ما هو اختبار كارز CARS
هناك عدد كبير من
أنواع الإعاقات
المختلفة التي يُعاني منها قدر هائل من الأطفال منذ ولادتهم ، ومن أشهرها الإعاقات الذهنية التي تحول دون قدرة الطفل على التواصل مع العالم المحيط به بشكل سليم ؛ نظرًا إلى تأثيرها السلبي على معدل تطور الدماغ والجهاز العصبي بوجه عام ، ومن أشهر هذه الحالات هي حالة التوحد والتي يتم استخدام مقياس كارز بها من أجل تحديد درجة التوحد لدى الطفل
مرض التوحد
يُشير مرض التوحد (وبالإنجليزية : Autism) إلى مجموعة من الحالات المرضية والاضطرابات التي تُصيب الطفل وتؤثر بشكل مباشر على السلوك الاجتماعي خاصته والمهارات الأساسية مثل التواصل مع الاخرين والكلام والحركة والتواصل مع البيئة المحيطة به بشكل طبيعي ، ويوجد عدة أنواع من التوحد ؛ بعضها متطور يؤثر كليًا على الوظائف الحسية للطفل وبعهضا يكون بسيط .
ويُذكر أن أعراض مرض التوحد تظهر على الطفل المُصاب بداية من ثلاثة أعوام وقد يتم اكتشاف الحالة بشكل مبكر في سن 18 شهر أو عامين ، وقد أشارت بعض الإحصائيات إلى أنه يوجد طفل من كل 54 طفل مُصاب بالتوحد في الولايات المتحدة الأمريكية [1] .
أعراض مرض التوحد
تختلف أعراض التوحد من طفل إلى اخر ، ولكن هناك مجموعة من الأعراض الشائعة بين عدد كبير من الأطفال [2] ، وهي :
- فقدان القدرة على التواصل بالعين مع الاخرين .
- يكون للطفل اهتمام واحد فقط ولا يكون له أي اهتمامات أخرى سواه .
- تكرار فعل مُحدد مرارًا وتكرارًا بشكل ملحوظ أو تكرار بعض الكلمات أو العبارات أيضا طوال الوقت دون غيرها .
- يُعاني الطفل من حساسية تجاه الأصوات أو الروائح أو الضوء أو بعض المشاهد التي لا تُمثل أي حساسية أو مشكلة للطفل العادي .
- عدم الاستماع إلى الاخرين وعدم النظر إليهم .
- عندما يُشير أحد الأشخاص إلى شيء ما ؛ لا يلتفت الطفل إلى ما يُشير إليه ولا يُعيره اهتمامًا .
- هناك تأثير على المشاعر العاطفية لدى الطفل تجعله لا يرغب في أن يحتضنه أي شخص أو العكس .
- كما يُعني الطفل أيضًا من مشكلة في فهم الكلمات العادية ولا يكون قادرً على استخدام تعبيرات الوجه أو الحركات العادية ، وقد يصدر منه أصوات غير مفهومة ، ولا يكون قادرًا في الكثير من الأحيان على التحكم في حركة العين .
- لا يكون قادرًا على التكيف في التغييرات الروتينية والحياتية المختلفة من حوله .
- وفي بعض الأحيان ؛ قد يُعاني الطفل المتوحد من النوبات المتكررة والتي لا تقل حدتها إلّا عندما يصل الطفل إلى سن المراهقة .
اختبار CARS
اختبار كارز CARS هو اختصار لعبارة Childhood Autism Rating Scale ويُعني مقياس تصنيف التوحد لدى الأطفال ، وقد تم تطوير هذا الاختبار بواسطة ثلاثة علماء معاً ، وهو مثله مثل أي أداة أخرى يتم استخدامها من أجل تقييم وتصنيف وتشخيص مرض التوحد عند الأطفال .
ويُذكر أن الاختلاف بين اختبار CARS وأدوات ووسائل التقييم السلوكي الأخرى لدى الأطفال هو أن هذا الاختبار يأتي بميزة فريدة يكمن في قدرته على تقييم حالة الطفل بشكل دقيق جدًا واكتشف هل الطفل بالفعل يُعاني من التوحد أم اضطرابات و
تأخر في النمو
مثل التخلف العقلي وغيره ، وبالتالي ؛ فإن هذا الاختبار يُعتبر يُساعد المتخصصين من مقدمي الرعاية الصحية والمعلمين والوالدين أيضًا على التعرف بشكل دقيق على تصنيف وتقييم التوحد لدى الأطفال .
خصائص اختبار CARS
يتم عبر هذا الاختبار تقييم سلوك الطفل وخصائصه وقدراته ومقارنتها مع ما قد أقرته منظمة الصحة العالمية بخصوص معدل التطور النمائي لكل مرحلة عمرية ، ومن أهم الخصائص التي يتم قياسها عبر هذا اختبار CARS ، ما يلي [3] :
- العلاقات مع الأشخاص .
- القدرة على التقليد .
- الاستجابة العاطفية .
- استخدام أجزاء الجسم .
- استخدام الأغراض المختلفة .
- التكيف مع التغيير .
- الاستجابة البصرية .
- الاستجابة السمعية .
- الاستجابة الحسية للمس ، والروائح ، والتذوق .
- نسبة الخوف والعصبية .
- التواصل اللفظي .
- التواصل غير اللفظي .
- مستوى النشاط .
- مستوى ومدى تناسق الاستجابة الفكرية .
- الانطباعات العامة للطفل .
التقييم عبر اختبار كارز CARS
يتم إجراء عملية تقييم لسلوك الطفل بواسطة المعلم أو أحد الاباء أو مقدم الرعاية الصحية ، ويتم إعطاء الطفل درجات مُحددة بتقييم كل سلوك على النحو التالي :
- إذا كان السلوك في المستوى الطبيعي بالنسبة لعمر الطفل ، يتم إعطاء الطفل درجة تتراوح بين 1 إلى 1.4 .
- في حالة الشذوذ البسيط والخفيف جدًا في أي من خصائص وسلوك الطفل ؛ يتم إعطاء الطفل 2 درجة .
- أما حالات الشذوذ المتوسط في أي خاصية أو صفة أو سلوك لدى الطفل ، يتم إعطائه 3 درجات .
- بينما إذا كانت درجة شذوذ الطفل شديدة جدًا وغير طبيعية على الإطلاق ؛ فهنا يحصل الطفل على 4 درجات .
وبعد الانتهاء من إعطاء تقييم مُحدد لكل خصائص وسلوك الطفل تتراوح نتائج الاختبار بين 15 إلى درجة 60 ، يتم تشخيص الحالة بشكل مباشر على النحو التالي :
- الحصول على 30 درجة يد على الحد الأقصى للإصابة بالتوحد الخفيف .
- الدرجات ما بين 30 إلى 37 تُشير إلى حالة توحد تتدرج بين التوحد الخفيف إلى المعتدل .
- بينما الدرجات ما بين 38 إلى 60 ؛ فهي تدل على إصابة الطفل بالتوحد الشديد .
وعلى الرغم أنه يوجد بعض مواقع الويب التي يُمكن من خلاله أنها يقوم الاباء باستخدامها لتقييم حالة الطفل ؛ إلا أنه من الأفضل أن يتم الاعتماد على أحد مُتخصصي الرعاية الصحية حتى تكون نتيجة اختبار CARS دقيقة وصحيحة .
متى يمكن استخدام اختبار CARS
يُمكن استخدام هذا الاختبار في حالة الأطفال الذين قد أكملوا عامهم الثاني ، وقد أشار بعض الخبراء إلى أن هذا الاختبار يُمكن استخدامه أيضًا لتقييم حالة التوحد لدى الأطفال في سن المراهقة .
فوائد اختبار كارز CARS لأطفال التوحد
-من أهم أنواع اختبارات الشخصية والسلوك التي يُمكن التنبؤ من خلالها بحالة ودرجة التوحد عند الطفل مبكرًا وبالتالي ؛ القدرة على توجيهه التوجيه الصحيح إلى العلاج السلوكي أو غيره .
-من الاختبارات السهلة جدًا التي يُمكن لأي شخص أن يجريها مع الطفل سواء المعلم أو الوالد والوالدة أو متخصص رعاية الأطفال والتعامل مع أطفال التوحد .
-كما أن اختبار كارز CARS لا يستغرق وقتًا طويلًا وخصوصًا إذا كان من يُجري الاختبار على علم بمدى مهارة الطفل مُسبقًا من خلال التعامل اليومي معه .
-نسبة الدقة في اختبار كارز CARS مرتفعة جدًا ، وقد ساعدت بالفعل على تقييم حالة التوحد لدى الاف الأطفال بشكل صحيح .
سلبيات اختبار كارز CARS
ومن جهة أخرى ، قد يحمل هذا الاختبار بعض السلبيات ، مثل :
-قد يقوم بإجراء هذا الاختبار شخص غير مُتخصص ، وبالتالي ؛ يتم إعطاء الطفل تقييمات خاطئة وتكون النتيجة النهائية التي يحصل عليها الطفل غير صحيحة .
-وفي بعض الأحيان ؛ قد لا يكون من يجري الاختبار مُطلعًا على الخصائص والصفات النمائية لكل مرحلة سنية ؛ وبالتالي ؛ يتم إعطاء الطفل هنا أيضًا تقييمات خاطئة ، ومن ثَم تشخيص حالة التوحد بشكل خاطئ .
-يجب أن لا يتم تقييم حالة الطفل بشكل لحظى ، بل يجب متابعته وقتًا كافيًا للتأكد من مدى قدرته على التواصل والاستيعاب بشكل دقيق ، وهذا أمر قد يجهله الكثير من مُقدمي الاختبار .