طريقة اجراء اختبار كومبس

تُعد الاختبارات الطبية المعتمدة على تحليل مكونات وكيمياء الدم أحد أهم العوامل المساعدة بشكل كبير على اكتشاف وتشخيص مختلف الأمراض ومن ثَم تحديد خطة العلاج المناسبة لكل مريض بشكل صحيح ، والكثير من أنواع التحاليل الطبية تعتمد على توصل العلماء مُسبقًا إلى طبيعة وشكل

مكونات الدم

ومن ثم ملاحظة أي تغيرات تطرأ عليها ومن أهم هذه الاختبارات هو اختبار كومبس أو كما يُعرف باسم كومبس تست .

اختبار كومبس

يُعرف اختبار كومبس باللغة الإنجليزية باسم Coombs Test وفي المراجع العلمية والطبية يُشار إلى هذا الاختبار باسم Anti-globuline test واختصارًا باسم AGT ، ويوجد نوعين من هذا الاختبار أحدهما مباشر ويُرمز له بـ DAT والاخر غير مباشر ويُرمز له بـ IAT ، وقد أخذ الاختبار اسم كومبس تست نسبة إلى اسم العالم الذي قد تمكن من اكتشافه منذ عام 1945م .

ويعمل اختبار كومبس Coombs Test على الكشف عن الأجسام المضادة igG التي ترتبط بسطح كريات الدم الحمراء والناتجة عن رد الفعل المناعي في حالات

المناعة المكتسبة

وليست المناعة الطبيعية بالجسم ، حيث أن الأجسام المضادة قد يتم اكتشافها في مصل الدم وقد يتم اكتشافها أيضًا على سطح كريات الدم الحمراء وهنا تكمن أهمية إجراء اختبار كومبس الذي يُمكن من خلاله التثبت من وجود هذه المستضدات على خلايا الدم الحمراء أو اكتشافها في مصل الدم [1] .

فكرة اختبار كومبس

في حالة المناعة المكتسبة والتي ينتج عنها ان يقوم الجسم بإنتاج

مضادات حيوية

تهاجم كرات الدم الحمراء ، تكون الأضداد بها سواء الموجودة في السيرم (مصل الدم) أو على سطح كرات الدم الحمراء من النوع IgG وهي عبارة عن جزيئات مناعية صغيرة جدًا في الحجم وبالتالي لا تكون قادرة على ربط كرات الدم الحمراء بعضها ببعض ، ولذلك لا تؤدي إلى حدوث تراص من اجل الكشف عن وجودها ، ومن هنا يتم عبر اختبار كومبس إضافة بعض الجزيئات ذات الحجم الأكبر والتي تكون قادرة على الارتباط بكرات الدم الحمراء وربطها ببعضها البعض مما يؤدي إلى حدوث تراض (تلزن) هنا يكون كومبس تست إيجابي .

ويرجع سبب وجود أضداد على كريات الدم الحمراء إلى الأسباب التالية :

-في حالات الإصابة بفقر الدم الانحلالي الناتج عن أحد أمراض المناعة الذاتية .

-في حالات الأم التي تكون فصيلة الدم بها سالبة عامل ريسس RH Negative وفصيلة دم الجنين موجبة

عامل ريسس

RH Positive ، حيث تنتقل بعض كرات الدم الحمراء المحملة بعامل ريسس من دم الجنين إلى دم الأم من خلال التبادل الدموي الذي يحدث عبر المشيمة ، ويترتب على ذلك تكوين بعض المستضدات تجاه ريسس ويصل بعضها إلى دم الجنين أيضًا في صورة igG وهذا قد ينتج عنه إصابة الطفل بتكسير في كرات الدم الحمراء بعد الولادة ، وفي بعض الأحيان قد يولد الجنين ميتًا .

-في بعض الأحيان قد يتم تكوين بعض الأجسام المضادة تجاه كرات الدم الحمراء في الجسم دون وجود سبب واضح وهنا يكون اختبار كومبس إيجابي أيضًا .

-الإصابة ببعض الميكروبات التي تحمل أنتيجينات (أجسام ممرضة) مشابهة تمامًا للأنتيجينات الموجودة على سطح كرات الدم الحمراء وهذا يؤدي أيضًا إلى أن الأجسام المضادة التي تنتج من أجل مهاجمة هذا الميكروب تهاجم أيضًا كرات الدم الحمراء ويحدث التحلل الدموي والأنيميا التكسيرية للمريض .

أنواع اختبار كومبس

كما ينقسم إختبار كومبس تست Coombs Test أيضًا إلى أكثر من نوع على النحو التالي :

اختبار كومبس المباشر

في حالة اختبار كومبس المباشر Direct Coombs Test ؛ يتم استخدام الدم الكامل للمريض (كرات دم على سطحها المستضد IgG) ، ويتم إضافة مصل كومبس الذي يحتوي على مستضدات IgM كبيرة الحجم ، وبالتالي يحدث تراص (تلزن) ويكون التحليل هنا إيجابي ، ويتم الاعتماد على تحليل كومبس تست المباشر في الحالات التالية :

-الكشف عن المستضدات IgG على كرات الدم والكشف أيضًاعن البروتينات المتممة الموجودة على سطح الكريات الحمراء .

-الكشف عن وجود فقر الدم الانحلالي المناعي Hemolytic Anemia .

-الكشف عن حدوث رد فعل مناعي أثر سلبيًا على الكريات الحمراء وسبب انحلالها مثل أمراض المناعة الذاتية ومنها مرض الذئبة الحمامية الجهازية Systemic Lupus Erythematosus .

-والكشف أيضًا عن الأمراض الناتجة عن رد الفعل المناعي البسيط alloimmunity ، والذي يحدث نتيجة اختلاف زمرة الدم بين الأم والجنين ويؤدي إلى إصابة حديثي الولادة بتكسير انحلالي في كريات الدم الحمراء .

-كما يُستخدم هذا الاختبار المباشر من تحاليل كومبس أيضًا من اجل التثبت من تأثير الأدوية التي تؤدي إلى إثارة الجهاز المناعي والمناعة الذاتية في الجسم وتأثيرها على خلايا الدم الحمراء ومنها أدوية

البنسلين

وبعض أدوية القلب مثل دواء كينيدين (Quinidine) .

اختبار كومبس غير المباشر

أما اختبار كومبس غير المباشر Indirect Coombs test ؛ فيتم به الاعتماد على استخدام مصل الدم من المريض المحتوي على أضداد IgG ، ويتم إضافة دم إليه حتى ترتبط الأضداد على سطح كرات الدم ومن ثم إضافة مصل كومبس الذي يحتوي على أضداد IgG ، وإذا حدث تراص أي تلزن في العينة ؛ يكون اختبار كومبس هنا أيضًا إيجابي ، ويستخدم هذا الاختبار للكشف عن الحالات المرضية التالية :

-الكشف عن وجود تركيز من قليل من مستضدات IgG العائمة في مصل الدم وغير المرتبطة على سطح الكريات الحمر .

-يتم إجراء الاختبار قبل إتمام عمليات نقل الدم .

-يُستخدم في حالات الحمل وبعد الولادة إلى كانت فصيلة دم الأم وعامل ريسس لديها تختلف عن فصيلة دم الجنين .

احتياطات إجراء اختبار كومبس

هناك بعض الاحتياطات الواجب مراعاتها عند إجراء اختبار كومبس تست ، مثل :

-هذا التحليل لا يتطلب الصيام ؛ مما يُعني إمكانية إجراء التحليل في أي وقت على مدار اليوم .

-الأنبوبة التي يتم الاعتماد عليها عند سحب عينة دم وريدي من المريض من أجل إجراء تحليل كومبس المباشر تكون من الأنابيب ذات الغطاء الأرجواني والذي يحتوي على مانع تجلط من النوع إديتا EDTA .

-الأنبوبة التي يتم الاعتماد عليها عند سحب عينة دم وريدي من المريض عند الرغبة في إجراء اختبار كومبس غير المباشر تكون من الأنابيب ذات الغطاء الأحمر أو الأصفر (المحتوي على جل) حيث أن العينة هنا لا تتطلب وجود مانع تجلط لأن التحليل يعتمد على استخدام مصل الدم .

-يتم التعبير عن نتيجة التحليل بمصطلح إيجابي أو سلبي ، حيث إذا أعطى الدم تلزن سواء في حالة كومبس المباشر أو غير المباشر يتم كتابة النتيجة إيجابي (Positive) ؛ أما إذا لم يحدث تلزن ؛ يتم تسجيل النتيجة سلبي (Negative) ، وإذا أراد الطبيب نسبة مُحددة في حالة العينة الإيجابية ؛ يتم إجراء تخفيفات وتحديد النسبة الدقيقة من المستضدات في دم المريض .

-يتم الاعتماد على تحليل كومبس المباشر في حالة حديثي الولادة ، وفي أثناء الحمل يتم الاعتماد أكثر على تحليل كومبس غير المباشر ، ويتم تقدير ذلك وفقًا لرؤية الطبيب ودراسته للحالة المرضية .