معلومات عن عقار ريمديسيفر – Remdesivir

منذ بداية عام 2020 انتشر الفيروس التاجي المهجن Covid-19 من عائلة كورونا مسببا بؤرا وبائية في العديد من البلدان حول العالم ، حيث وصل عدد المصابين لأكثر من مليونين و خلف أكثر من مئة ألف وفاة .ما دفع العديد من البلدان إلى التسابق للحصول على دواء أو لقاح لهذه الجائحة .

لا يوجد حاليا أي علاج مثبت للفيروس أو للالتهاب الرئوي الذي يسببه . إلا أن هناك أكثر من 70 عقارا أو مجموعة من الأدوية التي تستحق المحاولة وفقا للمنظمة العالمية للصحة و من بين هذه الأدوية الواعدة دواء Remdesivir

.

حيث تعمل مختبرات Gilead مع عدة مختبرات و منظمات دولية لاثبات نجاعة هذا العقار من خلال تجارب سريرية . [1]

ما هو دواء ريمديسيفر – Remdesivir

يطلق عليه أيضا GS-5734 وهو مركب عضوي صيغته الكيمائية ‎C

27

H

35

N

6

O

8

P . وهو نظير نيوكليوتيد استقصائي مع نشاط مضاد للفيروسات واسع النطاق .تم تصميم  هذا الدواء لإبطاء إصابة الخلايا السليمة عن طريق منع تكاثر الفيروس وإضعاف قدرتها على استخدام  خلايا الجسم  للتكاثر أثناء


الأوبئة


الفيروسية  .

أظهرت الدراسات الأولية التي أجريت على الحيوانات أن العقار فعال ضد الإبولا ، مما دفع شركة Gilead وهي الشركة المسؤولة عن تطوير هذا الدواء في العالم  إلى بدء المرحلة الأولى وتوسيعه لاحقًا ، ومع ذلك ، أظهرت تجربة المرحلة الثالثة في الكونغو أن الدواء أقل فعالية في منع الوفاة من فيروس إبولا من عقارين منافسين آخرين.

علاج كورونا ريمديسيفر – Remdesivir

أعلنت منظمة الصحة العالمية WHO في 11 أبريل 2020 عن اسم جديد لمرض ”


فيروس كورونا


” وهو Coronavirus Disease 2019 و منه اشتق الاختصار COVID-19. اعترافا رسميا بأن هذا الفيروس عضو في عائلة الفيروسات التاجية التي تسبب متلازمة تنفسية حادة شبيهة بتلك التي يحدثها MERS و SARS.

وبعد انتشار هذه الجائحة وما خلفته من أضرار بشرية ومادية تتسابق 8 شركات بالإضافة إلى شركة Gilead على تطوير عقاقير أو لقاحات ضد فيروس كورونا .و في الآونة الأخيرة ، توصلت دراسة مخبرية أجراها علماء في معهد فان فيرولوجي أن دواء  Remdesivir  وعقار مضاد للملاريا يسمى


الكلوروكين


أكثر فعالية في مكافحة فيروس كورونا التاجي من العلاجات المحتملة الأخرى التي تم اختبارها .

و قد قامت شركة Gilead  بتجارب سريرية أظهرت نجاعة هذا الدواء ضد فيروسات MERS و SARA التي  تتشابه جينيا مع الفيروس التاجي كورونا فيروس  .

أظهرت دراسة أمريكية نشرت من قبل المعهد الوطني للأمراض المعدية أن العقار التجريبي المضاد للفيروسات قد ساهم في إبطاء تطور فيروس كورونا لدى مجموعة من القرود،  لكن هذه التجربة لم تقيم من قبل المجتمع العلمي في العالم. حيث تم تلقيح مجموعة من القرود تضم 6 قرود بالغين بفيروس COVID-19.

تلقت المجموعة الأولى المكونة من 6 قرود مضاد الفيروس الذي طوره المختبر الأمريكي Gilead،  بينما لم تتلق المجموعة الأخرى أي علاج و ذلك بهدف المقارنة. و أفاد المختبر في بيان له أن مجموعة القرود المعالجة تلقت جرعة وريدية من الدواء Remdesivir بعد مرور 12 ساعة من حقن الفيروس،  ثم تلتها جرعة منشطة يوميا لمدة 6 أيام .

و قد حرض العلماء على السيطرة على هذا المرض قبل تفاقم حالات القرود . خلال هذه التجربة تبين أن حالة القرود المعالجة كانت أفضل بكثير من حالة القرود الغير معالجة ،  حيث ظهرت لدى مجموعة القرود التي تلقت Remdesivir  أعراض أقل حدة . كما لوحظ تواجد عدد قليل من فيروسات covid- 19 داخل رئة هذه القرود مقارنة بتلك التي لم تتلقى هذا الدواء، وبهذا كانت الأضرار الناتجة عن هذا المرض أقل حدة بالنسبة للقرود التي تلقت العلاج.[2]

نتائج عقار ريمديسيفر – Remdesivir

أفاد موقع Stat Health الأمريكي الإخباري أن الدواء أثبت فعالية كبيرة في مستشفى شيكاغو حيث يتم إدخاله في الخطة العلاجية للمرضى المتطوعين لهذا الغرض .حيث لوحظ أن Remdesivir يتغير داخل جسم الإنسان ليبدو مشابها لإحدى مكونات الحمض النووي للخلايا وهي النيوكليوتيدات.

و حيث أن الفيروسات ليست ذكية للتفريق بين الخلايا فهي تتكاثر بلا مبالاة ، حسب عالم الفيروسات بنيامين نيومان. يمكن دمج Remdesivir في الفيروس خلال مرحلة من مراحل التكاثر . حيث يقوم هذا الدواء بإضافة طفرات غير مرغوب فيها إلى الفيروس التي يمكن أن تساهم في تدميره.

في 3 مارس 2020 أعلنت مختبرات Gilead أن منظمة الغذاء و الدواء FDA تدرس إمكانية تصريحها بإجراء اختبارات سريرية لدواء remdesivir لعلاج فيروس كورونا . وقد بدأت بالفعل هذه الشركة مرحلتين سريتين من المرحلة الثالثة للتقييم سلامة وفعالية Remdesivir لدى البالغين الذين تم تشخيصهم بالمرض.

متى يكون ريمديسيفر – Remdesivir جاهزا

هذه دراسات عشوائية ومفتوحة ومتعددة المراكز، يتم فيها تسجيل حوالي 1000 مريض في المراكز الطبية بشكل رئيسي في الدول الآسيوية، وكذلك في دول أخرى من العالم مع تشخيصات متعددة، بدءًا من مارس. ستفحص الدراسات خطتين علاجيتين و ذلك بحقن الوريد بدواء Remdesivir. سوف تكون النتائج  التجريبية المتوقعة جاهزة  في مايو 2020.

ستقوم أول مرحلة دراسية بتقييم سلامة وفعالية نظام 5 أيام جرعة وريدية لمدة 10 أيام من Remdesivir في المرضى الذين يعانون من أعراض حادة و التي تشمل الالتهاب الرئوي الحاد الذي يسببه (COVID-19). سيشارك حوالي 400 مشارك في التجربة.

بينما ستقوم الدراسة الثانية بتقييم سلامة وفعالية نظام 5 أيام و 10 أيام من Remdesivir في الوريد في المرضى الذين يعانون من أعراض أقل حدة المرض مقارنة بالمعيار الحالي للعلاج. ستشمل التجربة ما يقارب 600 مشارك.

ريمديسيفر – Remdesivir الدواء الرحيم

يعطى Remdesivir كـ “علاج رحيم”،  وهذا يعني في المجال الطبي هو استخدام دواء جديد، لم تتم الموافقة عليه بعد، لعلاج المرضى الذين يعانون من أمراض خطيرة عندما لا يتوفر علاج آخر . في إسرائيل مثلا ، تم إعطاء Remdesivir بالاشتراك مع الكلوروكين  وهو دواء يستعمل لعلاج الملاريا ، للمريض رقم 16 الذي تم إدخاله إلى المستشفى في بوريا ، حيث تحسنت حالته.

بعد العلاج ،  وقد صرح هذا  المستشفى في الأيام الأخيرة: “تحسنت حالة المريض 16 ، أول سائق حافلة سياحية مصاب بكورونا الذي كان في حالة خطيرة منذ 3 من أبريل  حيث أصبح بتنفس بمفرده دون الحاجة إلى


جهاز تنفس


“وقد استطاع هذا المريض التعافي بشكل كلي من مرض كورونا .

يبدو من خلال ما سبق أن هناك بصيص أمل يتعلق بهذا الدواء،  ولكن لا تزال هناك العديد من علامات الاستفهام ، خصوصا أن هذا الدواء كان ناجحا في بعض الحالات في علاج مرض Ebola لكن نتائج المرحلة الثالثة كانت مخيبة للآمال ،  و هذا يعني أنه إذا ثبت فعالية الدواء في إحدى التجارب فإن التفاصيل الأكثر دقة و التي تتعلق أساسا بفترة العلاج والجرعات الدقيقة وكذلك الأعراض الجانبية و ما إلى ذلك تبقى مرتبطة بالوقت .[3]

ولكن إذا اتثبت ريمديسيفر Remdesivir فعاليته ضد كورونا فيتعين على المجتمع الدولي الاستعداد لإنتاج المزيد منه لتلبية حاجيات جميع الدول  التي طالتها الجائحة . فقد أشارت شركة Gilead أنها مستمرة في استثمار و تطوير هذا الدواء و انها مستعدة لتزويد جميع المناطق فور ثبوت فعالية الدواء و تبنيه في كل انحاء خريطة العالم .