الفرق بين النص والخطاب

يخلط الكثير من الأشخاص بين النص والخطاب ، ظنًا منهم أن المصطلحين مترادفين ولهما نفس الخصائص والأهمية ، ولكن في الحقيقة يختلف تعريف النص عن مفهوم الخطاب من حيث الأهداف والتركيب والمعنى ، ونتناول معك من خلال التقرير التالي الفرق بين علم النص وتحليل الخطاب ، وكذلك تعريف كل منهما بالتفصيل .

تعريف النص

النص هو عبارة عن أي كلمة يمكن قرائتها ، ويشمل ذلك العبارات المكتوبة أو الأرقام ، ويتكون النص من مجموعة من الكلمات والرموز والأرقام التي تنقل رسالة إلى المتلقي .

على سبيل المثال بالنسبة للوسائل الإعلامية يتمثل

الخطاب الاعلامي

و النص في محتوى الرسالة التي يتم توصيله إلى الجمهور ، وليس شكل الرسالة أو وسيلة تقديمها ، وبالانتقال إلى الأدب فأن النص هو المعلومات التي تتضمنها بعض المقاطع الكتابية والتي تمثل مجموعة مرتبة من الحروف التي تكون نصوص وترجمات وتعليقات ثابتة .  [1]

مفهوم الخطاب

الخطاب هو مجموعة من النصوص التي تهدف إلى توصيل معلومات محددة إلى المتلقي ، بحيث توجد بعض العلاقات بين النصوص داخل الخطاب ، وكذلك بين الخطاب وغيره من الخطابات الأخرى . [2]

من الناحية اللغوية يتم اعتبار النص على أنه الكتابة ، واعتبار الخطاب على أنه الكلام ، وهناك بعض الفروق اللغوية بينهما ، وأبرزها :

النص يكون ثابت دائمًا ، ولا يمكن تغييره بعد كتابته أو طباعته ، إنما الخطاب فهو متغير وعابر إذا لم يتم تسجيله ، ويمكن تصحيحه أو تغييره أثناء تقديمه للآخرين . [3]

ويعد النص أحد أهم وسائل الاتصال التي تستخدم لنقل معلومة معينة من زمان إلى آخر ، بواسطة لغة مفهومة ، أما الخطاب فهو وسيلة للتفاعل الفوري بين الأشخاص . [3]

تعد النصوص أكثر تعقيدًا من

الخطابات

، لأنها تعتمد على الجملة الطويلة والقصيرة وعلامات الترقيم وغيرها من المكونات الأخرى ، أما الخطاب فهو يميل إلى الجمل البسيطة وبعض التكرار ، باستثناء

الخطاب الرسمي

أو الإخباري أو الخطاب الفني المستخدم في الأفلام والمسلسلات . [3]

كاتب النص لا يحصل على ملحوظة فورية من القراء ، بل يمكن حدوث ذلك عن طريق وسائل التواصل الاجتماعية أو الهاتف بعد ذلك ، ولكن الخطاب يقوم على التفاعل بين مجموعة من الأشخاص ، ومن الممكن إبداء الملاحظات الفورية والتعليقات بكل سهولة . [3]

يمكن لكاتب النص استخدام بعض العناصر التي تدعم كتاباته مثل

علامات الترقيم

والعناوين والتصاميم و

الألوان

والرسومات ، وهي أشياء يفتقدها الخطاب . [3]

بالنسبة للنص فيمكن قراءتها بسهولة أكثر من مرة ، كما يمكن تحليلها ، وإبداء الملاحظات عليها ، أما الخطاب فلا يمكن إعادته أكثر من مرة إلا إذا تم تسجيله . [3]

تعتمد النصوص على النحو بصورة أساسية أثناء الكتابة ، أما الخطاب فيمكن استخدام بعض المفردات العامية ، أو بعض لزمات الكلام المتكررة . [3]

الفرق بين علم النص وتحليل الخطاب

مفهوم علم النص ظهر حديثًا ، يتطرق إلى جودة النص والعديد من السياقات التي ترتبط به ، وتكمن وظيفة علم النص الأساسية في الاهتمام بإزاحة بعض الجوانب التي تتضمنها

التخصصات العلمية

المختلفة ، وتتضمن أشكال الاتصال النصي وبالتالي فهو يتضمن مفهوم شامل ومتكامل .

ويتناول النص مجموعة من القواعد الدلالية والنحوية والإدراكية ، التي تتضمنها النصوص المختلفة ، كما أنه يحلل مجموعة من الخصائص التي تمكنك من فهم النصوص المعقدة .

وتختلف النصوص فيما بينها من حيث الصياغة والسياق والمعنى ، ويمكن تصنيفها لأنواع كثيرة ومختلفة ، وكل هذه الأنواع قد تساعد على تعديل وتشكيل بعض الاتجاهات الاقتصادية والثقافية والسياسية والاجتماعية .

وعلم النص لا يتخصص في البحث بمجال علم النفس أو الاجتماع وغيرها من العلوم الأخرى ، لكن يمكن من خلاله التوصل إلى بعض المعلومات العامة والمعرفة حول النصوص المختلفة ومعانيها .

أما تحليل الخطاب هو مصطلح معناه أن يتم استخدام العديد من المناهج لتحليل الخطاب ونقله مما هو مجهول إلى شيء معلوم ، فكلمة تحليل تعني شرح وتفسير أجزاء الخطاب ، والكشف عن أجزاءه المختلفة ، لكي يصبح واضحًا ومفهومًا .

ويعتمد تحليل الخطاب على تنظيم وترتيب المعلومات بشكل صحيح لكي يستطيع المتلقي فهم النصوص التي يتضمنها الخطاب ، لذا فإن قراءة الخطاب بسرعة ليس تحليلًا له ، حتى وإن توقف قارئ الخطاب عند بعض النصوص سريعًا لكي يفهمها ، إنما تحليل النص يتطلب وقتًا طويلًا لكي يتم فهم معانيه ، وما يتصل به من دلالات وأهداف ، واكتشاف عناصر القوة والضعف به ، ويتطلب ذلك وجود خبرة كافية وبحث متعمق .

وهناك بعض المناهج التي تستخدم لتحليل الخطاب أبرزها :


تحليل البنية

وفيها يتم تحليل الخطاب وفقًا لبنيته ، بحيث يهتم الباحث هنا بالنص فقط ، ولا يعطي قيمة للأشياء التي أثرت على الخطاب أو المؤلف .


التحليل السيميائي

ويقوم هذا النوع من التحليل على منهجين وضعهما كل من عالم اللغة ” فردينان دي سوسيرى ” و

عالم الفلسفة

” تشارلز ساندرس بيرس ” .


التحليل المنهجي

وفيه يتم الالتفات إلى أسلوب الخطاب ، وتمييز مناطق القوة والضعف به ، من حيث التراكيب والمعايير اللغوية ، بالإضافة إلى النمط والقالب الذي يتبعه كاتب الخطاب ، والبحث في مدى تأثير الخطاب وجماله .

ويدرس التحليل المنهجي أيضًا كيفية التواصل بين الأشخاص عن طريق الخطاب ، ومدى ترابط الجمل والكلمات ، والأفعال الصادرة عن الشخص الكاتب للخطاب ، بهدف الوصول إلى الخصائص النفسية والاجتماعية له .