معلومات عن استراتيجية كورت


لا شك أن الأساليب الحديثة المتبعة في البرامج التعليمية سواء الأساسية أو الأكاديمية قد ساعدت بشكل كبير على تحسين مدى المهارة والكفاءة العلمية والمهنية والفكرية لدى المتعلمين والمتدربين ؛ وهذا ما أدى إلى حرص عدد هائل من المدارس والجامعات في كافة الأوطان على تطبيق الاستراتيجيات والطرائق التعليمية الحديثة ومنها استراتيجية الكورت .


تعريف استراتيجية الكورت


نظرية الكورت CORT هو عبارة عن استراتيجية فكرية تنظيمية يتم الاعتماد عليها من اجل تنمية المهارات الفكرية والقدرات التوعوية لدى الدارسين والمتدربين ، ويُذكر أن هذه الاستراتيجية قد تم تطويرها بواسطة أحد خبراء التدريب على مهارات التفكير وهو إدوارد ديبونو الذي يمتلك احد أهم المراكز التدريبية في دولة أيرلندا .


ويُذكر أن حروف هذه الاستراتيجية CORT تُشير إلى عبارة Cognitive Research Trust ويرى ديبونو أن التفكير ما هو إلّا مهارة مثل أي مهارة أخرى يُمكن للإنسان أن يكتسبها إذا ما تدرب عليها جيدًا وخضع إلى برامج تنمية التفكير ، ولا سيما أن معالجة المشكلات التي تعترض طريق الإنسان وحلها بشكل سطحي فقط دون إكسابه مهارة يمكنه من خلالها أن يتغلب على هذه المشكلات لا تفيده بأي حال من الأحوال [1] .


أقسام برنامج كورت


ينقسم برنامج أو استراتيجية كورت إلى ستة اجزاء يتم من خلالها تعليم الطالب مهارة مُحددة من


مهارات التفكير


الستة على النحو التالي:


  • تنمية مهارة توسيع مدارك المتعلم .

  • تنمية مهارة التفاعل مع الاخرين .

  • تنمية مهارة التنظيم والترتيب ووضع الأولويات .

  • تنمية مهارة الإبداع والابتكار .

  • تنمية مهارة جمع وتخزين المعلومات المفيدة والنافعة .

  • تنمية مهارة ربط التفكير بالعواطف .


مميزات استراتيجية كورت


تعتبر نظرية ديبونو في تنمية التفكير (كورت) هي أحد أحدث الاستراتيجية القائمة على إعمال العقل قدر الإمكان ، ومن أبرز مميزات تلك النظرية ، ما يلي :


-برنامج كورت من البرامج التدريبية واسعة المدى ؛ مما يُعني أنه ليس مقصورًا على فئة بعينها وإنما يُمكن استخدامه في المدارس وفي المعاهد والجامعات أيضًا لأنه مناسب لكافة الفئات العمرية .


-ما ساعد على تطبيق نظرية كورت على مختلف المراحل العمرية ؛ هو أنه يأخذ الفروق العمرية في الاعتبار ويُراعي المهارات الفكرية التي يجب توفرها في كل مرحلة عمرية .


-على الرغم من عمق فائدة استخدام برنامج الكورت ؛ إلا أنه في نفس الوقت نموذج سهل وبسيط ويُمكن تنفيذه بسهولة فائقة .


-تم تصميم برنامج كورت لتنمية التفكير والإدراك لدى الطلاب والمتدربين عموما على هيئة دروس منفصلة مستقلة كل منها يُلبي هدف وغاية مُحددة .


-غير أن برنامج كورت لا يتطلب فترة كبيرة من أجل تدريب المعلمين عليه ، وإنما يُمكن للمعلم أن يفهم ماهية هذا البرنامج والية تطبيقه خلال وقت قصير جدًا ، وتلك الفائدة لها أهمية بالغة في عالم التدريس نظرً إلى عدم توفر وقت كافي على مدار العام لتدريب المعلمين أنفسهم على طريقة تنفيذ


الاستراتيجيات الحديثة


.


-يتعامل برنامج كورت مع مهارة التفكير لدى المتعلمين على أنها مهارة لا بُد من اكتسابها واستخدامها وعدم الاكتفاء بتعلمها فحسب ؛ بل يجب توطين الطالب على استخدام العقل والتفكير طوال الوقت وفي كل جوانب حياته .


-من شأن استراتيجية كورت أيضًا أن تُساعد الطالب على التعبير عن مشاعره والدمج بين التفكير والإحساس والعاطفة معًا في ان واحد ، وهذا بالطبع من شأنه أن يُساعد على توليد الاتزان الانفعالي في نفسية المتعلم .


-تنمية مهارة التفكير تنعكس بشكل إيجابي تمامًا على حياة المتعلم ؛ لأنه يكون قادرًا على استخدام عقله مع التفكير المنطقي طوال الوقت للوصول إلى حل لأي مشكلة تواجهه بذكاء وثقة .


أهم مهارات برنامج كورت


من أبرز وأهم مهارات كورت التي يتم تطبيقها بشكل كبير في الكثير من المدارس والجامعات ، ما يلي :


مهارة المدخلات العشوائية


من خلال هذه المهارة يتعلم الطالب طريقة تكوين وإنتاج أفكار جديدة بخصوص أي مشكلات يتم تطرحها على الطالب ، حيث يتم عرض مجموعة من الأفكار العشوائية والتي لا يوجد رابط بينها ؛ ثم يقوم الطالب بالتفكير بعمق من أجل إيجاد روابط بين تلك الأفكار ، ويمكن جمع كلمات عشوائية من القاموس أو الكتاب المدرسي أو المعجم أو غير ذلك من أجل تطبيق الاستراتيجية بشكل فعلي وصحيح .


مهارات إبداعي نعم لا


وهي مهارة تعتمد أيضًا على أن يقوم الطالب بتحليل المعطيات التي بين يديه ، ومن ثم تحديد هل هي صحيحة من خلال كلمة (نعم) أم هي خاطئة من خلال كلمة (لا) ، وعندما يتم عرض أفكار جديدة أو مبتكرة على الطالب ، فهنا يجيب عنها بكلمة (إبداعي) ، حيث يتم من خلال هذه الطريقة قياس قدرة الطالب على التمييز بين الخاطئ والعادي والإبداعي .


مهارات الحجر المتدحرج


وهي تعتمد على إعطاء الطالب فكرة واحدة فقط ؛ من أجل أن يعتمد عليها في توليد مجموعة أخرى حديثة جديدة وغير تقليدية وهذا بدوره يُنمي ملكة الإبداع والتفكير خارج الصندوق لدى الطالب .


مهارة الدافعية


أما مهارة الدافعية فهي واحدة من أهم المهارات التي يُبني عليها نجاح تطبيق استراتيجية الكورت نظرًا إلى أنها تعزز روح الحماس والعزيمة في نفس الطالب من اجل ان يقوم بالتفكير وإعمال العقل والابتكار ، وهي تعتمد بشكل كبير على قدرة المدرب او المعلم على توصيل تلك الدافعية إلى روح الطالب أو المتدرب .


مهارة التحصيل


أما القدرة على تحصيل المعلومات وفهمها والاحتفاظ بها أيضًا في الذاكرة هو أمر بالغ الأهمية من أجل مُساعدة الطالب على تنمية الثروة المعرفية والكلامية في ذهنه ، ولذلك ؛ فهي جانب لم يغفل عنه ديبونو في برنامج الكورت .


تطبيق استراتيجية كورت في العلوم


قام أحد الباحثين بتطبيق بعض من مهارات استراتيجية كورت على طلبة وطالبات الصف السادس الإبتدائي وتحديدًا في مادة العلوم ، وقد أشارت النتائج إلى ما يلي [2] :


-أشارت الدراسة إلى أن تطبيق مهارة التفكير المتدحرج ومهارة نعم لا إبداعي ومهارة المدخلات العشوائية إلى أن الطلبة والطالبات قد أبدوا قدرة أكبر عن التحليل في والفهم والتطبيق والتحصيل بتفوق واضح عند المقارنة مع المجموعة الضابطة وهم الطلاب الذين قد درسوا بالطريقة العادية .


-وقد أشارت الدراسة أيضًا إلى أن مجموعة الطلاب التي قد تم تدريبها وتدريس مادة العلوم لها عبر مهارة نعم لا إبداعي قد سجلت أعلى معدل دافعية وإيجابية يليها مباشرةً مجموعة الطلاب التي تدربت عبر مهارة المدخلات العشوائية ويليها أيضًا مجموعة الحجر المتدحرج وتأتي في المركز الأخير مجموعة الطلاب الذين قد درسوا بالاعتماد على الطرق العادية .


وقد أثبتت نتائج تلك الدراسة عند مقارنتها مع الدراسات السابقة إلى أن سبب نجاح استراتيجية مهارات كورت بالفعل وتفوقها على أساليب التعليم التقليدية القديمة  ناتجًا من أن كورت لا يهدف فقط إلى تنمية الوعي والإدراك والتفكير لدى الطلاب وإنما هو يهدف بشكل أساسي إلى زيادة الدافعية المكتسبة لديهم ولا سيما أنه يُساعد أيضًا على التخلي عن الطريقة الروتينية المملة في التعليم مما يجعل الطلاب أكثر إقبالًا على التعلم والفهم والتحليل أكثر من ذي قبل .