سيرة جون فون نيومان
ولد جون فون
نيومان
في شهر ديسمبر لعام 1903 كان له باع طويل في
علم الرياضيات
وأبدع فيه أيما إبداع كانت ولادة جون فون في بودابست بالمجر وكان جون فون ترتيبه الأول بين إخوته ، تنتمي عائلة جون فون إلى الطبقة العليا في المجتمع آنذاك ، تلقى العلم في
أفضل المدارس
في بودابست وكانت حياته مليئة بالحيوية والنشاط ، حيث أنه استقر في أكثر من دولة وعمل على الانخراط في الحياة الاجتماعية والميدانية أيضا ، مما ساعده في نيل الكثير من الجوائز والأوسمة الهامة من قبل رؤساء وحكام الدول آنذاك .
جون فون نيومان
ظهرت موهبة حب الرياضيات والشغف بها عند جون بشكل مبكر حتى أنه كان يبلغ من العمر ستة أعوام كان لديه القدرة على تقسيم الأرقام بشكل سريع ، وكان يستطيع أيضا أن يتحدث باللغة اليونانية القديمة التي كان يعاني منها الجميع لصعوبتها ، كما حرصت عائلة نيومان على تعليمه عدة لغات أخرى مثل اللغة الفرنسية و
اللغة الإنجليزية
والألمانية وكذلك اللغة الإيطالية ، وما إن بلغ جون الثامنة من عمره حتى كان يعي كل من التفاضل والتكامل ، بالإضافة إلى شغفه بالتاريخ .
ولشغفه بالقراءة والمطالعة تم تحويل إحدى غرف المنزل إلى مكتبة تحوي أهم الكتب عن الكثير من المجالات المختلفة لكي تساعد جون على تعلم الكثير والكثير من العلوم ، وكانت المدرسة التي تم إدخال جون بها من
أفضل المدارس
آنذاك ، ما أن بلغ جون سن الخامسة من عمره حتى ظهرت موهبته الفذة في عالم الرياضة خاصة في التفاضل والتكامل ، حتى أن بعض معلميه أعجب بتلك الموهبة والقدرة على إيجاد حلول لأي من المسائل الحسابية التي كان يعرضها عليه لحلها ومناقشتها ، وفي عامه التاسع عشر قام نيومان بالعمل على كتابة ورقتين في الرياضة ، حيث أنه تناول في الورقتين التعريف الحديث للأرقام الترتيبية .[1]
المرحلة الجامعية لجون فون
أراد والده أن يبني له مستقبلا أكثر استقرارا لذا كان في بادئ الأمر يريد إلحاقه بمجال الصناعة وذلك لموهبته الفذة في علم الرياضيات إلا أن البعض نصحه بدخول إبنه بمجال الهندسة الميكانيكية ، وهذا الأمر لم يكن بالأمر الصعب لجون حيث كانت له دراية كبيرة بهذا المجال ولذا تم الاستعداد للحصول على شهادة في
الهندسة الكيميائية
لمدة عامين وذلك في برلين ، ونال الدكتوراه بعد ذلك والجامعة من زيوريخ .
المرحلة العملية لجون فون
بدأ جون تلك المرحلة بشكل مبكر مقارنة بغيره وذلك يرجع للموهبة التي منحها الله له في الرياضيات ومعرفة بالعديد من العلوم والمجالات الأخرى كل ذلك ساعد جون في الحصول على لقب أصغر معلم بالجامعة ، في عام 1927 استطاع جون نشر ما يقرب من اثني عشر بحثا فيما يتعلق بعلم الرياضة احتوت تلك الأبحاث على أهم ما يتعلق العلوم الرياضية وتطرق من خلالها إلى أهم المسائل التي لم يتطرق إليها أحد قبله لذا نالت إعجاب كبار العلماء آنذاك لما قدمته من العلوم الرياضية الهامة .
وفي عام 1929 استطاع جون فون نشر ما يقرب من اثنين وثلاثين ورقة بعلم الرياضة أي ما يعادل ورقة رياضية بالشهر ، كل تلك الإنجازات في علم الرياضيات عملت على منحه الكثير من الشهرة له من بين أبناء جيله ، كما أن موهبة الحفظ لم تتوقف عنده فيما يخص الرياضة فحسب بل كانت لديه القدرة على حفظ أرقام الهواتف ، وكذلك حفظ الأسماء والعناوين ، وفي مدة قليلة تم ترشيحه لنيل درجة الأستاذية بجامعة هامبورغ ، لكن قامت
جامعة برينستون
بتقديم عرض أفضل للعمل لديها .
ومن أشهر النظريات التي وضعها فون نيومان نظرية الألعاب والتي نشرها بالمشاركة مع زميل له في كتاب The Theory of Games and Economic Behavior ، وأيضا مفارقة فون نيومان ونظرية إرجوديك ، كما أنه مؤسس ما يعرف بعلم الهندسة المستمرة والذي نشره في كتابه continuous geometry عام 1936 م ، وله أيضا الكثير من النظريات الهامة الأخر التي أثرت علم الرياضيات الحديث .
الحياة الشخصية لجون فون
في عام 1930 تزوج جون من ماريتا كوفيسي التي كانت تدرس في
جامعة بودابست
في قسم الاقتصاد ، وكانت ثمرة هذا الزواج طفلة واحدة وهي مارينا التي ولدت في عام 1935 ، وفي عام 1937 قررا الزوجين انتهاء الحياة بينهم وتم الانفصال ، وفي العام الذي يلي هذا العام تزوج جون فون من كلارا دان ، في عام 1933 تم منح جون فون درجة الأستاذية مدى الحياة وذلك بكلية معهد الدراسات المتقدمة وذلك في نيوجرسي ، ظل أستاذا لعلم الرياضيات حتى وفاته ، كما كان لجون وزوجته نشاطات اجتماعية كثيرة ولم تقتصر الحياة لديهم على تحصيل العلم ومدارسته .
ومن مساهماته محاولة تطبيق بعض النظريات الرياضية في الأمور التي تتعلق بالحرب من القذائف والأرصاد الجوية ، ولتلك المساهمات تم اختياره مستشارا للجان الحكومية في
الحرب العالمية الثانية
، وشارك مع مجموعة من العلماء في البحوث الحكومية وكذلك الصناعية والجامعية أيضا وذلك من أجل العمل على إيجاد حلول واقعية وتفادي الخسائر التي تسببها
الحروب
في الغالب ، وبدأ مشروع الكومبيوتر في المعمل لاستخدامه في الحسابات بشكل أسرع ، وتقديرا لمجهوداته تم نيله الميدالية الرئاسية وكذلك جائزة الخدمة المدنية المتميزة لتلك الجهود التي بذلها في الحرب ، وفي عام 1956 حصل على وسام الحرية الرئاسي في البيت الأبيض ، كما أنه نال جائزة
ألبرت اينشتاين
وكذلك جائزة إنريكو فيرمي ، نال جون فون الكثير من الجوائز والأوسمة في مسيرة حياته وذلك لجهوده الكثيرة سواء في الرياضيات أو الأعمال الميدانية وبعض المجالات المختلفة .[2]
وفاة جون فون
في سنوات جون الأخيرة أصيب ببعض الأمراض التي كان سببا في انتهاء حياته ومسيرته العلمية ومن تلك الأمراض التي أصيب بها أمراض في العظام أو أمراض البنكرياس أو مرض سرطان البروستاتا ، حيث أنه لم يتم التشخيص بشكل دقيق وذلك بعام 1955 ، كان جون لا يتقبل فكرة الموت وكان يخاف منها ويخشاها أيما خوف ، لتنتهي حياته في عام 1957 في الثامن شهر فبراير وذلك بالمركز
الطبي العسكري
في عاصمة واشنطن ، وتم ترحيل جون إلى الحياة الأبدية في مقبرة برينستون ، ليترك للحياة مزيدا من النظريات الرياضية التي ساعدت العالم في معرفة هذا العلم بشكل كبير أمضى الكثير من عمره في الأبحاث العلمية الرياضية ومازالت تلك الأبحاث مرجعا هاما للكثير من الطلاب في المجال الرياضي .