العمل التطوعي بين النظرية والتطبيق


بالطبع إن


العمل التطوعي


هو أحد الأعمال الخيرية التي حثنا ديننا العظيم على القيام بها، فمنافع هذا العمل تعود على الناس جميعاً ولا تقتصر على المتطوع فقط.


أهمية العمل التطوعي


تلعب الأعمال التطوعية والأعمال الخيرية التي يقوم بها المتطوعين بصفة فردية أو المنظمات الحكومية وغير الحكومية دوراً  كبيراً جداً في الإرتقاء بالمجتمعات على مر السنين و عبر العصور.


حيث يعرف هذا العمل بأنه لوجه الله خالياً من أي ربح عائد مقابل القيام به، وهي لا تمثل مهنة فيقوم به الأفراد لصالح

الأقارب

، الأهل، الجيران، المجتمع ككل.


ويأخذ أشكال متعددة ابتداءً من الأعراف التقليدية للمساعدة الذاتية إلى التجاوب الإجتماعي في الأوقات العصيبة والقيام بمجهودات الإغاثة و المساعدة في حل النزاعات وتقديم المساعدات التي تخفف من آثار الفقر في المجتمع .


تطور مفهوم العمل التطوعي


تم الإهتمام بالعمل التطوعي وصوره  بشكل عام في العقد الأخير بالمجتمع المدني ومنظماته وتم زيادة الإصدارات حوله من كتب ودوريات ، وقد لعب المتطوعون دوراً كبيراً في رعاية وتطوير

الدول الصناعية

و الدول النامية من خلال البرامج القومية مثل التعاون التقني ، تعزيز حقوق الإنسان، الديمقراطية، برامج الأمم المتحدة في مجالات المساعدات الإنسانية .


العمل التطوعي في الاسلام


إن القيم الدينية وأيضاً الإجتماعية المتعلقة بالعمل الخيري والتطوعي تؤثر كثيراً في ترسيخ روح العمل التطوعي في المجتمعات ، فهناك الكثير من الآيات الكريمة والأحاديث الشريفة التي توضح الحث على العمل التطوعي وأهمية مكانته في الإسلام .


آيات قرآنية :


  • وتعاونوا على البر والتقوى.

  • وفي أموالهم حق معلوم للسائل والمحروم.

  • ومن تطوع خيراً فهو خير له.


أحاديث شريفة :


  • خير الناس أنفعهم للناس .

  • من كان له فضل ظهر فليعد به على من لا ظهر له.[1]


كتاب العمل التطوعي بين النظرية والتطبيق


في كتاب ( العمل التطوعي بين النظرية والتطبيق) تتناول مقدمة الكتاب على أن التطوع في القيام بالأعمال هو أحد رموز تقدم الأمة وازدهارها، حيث أن الدولة كلما كانت تهتم بالأنشطة التطوعية كان ذلك سبباً في رقيها وتقدمها .


كما بينتا المؤلفتان أن الكتاب يظهر لنا التعقيد الذي يطرأ على الحياة الإجتماعية وأيضاً التغيرات الاقتصادية والأمنية  والتقنية المتسارعة ، كل هذا يظهر ظروفاً و أوضاعاً تقف أحياناً للحكومات عن مجاراتها فيصبح من الضروري أن تتضافر الجهود وتتعاون لمواجهة الواقع بكل أحداثه.


ووضع الحلول المناسبة لكافة الأوضاع التي تطرق علينا ومن هنا يأتي أهمية العمل التطوعي الفعال. وقد تمنتا المؤلفات بأن يضيف هذا الكتاب شيئاً هاماً إلى أدبيات العمل الخيري والتطوعي.


محتوى كتاب العمل التطوعي بين النظرية والتطبيق


يتكون الكتاب من ثمانية فصول كل منهما يتناول معلومات معينة في إطار العمل الخيري التطوعي. فنجد مثلاً في..


  • الفصل الأول


يتناول الفصل الأول معنى العمل التطوعي مبيناً مدى أهمية أن يبذل الإنسان من جهده من أجل الإرتقاء بالمجتمع و بكامل إرادته تحقيقاً للأهداف الإنسانية، دون المطالبة بأي مقابل مادي أو إنتظار أي مقابل معنوي نظير الجهود التي يبذلها .


كما تم ذكر عدد من التعريفات التي تخص العمل التطوعي ومن ضمنها، تعريفه من المنظور الاسلامي والذي تناول مفهوم العمل التطوعي على أنه الرغبة في أن يكون المقابل هو الثواب من

الله سبحانه وتعالى

بالإضافة إلى الشعور بالآخرين والحس الإنساني والتفاعل مع أفراد المجتمع والانخراط في فعاليات العمل التطوعي .


والتأكيد على أنه قرار ذاتي يتم إتخاذه من قبل الإنسان بنفسه فيصبح في أهبة الإستعداد لتقديم ماله أو جهده أو فكره تحقيقاً لهدف معين؛ هذا الهدف يخدم المجتمع ويساعد على رقيه وتنميتها.


وقد تناول الفصل الأول أيضاً خصائص العمل التطوعي فتم ذكر عدة خصائص له ثم الإنتقال إلى أهمية العمل التطوعي وأيضاً أهدافه، مع ذكر شروط العمل التطوعي ومكانته العليا في الإسلام.


  • الفصل الثاني


وقد تناول الفصل الثاني من الكتاب عدة نقاط ومن أهمها الأخلاقيات التي يجب أن يتحلى بها فاعل العمل التطوعي، مقومات العمل التطوعي ، معوقات العمل التطوعي، الدوافع إليه وما هي مجالات عمله ، وأيضاً  دور

شعار التعليم

في توسيع دائرة العمل التطوعي ونشر مفهومه و تحقيق أهدافه والعمل على نجاحه.


  • الفصل الثالث


فقد تناول الحديث عن تصنيف المتطوعين ، حقوقهم وواجباتهم ،ما هي معايير إختيارهم و كيفية استقطابهم وتدريبهم وتأهيلهم  للعمل التطوعي.


  • الفصل الرابع


و تم ذكر عدة نظريات في هذا الفصل تخص العمل التطوعي مثل نظرية السلم الامتداد، النظريه النائية، النظرية الوظيفية، نظرية التحفيز، بالإضافة إلى كثيراً من النظريات التي توضح العمل التطوعي من جميع أركانه.


  • الفصل الخامس


وقد تم الحديث في هذا الفصل عن مجموعة من الموضوعات التي تخص العمل التطوعي حيث تم ذكر مفهوم منظمات العمل التطوعي و الخصائص العامة أيضاً لها، ومجالات نشاطها وتمويلها .


كما يتناول الحديث عن المنظمات الأهلية وأهميتها، وماهي أهم المنظمات الخيرية التطوعية، أسماء المنظمات الأهلية على مستوى

الوطن العربي

، مع ذكر طبيعة العلاقة بين المنظمات غير الحكومية العربية والمنظمات غير الحكومية الدولية.


مع ذكر موقع القطاع الخيري والتطوعي في التقسيم الإقتصادي الحديث وما هي الأهمية الاقتصادية للقطاعات الخيرية والتطوعي، وما مكانة هذا العمل في الغرب، كما يتحدث أيضاً عن تطور الأنشطة عبر المنظمات غير الحكومية وانتشارها وكيف تتوسع أنشطتها الغير محدودة.


  • الفصل السادس


أما في الفصل السادس من كتاب العمل التطوعي بين النظرية والتطبيق فقد تم ذكر برنامج العمل التطوعي وما هي أهداف هذا البرنامج ، و أهم اختصاصاته ومهامه بالإضافة إلى الحديث عن مجالات العمل التطوعي وتقييم برنامج التطوع ، فقد جاء في تصور تم اقتراحه لتصميم برنامج تطوعي هذا التطور يقوم على إجراءات أهمها تحديد البرنامج و إعداده وتنفيذه وتقييمه،


ثم تم الإنتقال للتحدث عن كيفية إنهاء خدمة المتطوع وجاء برنامج مقترح لتفعيل وتنقيذ ثقافة العمل التطوعي عند الطلاب في النظم التعليمية وتم إنهاء الفصل ببعض المقترحات التي تساعد على تطوير العمل التطوعي.


  • الفصل السابع


وقد تم تخصيص هذا الفصل لذكر العمل التطوعي في المملكة العربية السعودية من حيث نشأته، مجالاته، معوقاته، المنظمات التي تقوم به، ومناهج تفعيل هذه المنظمات للعمل التطوعي وأساليبها في المملكة وأيضاً تفعيل دور الغرف التجارية الصناعية في دعم ومساعدات المنظمات التطوعية .


و قد تم إنهاء هذا الفصل بالحديث عن نماذج من الأعمال التطوعية مثل المكتب التعاوني للدعوة والإرشاد، هيئة الإغاثة الإسلامية العالمية، هيئة الهلال الأحمر السعودي وأيضاً مؤسسة مكة الخيرية.


  • الفصل الثامن والأخير


وقد تم تخصيص هذا الفصل للحديث عن العمل التطوعي في بعض الدول و المناطق المختلفة من العالم مثل جمهورية مصر العربية، الولايات المتحدة الأمريكية، المملكة المتحدة، (انجلترا)، كما تم فيه الحديث عن العمل التطوعي في الامم المتحدة وبرنامج متطوعين التطوع في المستشفيات في الإمارات العربية المتحدة وأيضاً العمل التطوعي في المملكة الأردنية الهاشمية.


خلاصة العمل التطوعي بين النظرية والتطبيق


إن العمل الخيري أو التطوعي هو ثروة عامة وليس حكراً لأحد بل هو تلك الروابط التي تقوم على القيم الإجتماعية الحميدة مثل التراحم، التكافل والتعاون والصدق والثقة.


كما إنه أحد الروابط التي يجد فيها الأفراد أنفسهم في أفراد ومجموعات يقعون فيها لتحقيق ذاتهم ومصالحهم المرتبطة بمصالح المجموعات التي يعيشون فيها وبها.