استراتيجية تمكين العاملين

استراتيجية التمكين بجميع الأوجه والصور هي المسعى الذي تسعى إليه جميع المؤسسات العامة والخاصة في الوقت الحالي ؛ حتى يشعر كل فرد في موقعه بأنه صاحب التزام ومسؤولية تجاه مكان عمله وعليه أن يبذل قصارى جهده من أجل العمل على رفعة وتقدم هذا المكان ، ومن أبرز صور

استراتيجيات

التمكين هي كل من

استراتيجية تمكين المرأة

، استراتيجية تمكين الشباب ، وكذلك استراتيجية تمكين العاملين ، وغيرهم .

تمكين العاملين

إن مصطلح تمكين العاملين هو المعنى الذي يُشير إلى اتجاه كافة مؤسسات العمل العامة والخاصة إلى زيادة قدرة العاملين بها على المشاركة في صنع القرارات المختلفة داخل الشركة بحيث يحصل كل عامل على حقه في التعبير عن رأيه وطرح أفكاره تجاه أي قضية محل نقاش من اجل الوصول إلى أفضل المقترحات والأفكار التي تصب في الصالح العام للمؤسسة في نهاية الأمر ، وقد قام بعض الخبراء والعلماء والدارسين بتعريف مصطلح تمكين العاملين على النحو التالي :

-تمكين العاملين هو عملية عملية الغرض منها تعزيز مشاعر القدرة الذاتية لكل عامل داخل المؤسسة عبر تهيئة بيئة العمل المناسبة التي تُساعده على توضيح رأيه وزيادة نسبة ممارسات ومهام العمل المعتمدة على فكر وإبداع

الموظف

من أجل تعزيز ثقته في قدراته .

-وقد عرَّف البعض الاخر مصطلح تمكين العاملين أيضًا على أنه يوضح قدرة كل فرد داخل مؤسسة العمل على تأدية مهامه الوظيفية بما يراه من أفكار وتصورات ، وبالتالي تزيد درجة شعوره بالمسؤولية ومن ثَم يحرص على أن يؤدي تلك الأعمال على أفضل وجه.

-فيما قد قام اخرون أيضًا بتعريف مصطلح تمكين العاملين على أنه عبارة عن عملية وظيفية يشعر الموظف من خلالها بالثقة بالنفس  والقدرة التامة على على العمل والإنجاز بنجاح ويكون على ثقة أيضًا من قدرته على تنفيذ الأعمال والمهام الأنشطة الوظيفية المُسندة إليه .

استراتيجيات تمكين العاملين

خلال السنوات القليلة الماضية حرصت العديد من منظمات العمل على تطبيق

استراتيجية تمكين الشباب

Employee Empowerment Strategy ، حيث أن جميع مؤسسات العمل أصبحت تشهد درجة منافسة كبيرة بين العاملين وأصبحت تسعى إلى العمل على خفض التكاليف ورفع معدل الإنتاج وتحسين الأداء وهذا ما دفع معظم تلك المؤسسات إلى  تطبيق استراتيجيات تمكين العاملين للوصول إلى افضل مستوى عمل .

فوائد استراتيجية تمكين العاملين

هناك عدد كبير جدًا من فوائد تطبيق استراتيجية تمكين العاملين ، مثل :

-تؤدي إلى تطوير مؤسسة العمل وتصبح ذات قدرة أكبر على الاستجابة لمتطلبات واحتياجات السوق .

-تؤدي إلى تخفيض عدد مستويات الإدارة في مختلف الهياكل التنظيمية داخل المؤسسة ، وهذا بالطبع يلعب دورًا هامًا في رفع درجة وفاعلية التواصل بين الموظفين ويقلل من الزمن المطلوب لاتخاذ القرار السليم .

-تُساعد على خفض التكاليف داخل المؤسسة نتيجة تقليص عدد مستويات الإدارة والاكتفاء فقط بمواقع الإدارة الرئيسية .

-يُساعد على رفع معدل تركيز الإدارة على القضايا الهامة والأساسية داخل الشركة وترك باقي القضايا إلى الفريق الثاني من الإداريين بالشركة .

-تُساعد هذه الاستراتيجية أيضًا على توفير عدد من

العمالة

داخل الشركة نتيجة تقليص حجم المستويات الإدارية ، وبالتالي  ؛ يُمكن الاعتماد على هذه العاملة في خلق

وظائف إدارية

جديدة أجل المؤسسة .

-كما أن استراتيجيات تمكين العاملين أيضًا من شأنها أن تُساعد على تحقيق الرضا الوظيفي وتُساعد أيضًا على تطوير أداء الموظف والإداري وارتفاع درجة مهارته .

-لقد لعبت استراتيجيات تمكين العاملين كذلك دور محوري وهام في توفير مناخ وبيئة عمل أكثر تنظيمًا وأكثر إيجابية وخصوصًا عند الرغبة في تنفيذ بعض النظريات الحديثة الخاصة بإدارة مؤسسات العمل المختلفة ومن أبرزها تطبيق نظريات

الجودة الشاملة

وغيرها .

-كما أن التطبيق والتنفيذ الصحيح لاستراتيجيات تمكين العاملين قد ساعد على التخلص من الصراع الوظيفي وجعل كل موظف يعمل فقط على تنفيذ مهامه بأعلى قدر من الاحترافية والكفاءة والجودة حتى يظل دائمًا عند حسن ظن وثقة مؤسسة العمل به .

-وقد ساعدت تلك الاستراتيجية أيضًا على رفع الروح المعنوية للعاملين وزيادة درجة كفائتهم ومهاراتهم وإقبالهم على العمل بأمل وتفاؤل .

أنواع استراتيجيات تمكين العاملين

هناك أكثر من نوع من أنواع استراتيجيات تمكين العاملين التي يتم تطبيقها في مختلف مؤسسات وشركات العمل ، مثل :

استراتيجية التمكين الظاهري

وهي التي تُشير إلى إتاحة الفرصة للموظف لإبداء رأيه وتوضيح وجهات نظرة في مختلف المهام والأعمال والأنشطة الموكلة إليه ، وهذه الاستراتيجية مبنية على مشاركة الموظف في

اتخاذ القرار

المتعلق بهذه المهام الوظيفية .

استراتيجية التمكين السلوكي

أما استراتيجية التمكين السلوكي ؛ فهي تُشير إلى قدرة الموظف على العمل في فريق ومجموعة من أجل حل المشكلات المختلفة التي تقابله في مسيرة العمل وتحديد جوانبها جيدًا وتعريفها بشكل دقيق وتجميع أهم المعلومات والبيانات عنها سواء مشكلات أو مقترحات ؛ ومن ثم تنمية قدرة الموظف على اكتساب مهارات جديدة وهامة مثل التفكير المنطقي لحل المشكلات والقدرة على اتخاذ القرار المناسب وغيرها من المهارات التي تصب في مصلحة الموظف ومصلحة مؤسسة العمل أيضًا .

استراتيجية التمكين المتعلق بالنتيجة

وهذه الاستراتيجية تشمل قدرة الموظف على حل المشكلات التي تواجه الشركة ودوره في تقدم مسيرة العمل داخل المؤسسة ؛ ومن ثَم زيادة درجة الثقة في الموظف وإعطائه صلاحيات تؤهله إلى اتخاذ القرار وحل المشكلات المختلفة في مؤسسة العمل سواء بمفرده أو من خلال الاشتراك في

فريق عمل

.

أبعاد استراتيجيات تمكين العاملين

كما أن استراتيجيات تمكين العاملين تتبنى أيضًا مجموعة من الأبعاد والاستراتيجيات الهامة ، مثل :

البعد الاجتماعي والهيكلي

وهو الذي يعتمد بشكل دقيق على مدى تطبيق العدالة والديمقراطية داخل مؤسسة العمل ؛ حيث أن بعض المؤسسات تفرض مهام بسيطة على بعض الموظفين وتكفل لهم حقهم في الأجازات وغيرها من سبل الراحة ؛ في حين أنها تسلب حق الاخرين في الحصول على القدر الكافي من الراحة من خلال فرض عدد كبير من

المهام الوظيفية

عليهم ، ويُعد هذا البعد هو أحد أهم الأبعاد التي تهدف استراتيجيات تمكين العاملين إلى القضاء عليها .

البعد السلوكي

أما البعد السلوكي ؛ فهو يُشير إلى دور مؤسسة العمل في إظهار ثقتها في الموظف ومن ثم يقوم بدوره في الإنجاز والإيداع في أداء المهام الموكلة إليه ، أما إعطاء الموظف شعورًا بعدم الثقة في قدراته دائمًا يُعد أحد أهم أسباب الفشل الوظيفي وتوقف مسيرة العمل عن التقدم .

البعد الانتقادي

وهو ما أبداه بعض الخبراء والباحثين من انتقاد لطريقة تطبيق استراتيجيات تمكين العاملين داخل بعض المؤسسات التي يكون في ظاهرها إعطاء الموظف حقه في العمل والإبداع والتمكين من اتخاذ القرار المناسب في حين أنه يكون في الكثير من المؤسسات بالرجوع إلى الجهة الإدارية الأعلى منه دائمًا قبل اتخاذ أي قرار وهو مبدأ لا يتنازل عنه عدد كبير جدًا من مؤسسات العمل خوفًا من التعرض إلى أي إخفاقات نتيجة اتخاذ قرارات فردية بواسطة الموظفين ، ولذلك ؛ فإن هذه النقطة لا زالت محل نقاش وخلاف بين المؤمنين بتنفيذ استراتيجيات تمكين العاملين وبين المنتقدين لها .