ما هو فحص الكعب لحديثي الولادة
عند
استقبال مولود جديد
؛ يكون الشغل الشاغل لكل من الأب والأم والعائلة هو
الاطمئنان
على صحة هذا العضو الجديد في الأسرة ، وبالتالي ؛ يُسارعون إلى إجراء
الفحوصات الطبية اللازمة
من أجل الاطمئنان على صحته وعلى وزنه وعلى سلامته من أي أمراض ومن أجل اكتشاف أي أمراض أخرى أيضًا قد لا تظهر أعراضها ومن ثَم علاجها قبل أن تتطور ، ومن أهم الفحوصات الطبية التي يتم إجراؤها لحديثي الولادة هو فحص الكعب .
فحص الكعب لحديثي الولادة
إن فحص الكعب هو عبارة عن اختبار طبي إلزامي لا بُد أن يخضع له كل مولود جديد ، حيث أن تلك الاختبارات تتم في مكاتب وزارة الصحة المنتشرة في جميع المحافظات من خلال أخذ عينة دم صغيرة من كعب قدم الطفل ، ثم البدء في تحليلها عبر مختبرات وزارة الصحة أيضًا
ومن اللازم أن يتم أخذ عينة الدم من كعب قدم المولود بعد الولادة وخلال الأسبوع الأول بداية من اليوم الثالث وحتى السابع من عمر الطفل ، حيث يتم وضع عينة الدم على بعض الأوراق المخصصة لذلك (ورقة الترشيح) ، ومن ثَم إرسالها إلى مختبرات وزارة الصحة لإجراء
التحاليل الطبية
اللازمة عليها .
أهمية تحليل كعب القدم للمولود
ترتكز أهمية تحليل كعب القدم لحديثي الولادة في دوره في الكشف عن قصور الغدة الدرقية ومعدل إفراز الهرمون المسؤول عن تنشيط الغدة وهو
هرمون TSH
أو الذي يُعرف باسم Thyroid stimulating hormone ، حيث أن الغدة تقوم بإفراز هرمون الثيروكسين المسؤول عن تطوير الجهاز العصبي وتنظيم مختلف العمليات الحيوية في الجسم ، وعند إجراء الفحص ؛ يتم الكشف عن أي خلل في هرمونات الغدة الدرقية مبكرًا إذا كان الطفل يُعاني منه ومن ثَم البدء في العلاج بشكل مبكر أيضًا .
-يُساعد الفحص على اكتشاف
مرض أنيميا الدم المنجلية
Sickle cell anemia الذي يتم اكتشافه في حالة وجود خلايا ذات شكل منجلي في فيلم دم الطفل .
-كما يُساعد فحص القدم للمولود أيضًا على قياس نسبة أحد إنزيمات الدم المسؤولة عن تحويل الدهون داخل الجسم إلى طاقة وملاحظة أي خلل في نسبة الهرمون .
-ومن خلال هذا الفحص ؛ يُمكن الكشف عن اضطرابات الجهاز الهضمي وتليف الرئتين وهي حالة مرضية تُعرف باسم التليف الكيسي .
أضرار إهمال فحص الكعب للمولود
بعض الأهالي يهملون إخضاع الطفل إلى عملية الفحص بالكعب خوفًا من فقدان كمية كبيرة من الدم ؛ ولكن في حقيقة الأمر أن هذا أمر خاطئ تمامًا ، لأن كمية الدم التي يتم أخذها من المريض صغيرة جدًا ، كما أن إهمال إجراء هذا الفحص يؤدي إلى عدد كبير جدًا من الأضرار التي يُعاني منها الطفل طوال حياته إذا كان بالفعل يُعاني من اضطراب الغدة الدرقية ولم يتم اكتشافه بعد الولادة ، ومن أهم أضرار إهمال فحص الكعب ، ما يلي :
- يُعاني الطفل من تأخر كبير في النمو العقلي والإدراكي .
- يُعاني أيضًا من تأخر في النمو العضلي والجسماني .
-
هبوط شديد في درجة حرارة الجسم ومعاناة الطفل من
برودة الجسم
والأطراف . - الإصابة بالإمساك المزمن .
- انخفاض في معدل النشاط والحركة .
- عدم قدرة الطفل على التجاوب أو الاستجابة للمحيطين به مثل الأم والأب .
شروط عينة فحص الكعب لحديثي الولادة
هناك بعض الشروط التي يجب الالتزام بها عند الرغبة في إجراء فحص الكعب للمولود ، مثل :
-لا بُد من أن يتم أخذ العينة في الأسبوع الأول من عمر الطفل .
-يتم سحب عينة الدم من خلال أنبوبة رفيعة جدًا ولا بُد أن يتم سحبها بواسطة متخصص حتى لا تتعرض كرات الدم إلى التكسير أو تتحلل وتُصبح نتيجة التحليل خاطئة .
تفسير نتائج فحص الكعب للمواليد
دائمًا ما تكون نتائج هذا التحليل سلبية ؛ والنتيجة السلبية هنا تعني أن الطفل لا يُعاني من خلل الغدة الدرقية ، ولكن في حالات نادرة أخرى ؛ تكون نتيجة التحليل إيجابية ؛ وهذا يُعني أن الطفل يُعاني من خلل في هرمون الغدة الدرقية ، وبالتالي ؛ يقوم الطبيب بمزيد من الفحوصات الأخرى التشخيصية .
حيث أنه في هذه الحالة ؛ سوف يقوم الطبيب بطلب إجراء الفحص التشخيصي الذي يُساعد في الكشف عن الحالة الصحية للمولود ، وإذا كانت النتائج سليمة ؛ فهنا لن يكون الطفل في حاجة إلى فحوصات أخرى ، بينما إذا كانت النتائج غير سليمة ؛ فهنا سوف ينتقل الطفل إلى المرحلة الثانية من الفحوصات الطبية من أجل تشخيص المرض بشكل دقيق .
نصائح حول فحص الكعب
هناك بعض النصائح التي يجب اتباعها فيما يخص فحص كعب القدم لحديثي الولادة ، مثل :
-لا بُد من أن تلتزم كل أم وكل أب بإجراء هذا الفحص بعد الولادة مباشرةً لحماية طفلهما من التعرض إلى أي مضاعفات صحية عندما يكبر نتيجة وجود اضطراب غير مكتشف في الغدة الدرقية .
-إذا أشارت نتائج التحليل إلى أن الطفل لا يُعاني من أي قصور في الغدة الدرقية أو من أنيميا الدم المنجلية أو غيرها من الأمراض الوراثية ؛ وكان أحد أفراد الأسرة يُعاني من هذا الاضطراب ؛ فيجب أن يتم إجراء الاختبار مرة أخرى للطفل بعد فترة زمنية قصيرة للتأكد من سلامته بشكل تام وكامل .
فحوصات عامة لحديثي الولادة
إلى جانب فحص الكعب ؛ هناك بعض الفحوصات الأخرى التي يقوم بها الطبيب للطفل ، وهي لا تقل أهمية عن فحص نسبة هرمون الغدة الدرقية ، مثل :
فحص السمع
يتم إجراء هذا الفحص في مكان هادئ تمامًا لا يصل إليه الصوت الخارجي ، ويقوم المتخصص بوضع جهاز في شكل قطعة فحص ذو حجم صغير في الجزء الخارجي من أذن الطفل ، حيث أن هذا الجهاز سوف يقوم بإرسال بعض الذبذبات الصوتية إلى الأذن من الداخل حتى يقوم بتقدير درجة استجابة الطفل للصوت .
وهناك طريقة أخرى أيضًا من أجل إجراء فحص السمع يتم بها وضع بعض اللاصقات على
رأس المولود
مع جهاز إرسال الذبذبات بالأذن ، وهنا يقوم الحاسوب برصد درجة استجابة الطفل للصوت .
فحص عيوب القلب
كما قد يولد الطفل أيضًا ببعض العيوب والتشوهات في القلب ، ولذلك يتم إجراء فحص عيوب وأمراض القلب أيضًا للطفل مثل قياس نسبة التأكسج والنبض ؛ حيث يتم قياس نسبة الأكسحين في دم الطفل و
قياس معدل نبضات القلب
، ويقوم هنا المتخصص باستخدام جهاز التاكسج النبضي من خلال وضعه على قدم المولود ، وقد ساعد هذا الفحص أيضًا على اكتشاف وجود أي مشكلات أو أمراض خلقية في القلب مثل
ثقب القلب
وغير ذلك ومن ثم اتباع الخطة العلاجية اللازمة للحفاظ على صحة وحياة المولود .
وبوجه عام ؛ فإن الاختبارات التي تضعها وزارات الصحة في مختلف البلدان تُعد من أهم الإجراءات الصحية والوقائية التي يجب أن يحرص عليها الجميع ؛ لأنها قد ساعدت بالفعل في حماية عدد كبير من حديثي الولادة من التعرض إلى الأمراض الخطيرة مع التقدم في العمر خصوصًا أن أي أمراض يتم اكتشافها عبر هذه الفحوصات يتم علاجها بشكل مبكر يجعل نسب
الشفاء
كبيرة جدًا بالمقارنة مع نسب الشفاء عند الاكتشاف المتأخر للمرض عند الطفل .