الدول الأكثر مرونة
أدى إصلاح قانون العمل إلى تحسين الكثير من الأوضاع بشكل ملحوظ في مؤشر المرونة في
التوظيف
، وتم العثور على الكثير من الدول الأكثر مرونة من حيث تنظيم
العمل
، والتي تتضمن الدنمارك ، والولايات المتحدة الأمريكية ، واليابان ، وهذه الدول تفتح المجال لجميع دول الأعضاء في
الاتحاد الأوروبي
، ومنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية ، وتسمح هذه الدول بعقود عمل محددة المدة لمهام ذات طبيعة دائمة ، ولا تطبق أي قيود على الحد الأقصى لطول العقود المحددة المدة ، أو العمل الليلي ، كما تواصل هذه البلدان تعزيز التنظيم المرن ، والحفاظ على أعلى التصنيفات [1] .
دور مرونة التوظيف في حياة الانسان
تؤثر المرونة في العمل على الإنتاجية والعمالة بشكل كبير ، فتنتقل العمالة عبر القطاعات ، مما يسمح للاقتصاد بالاستجابة بشكل أفضل وأسرع لأي تقلبات تحدث في سوق العمل ، ويعتمد مؤشر المرونة في التوظيف على البيانات التي يجمعها البنك الدولي لتقريره السنوي عن ممارسة أنشطة الأعمال ، والتي تنص على لوائح التوظيف وساعات العمل [1] .
وهناك بلدان مثل ألمانيا ، والنرويج ، والسويد ، وفرنسا ، وغيرها تثبت فعليًا أنه لا يتعين عليك العمل لمدة ثماني ساعات أو أكثر لتكون منتجًا ، بل وتقدم الشركات في هذه البلدان خيارات عمل بديلة تهدف إلى الحد من ساعات العمل الطويلة ، وتهدف إلى تقصير أسبوع العمل وتشجيع الإجازة ، وعند النظر إلى ثقافات العمل المختلفة في جميع أنحاء العالم ، يتم استنتاج أنه هناك عوامل كثيرة تعمل على المرونة في العمل [2] .
العوامل التي تساعد على المرونة في قواعد العمل
زيادة سعادة الموظف
تشير الأبحاث أن
أصحاب العمل
يجدون أنه من الأسهل اجتذاب المواهب العليا بخيارات عمل مرنة ، وهذا يعطي بدون شك توازن أفضل في الحياة العملية ، وهذا يخدم الصالح العام ، والأفضل لكل من أصحاب العمل والموظفين .
ساعات العمل
في السويد ، تم إنشاء أيام عمل مدتها ست ساعات لتحفيز الموظفين على العمل بشكل أكثر ذكاءً في العمل مع قضاء وقت أطول في المنزل ، والسويد، وألمانيا ليستا الدولتين الوحيدتين اللتين تعتقدان أن يوم العمل الذي يستغرق 8 ساعات ، ليس فعالاً كما يعتقد البعض .
الإجازة المدفوعة الأجر
يتمتع الألمان بأكبر قدر من الإجازة السنوية مع إجازة هائلة تبلغ 30 يومًا سنويًا ، وفي
النرويج
يأخذون 21 يومًا في كل عام ، وفي الدنمارك يبلغ متوسط بدل الإجازة المدفوعة خمسة أسابيع ، ويعتبر الدنماركيون الأسرة جزءًا مهم للغاية ، لذا يحاولون دومًا إيجاد توازن بين العمل والمنزل ، فلديهم الحق في إجازة لمدة خمسة أسابيع في السنة ، والتي يمكن أن تستغرق ثلاثة أسابيع على التوالي خلال فترات
الإجازة المدرسية
لقضاء الوقت مع الأطفال .
أوقات العمل المرنة
أدخل سوق العمل في المملكة المتحدة على سبيل المثال بعضًا من أنماط العمل الأكثر تنوعًا في أوروبا ، فبعد 26 أسبوعًا من العمل المستمر مع شركة ما يمكن للموظف أن يطلب خيارات العمل المرنة ، بما في ذلك أي شيء بداية من العمل بدوام جزئي إلى
العمل من المنزل
.
إجازة الأم والأب
تعتبر إجازة الأبوة إلزامية في شيلي ، والبرتغال ، وإيطاليا ، إذ يتعين على الرجال قضاء بعض الوقت في المنزل عند ولادة أطفالهم ، ويستطيع الموظفون الألمان الذين لديهم
اطفال
حديثو الولادة أخذ استراحة من العمل لمدة تصل إلى 12 شهرًا ، مع 24 شهرًا إضافيًا يمكن أخذها بدون أجر ، ويتمتع النرويجيون بإجازة أبوية مدفوعة الأجر مدتها 12 شهرًا .
موعد الغذاء
بالنسبة للموظف الفرنسي يمكنه تقسيم الوقت الذي يقضيه مع استراحة الغداء السخي الذي يمكن أن تستمر لمدة ساعتين ، وبعض الشركات الصغيرة تعطي استراحة تناول طعام الغداء حيث يمكن للموظفين قضاء بعض
الوقت
مع أسرهم ، ويتبع الألمان نفس الحذو ، وغالبًا ما يتناولون وجبات غداء كاملة مع زملائهم ، على عكس الولايات المتحدة التي تعتبر استراحة الغداء لها مفهومًا منسيًا تقريبًا ، حيث يتناول معظم الموظفين الغداء على مكتبهم ، واستراحة الغداء عادة ما تكون بين 15 و30 دقيقة .
عدم التواصل في غير أوقات العمل
منعت وزارات العمل في ألمانيا المديرين من الاتصال أو إرسال
بريد إلكتروني
إلى الموظفين بعد ساعات العمل ، إلا في حالات الطوارئ حيث أن هذا يعطي فكرة أن الموظفين يتركون العمل عند عودتهم إلى منازلهم ، واتبعت فرنسا نفس الإجراء عندما أقرت البلاد قانونًا يلزم الشركات التي تضم 50 موظفًا أو أكثر ، بتحديد ساعات لا يرسل فيها الموظفون
رسائل البريد الإلكتروني
أو يستجيبون لها [2] .
ما هي الدول الأكثر مرونة
إذا كنت مسافرًا حول العالم بحثًا عن العمل الأكثر مرونة فقد ترغب في
الإقامة
في فنلندا ، أو السويد ، أو أستراليا ، أو تايلاند ، أو اليابان ، أو اليونان ، أو أرمينيا ، ووجدت دراسة استقصائية عالمية لأكثر من 7،700 شركة في 39 دولة أن فنلندا هي الدولة التي لديها أعلى نسبة مرونة في العمل ، حيث وصلت لنسبة 92 في المائة وجاءت السويد في المرتبة الثانية بحصول 86 في المائة من الشركات على مرونة للموظفين ، بينما احتلت أستراليا وتايلاند المرتبة الثالثة بنسبة 85 في المائة ، وتم ترتيب أفضل 10 دول للعمل المرنة ، وهم بالترتيب نيوزيلندا والتي احتلت نسبة 84 بالمائة ، وهولندا التي احتلت 82 بالمائة ، وسويسرا التي احتلت 80 بالمائة ، والمملكة المتحدة التي احتلت 79 بالمائة ، وإيرلندا التي احتلت 77 بالمائة . [3]
وفي النهاية تسمح المرونة في مكان العمل لأصحاب العمل والموظفين أن يقوموا باتخاذ الترتيبات اللازمة لظروف العمل التي تناسبهم ، وهذا بدون شك يساعد الموظفين على الحفاظ على توازن العمل والحياة معًا ، وهذا بدوره يمكن أن يساعد أصحاب العمل على تحسين إنتاجية وكفاءة أعمالهم [4] .