ماهي الاختبارات الاسقاطية
هناك اعتماد كبير جدًا على استخدام الاختبارات النفسية المتعددة من أجل اكتشاف جوانب شخصية الإنسان بشكل دقيق جدًا والوصل إلى أي خلل في شخصيته واكتشاف الأمراض النفسية أيضًا والعمل على تقويمها وعلاجها عبر خطط علاجية ونفسية صحيحة ، ولقد كثر الحديث أيضًا عن الاختبارات الإسقاطية كأحد أهم أنواع
الاختبارات النفسية
.
تعريف الاختبارات الاسقاطية
يُعرف الاختبار الإسقاطي Projective test بأنه عبارة عن اختبار نفسي يتم من خلاله الكشف عن الجوانب الغامضة في شخصية الإنسان من خلال تقييم ردود أفعاله وارائه في على أي كلمات أو مشاهد او صور غامضة ، والهدف الأساسي من الاختبارات الإسقاطية هو الكشف عن أي صراع أو انفعال خفي في نفسية الفرد من أجل البدء في تقويمها وعلاجها بشكل نافع ومُفيد [1] .
أنواع الاختبارات الاسقاطية
قام بعض علماء النفس بتقسيم الاختبارات الإسقاطية وطرق تنفيذها إلى عدة أنواع معتمدة على النمط المطلوب ملاحظته عبر استجابة ورد فعل الشخص الذي يخضع لتلك الاختبارات ، على النحو التالي :
اختبار التداعي
وهو اختبار يتم به مراقبة رد فعل واستجابة المريض تجاه كلمة أو عبارة أو بقع أو غيرها ومنها اختبار تداعي الكلمات اذ1ي يتم من خلال توجيه بعض الكلمات الغامضة نوعًا ما إل المريض وملاحظة استجاباته الانفعالية تجاهها ، ومنها أيضًا اختبار رورشاخ .
اختبار التكوين
وهو اختبار يتم من خلاله التعرف على قدرة المريض على بناء واستنتاج الأحداث عبر إعطائه نشاط بنائي مقعد بعض الشيء ، بأن يقوم على سبيل المثال ببناء قصة منطقية أو غير منطقية بناءً على مشاهدة صورة واحدة أو أكثر .
اختبار التكملة
وهنا يتم عرض نموذح منقوص على المريض سوا جملة غير مكتملة او صورة غير مكتملة أو غير ذلك ويُطلب منه أن يقوم بتكملة هذا النموذج في ضوء رؤيته وفهمه الخاص لها ، ومن أشهر الأمثلة على ذلك هو اختبار ساكس .
اختبار الترتيب
أما اختبار الترتيب ؛ فبه يتم إعطاء المريض مجموعة من الصور أو العبارات أو غيرها بشكل عشوائي ويُطلب منه أن يقوم بترتيب تلك النماذج وتحديد تفضيلاته وأولوياته الشخصية لها ، ومن أشهر الأمثلة على ذلك هو اختبار (سوندي) .
اختبار التعبير
والنوع الأخير من الاختبارات الإسقاطية هو اختبار التعبير الذي يقوم المفحوص من خلاله بالرسم استخدام الألوان والخطوط وبعض طرق اللعب المختلفة ، ويُذكر أن هذا النوع من الاختبارات الإسقاطية يُمكن الاعتماد عليها في كل من التشخيص والعلاج أيضًا .
أمثلة عن الاختبارات الاسقاطية
ومن أبرز وأشهر الأمثلة على الاختبارات الإسقاطية ، ما يلي [2] :
اختبار رورشاخ بقعة الحبر
يُعتبر اختبار رورشاخ Rorschach Inkblot من أوائل الاختبارات الإسقاطية التي قد تم تطويرها بواسطة
هيرمان رورشاخ
1921م وهو طبيب نفسي سويسري الجنسية ، وينطوي هذا الاختبار على 10 بطاقات مختلفة على كل منها بقعة حبر غامضة ، ويتم عرض بطاقة تلو الأخرى على المفحوص ويُطلب منه وصف الصورة في كل مرة ويتم تدوين كافة الردود التي يقوم بها كما هي بالضبط دون تغيير .
اختبار إدراك الموضوع
كما أن اختبار إدراك الموضوع TAT من الاختبارات الإسقاطية التي تتم من خلال عرض بعض المشاهد الغامضة على المفحوص ويُطلب منه بعد ذلك أن يقوم بطرح قصة من خياله عن تلك المشاهد ، ويتم تقييم النتيجة بشكل أكبر بناءً على
نهاية القصة
التي يطرحها المريض .
اختبار رسم شخص
واختبار رسم شخص أيضًا Draw-A-Person المعروف اختصارًا بـ DPT من الاختبارات الإسقاطية التي يتم استخدامها بشكل أكبر مع فئة الأطفال والمراهقين ، وهنا يتم تقييم شخصية المفحوص من خلال مدى وضوح أجزاء وتفاصيل الرسمة والألوان المستخدمة وغيرها .
اختبار رسم متعدد
وهناك اختبار اخر يُعرف أيضًا باسم HTPT أو اختبار رسم بيت وشجرة وشخص ؛ حيث يطلب الطبيب من الطفل أن يقوم برسم شخص وبيت وشجرة ن وفي ضوء هذه الرسمة يُوجه إليه 60 سؤال يتمكن من خلالها من اكتشاف جوانب شخصيته بشكل دقيق .
الفرق بين الاختبارات الاسقاطية والموضوعية
تختلف الاختبارات الإسقاطية عن الاختبارات الموضوعية على النحو التالي :
-الاختبارات الإسقاطية لا تطلب من المفحوص أن يذكر إجابة محددة ولا يوجد لتلك الاختبارات نموذج إجابة محدد وإنما هي مدى واسع من التخيلات والإجابات التي يتم تقييم الشخص من خلالها .
-أما الاختبارات الموضوعية ، فإن المقصود بها توجيه مجموعة من الأسئلة إلى الممتحن تكون معلومة الإجابة مُسبقًا ولا يوجد أكثر من إجابة محتملة لها .
وعلى سبيل المثال ، فإنه لا يوجد وصف مُحدد لبقع الحبر التي يتم عرضها على المفحوص ليقوم بوصفها وفقًا لما يرى في اختبار رورشاخ ، في حين أن السؤال الموضوع مثل ما هو تاريخ اليوم ، وما هو اسم اليوم ، ما هو اسم والدتك وغيرهم من الإجابات معلومة الإجابة ولا يوجد لها احتمالات أخرى ، وهكذا .
كتب عن الاختبارات الاسقاطية
يُعتبر كتاب الاختبارات الإسقاطية للدكتور فيصل عباس هو أحد أشهر وأهم الكتب التي تتناول كل ما يخص هذا النوع من الاختبارات النفسية بشكل دقيق ، حيث يتناول الكتاب أهم أنواع الاختبارات الإسقاطية وكافة الأمثلة الموجودة حتى الآن عليها ودلالات تقييم كل اختبار وطرق قياسها ونظرياتها وغيرهم من المعاني والمعلومات الأخرى المتعلقة بهذه الاختبارات وهذا الكتاب هو أحد سلسلة الدراسات الهامة في مجال علم النفس وبناء الشخصية [3] .
أكثر من استخدم الاختبارات الإسقاطية
تُستخدم الاختبارات الإسقاطية منذ زمن بعيد وتحديدًا في مطلع العقد الثالث من القرن الماضي حينما قام العالم السويدي رورشاخ بتقديم نموذج اختبار بقعة الحبر وقد توضع طرق تحليل وتقييم خاصة وفقًا للإجابات التي يطرحها المفحوص عن عرض كل بطاقة عليه .
وتلى ذلك قيام مجموعة أخرى من أطباء وعلماء النفس بتطوير نماذج حديثة من الاختبار من اجل الوصول بشكل دقيق إلى الأحاسيس الكامنة في اللاوعي و محاولة اكتشاف شخصية الإنسان بعمق شديد جدًا من خلال التعمق بشكل أكبر في نفسيته .
ولا تزال تلك الاختبارات تُستخدم بكثرة بواسطة الأطباء النفسيين والمعالجين النفسيين أيضًا وخصوصًا مع فئة المراهقين والأطفال الذين يُبدون سلوكًا غير طبيعيًا ، ويستخدم أيضًأ للوصول إلى أعماق شخصية الكبار المصابين باضطرابات نفسية نتيجة أسباب غير معلومة .
سلبيات الاختبارات الإسقاطية
ومن جهة أخرى ؛ يشهد هذا النوع من الاختبارات درجة جدل واسعة جدًا نتيجة بعض الأسباب ، مثل :
-
البيئة
التي تحيط بالمفحوص أثناء إجراء الاختبار قد تؤثر بشكل مباشر على إجابته وردود الانفعال خاصته تجاه الأسئلة أو الصور المطروحة عليه .
-
قد تختلف التقييمات وفقًا لوجهة نظر الفاحص نظرًا إلى عدم وجود مراجع تقييمية للاختبار ، وبالتالي ؛ قد لا تكون نتيجة التقييم صحيحة .
-
لا يوجد ما يؤكد بأن هذا الاختبار يقيس بالفعل الصفة أو السمة المراد قياسها ، كما أنه لا يوجد صلاحية مُحددة للاختبار يتم من خلالها تقدير أي شذوذ او أخطاء في إجراؤه ، وبالتالي ؛ هي اختبارات غير دقيقة .
ويُذكر أن بعض الأطباء والمعالجين النفسيين أصبحوا يعتمدون على استخدام الاختبارات الإسقاطية إلى جانب بعض الاختبارات النفسية والشخصية الأخرى من أجل تقييم حالة المفحوص بشكل دقيق .