ما هو العلاج الوظيفي
المشاكل والاضطرابات البدنية والإعاقات الجسدية تُمثل عامل هام جدًا وأساسي في طبيعة حياة كل شخص وخصوصًا الأطفال وكبار السن الذين يكونون غير قادرين على القيام بالمهام اليومية والوظيفية بمفردهم دون الاعتماد على مساعدة الآخرين ؛ ومن هذا المنطلق ؛ ظهر مفهوم العلاج الوظيفي .
تعريف العلاج الوظيفي
العلاج الوظيفي هو عبارة عن أحد أنواع
مجالات الطب
العلاجي الذي يعتمد على استخدام أنشطة مُحددة من أجل مساعدة صاحب الإعاقة على تحسين ورفع درجة كفاءة الحركة والأداء البدني إلى جانب تحسين القدرات الذهنية والتواصل الاجتماعي أيضًا ، وينطبق ذلك على كل شخص مُصاب بالإعاقة سواء كبار أو أطفال .
أهمية العلاج الوظيفي
يتم الاعتماد على العلاج الوظيفي في الكثير من الحالات لمساعدة فئة كبيرة من الأشخاص على التأقلم والتكيف مع ظروف إعاقتهم ومساعدتهم على تطوير وتحسين قدراتهم البدنية والحركية أيضًا ، حيث يُمكن استخدام هذا العلاج في الحالات التالية :
-الأطفال المُصابين بتأخر واضطراب في النمو وحالات شلل الأطفال وفقدان الأطراف وغيرهم .
-وينطبق العلاج الوظيفي أيضًا على حالات فرط النشاط مع قلة التركيز والانتباه مثل حالات ADHD .
-الأطفال ذوي الإعاقات الحسية مثل الصم والبكم وفاقدي حاسة البصر أيضًا .
-الكبار الذين قد تعرضوا إلى الشلل أو الإعاقة وعدم القدرة على المشي نتيجة الإصابة في الحوادث أو إصابات العمل أو الخضوع إلى عمليات جراحية نتيجة الإصابة بأمراض مزمنة وغير ذلك .
-كما ينطبق العلاج الوظيفي أيضًا على حالات كبار السن الذين قد تأثرت قدراتهم الوظيفية مع التقدم في السن .
-إلى جانب دور العلاج الوظيفي في علاج الإعاقات العصبية والنفسية التي تؤثر على أداء الفرد للأنشطة اليومية المختلفة .
أهداف العلاج الوظيفي
تكمن أهم أهداف العلاج الوظيفي الأساسية إلى الوصول بالمريض إلى وضع أفضل يُمكن من خلاله أن يستغل كافة إمكاناته الوظيفية بأعلى قدر من الاستطاعة ، وقد تم وضع أربعة أهداف ومحاور أساسية للعلاج الوظيفي ، مثل :
-التدريب على مجموعة من المهارات الهامة التي تنقص المريض والتي من شأنها أن تُساعده على تحسين أنشطته الوظيفية الأساسية ؛ حيث يتم تطبيق ذلك وفق مجموعة من
الاستراتيجيات
والنظريات العلمية التي تكون متوافقة مع طبيعة كل إعاقة لكل مريض .
-مواصلة التدريب على تلك المهارات على مدار اليوم ؛ حيث أن العلاج الوظيفي لا يقتصر على مجرد تنفيذ التدريب على أي مهارة خلال مُدة مُحددة فقط ؛ وإنما يتم إعطاء المريض مهام منزلية عليه أن يقوم بها على مدار اليوم ؛ لأن هذا من شأنه أن يُساعد على
اكتساب المهارة
بشكل أسرع وأكثر سهولة .
-توفير بيئة ملائمة لطبيعة الخلل الوظيفي لكل شخص ؛ وعلى سبيل المثال ، عندما يفقد شخص ما أحد الأطراف مثل اليد ؛ فهنا لا بُد أن يتم تغيير جدول الأعمال والأنشطة اليومية الخاصة به ومحاولة توفير مهام يُمكنه بالفعل أن يقوم بها بيد واحدة فقط سواء فيما يخص المهام الشخصية أو مهام العمل ، أما عند الرغبة في تنظيم الجدول اليومي للطفل المصاب بفرط نشاط مع نقص تركيز ؛ فهنا يجب تقليل الأنشطة التي تؤثر على درجة نشاط وتركيز الطفل ، وهكذا .
-الاهتمام بالإرشاد الأسري ؛ حيث أن الشخص المُصاب بالخلل الوظيفي سواء كبار أو صغار ؛ لا شك يكونون في حاجة كبيرة إلى الاعتماد على
أفراد الأسرة
من حولهم من أجل مساعدتهم على القيام بالأنشطة اليومية المختلفة إلى أن يتمكنوا من تطوير أدائهم الوظيفي قدر الإمكان والقيام بأهم تلك المهام والأنشطة بمفردهم ، وبالتالي ؛ يجب الاهتمام بتوجيه أفراد الأسرة إلى الطريقة الصحيحة للتعامل مع الشخص المُعاق لمساعدته على التغلب على هذا الخلل الوظيفي قدر الإمكان .
انواع العلاج الوظيفي
هناك أكثر من شكل ونوع من أنواع العلاج الوظيفي المختلفة ، والتي يتم الاعتماد عليها وفقًا لمقتضيات ومتطلبات كل حالة ، ومن أهمها ، ما يلي :
تحسين المهارات الحركية
حيث يُركز العلاج الوظيفي الخاص بالمهارات الحركية على تحسين مختلف أنواع الحركة ، مثل الحركة الإجمالية الخاصة بتوازن الجسم والإمساك بالأشياء المختلفة والقفز وغيرهم ، والحركة البصرية مثل تناسق حركة اليدين مع اتجاه العين وغيرهم ، إلى جانب الحركة الدقيقة مثل الكتابة و
الإمساك بالقلم
وما نحو ذلك .
تحسين المهارات الإدراكية والذهنية
ويتم ذلك من خلال الاعتماد على استخدام بعض الألغاز متدرجة الصعوبة والمتاهات وغيرهم ، إلى جانب الاعتماد على بعض التدريبات والأنشطة والاختبارات التي تُحدد مدى قدرة الطفل أو المريض عمومًا على تنفيذ مختلف المهام المعتمدة على التفكير ؛ ومن ثَم محاولة تطوير نقاط الضعف لديه .
تحسين المهارات الاستقلالية
تُعد المهارات الاستقلالية هي أهم ما يهدف إليه العلاج الوظيفي ؛ وتلك المهارات مُتَمثلة في القدرة على الحركة والاستحمام وتناول الطعام وارتداء الملابس والنوم والجلوس والنهوض بمفرده ، وهي أهم ما يُركز عليه العلاج الوظيفي من أجل تعزيز استقلالية الفرد وقدرته على الاعتماد على نفسه ولاسيما إن لم يكن لديه أشخاص قادرين على مساعدته في تنفيذ تلك المهام .
تحسين مهارات العمل
وتأتي مهارات العمل أيضًا ضمن أهم المهارات التي يعمل العلاج الوظيفي على توفيرها لأصحاب الإعاقات المختلفة ، وخصوصًا القدرة على الكتابة والإمساك بالقلم والأوراق وبالأشياء المختلفة وغيرهم من المهارات الأساسية التي لا يُمكن تنفيذ العمل بدونها .
العلاج الوظيفي والعلاج الطبيعي
الكثير من الأشخاص يُخلطون بين مفهوم العلاج الطبيعي ومفهوم العلاج الوظيفي ؛ في حين أنه يوجد بعض الفروق بين كل منهما على النحو التالي :
-العلاج الطبيعي يُركز على تنفيذ المهارات المتقدمة مثل صعود السلم والمشي وغيرهم ، أما العلاج الوظيفي فهو يُركز على مهارات أدق مثل القدرة على مسك الكرة والقلم واستخدام الأغراض والأدوات وهكذا .
-الوسائل التي يتم الاعتماد عليها في العلاج الطبيعي تختلف عن المستخدمة في العلاج الوظيفي إلى حد كبير ؛ حيث أن العلاج الطبيعي من شأنه فقط أن يقوم على سبيل المثال بتقوية وتحسين عمل العضلات ؛ في حين أن العلاج الوظيفي يربط بين تقوية وتحسين العضلات ومساعدة المريض على تنفيذ مهام مُحددة عبر تلك الأنشطة .
-العلاج الطبيعي خاص بالإعاقات البدنية فقط ؛ في حين أن العلاج الوظيفي متنوع ويشمل تحسين المهارات الحركية والمهارات الذهنية والإدراكية والمهارات الخاصة بالاستقلالية والاعتماد على النفس والمهارات الخاصة أيضًا بالعمل ، وعلى سبيل المثال العلاج الطبيعي لن يكون مُجديًا في حالة الشخص الذي قد فقد بصره أو المصاب بأمراض عصبية مثل
الفصام
وغيره ، في حين أن العلاج الوظيفي هنا يلعب دورًا هامًا في تحسين وتعديل هذا الخلل الوظيفي .
وبالتالي ؛ يُمكننا أن نصف العلاج الوظيفي على أنه علاج تأهيلي يشمل كل المهارات الخاصة بالأفراد الصغار منهم والكبار يسعى إلى مساعدة الأشخاص على اكتساب مختلف المهارات التي تُساعدهم في أداء أهم أنشطتهم اليومية بسهولة دون الحاجة إلى الاعتماد على الآخرين ؛ فضلًا عن أنه يلعب دورًا هامًا أيضًا في تحسين الجانب النفسي و
تعزيز الثقة بالنفس
وتعزيز الشعور بالقدرة على إتمام الأنشطة المختلفة بسهولة أيضًا مهما بدت صعبة في بداية الأمر .