لمحة عامة عن الحزب الشيوعي الصيني

اليد العليا في واحدة من

أكبر الدول في العالم

هي الحزب الشيوعي الصيني (CCP)، وهو الحزب السياسي المؤسس والحاكم للصين الحديثة، والتي تعرف باسم جمهورية الصين الشعبية، ولقد تمكن الحزب الصيني الشيوعي من احتكار المشهد السياسي في الصين منذ أن تم تأسيسه قبل ما يقارب قرن من الزمن، ولقد أشرف على النمو الاقتصادي السريع الذي حدث في البلاد والصعود بها كقوة عالمية مع مواجهة التحديات الخارجية والداخلية للصين، خصوصاً بعد أن وصل الرئيس شي جين بينغ إلي سدة الحكم في سنة 2012، والذي عزز سيطرته على الحزب والبلاد، ووصف الخبراء على أنه الزعيم الصيني الأكثر نفوذا منذ عهد

ماو تسي تونغ

.

تأسيس الحزب الشيوعي الصيني

تم تأسيس الحزب الشيوعي الصيني، من قبل الثوار مثل لي داتشاو وتشن دوكسيو كحزب سياسي وحركة ثورية في عام 1921. هذان الرجلان وغيرهما من المؤسسين قد خرجا من حركة الرابع من مايو سنة 1919، وانتقلوا إلى الماركسية بعد أن انتصار

البلاشفة

في الثورة الروسية عام 1917.

في الاضطرابات في 1920s الصين، قام أعضاء الحزب الشيوعي الصيني مثل ماو تسي تونغ، و لي لسان، ليو شاو تشي بالبدء في تنظيم النقابات العمالية في المدن وانضم الحزب الشيوعي والحزب الوطني معاً في عام 1924، وقد أثبت هذا التحالف نجاحاً هائلا في البداية ومع ذلك، في سنة 1927 قام القوميين تحت قيادة تشيانغ كاي شيك، ببعض الأعمال العنيفة ضد

الشيوعيين

وطردهم من شنغهاي، والجدير بالذكر أن الحزب الشيوعي الصيني جماهريته ودعمه تأتي من جمهور الشعب العام من العمال والفلاحين.

بعد ذلك، تخلى الكثير من كوادر الحزب الشيوعي الصيني مثل ماو تسي عن أنشطتهم الثورية بين البروليتاريا الحضرية التي كانت في

مدن الصين

وتوجهوا نحو الريف حيث نجحوا أن يفوزوا بدعم الفلاحين حتى أن الجمهورية السوفيتية الصينية في عام 1931، التي يبلغ عدد سكانها حوالي 10 ملايين نسمة، حتى أن الجمهورية الصينية السوفيتية التي تم تأسيسها سنة 1931، والتي كان يبلغ عدد سكانها عشر مليون نسمة في هذا الوقت، تم إعدادها في الجزء الجنوبي من الصين.

سرعان ما تدمر هذا الكيان عن طريق الحملات التي قادها القوميين، وهرب ماو ومن تبقى معه من قواته إلى شمال الصين في يانان، هذه المسيرة التي قام بها ماو حققت له منصب قيادي في الحزب الشيوعي الصيني، والذي بقى فيه إلى أن توفي في سنة 1976، وقد برز العديد من القادة المهمين الآخرين في الحزب الشيوعي الصين في هذه الفترة مثل تشو ده وتشوان لاي.

في سنة 1936 في حادثة شيان، تم إجبار تشيانغ كاي شيك على أن يلغي الحملات العسكرية التي كان يقودها ضد الحزب الشيوعي الصيني، وبدلاً من هذا دخل في جبهة موحدة معهم ضد العدوان الياباني العسكري الذي تزايد على الصين في هذا الوقت، كانت قوات القوميين التي كان يقودها شيانغ كاي شيك متمركزة بشكل أساسي في منطقة تشونغتشينغ.

على الجانب الآخر نجد أن الحزب الشيوعي الصيني قد توسع وتمكنت قواته أن توسيع رقعتها من خلال محاربة الغزو الياباني والسيطرة على المناطق التي كانت محتلة من اليابانيين، وبحلول سنة 1945 انتهت الحرب، وأصبح الحزب الشيوعي الصيني مسيطر بشكل كامل على مناطق كثيرة للغاية يبلغ سكانها أكثر من مائة مليون شخص، وقد كان لديهم جيش متمرس في الحرب، بالإضافة إلى برنامج سياسي عملي للتحالف بين طبقات الشعب من العمال والفلاحين والطبقات الوسطى و

الرأسماليين

الصغار.[1]

أصول هيكل الحزب الشيوعي الصيني

تم تأسيس الحزب الشيوعي الصيني سنة 1921 على المبادئ الشيوعية الماركسية اللينينية، وقد كان مستوحى من الثورة الروسية، بعد اندلاع التوترات بين حزب الكومينتانغ القومي والحزب الشيوعي، قامت حرب أهلية ثم حدث غزو لليابان، وخرج منها الشيوعيين منتصرين سنة 1949، وسيطروا على البلاد، وعلى الرغم من كل الإصلاحات التي قام بها الحزب في السوق الصينية، فإن الدولة الصينية الحديثة لا زالت ذات نظام ليناً، مثل الأنظمة التي كانت قائمة في كوبا وكوريا الشمالية ولاوس مع بعض الفارق.

يعتمد الحزب الشيوعي الصيني على ثلاث أركان هى:

  • الدعاية.
  • السيطرة على الأفراد.
  • جيش التحرير الشعبي.

حيث أن 70 في المئة من أعضاء الحزب البالغ عددهم 90 مليون هم من الرجال، ويشكل الرعاة الصيادون والمزارعون 30 في المائة من إجمالي قيمة أعضاء الحزب.

يقيم الحزب الشيوعي الصيني مؤتمراته الحزبية الوطنية كل خمس سنوات حتى يضع كافة السياسات الرئيسية ويختار اللجنة المركزية، والتي تضم حوالي 370 عضو مندوب، وبما في هذا كبار المسؤولين المنظمين والوزراء وضباط الجيش وقادة المقاطعات وكبار المسئولين بالدولة، وتعمل اللجنة المركزية للحزب مثل مجلس إدارة، ومهمتها هو اختيار المكتب السياسي الذي يحتوي على خمسة وعشرون عضو.

في المقابل يتم انتخاب المكتب السياسي عن طريق بعض المفاوضات الخلفية التي قام بين أعضاء لجنة المكتب السياسي الدائمة، والتي تعمل كمركز سلطة وقيادة الحزب، وتضم اللجنة الدائمة حالياً سبعة من الأعضاء، لكن عضوية المكتب السياسي تتراوح بين خمسة إلى تسع أشخاص.

جين تاو يعد أهم الشخصيات في الحزب، فهو الذي يتولى منصب الأمين العام منذ سنة 2012، كما أنه رئيس الجيش الصيني، ويمارس نفوذاً هائلة في وضع السياسة الخاصة بالحكومة الصينية، كما أنه يعتبر رئيس مجلس الدولة، وهو منصب يعادل رئيس مجلس الوزراء الصيني.[2]

توظيف الأجيال بقيادة الحزب الشيوعي الصيني

تقوم قيادة الحزب منذ البداية على تتابع وتغير الأجيال القائمة على الحزب، بدءاً من الجيل الأولي الذي كان يقود الحزب إلي السلطة سنة 1949، ثم الجيل الثاني الذي كان بقيادة دنغ شياو بينغ، وهو آخر زعماء الصين في الحقبة الثورية، ثم مروراً بالجيل الثالث بقياد جيانغ تسه مين، وتشورونغ جي، حيث غير الحزب من تتابع هذه الأجبال بغرض تغيير سياسة القيادة العليا المتمركزة حول فرد واحد لتكون عملية القيادة وصنع القرار بأمر جماعي بين حفنة صغير من القادة في اللجنة الدائمة في المكتب السياسي للحزب.

القيادة الحالية بالحزب الشيوعي الصيني

كما قلنا إن الحزب الشيوعي الصيني قائم على توالي الأجيال، والقائد للجيل الرابع، هو كلاً من جين تاو، ووين جيا بو، ثم تولي الجيل الخامس للحزب، والأخير الذي تغيرت فيه طريقة القيادة، فالجيل الخامس يتكون من أعضاء عصبة الشبيبة الشيوعية المتواصلين مع أبناء مسؤولين رفيعي المستوى، يطلق عليهم اسم (Princelings)، وتمكنت هذه المجموعة من السلطة سنة 2012.

وتشمل قاعدة الحزب الشيوعي على المؤتمرات الشعبية واللجان الشعبية التي تتكون على مستوى المقاطعات وعلى مستوى البلديات، وأقل من 6% من الصينيون هم أعضاء في هذا الحزب، مع ذلك يعد هذا الحزب هو الحزب السياسي الأقوى في العالم.

دولة الحزب الواحد

على الرغم من أنه يجد العديد من الأحزاب السياسية الأخرى في الصين، بما في هذا ثمانية أحزاب ديمقراطية صغيرة، إلا أن جمهورية الصين الشعبية هي دولة ذات حزب واحد وهو الحزب الشيوعي الصيني الذي يحتكر السلطة منذ أن تولى الحكم، أما الأحزاب السياسية الأخرى تعمل تحت قيادته في أدوار استشارية.[3]