ما هو مصطلح النوستالجيا
النوستالجيا هو الحنين إلى الماضي ، ذلك الحنين الذي يجعلنا بفعل بعض المؤثرات البسيطة نتذكر كل شيء عن ماضينا ، والعجيب أن ذلك الحنين ينبهنا فقط إلى المشاعر الجميلة التي عشناها بالفعل ، ولكن يبقى الألم مصاحبا لذلك الشعور كرغبة من العقل الباطن في العودة واسترجاع تلك الذكريات مرة أخرى .
معنى كلمة نوستالجيا
عندما نقرأ أو نسمع كلمة نوستالجيا ، غالبًا ما نفكر في مفاهيم مثل
الحزن
أو الكآبة قد يرتبط هذا المصطلح بخسارة تسبب لنا انزعاجًا كبيرًا في وقت سابق ، أو شعور جيد ولكن يشوبه الألم في تذكر أنه لم يعد موجودا مرة أخرى في حياتك .
النوستالجيا أو الحنين هو شعور يغزو أجسادنا عندما نفكر في الماضي ، وفي الواقع ، تلك الكلمة أتت من
اللغة اليونانية
“nostos” التي تعني الرجوع و “algos” التي تعني الألم .
عن النوستالجيا
يميل الحنين إلى أن يكون متزايد ومتكرر في الأوقات التي يحدث فيها تغيير في حياتنا ، يعتبر التغيير جيد لنمو الشخصية ، ومع ذلك فإن أحد الجوانب التي يجب مراعاتها هو أنه يأتي مشحون بكثير من المشاعر التي تبعث لنا العودة والحنين إلى الماضي .
وعلى الرغم من ذلك فيميل أغلب البشر إلى تذكر أفضل جوانب الماضي فقط ، مع نسيان أو تناسي الجوانب السيئة والمملة وغير الضرورية بالتأكيد .
أنواع النوستالجيا
النوستالجيا المتصالحة
: يشير المعنى التصالحي إلى النوع الذي تحاول فيه إعادة بناء أو استعادة الطريقة التي كانت عليها الأشياء في الماضي .
النوستالجيا المنعكسة
: والتي يشير فيها الانعكاس إلى
مشاعر الشوق والحنين
مع قبول أن الماضي كما هو دون تغيير .
لماذا نشعر بالنوستالجيا
وفقا لدراسة أجرتها جامعة ساوثهامبتون ، فإن الحنين يزيد من التفاؤل وانتظار المستقبل بشكل كبير ، أجرى باحثوهم تجربة طلبوا فيها من الأشخاص الكتابة عن حدث في حياتهم ارتبط بهذا الشعور .
كان على مجموعة أخرى كتابة شيء ما عن أي تجربة ، وكانت النتيجة أن معظم الكلمات الإيجابية كانت من المشاركين الأوائل ، بالإضافة إلى ذلك ، في تحقيق آخر لهذه الجامعة ، تم اكتشاف أن الأغاني التي تنتج الحنين هي التي تولد
التفاؤل
للإنسان فيما بعد .
الحنين إلى الماضي هو رد فعل شائع للتغيير في نمط الحياة ، لحالات مثل فقدان صديق أو إحباط عاطفي أو الانتقال من مكان إلى آخر ، أو حتى التغيير في الروتين اليومي الذي يجبرنا على التكيف مع الظروف الجديدة .
النوستالجيا في علم النفس
هناك عدة خصائص أو مميزات لهذا الشعور في علم النفس ، والذي يمكن ذكره على النحو التالي :
الشعور
: هذه الخاصية واضحة ، ولكننا غالبًا ما نستخدم كلمة “شعور” ونشوه معناها الأصلي ، فالشعور هو تجربة ذاتية ترافق العواطف ، أو بعبارة أخرى إنه انطباع خفيف ومختصر للمشاعر الداخلية .
التأثير
: الحنين إلى الماضي يؤثر علينا جميعًا بغض النظر عن جنسنا وعمرنا ، ومستوانا الاجتماعي والاقتصادي أو مدى ثقافتنا ، وما إلى ذلك ، لقد ترك معظمنا فترات من الحياة نود الرجوع إليها وننظر إليها بشغف واهتمام .
الاختلاف
: ربما هناك بعض الاختلافات في تأثير النوستالجيا من شخص لآخر ، وعلى ذلك فيمكن أن يكون رد فعل شخص ما عندما يتذكر أحداث ماضية من حياته ، مخالف تماما لشخص آخر عملي التفكير لا يعطي لماضيه أي اهتمام ، خاصة للذكريات السلبية منه .
تحقيق الهدف
: الذاكرة تحمينا من خلال حفظ الذكريات الجيدة والتخلص من السلبيات ، هذا التحيز في الذاكرة قابل للتكيف بشكل كبير على الرغم من أنه في بعض الأحيان يجعلنا ننسى الأخطاء ، التي لا يجب أن نرتكبها مرة أخرى ويعطينا فرصًا لنكون أكثر سعادة في معظم الوقت عند الشعور بالحنين .
السبب
: أي شيء يمكن أن يؤدي إلى الحنين ، على سبيل المثال ، رائحة عطر حبيبك السابق ، أو رائحة بسكويت جدتك ، أو أغنية مرتبطة بلحظة حميمة ، تساعدنا حواسنا على استعادة روابط الدماغ السابقة .
تطور الذات
: الذكريات ترشدنا طوال الحياة ، إن تذكر الأوقات السعيدة يمكن أن يجعلنا سعداء حتى لو كان ذلك في الماضي ، إنه لأمر رائع أن نفكر في مدى الحظ الوافر الذي حظينا به ، لمعرفة ما نريد والتصرف وفقًا لذلك لاحقا .
يتيح لنا الحنين التعرف على أنفسنا بشكل أعمق ، ويزيد من تقديرنا لذاتنا ، ويحمينا من الوحدة ويعطينا القوة لمواجهة التحديات الجديدة ، المفتاح هو معرفة كيفية استخدام هذا الشعور للتقدم ، بواسطة تقدير الأحداث الإيجابية التي شكلت شخصياتنا بالتأكيد .
مصدر إلهام
: الحنين للماضي هو مصدر إلهام كبير للعديد من الناس ، إنه شعور قادر على تحفيزنا على الإبداع ، ففي الفنون مثل الموسيقى أو الرسم أو الأدب ، نجد الكثير من الأمثلة على العلاقات العاطفية الحزينة وذات النهاية التعيسة أو المناظر الطبيعية القديمة التي أصبحت الآن أيقونة عن
الحنين إلى الماضي
.
المشاعر السلبية
: يعتبر هذا الجزء الأصعب في الحنين إلى الماضي ، فمع تذكر الإيجابيات يبقى هناك دائما مثال على توديع صديق أو وفاة قريب ، الأمر الذي يجعل بعض الذكريات الجيدة مرتبطة دائما بشيء يعكر صفو اللحظة بشكل سلبي . [1]
نوستالجيا الأدب
في الأدب يتم استخدام الحنين لمناقشة النواحي الهامة من الحياة في وقت سابق ، أو شخصيات الماضي ، والمشاعر المتلاحقة سواء من المتعة أو الألم .
كما يعرّف القاموس الأدبي الحنين إلى أنه المتعة مع الحزن الناجمين عن تذكر شيء من الماضي وتمني أن تتمكن من تجربته مرة أخرى .
لذلك ، فالحنين إلى الماضي ليس فقط الحزن أو المرض ، ولكن أيضًا متعة التذكر أو الاهتمام بالماضي ، هذا هو السبب في أن الحركة الرومانسية في الأدب لها ارتباط خاص بالنوستالجيا بشكل مباشر سواء في الأحداث أو الشخصيات ، مع استغلال تلك النقطة في تحقيق الهدف من العمل الفني ، بالإضافة إلى التركيز على الدمج بين المتعة وألم تذكر الماضي . [2]
النوستالجيا والتسويق
من المدهش أن تعلم أنه يتم استخدام الحنين إلى الماضي في البيع أيضًا ، الشعور بالحنين يجعلنا نميل إلى إنفاق المزيد من المال ، بعض الخبراء في
التسويق
أو وسائل الإعلام أو متخصصي ابتكار المنتجات يستغلون تسويق الحنين للتواصل بالمنتجات مع الناس على المستوى العاطفي .
تظهر الأبحاث أن الحنين غالبًا ما يكون ناتجًا عن عاطفة سلبية ، ولكن بسرعة تخرج من تلك الحالة إلى الشعور الجيد ، وقد ثبت أنه يقدم فوائد نفسية قوية ، بما في ذلك ضغط عصبي أقل واحترام أعلى للنفس ، والشعور بالاتصال الجيد مع الآخرين ، والتفاؤل بشأن المستقبل بوجه عام .
فلا عجب أن المسوقين سعوا إلى النوستالجيا كإستراتيجية لكسب قلوب وعقول المستهلكين ، إذا استطعت أن تجعل الناس يشعرون بالرضا والسعادة ، يمكنك أن تجعلهم يشعرون بالرضا عن علامتك التجارية .
فعندما يتعلق الأمر ب
زيادة متابعين
مخلصين من الأشخاص الذين يحبون عملك ، فإن إنشاء محتوى إعلاني أو تسويقي يجعلهم يشعرون بالحنين يبدو وكأنه إستراتيجية رابحة بالتأكيد .
طرق استخدام النوستالجيا في التسويق
يمكن الاستفادة من الحنين إلى الماضي في عالم اليوم سريع الخطى ، وذلك عن طريق البدء بإعادة اختراع تسويق يبني
العلامة التجارية
، ولكن لا يمكن بالطبع المبالغة في استخدام الحنين .
فعلى سبيل المثال هناك بعض العلامات التجارية الكبيرة التي استغلت النوستالجيا كوسيلة للترويج ، فمثلا إعادة إحياء منتج قديم ، وذلك عن طريق وضع بعض التعديلات ومن ثم طرحه مرة أخرى ، مع التركيز على بعض النقاط في ذلك المنتج والتي لا يمكن نسيانها .
على صعيد آخر يمكن فقط عمل بعض
الحملات الإعلانية
والتي يكون تركيزها الأساسي على تذكير المستهلك ببعض الجوانب القديمة في حياته ، والتي تعيد إليه الذكريات وتجعله يبادر على الفور بشراء المنتج لأنه يذكره بشيء قديم محبب لديه بالفعل . [3]