تم استخدامها أثناء تطبيق نشاط فرز المفاهيم .


ويُذكر أن استراتيجية توزيع المفاهيم قد لاقت بالفعل درجة اهتمام كبيرة بين المعلمين والطلاب وواضعي الأساليب التعليمية نظرًا إلى أنها تُساعد على تهيئة الطلاب للدرس المُراد شرحه بطريقة مشوقة وبنَّاءة للعقل والتفكير وبشكل سهل وسريع أيضًا في نفس الوقت ، ولذلك ؛ يتم تطبيقها الان في العديد من المدارس على مستوى العالم وبالوطن العربي أيضًا .