رهاب الخوف من الأزرار
كومبونوفوبيا ، أو رهاب الخوف من الأزرار ، وهو من الأنواع الشائعة بشكل ملفت للنظر ، ولكن يختلف تبعًا لسبب الخوف من الأزرار ، فبعض مرضى الخوف من الأزرار يخافون من شكل معين من أشكال الأزرار ، والبعض الآخر يكون الرهاب من الأزرار بسبب كونها متسخة لحد ما ، والبعض الآخر يكون الرهاب في شكل لمس الأزرار أو ارتدائها ، بينما يخشى البعض الآخر من مشاهدة أو فحص الأزرار التي يرتديها الغرباء أو الأصدقاء.
أنواع رهاب الخوف من الأزرار
رهاب الخوف من لمس الأزرار
أثبتت دراسات قام بها باحثون في جامعة ساسكس ، أن الخوف والاشمئزاز مرتبطان ببعضهما ارتباطًا وثيقًا ، لذا فان الكثير من الناس الذين يدعون أنهم يشعرون بالاشمئزاز من الأزرار فقط ، وليس الخوف منها ، فانهم يعانون بالفعل من رهاب الخوف من الأزرار.
وتلك الحالة مندرجة تحت مجموعة متنوعة من الاضطرابات ، بما في ذلك تلك الموجودة في حالات التوحد ، لذا في حال شعرت بالاشمئزاز من نسيج بعض الأزرار ، فابدأ بالتعامل فورًا مع حالة الفوبيا فانك تعاني منها على وجه اليقين.
لأنه بمرور الوقت تتطور تلك الرهبة ، للأسوأ بحيث تشمل جميع الأزرار ، حتى تلك التي لها نسيج مختلف عن الذي تشمئز منه ، وقد تتطور أكثر لتشمل الخوف من رؤية الأزرار ، حتى إذا لم يكن مطلوبًا منك لمسها. [1]
ومن المثير للاهتمام أن معظم الأشخاص الذين يعانون من الخوف المرتبط بنسيج معين من الأزرار ، يخافون بشكل خاص من الأزرار البلاستيكية ، أما الأزرار المعدنية مثل تلك الموجودة على الملابس الجينز ، ليست شائعة حالات رهاب الخوف منها.
رهاب الجراثيم
وبعض الناس فانهم يخافون بشكل خاص من الأزرار القديمة ، تلك الأزرار غالبًا ما تكون موجودة في صندوق حفظ الأزرار ، والتي عادةً ما تكون مخزنة في غرف الخياطة ، ولكن لسبب ما يعتقد بعض الناس أن تلك الأزرار غير نظيفة.
فقد يكون هذا بمثابة اشمئزاز متنكر على هيئة خوف ، أو قد يكون مرتبطًا برهاب المايوسوف ، أي الخوف من الجراثيم ، حتى أنه في كثير من حالات الذين يخافون من الأزرار القديمة ، لديهم مخاوف مماثلة بشأن الملابس القديمة بشكل عام ، ولكن هذا ليس مع جميع حالات الخوف من الأزرار القديمة ، ففي حالات أخرى ، يخاف بعض الأشخاص الذين يخشون الأزرار القديمة أيضًا من الأزرار الجديدة ، ولكن بدرجة أقل.
رهاب الخوف من بلع أو استنشاق الأزرار
بعض الناس لا يخافون من الزر نفسه ، ولكن يأتي خوفهم من فكرة استنشاقه أو ابتلاعه عن طريق الخطأ ، ويعتمد هذا النوع من الرهاب أحيانًا ، وإن لم يكن دائمًا ، على تجارب الماضي المخيفة.
فغالبًا ما يضع الأطفال الصغار أشياء في أنوفهم أو أفواههم ، وغالبًا ما تكون أزرارًا مبعثرة أو سائبة ، فقط جذبت انتباههم بشكل أو بآخر ، فإذا ابتلعت زرًا أو علق زرًا في أنفك وأنت طفل ، فقد تكون أكثر عرضة للإصابة بهذا الخوف.
إضافة إلى ذلك ، فليس من الضروري أن تحدث لك تلك التجربة الصادمة شخصيًا ، فإذا شاهدت طفلًا آخر يعاني من أزمة بسبب ابتلاع أو استنشاق زر بطريق الخطأ ، فقد يكون ذلك كافيًا لإثارة هذا النوع من الخوف لديك.[2]
الرهاب ذو الصلة برهاب الخوف من الأزرار
اعتمادًا على شدة الرهاب من الأزرار ، فقد يمتد رهاب الزر أحيانًا إلى أشياء أخرى ، فبعض الأشخاص الذين يعانون من الخوف من الأزرار يتطورون أيضًا إلى الخوف من
العملات المعدنية
الصغيرة ، والخوف من الأقراص ، وغيرها من العناصر ذات حجم الأزرار.
وبمرور الوقت ، يمكن أن يصبح الخوف غير المعالج من الأزرار مقيدًا للحياة ، مما يمنع المصاب من التفاعل مع مجموعة واسعة من الأدوات المنزلية الشائعة .[3]
ستيف جوبز ورهاب الخوف من الأزرار
في عام 2007م كشف
ستيف جوبز
، أحد مؤسسي شركة أبل Apple ، عن رهاب الأزرار في صحيفة وول ستريت جورنال ، حينما امتد رهابه من الأزرار في الملابس لما هو أبعد من ذلك ، ومن المفارقات العجيبة أن يكون هذا الرهاب سبب في إصدار الشركة ، أكثر المنتجات المستقبلية نجاحًا وتفوقًا.
حيث تم تصميم جهاز
iPhone
الثوري ، والذي تم تصميمه بعد إصدار شركة Newton MessagePad PDA عام 1993م ، والذي ظهر للعالم عند إصداره في عام 2007م ، والذي غير مفهوم الهاتف الخلوي من جهاز يشبه الهاتف التقليدي ، إلى كتلة مستطيلة ناعمة تتكون في المقام الأول من شاشة تعمل باللمس.
فإذا لم يكن ستيف جوبز خائفًا من الأزرار لدرجة الرهاب ، ما وجدت الهواتف المحمولة ، والأجهزة اللوحية اليوم.
علاج رهاب الخوف من الأزرار
مثل جميع أنواع الرهاب ، يستجيب رهاب الكومبون أو مصاب الكومبونوفوبيا ، أو رهاب الخوف من الأزرار ، بشكل جيد لمجموعة متنوعة من طرق العلاج ، منها طرق العلاج الوجيزة ، مثل
العلاج السلوكي المعرفي
، وغالبًا ما يمكن أن تعالج حالات الرهاب البسيطة في بضع جلسات فقط.
ولكن بعض حالات رهاب الخوف من الأزرار ، تصاب بضيق في التنفس ، أو الغثيان بمجرد رؤية الأزرار أمامها ، لدرجة أنها تمتنع عن شراء أي ملابس تحتوي على أزرار ، مهما كان نسيج تلك الأزرار أو أشكالها المتعددة ، وتعد من الحالات الشديدة ، ولكن أشد الحالات اضطرابًا هي التي تصاب بالهلع لدرجة الصراخ المتواصل ، في حال رؤية الأزرار أمامها.
تلك الحالات تحتاج من الطبيب المعالج ، مساعدة المصاب عن طريق التحدث أولًا عن ما يشعر به تجاه الأزرار ، حتى يمكنه من التحكم الكامل في مشاعر المصاب ، ومساعدته على الاسترخاء ، لأن بمجرد تحدث المصاب عن ما يدور في رأسه سيحدث له حاله من العراك بين الشعور بالخوف والتوتر ، تؤدي إلى سرعة من عملية التنفس ، أو الغثيان.[4]
لذا فالطبيب المختص يقوم بتصميم خطة علاج فردية ، بناءً على الاحتياجات الخاصة للمصاب وحالته ، فعلى الرغم من أن رهاب الخوف من الأزرار ، يمكن أن يكون له تأثيرات بعيدة المدى على حياتك اليومية ، إلا أنه يمكن التغلب عليه بمساعدة مهنية وعمل جاد.
العالم مايك وييكس وعلاج رهاب الأزرار
يوجد في بريطانيا أكثر من 80 ألف حالة رهاب من الأزرار ، وكما ذكرنا سابقًا من أشهر الحالات هو ستيف جوبز ، وحسب تقرير نشر بتاريخ 14 مارس عام 2016م ، في
صحيفة ديلي ميل البريطانية
، عن حالات تم علاجها وشفاءها قام بها العالم مايك وييكس ، أخصائي البرمجة اللغوية العصبية ، وصاحب العديد من المؤلفات والكتب العلمية عن كيفية تدريب المخ ، والطرق الصحيحة للتفكير البناء والفعال.
وكانت من ضمن الحالات المذكورة بالصحيفة حالة السيدة كايت باترسبي ، التي تعاني رهاب الخوف من الأزرار ، ولكنها كانت صاحبة حالة مختلفة فهي لا تصاب بالهلع أو الصراخ ، إنما تمتنع عن شراء أي ملابس بها أزرار، لشعورها بالاشمئزاز ، فالأمر كله شعور بالنفور إضافة للاستغناء.
وقد قام مايك وييكس في التحكم بمعدلات التنفس والاسترخاء والهدوء النفسي للسيدة كايت ، حتى تمكنا سويًا في التحكم في إيجابية وسلبية انفعالاتها ، عن طريق الوقوف والتصفيق للأزرار التي أمامها على الطاولة ، فالتصفيق يبعد أي نوع من
أنواع التفكير السلبي
، من أن يتسلل إلى عقل المريض.
حيث يعد التصفيق بشكل عام إحساس نفسي جيد ، وقد طلب منها مايك وييكس ، ربط الإحساس الجيد مع التفكير في شئ إيجابي برؤية الأزرار ، حتى تمكن في نهاية الجلسة أن يطلب منها الإمساك بالأزرار جميعاً في آن واحد، وقد فعلت بل ووضعتها في إناء خاص بها ، لتتمكن من رؤيتها دائماً ، وتتذكر
النجاح
الذي حققته بالتغلب على مخاوفها تجاه الأزرار.