استراتيجية التكتل في التعليم
كما نُلاحظ جميعًا أن جميع الشواهد تؤكد أن التعليم الجيد وتطور الفكر والعقل والقدرات والمهارات الإدراكية لدى الطلاب هو السبيل الأوحد من أجل بناء مجتمع قوي ومتماسك وذو قدرة على مواجهة الحياة والتصدي أيضًا لجميع الصعوبات التي تواجهه ، ونظرًا إلى أن وسائل التعليم الحديثة باتت غير مُجدية ؛ أصبح هناك اتجاه إلى الاعتماد على استخدام
استراتيجيات التعلم النشط
وتفعيل دور التعلم عن بُعد أيضًا وغيرهم من النظريات الحديثة التي تُساعد على زيادة معدل مشاركة الطالب في سير العملية التعليمية .
استراتيجية التعلم النشط
يُعتبر التعلم النشط من أفضل الأفكار والأساليب التعليمية التي أصبحت جميع الأنظمة التعليمية الحديثة في
الدول المتقدمة
تعتمد عليها ، ويرجع ذلك إلى دور تلك النظريات في زيادة درجة تفاعل ومشاركة الطالب واستيعابه داخل الصف ، وهناك عدد لا حصر من الاستراتيجيات التعليمية والنظريات التربوية الحديثة التي يُمكن تطبيقها بما يتناسب مع القدرات العقلية والفكرية لكل صف دراسي .
فوائد استراتيجيات التعلم النشط
ومن أهم فوائد تطبيق استراتيجيات التعلم النشط ، ما يلي :
-تُشجع الطلبة والطالبات على المشاركة بقدر أكبر من الجرأة دون خوف أو قلق في العملية التعليمية .
-تعزز من صلة الترابط وتحسين العلاقة بين المعلم والطالب بشكل يجعل العملية التعليمية أكثر متعة وإيجابية .
-كما تُساعد استراتيجيات التعلم النشط المتنوعة أيضًا على بناء شخصية سوية ومتوازنة للطلاب ، وتنمية مهارات الفكر والإدراك وتنمية شخصيتهم أيضًا .
-وقد أشار بعض الخبراء إلى أن تطبيق مفهوم التعلم النشط أيضًا يُساعد بشكل إيجابي وفعال على تعزيز قدرة الطالب على الاستماع إلى الاخرين واحترام ارائهم إلى جانب أنها تغرس روح التعاون في نفوس الطلاب .
-ونظرًا إلى أن تلك الاستراتيجيات تتم في جو من الألفة والتعاون بين المعلم والطالب وبين الطلاب وبعضهم البعض ؛ فإنها تُثير حماسة الطلاب وتجعلهم ذو رغبة أكبر في متابعة العملية التعليمية والمشاركة بها .
-تتخلى جميع استراتيجيات التعلم النشط الحديثة عن معاملة الطالب بالدرجات وتهديده بخصم الدرجات والحصول على تقديرات منخفضة في حالة عدم التمكن من الإجابة على الأسئلة ؛ وبالتالي ، تُعتبر تلك النظريات وسيلة جيدة تُساعد على تعليم الطالب دون أن يخضع الطالب إلى جو من التوتر والقلق والضغط العصبي الذي يُصاحب الامتحانات دائمًا .
تطبيق استراتيجية التكتل في التعليم
يُساعد تطبيق هذا النشاط التعليمي على نقل المفاهيم المفيدة وبعض الحقائق والمعلومات بين الطلبة والطالبات ، وتدفعهم إلى البحث عن بعض أوجه التشابه والارتباط بين هذه المفاهيم .
وحتى يتم تطبيق استراتيجية التكتل في التعليم بنجاح ؛ يحتاج المعلم هنا إلى أن يقوم ببعض الإعدادات المُسبقة ؛ والتي من شأنها أن تسمح بحركة الطلاب بحرية ، وإذا لم يكن هناك مساحة كافية ، يُمكن في هذه الحالة تقسيم الطلبة إلى مجموعات صغيرة والتي تُعرف في هذه الاستراتيجية باسم (التكتلات) ، حيث يتم عمل تكتل حول كل طاولة ، وعلى كل مجموعة أن تقوم من خلال البطاقات المختلفة بالربط بين المفاهيم الموجودة عليها ، وأن تعرض أهم ما توصل إليه التكتل فيما بعد .
وهناك خطوة إرشادية هامة أيضًا يُمكن أن يقوم بها المُعلم لمساعدة الطلاب على تنفيذ هذه الاستراتيجية بنجاح ؛ حيث يُمكنه أن يقوم بإعداد (
خريطة مفاهيم
) يتم الربط من خلالها بين مجموعة من المفاهيم حتى يستفيد منها كل طالب في صناعة الربط بين البطاقات الخاصة بهم داخل كل تكتل .
خطوات استراتيجية التكتل
يوجد مجموعة من الخطوات التي يتم الاعتماد عليها من أجل تطبيق استراتيجية التعلم النشط بشكل صحيح ، وهي :
-يقوم المعلم بإعداد بطاقات صغيرة الحجم ، ويوجد في كل بطاقة معلومة أو مفهوم أو عبارة أو حقيقة أو غير ذلك ، ويقوم بتوزيع البطاقات على الطلاب ؛ بحيث يحصل كل طالب على بطاقة مختلفة عن بطاقات زملائه .
-يقرأ الطلاب محتوى البطاقات ؛ ويفهم جيدًا المعنى المقصود منها ؛ ويبدأ الطلاب في الربط بين هذا المفهوم وبين المفاهيم والحقائق الموجودة على البطاقات الأخرى .
-يبدأ الطلاب في التحرك داخل أرجاء الصف ويبدأوا في مقارنة الجمل المكتوبة على بطاقات كل منهم من أجل التوصل إلى علاقة مناسبة بين كل بطاقة والأخرى .
-وبعد ذلك ؛ يبدأ كل طالبين في تكوين مجموعة ثنائية ؛ بشرط أن تكون المفاهيم الموجودة على بطاقات الطالبين مترابطة فيما بينها .
-يُمكن أن ينضم طالب ثلث إلى أي كتلة ثنائية ؛ في حالة كانت بطاقته ذو معنى مترابط مع بطاقتي طالبين المجموعة .
-ووفقًا لما يجده الطلاب ؛ قد يتم كسر الرابطة والتكتل أو تقسيمه في حالة كان من الضروري كسر الرابطة أو الكتلة وزيادة العدد من أجل إظهار حقائق جديدة ومفاهيم أخرى تتطلب كسر الكتل .
-يُمكن لكل كتلة أن تطلق على نفسها اسم مختلف أو عنوان خاص يُعبر عن طريقة ونوع الارتباط بين كل منهم .
-لا بُد أن يقوم الطلاب بذكر سبب إنشاء التكتل ؛ ويجب أن يقوموا بتوضيح الأسباب أيضًا في حالة كسر التكتل .
-وفي نهاية الأمر ؛ تقوم كل مجموعة أو كل تكتل برسم خريطة مفاهيم خاصة بهم ، تكون بمثابة وحدة من الوحدات التي سوف يتم الاعتماد عليها في بناء خريطة مفاهيم عامة وكبيرة تشمل كل المفاهيم الخاصة ببطاقات جميع الطلاب .
-وبعد ذلك ؛ يبدأ المعلم في تقييم تلك الخريطة وقياس مدى صحة الترابط والتكتلات والخرائط التي قد تم إنشائها بواسطة الطلبة .
مزايا استراتيجية التكتل
هناك مجموعة من المزايا الهامة التي يحصل عليها الطالب نتيجة تطبيق استراتيجية التكتل ، مثل :
-وسيلة أكثر من رائعة لخلق روح
التعاون بين الطلاب
وبعضهم البعض لأن الطلاب هم بأنفسهم من يقومون ببناء التكتلات وليس المعلم .
-تُساعد الطالب على التفكير بعمق من أجل التوصل إلى نوع الارتباط بين البطاقات وبعضها البعض ، وهذا بالطبع يُنمي ملكة التفكير والتحليل والربط بين الأشياء المختلفة في ذهنه .
-وسيلة رائعة أيضًا لتدريب الطلاب على طريقة رسم
الخرائط الذهنية
وخرائط المفاهيم وتقسيمها إلى أجزاء رئيسية وأخرى فرعية وهكذا .
-نسبة دور ومشاركة الطالب في هذه الاستراتيجية يُمثل أكثر من 90 % ؛ وبالتالي ؛ تُعد وسيلة هامة أيضًا لتنمية الثقة بالنفس والقدرة على الاعتماد على الذات أيضًا لدى الطلاب .
عيوب استراتيجية التكتل في التعليم
أما عيوب هذه الاستراتيجية ؛ فإن البعض قد قام بتوضيحها على النحو التالي :
-لا تصلح هذه الاستراتيجية للاستخدام سوى في المراحل الثانوية وقد يُمكن تطبيقها في مراحل التعليم المتوسط ؛ حيث لا يُمكن أن يتم تطبيقها بنجاح على طلبة سنوات المرحلة الابتدائية .
-تحتاج إلى مساحات كبيرة جدًا داخل الفصل حتى يتمكن الطلاب من الحركة ؛ وقد لا يتوفر هذا الأمر في جميع المدارس .
-كما تعتمد الاستراتيجية على الحركة الدائمة والمستمرة داخل الصف ؛ وهذا الأمر قد يؤدي إلى التشتت والأصوات المرتفعة جدًا التي تؤثر على درجة تركيز بعض الطلاب ، وقد يفقد المعلم القدرة في السيطرة على الطلاب أثناء تنفيذ الاستراتيجية نتيجة أنها قائمة على الحركة الدائمة والحديث طوال
اسثمار الوقت
بين الطلاب وبعضهم البعض .
-تتطلب هذه الاستراتيجية أيضًا تدريب الطلاب على الطريقة الصحيحة للربط بين المفاهيم أولًا وطريقة عمل الخرائط الذهنية وخرائط المفاهيم أيضًا ، قبل التطبيق ؛ وهذا بالطبع يحتاج إلى أوقات طويلة جدًا .