هل يمكن ان يكون الكمال ضار ؟

يسعى العديد من الناس للوصول إلى الكمال، حيث يعتقد البشر أن الكمال هو أمر إيجابي، إلا أن الباحثون اكتشفوا أن هذا الأمر لا يسير بهذه الطريقة، حيث أن الكمال من الممكن أن يكون ضار، على عكس ما يعتقدون، وعلى الرغم من أن البشر يسعون إلى الوصول إلى أعلى درجات الكمال من خلال العمل والعلم وغيرها من الطرق البشري للوصول إلي الكمال إلا انه مازالوا ناقصين وغير قادرين على الوصول إلي

درجة الكمال

.

ما هو الكمال

وفقاً للباحثين في علم النفس والمتخصصين في الكمال، يعتبر العلماء الكمال أنه هو المعايير العالية بشكل غير واقعي والذي من الممكن أن يدفع الأشخاص المثاليين لانتقاد أنفسهم إذا لم يتمكنوا من استوفاء هذه المعايير، ومن المحتمل أيضاً أن يشعر الأشخاص المثاليون الذين يسعون إلي الكمال إلي الشعور بالعار إذا واجهوا بعض

محاولات الفشل

، هذا الأمر من الممكن أن يجعلهم يتجنبون العديد من المواقف التي من الممكن أن يشعرون بها بالقلق من احتمال فشلهم، كما أن أماندا روجيري الكاتب في بي بي سي فيوتشر التي كتب عن المثالية، قال: (عندما لا ينجح الكثير من الأشخاص المثاليون، لا يشعرون بخيبة أمل فقط من كيفية نجاحهم، بل يشعرون بالخزي والهم من هذا الأمر).[1]

الكمالية طريقك للفشل

من الممكن أن نتساءل، عما الخطأ في الرغبة في أن يكون كل شيء مثالي، وما الذي يجعل الكمال هو بوابة الفشل؟، فيما يلي طرق المثالية والكمال التي سوف تؤدي إلي فشلك:

أنت لم تفعل أبداً

بالنسبة إلى الكماليين ذوي المعايير العالية، في الغالب لا يتم تنفيذ المشروع أبداً لأنه لا يفي بمعايير الكمال من وجهة نظرهم، ونتيجة لهذا تستمر في العمل في مهمة ولكنك لن تكملها مطلقًا، فمثلاً إذا وجدت نفسك تحاول أن تكتب كتاب معين أو مقال معين من الممكن أن تشعر أنه من الممكن أن يسوق إلي منتجك بالشكل المناسب إلا أنك تقف في نقطة معينة لا ترضى فيها على عملك مهما كان جيداً للغاية هذا الأمر من الممكن أن يسبب الكثير من التأخر في محاولة لإخراج الشيء الذي تعمل عليه وفقاً لمعايير الكمال التي من الممكن أن لا تكون تحتاجها في الأساس.

أنت متوتر وسخط

الكمالية مرهقة للغاية لأنك في الغالب تكون قلق دائماً بشأن جعل كل شيء مثالياً، ولا يوجد شيء جيد بما فيه الكفاية، وهذه العقلية تحرمك من أن تشعر بالرضا والوفاء من عملك.

أنت لا تحمل المخاطر

على الرغم من أنه ظاهرياً أنت تحاول الرغبة في أن يكون كل شيء مثالي، إلا أن الكمالية تغذيها في الواقع خوف شديد من الفشل، كنتيجة لذلك، غالباً ما تتبنى عقلية (إذا لم أتمكن من فعل ذلك بشكل كامل، فلن أحاول حتى في ذلك مرة أخرى)، لذلك من الممكن ألا تذهب إلى الوظيفة الجديدة، أو تنشأ محاضرة لأنك لن تتحمل الفشل.

المثالية تخنق إبداعك

إذا كنت تشعر باستمرار بالضغط حيال القيام بشيء ما بشكل مثالي، فسيتم خنق خيالك وابداعك والابتكار، وهو أمر ضروري للتغيير الإيجابي والنجاح، لأن الكمال يعوقه.

أنت تسعى جاهداً لإبقاء الجميع سعداء

بصفتك

شخص مثالي

، فأنت غالبًا ما تكون شخصًا ممتعاً، وتريد من الآخرين أن يفكروا فيك بشكل دائماً وبشكل صحيح، وأنك تفكيرك بكل شيء أو لا شيء وترى نفسك “جيدًا” إذا كان الناس مثلك، أو يكونوا سيئين إذا لم يفعلوا ذلك، ومع إرضاء الأشخاص، تجد صعوبة كبيرة في اتخاذ القرارات وتجنب المحادثات المهمة، خشية أن تزعج شخصاً آخر.

أنت تنتقد بشدة الآخرين

يحكم المثاليين على أنفسهم بشكل مستمر، لأنه في الغالب ما نقوله لأنفسنا ينعكس على تفاعلنا مع الأخرى، فمن المحتمل أنك تحكم على الآخرين أيضاً، من نظرتك المثالية التي تشير إلى أن ما يفعله الآخرون هو شيء خاطئ، كما أن هذا الأمر سوف يجعلك تلوم الأشخاص وتنتقدهم بشكل دائم، كما أن الانتقاد الشديد للآخرين يقلل من إنتاجية فريقك الذي تقوده أو الذي تعمل فيه، وهذا يمكن أن يؤدي إلى فشلك.

لا يمكنك تفويض

غالبًا ما يعني كونك مثالياً أن لديك صعوبة في تفويض المهام للآخرين، مع عقليتك هذه من المرجح أنك تعتقد أن هناك طريقة صحيحة لفعل شيء ما وأن كل شيء آخر سيكون خاطئاً، ولأن الأشخاص الآخرين ليس لديهم دائماً نفس الفهم، فقد لا توافق على طريقتهم في العمل، لذلك تعتقد من الأسهل القيام بذلك بنفسك بدل تفيض أشخاص أخرين، لكن عدم تفويض بعض الأعمال إلى أشخاص أخرين من الممكن أن يسبب لك العديد من المشاكل، لأنك لن تتمكن من عمل كل الأعمال بنفسك.

لا يمكنك تخصيص كل شيء

الشخص المثالي يكون لدية كمال مشروط، هذا يعني أنك تؤمن بنفسك إذا سارت الأمور على ما يرام، وإذا كان الناس يوافقك في العمل وفي الرأي، ولكن إذا واجهت وجهة نظر أو رأي مخالفة أو انتقاد أو أفعال سلبي على أعمالك، فهذا النقد سوف تعممه على كل عملك ولن تقوم بتخصيصه على الجزء الناقص أو الفاشل في عملك، ولكن هذا الأمر سوف يجعلك شعورك بالرغبة في المثالية، أن تحكم على العمل كله بالفشل، كما أنك لن تتمكن من الحصول على الملاحظات التي تحتاجها حتى تكون أفضل، وحتي تتمكن من أن تطور عملك، وهذا الأمر سوف يؤدي إلي فشلك في النهاية.

أنت لا ترتاح أبدًا

في الغالب يعتقد الأشخاص المثاليين أنك إلي أخذت جزء من الراحة أو استقطعت جزء من وقتك للترفيه، فهذا يعني أن المهمة انتهت، وبالطبع لن تتمكن من أن تنجز المهمة لأنها لم تكتمل أبداً بهذه الطريقة، لأنك ستكون في خطر متزايد في الإصابة بالإرهاق، وهذه طريقة مؤكدة لإحباط عملك.[2]

الكمال الجيد

لا يمكننا أن ننكر أن الكمال الحقيقي هو قوة لا يستهان بها، ومع هذا فإن السعي إلى تحقيق الجودة التي تهدف إلى التميز هي نقطة من نقاط القوة، فإذا كنت من رواد الأعمال مثلاً فإن هذه السمة من السمات الأساسية للنجاح، فالجودة تعني عمل قوي وقابل للتطور والمنافسة، وهذا يعني أن التمسك بالمعايير العالية والتوقعات العالية لفريقك ولنفسك، هو أمر جيد للغاية، ولكن كل شيء إذا زاد عن حده ينقلب إلى ضده، فإذا أصبح

القلق

من الفشل والتعصب للأفكار يسيطر عليك فهذا لا يعني إنك تتجه إلى المثالية بل أنك تفعل العكس.

الكمال السيئ

لقد وجد الباحثون أن الكمال يزداد مع الوقت بشكل كبير، فوجدوا أن معدلات السعي نحو الكمال تزداد في الوقت الحالي، ففي دراسة تم إجرائها على الطلاب الجامعيين في كندا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة من سنة 1989 إلى 2016، وجدوا أن الطلاب الجامعيين يسعون إلى الكمال في الوقت الحالي أكثر من ذي قبل، بل أن الأمر لم يقتصر على الكمال فقط، بل أنه يصل إلي ما أطلق عليه الكمال متعدد الأبعاد، الذي يجعل الناس يشعرون بالضغط حتى يلبوا الكثير من المعايير العالية بشكل متزايد.[3]