ماهي الازدواجية الشخصية

على الرغم أن الأمراض العضوية تُمثل عامل خطر كبير على صحة وسلامة وحياة الإنسان في الكثير من الأوقات ؛ إلا أن الأمراض والاضطرابات النفسية وخصوصًا المتطورة جدًا منها تُعد هي الأخطر على حياة الفرد لأنها تؤثر بشكل كامل على حياته وتفاعله مع الاخرين ، وهناك عدد لا حصر له من

الاضطرابات النفسية

التي يكون من الصعب علاجها والسيطرة عليها وتجعل الإنسان يعيش طيلة حياته يُعاني من تلك الأزمات والاضطرابات النفسية ، ويُعد

ازدواج الشخصية

هو أحد أشهر وأهم أنواع الاضطرابات النفسية المنتشرة بين عدد كبير من الأشخاص بنسب متفاوتة والتي يتم الخلط بينها وبين الفصام .

الازدواجية الشخصية

ازدواج الشخصية هو عبارة عن حالة مرضية نفسية يصدر عنها بعض الاضطرابات في سلوك وتصرفات المريض تجعله يبدو غير منطقيًا وغير طبيعيًا للاخرين ، ويأخذ ازدواج الشخصية عدة أوجه وأشكال بعضها يكون عبارة عن حالة نفسية عابرة والبعض الاخر يكون حاد وشديد ويظهر طوال الوقت على تصرفات المريض .

الفرق بين ازدواج الشخصية وانفصام الشخصية

في الكثير من الأحيان يخلط بعض الأشخاص في وصفهم للاخرين عندما يصدر منهم بعض التصرفات المتناقضة على أنهم مُصابين بانفصام الشخصية ؛ في حين أنه يوجد اختلاف كبير بين معنى انفصام الشخصية ومعنى ازدواجية الشخصية على النحو التالي :

تعريف انفصام الشخصية

يُعتبر

انفصام الشخصية

هو أحد الأمراض العصبية والعقلية المزمنة التي تجعل المريض غير قادر على التحدث عن نفسه أو التعبير عن أفكاره بشكل صحيح ، وعلى الرغم أن البعض يظن أن صاحب انفصام الشخصية يكون ذو شخصيتين ؛ إلا أنه في حقيقة الأمر يمتلك شخصية واحدة فقط ولكنه يُعاني من حدوث تداخل دائم بين الخيال والواقع دون أن يعي ذلك ، وبالتالي ؛ يبدو للاخرين على أنه ذو شخصيتين متناقضتين .

وقد أشار كبار علماء النفس والأطباء النفسيين إلى أن مريض الفصام يعيش بين عاملين أحدهم خيالي وهمي في رأسه فقط والاخر واقعي ، وعلى الرغم أن كل إنسان طبيعي له عالمه الخاص وخياله وأفكاره ، إلا أن الفرق بين الشخص السوي والشخص المصاب بالفصام أن الشخص السليم ذو قدرة على التفريق بين عالم الواقع و

عالم الخيال

، أما صاحب الفصام لا يُمكنه التفريق بين عالم الأوهام والواقع .

ويُعرف

الفصام

في عالم الطب النفسي باسم الشيزوفرينيا ، كما أن الشخص المُصاب بالفصام في الشخصية لا يُمثل أي خطر على العالم الخارجي أو الأشخاص المحيطين به ؛ وإنما هو يعيش فقط في عالمه الخاص في معزل تمامًا عمن حوله ودائمًا ما يكون مُفتقدًا للرغبة أو القيام بأي أنشطة ويكون قليل الطاقة والنشاط .

أعراض الفصام

هناك بعض الأعراض المعيارية التي يعتمد عليها الأطباء النفسيين في تحديد الإصابة بالفصام النفسي ، مثل :

  • عدم القدرة على الكلام والهلوسة دائمًا .
  • التحدث دائمًا عن أوهام وأشياء غير منطقية .
  • ظهور بعض مظاهر الفوضى النفسية عبر كلام غير منظم وعبارات غير مرتبة .
  • عدم القدرة على التجاوب العاطفي .
  • افتقاد الرغبة في تنفيذ أي نشاط .
  • البكاء والصراخ بدون سبب .
  • سلوكيات غير منطقية وغير منضبطة مثل ارتداء ملابس غير متناسقة وما إلى ذلك .

تعريف ازدواجية الشخصية

أما ازدواجية الشخصية ؛ فهو أيضًا مرض نفسي ولكنه نادر جدًا ، كما أنه ليس وهمًا وتداخل بين العالم الواقعي والعالم الخيالي كما هو الحال في حالة الفصام ، وإنما يكون هنا المريض بالفعل ذو أكثر من شخصية ، ويُذكر أن ازدواج الشخصية هو أحد أنواع الانفصام ويُطلق عليه في الطب النفسي اسم (

اضطراب الهوية

الانفصامية ) والان أصبح يُعرف باسم ( انشطار خلل الهوية ) ، نظرًا إلى أن المريض يكون ذو شخصيتين متناقضتين ، وهو ينتقل من شخصية إلى أخرى بشكل غير إرادي وفقًا لطبيعة الضغوطات النفسية والاجتماعية التي يتعرض لها ، وبعض الأشخاص ينتقلون من شخصية إلى أخرى خلال ثواني معدودة والبعض الاخر ينتقل من شخصية إلى أخرى خلال دقائق أو أكثر وفقًا لطبيعة وحالة كل شخص .

أسباب ازدواجية الشخصية

أشار علماء النفس والطب النفسي إلى أن ازدواج الشخصية لا يوجد سبب مُحدد له ؛ وإنما تزيد فرص الإصابة به في الحالات التالية :

  • التعرض إلى سوء المعاملة سواء من الأهل أو الغرباء .
  • التعرض إلى الاعتداءات النفسية في الصغر .
  • عدم القدرة على التكيف مع الصدمات النفسية الشديدة التي يتعرض لها عبر حياته .
  • التعرض إلى

    العنف

    والاعتداءات الجسدية والبدنية أيضًا أثناء مرحلة الطفولة .
  • إصابة المريض بصدمة نفسية مكبوتة تجعله يروح عن نفسه عبر الانتقال إلى شخصية أخرى .

حالات ازدواج الشخصية

كما يوجد بعض الحالات المتعددة التي تُمثل اضطراب الهوية الشخصية ، ومن أشهرها ، ما يلي :

-أن يمتلك المريض شخصيتين فقط يظهر بصفات مختلفة تمامًا في كل منهما ، حيث قد نجد شخصية خجولة جدًا وضعيفة ، وشخصية أخرى أكثر قوة وجرأة ولا تخجل من أي فعل يصدر منها ، وقد نجد شخصية ملتزمة ومتدينة وشخصية أخرى تفعل كل ما يغضب الله عز وجل دون اكتراث ، والشخصيتان تظهران على شخص واحد فقط .

-أن يكون الشخص ذو ازدواج شخصية ولكن بأكثر من شخصيتين ؛ حيث يكون لكل شخصية استقلالية وصفات خاصة بها وتختلف تمامًا عن باقي شخصيات المريض الأخرى ، حيث يكون لكل شخصية أسلوبها الخاص ، حتى أن البعض يظن في الكثير من الأحيان أنه يتعامل مع توائم لهم نفس الشكل والهيئة ولكن بشخصيات مختلفة ، في حين أنه يكون في حقيقة الأمر إنسان واحد فقط متعدد الشخصيات .

-في حالة الإصابة بازدواج الشخصية ، تكون واحدة من هذه الشخصيات مخفية والأخرى ظاهرة ، كما أن إحداهما لا تدرك شيء تمامًا عن الأخرى ، حيث أن الإنسان لا يعلم هنا سوى شخصيته الأساسية والحقيقية فقط ؛ أما الشخصية الثانية فهو لا يعرف عنها أي شيء ، وبالتالي ؛ فإن خطة العلاج هنا قد تعتمد على إلغاء ذاكرة الشخصية المزدوجة ؛ حتى يتمكن الإنسان أن يستعيد صحته النفسية ويتأقلم مع طبيعة حياته عبر شخصيته الحقيقية فقط .

والجدير بالذكر أن العديد من الأعمال الدرامية والسينيمائية قد تناولت بالذكر تجسيد لشخصيات بعضها مُصاب بالانفصام وبعضها مُصاب بازدواج الشخصية ، ولكن بعض الأعمال قد تناولت ذلك بالتفسير الخاطئ ، حيث أننا نجد بعض الأشخاص الذين يمثلون ازدواج الشخصية يُطلق عليهم أنهم أصحاب انفصام في الشخصية ، وأشخاص يقومون بدور الشخص المصاب بالفصام ويُطلق عليهم أن يُعانون من ازدواج الشخصية ؛ وهذا ما أدى إلى حدوث خلط بين المفهومين بشكل خاطئ لدى الكثير من الأشخاص .

وفي حالة ظهور أعراض أي من الأمراض النفسية السابقة ؛ ينبغي أن يتم عرض المريض على المستشار النفسي ، وعند تشخيص الإصابة سواء بالفصام أو ازدواج الشخصية ؛ يكون من الأفضل أن يتم إيداع المريض في أحد المصحات النفسية العلاجية حتى يحصل على خطة العلاج المناسبة التي تُساعده قدر الإمكان على التخلص من الاضطرابات والاختلاجات النفسية التي تصيبه ويعود إلى سلامته النفسية أيضًا قدر المستطاع .