ماهو الأنجيوتنسين


تقوم فكرة العقاقير العلاجية على استهداف بعض المواد الكيميائية والمركبات داخل الجسم إما من أجل زيادة درجة إفرازها أو من أجل تقليل نسبة إفرازها بالجسم ، وتُعتبر مادة الأنجيوتنسين هي أحد أهم المركبات الموجودة بالجسم والتي يتم التأثير عليها دائمًا عبر الأدوية الخاصة بعلاج بعض الاضطرابات الصحية مثل ارتفاع مستوى ضغط الدم حيث يتم استخدام بعض  الأدوية من أجل وقف وتقليل نشاط الإنزيم المسؤول عن تنشيط هرمون الأنجيوتنسين .


ما هو هرمون الأنجيوتنسين


هرمون الأنجيوتنسين (وبالإنجليزية : Angiotensin) هو عبارة عن هرمون بروتيني هام يتم إفرازه بصورة طبيعية في الجسم وهو ذو تأثير مُباشر على قشر الغدة فوق الكلوية (

الغدة الكظرية

) المسؤولة عن إفراز هرمون الألدوستيرون ، والذي يقوم بدوره بالتأثير على معدل إعادة امتصاص عنصر الصوديوم من خلال الية إعادة الامتصاص في نفرونات الكلية ، وبالتالي ؛ تتأثر نسبة السوائل بالجسم ويرتفع ضغط الدم ، وخصوصًا في حالة زيادة نسبة إفراز الأنجيوتنسين عن المعدل الطبيعي


ويتم إنتاج هرمون الأنجيوتنسين في الكبد ، ويفرز من الكبد في صورة غير نشطة ؛ حيث يتم تحويله بواسطة إنزيم الرينين Renin الذي يُفرز من الكبد إلى صورة Angiotensin I ، ويتم تحويله مرة أخرى في الرئتين إلى Angiotensin II وهي صورة نشطة [1] .


تأثير الأنجيوتنسين على الدورة الدموية


من بين جميع هرمونات التي يتم إفرازها عبر قشرة الغدة الكظرية والمعروفة باسم هرمونات القشرة corticotropic hormones ؛ تلعب الصورة النشطة من هرمون الأنجيوتنسين Angiotensin II دور شامل وأساسي في تنظيم الدورة الدموية بشكل مباشر وغير مباشر أيضًا ، حيث يعمل الهرمون على زيادة معدل نشاط الدورة الدموية بشكل كبير مما يؤدي إلى زيادة معدل عمل القلب ومن ثَم يحدث تضيق في الأوعية الدموية من أجل الحفاظ على

مستوى ضغط الدم

.


كما يعمل الأنجيوتنسين أيضًا تنظيم الدورة الدموية الدموية بشكل غير مُباشر من خلال زيادة معدل إعادة امتصاص الكلور والصوديوم والماء ويزيد من إفراز البوتاسيوم وهذا بدوره يُساعد أيضًا في الحفاظ على مستوى ضغط الدم ، ومن جهة أخرى ؛ فإن الأنجيوتنسين النشط يؤثر أيضًا على بعض مراكز الجهاز العصبي الخاصة بالعطش وزيادة الرغبة في تناول الأملاح لمعادلة مستوى السوائل في الجسم ، ويُذكر أ، هذا الهرمون يعمل أيضًا على تعزيز تكوين الدهون في الجسم .


دور الأنجيوتنسين في تنظيم ضغط الدم


يؤدي الأنجيوتنسين 2 (Ang II) إلى رفع مستوى ضغط الدم بأكثر من طريقة مثل تضييق الأوعية الدموية وزيادة تحفيز الجهاز العصبي ، إلى جانب زيادة معدل إنتاج الألدوستيرون والأنشطة الكلوية ، كما يعمل الهرمون كذلك زيادة تصنيع مادة الكولاجين من النوعين الأول والثاني في الأرومات الليفية ، وهذا بدوره يؤدي إلى زيادة سُمك جدران الأوعية الدموية و

عضلة القلب

؛ وبالتالي ، تضيق الأوعية الدموية ويرتفع مستوى ضغط الدم .


ويُذكر أن مستقبلات كل من هرمون الأنجيوتنسين 1 والأنجيوتنسين 2 هي التي تؤدي إلى دخول الهرمون إلى البيئة الخلوية الداخلية ومن ثم يقوم بدوره في الوظائف المختلفة الخاصة بالإنزيم في الجسم ، وزيادة تلك المستقبلات بالطبع ينتج عنها زيادة معدل دخول الهرمون إلى الخلايا ومن ثَم الإصابة بعدد كبير من الاضطرابات الصحية وخصوصًا المتعلقة بالدورة الدموية [2] .


غير أن ارتفاع نسبة الأنجيوتنسين النشط في الدم تؤدي إلى تكسير مادة البراديكينين المُوسعة للأوعية الدموية التي يتم إنتاجها في الجسم من أجل ضبط وخفض ضغط الدم بشكل طبيعي .


أدوية مثبطة الانزيم المحول للانجيوتنسين ACE


في الدورة الدموية أيضًا ؛ هناك بعض الإنزيمات المسؤولة عن معدل نشاط الأنجيوتنسين في الدم ، وهو الإنزيم المحول للأنجيوتنسين أو المعروف بـ Angiotensin-converting enzyme المعروف اختصارًا بـ ACE ، وبالتالي ، فقد قام العلماء والباحثين بالتوصل إلى طريقة علاج مرضى ضغط الدم المرتفع يُمكن من خلالها تثبيط نشاط هذا الإنزيم الذي يتم من خلاله تحويل الأنجيوتنسين من الحالة الخاملة إلى الحالة النشطة [3] .


حيث أن فكرة عمل أدوية مثبط الإنزيم المحول للأنجيوتنسين ACE تقوم على إعطاء المريض جرعة مُحددة من بعض المركبات التي من شأنها أن توقف عمل الإنزيم ومن ثم منع تحول الأنجيوتنسين إلى الحالة النشطة .


فوائد استخدام مثبطات إنزيم ACE


من خلال تناول تلك الأدوية ؛ يحصل المريض على عدد هائل من الفوائد الصحية ، مثل :


  • الحفاظ على نسبة السوائل في الجسم .

  • العمل على الحفاظ على مستوى نسبة الأملاح في الدم .

  • الحفاظ على معدل نشاط الدورة الدموية .

  • وقاية القلب والأوعية الدموية من التلف والأمراض ويقي بالطبع من الارتفاع المفاجئ في ضغط الدم .

  • يعمل أيضًا على الحفاظ على صحة الكيتين ، ويقي من الإصابة بمرض

    السكر الكاذب

    Diabetes insipidus ، ولا سيما أن التأثير على وظائف الكلى نتيجة ارتفاع نسبة الأنجيوتنسين النشط في الجم ق ينتهي بالمريض إلى الإصابة بقصور شديد ثم فشل كامل في وظائف الكلى .


أضرار استخدام مثبطات إنزيم ACE


ولكن من جهة أخرى ؛ كما هو الحال في العدد الأكبر من العقاقير الطبية ؛ يؤدي تناول الأدوية التي تحول دون تحويل الأنجيوتنسين إلى الحالة النشطة إلى ظهور بعض الأعراض الجانبية السلبية ، مثل :


-استخدام الأدوية لفترة طويلة يؤدي إلى حدوث انخفاض في مستوى ضغط الدم و

ضعف الدورة الدموية

.


-ارتفاع نسبة البوتاسيوم في الدم أكثر من المعدل الطبيعي ؛ وهذا من شأنه أيضًا أن يؤدي إلى انخفاض مستوى ضغط الدم .


-تثبيط مستقبلات الأنجيوتنسين ينتج عنه إتاحة الفرصة لوجود مادة البراديكينين التي يتم تكسيرها بالأنجيوتنسين قبل تناول الدواء ، وعلى الرغم من فائدة هذه المادة في خفض ضغط الدم ؛ إلا أن ارتفاع نسبتها أكثر من اللازم في حالة تناول أدوية مثبطات إنزيم ACE يؤدي إلى إصابة المريض بالسعال الشديد .


-غير أن تلك الأدوية قد تتسبب أيضًا في الإصابة بالدوار والصداع والضعف العام ، والشعور بالغثيان أيضًا في الصباح وعلى مدار اليوم .


-وفي أحيان قليلة ؛ قد يؤدي استخدام هذه العقاقير العلاجية أيضًا إلى التأثير سلبيًا على حليمات التذوق في اللسان وقد يؤدي إلى ظهور حساسية مُفرطة على الجلد نتيجة التحسس المفرط تجاه مكونات الدواء .


-كما أن استخدام أدوية تثبيط الإنزيم المحول للأنجيوتنسين ؛ قد ينتج عنها حدوث تشوهات خلقية للجنين وأضرار صحية للطفل الرضيع إذا تم استخدامها أثناء فترتي الحمل والرضاعة الطبيعية .


-وقد ينتج عن استخدام هذه الأدوية أيضًا مضاعفات صحية خطيرة إذا تم استخدامها مع مرضى

قصور وظائف الكلى

، ومرضى فقر دم الشديد ونقص حجم الدم ، وفي حالة الجفاف ووجود ضيق في صمام الأورطى .


ويُذكر أن التوصل إلى اكتشاف دور الأنجيوتنسين النشط في رفع مستوى ضغط الدم لدى بعض المرضى ؛ قد ساعد العلماء على اكتشاف طريقة العلاج القائمة على إحداث وقف في نشاط الإنزيم عن تحويل الهرمون إلى الحالة الفعالة ، مما قد جعل ارتفاع ضغط الدم من الاضطرابات الصحية التي يُمكن السيطرة عليها بسهولة دون أن تتعرض حياة المريض إلى الخطر .