تعريف التعددية الثقافية

للتعددية الثقافية الكثير من الجوانب الإيجابية التي تسمح لأفراد المجتمع باستيعاب العديد من الثقافات الأخرى ، وتعرف أفراد المجتمع بشكل فعَّال على الثقافات الأخرى ، كما أن الأثر السلبي لها يتفاوت بتفاوت نسبة تعدد الثقافات داخل المجتمع الواحد فالآثار السلبية يُمكن أن تحدث في أي من المجتمعات ، ولكن إذا زادت نسبة تعدد الثقافات عن الحد الطبيعي فمن الممكن أن تؤدي إلى ضياع


الهوية


الأصلية للمجتمع .

مفهوم التعددية في اللغة

التعددية هو اسم مؤنث منسوب إلى ” تعدُّد ” ، وأيضًا هو مصدر صناعي من ” تعدُّد ” ، العَدُّ هو إحصاء الشيء ، وتعدَّدَت المشكلات أي زادت بأنها أصبحت أكثر من مشكلة .

مفهوم التعددية في الاصطلاح

هي النظرية التي تسمح بإقامة الحكم الذي تتفاوت فيه العقائد سواء  كانت هذه العقائد اجتماعية ، أو ثقافية ، أو سياسية ، أو اقتصادية ، أودينية ، أو غيرها من العقائد الأخرى في المجتمع .

تعريف التعددية الثقافية

التعددية هي الحكم الذي يتم عن طريق عملية من الأخذ والرد بين بعض الفئات المتنافسة من القطاعات المختلفة ، أو من الحكومة ، وبعض الآراء التي تؤيد التعددية ترى أنها أفضل النظم الديمقراطية الموجودة في المجتمعات المعقدة التي يتخذ أفرادها قرارات الأمور غير العملية ؛ حيث أنه في المجتمعات المعقدة تتم المحافظة على حقوق الفرد من خلال نوع من الموانع والمُحكمات بعيدًا عن الدستور ؛ وذلك بهدف عدم استحواذ أي فئة من الفئات على السلطة وتكون عملية الاستحواذ على السلطة عملية تبادلية ، هذا بالإضافة إلى أنه يُمكن للفرد أن يُحدث تأثيرًا في عملية اتخاذ القرار من خلال انتماء الفرد ، ونشاطه ، واندماجه في أي من هذه الفئات .

ويتعلق بالتعددية الكثير من المصطلحات مثل التعددية الحزبية ، وتعددية التجارة الدولية ، والتعددية الاقتصادية ، والتعددية السياسية ، والتعددية الثقافية ، وغيرها الكثير .

التعددية الثقافية في علم الاجتماع

تُعرف التعددية الثقافية في علم الاجتماع على أنها الطريقة التي يتم التعامل بها في مجتمع معين مع وجود التنوع الثقافي في هذا المجتمع ، هذا بالإضافة إلى أنه انطلاقًا من الافتراض الذي يُفيد بإمكانية تعايش الأفراد من الثقافات التي تخلف بشكل كبير عن بعضها البعض في سلام ، كما أن التعددية الثقافية تُعبر عن وجهة النظر التي تُنادي بأن ثراء المجتمع يأتي من خلال حفاظه على التنوع الثقافية الموجود به ، واحترامه ، والحفاظ عليه ، بل وتشجيعه أيضًا .

التعددية الثقافية في الفلسفة السياسية

في مجال الفلسفة السياسية تُمثل التعددية الثقافية الطرق التي من خلالها يتم اختيار صياغات وتنفيذ السياسات الرسمية التي يتم بها إقامة المعاملات العادلة لمختلف الثقافات داخل المجتمع .

التعددية الثقافية من الناحية الاجتماعية

في الشق الاجتماعي للتعددية الثقافية يتم الافتراض بأن المجتمع بأكمله ينتفع من زيادة التنوع من خلال الاندماج ، والتناغم ، والتعايش الموجود بين الثقافات المختلفة .

التعددية الثقافية أيضًا هي الكيفية التي يقوم المجتمع من خلالها بالتعامل مع حالة التنوع الثقافي الموجودة به ، وذلك في الجانب الوطني ، و في الجانب المجتمعي أيضًا ، ويحدث التعدد الثقافي في المجتمع عن طريق الهجرة ، أو عن طريق آخر ” مصطنع ” الذي يتم فيه الجمع بين السلطات القضائية الخاصة بالثقافات المختلفة ؛ وذلك من خلال مرسوم تشريعي ، ومن أبرز الأمثلة على ذلك كل من فرنسا ، وكندا .

نظريات التعددية الثقافية

في الأغلب يقوم تطوير التعددية الثقافية استنادًا إلى واحدة من نظرية ” بوتقة الانصهار  ” ، أو نظرية ” وعاء السلطة ” .

نظرية بوتقة الانصهار

تُفيد نظرية بوتقة الانصهار أن المجموعات المختلفة للمهاجرين تميل بطبعها إلى ” الانصهار ” ، و


الاندماج


فيما بينها ، وميلها أيضًا للتخلي عن الثقافية الفردية لكل مجموعة ، ومن ثم يحدث الاندماج الكامل بين جميع الثقافات في النهاية ، ويتم استخدام كلمة ” الانصهار ” في الولايات المتحدة الأمريكية انطلاقًا من عملية صهر كل من عنصري الحديد ، والكربون لتكوين معدن آخر تكون قوته أكبر من الفولاذ ؛ وبذلك تتضح عملية الانصهار ، وقد أفاد أحد المهاجرين الفرنسيين الأمريكيين ” ج هيكتور سانت جون دي كريفيكور ” عن حالته في أمريكا : ”

يذوب الأفراد من جميع الدول في سباق جديد من الرجال ، الذين سوف يتسبب عمالهم وذريتهم في يوم من الأيام في إحداث تغييرات كبيرة في العالم

“.

ولكن هذه النظرية قد تم انتقادها بسبب فقدان الكثير من الناس لتقاليدهم الأصلية بسبب هذا الانصهار .

نظرية وعاء السلطة

نظرية وعاء السلطة هي نظرية تميل إلى الليبرالية بشكل أكبر للتعددية الثقافية من نظرية بوتقة الانصهار ؛ حيث تُفيد بأن السلطة عبارة عن مجتمع غير متجانس يتفاعل فيه الناس من الثقافات المختلفة فيما بينهم ، وبالرغم من هذا يُمكنهم الاحتفاظ بخصائص الثقافة التقليدية الخاصة بهم ، ومن أبرز الأمثلة على هذه النظرية هي مدينة نيويورك في الولايات المتحدة الأمريكية ؛ حيث أنها تجمع بين عدد من المجتمعات المختلفة على أرضها ، وذلك مثل ” الهند الصغيرة ” ، ” الحي


الصيني


” ، ” أوديسا الصغيرة ” .

كما تؤكد هذه النظرية على عدم ضرورة تخلي الناس عن عاداتهم ، وثقافاتهم ليتم اعتبارهم أعضاءً للمجتمع المُسيطر ، وبالرغم من هذا أيضًا فإن الشق السلبي لهذه النظرية بأن هذا الاختلاف يُمكن أن يُثير بعض الانقسامات ، والاختلافات ، والتمييز بين أفراد المجتمع . [1]

التعددية الثقافية في التعليم

يُمكن للتعددية الثقافية أن تُؤثر في التعليم بشكل بالغ ، وكذلك التعددية الاجتماعية ، والتعددية السياسية أيضًا ، وكيفية تضمينها في المناهج الدراسية المختلفة ، وخاصةً في المناهج التاريخية التي تختص بالاستعمار ، والمستعمرين ، وخاصة في القرن التاسع عشر ، والقرن العشرين ، وما حدث فيهما من حروب عالمية ، هذا بالإضافة إلى أعمال أعضاء مجموعات الأقليات الثقافية ، وإضافتها إلى الأعمال الفنية ، والأدبية ، والتاريخية ، والفلسفية المختلفة والتي تهدف إلى عرض جميع المساهمات المؤثرة في ثقافات المجتمع من الثقافات المختلفة .

تحديات التعددية الثقافية في البلدان

تلقى التعددية الثقافية الكثير من الاعتراضات التي تُعتبر أهم التحديات التي تواجهها ، وتتمثل في الآتي :


أولًا :

اعتبار  التعددية الثقافية أدت إلى تفضيل مصلحة بعض المجموعات على الصالح العام للمجتمع ككل ؛ وعلى هذا فإن التعددية الثقافية تعمل على تقليص الصالح العام لخدمة مصلحة الأقليات .


ثانيًا :

أن التعددية الثقافية تعمل على هدم مفهوم تساوي الحقوق الفردية ؛ الأمر الذي يُقلل من القيم السياسية التي تُنادي بالمساواة في المعاملة .

بالإضافة إلى هذا فإن التعددية الثقافية يُمكنها إثارة الكثير من القضايا الأخرى ، وذلك مثل الاعتراف بالثقافات الأخرى ، وأيضًا القلق بشأن حدوث تنافس بين المجموعات الثقافية المختلفة بشأن الاعتراف بها ؛ الأمر الذي يدعم سيطرة الثقافة السائدة على جميع هذه الثقافات المختلفة .

فضلًا عن قلة التركيز على الهوية الثقافية الأصلية للمجتمع ، وأيضًا قلة قدرة الجماعات السياسية المختلفة على التطوير جراء هذه الاختلافات الحادثة في المجتمع . [2]