دور المعلم في عصر العولمة
التعليم هو مفتاح الحضارة ، والتنوير ، ومصدر للثروة ، كما أنه يعتبر قوة لا يستهان بها لأي شعب ، أما عن العولمة فهي ظاهرة جديدة من نوعها ولها أبعاد متعددة ، كما أن العولمة تشكل مجموعة متنوعة من الاتجاهات المعقدة التي تجعل أي بلد لا يعيش في عزلة ، وتساعد في التغيير في العديد من مجالات الحياة ، ويلعب المعلم دورًا محوريًا في عصر
العولمة
، وتؤثر العولمة أيضًا على المعلم ، وبسبب العولمة يتم تعليم المعلم مجالات جديدة من الخبرة التي يحتاجها [1] .
ما هو مفهوم العولمة
العولمة هي عبارة عن عملية اقتصادية ، وسياسية ، وثقافية تقوم بإعادة تشكيل دور العديد من الدول ، وتشكيل كل ما يتعلق بأي اتفاقيات ، وتم إدخال العولمة في الفترة الأخيرة ضمن سياق التعليم ، وكان للعولمة آثار تربوية جيدة على التعليم ، وتم تحويل التركيز من المواد التقليدية إلى تكنولوجيا المعلومات ، واللغات الأجنبية الجديدة ، والاتصالات ، ويقوم التعليم بدوره باستخدام أدوات لتحسين الجودة ، كما أنه يقوم بالتأكد من أن المنافسة واضحة بين الأفراد والمدارس [2] .
نشأة العولمة
يعد الانتشار الواسع للتعليم والقواعد الغربية التي أصبحت جزءًا من التعلم ، وعواقب التعليم المتاح على نطاق واسع جزءًا كبيرًا من عملية العولمة ، أما فيما يتعلق بدور المدارس ، فقد أصبحت العولمة على مر السنين موضوعًا رئيسيًا للدراسة ، وخاصة فيما يتعلق بالنظريات ، والأساليب العلمية التاريخية والاجتماعية على قضايا التعليم الدولية [6] .
نظرية العولمة
تعتبر العولمة من الضغوط المتسارعة في العالم المعاصر ، وتقوم العولمة بتكثيف وعي العالم ، وتجعله يبدو ككيان فريد ، وفي الواقع أن هذا الضغط يجعل العالم مكانًا واحدًا بفضل تجميع مجموعة من الأفكار المنتشرة عالميًا تحت قوة واحدة والتي تجعل الهويات والتقاليد المجتمعية والعرقية شيئًا منفردًا [3] .
دور المعلم والتعليم في العولمة
الكثير من الأشخاص يعتقدون أن العولمة هي مجرد تبادل اقتصادي وسياسي تربط الدول ببعضها البعض ، ولكن هذا غير صحيح ، حيث أنه أيضًا يمكن نقل الوعي بشكل أكثر منهجية من خلال عملية التعليم ، ويعتبر التعليم هو الوكالة الرسمية الرئيسية لنقل المعرفة ، لذا يساعد وبشكل كبير في عملية ونظرية العولمة ، وقد أثرت العولمة في التعليم بعد
الاستعمار
، حيث أن العولمة غيرت محتوى التعليم ومحيطه مما جعل المدارس تلعب دورًا متزايد الأهمية في هذه العملية [3] .
ما هي آثار العولمة على التعليم
يعتبر إدخال نماذج تقييم المعلم واحدة من آثار العولمة على التعليم ، وهذا بالطبع يتم من خلال مفاهيم إدارية مثل ترشيد التكاليف وكفاءة النظام وجودته والكفاءة المهنية والنتائج التعليمية القابلة للقياس وهذا بدون شك يكون بناءً على المعايير والمتطلبات الدولية ، والمعلمين بدورهم يحاولون الإصلاح والقيام بدينامكيات اجتماعية وثقافية معينة جديدة ، ولكن في الواقع أن نماذج التقييم الموجهة نحو خفض التكاليف والقدرة التنافسية بين المدارس والمعلمين أدت إلى آثار سلبية على مرونة المعلمين ومناخ المدرسة ، ولكنها في المجمل قد تكون بمثابة تعزيز للقدرة على الصمود والتحمل لدى المعلم .[4]
كيفية تكيف التدريس في عصر العولمة
هناك تنوع فيما يخص الفصول الدراسية وهذا في الكثير من
دول العالم
، والهجرة تسببت في تغيير كبير للتكوين الثقافي نفسه ، ومن أكثر البلدان التي تأثرت فعليًا هي كندا ، وإيطاليا ، وإسبانيا ، والولايات المتحدة ، وأستراليا ، و
ألمانيا
، وفي هذه البلدان يواجه التدريس تحديات كبيرة وحقيقية ، وهناك العديد من الأبحاث والدراسات التي تحاول أن تفهم وتدعم ظروف هؤلاء الطلاب المهاجرين ، ولماذا معدلات تحصيلهم أقل ، ووجدت هذه الأبحاث أنه هناك فكرة تدعم هذا وهي تضمين الخلفيات الثقافية للطلاب في جميع جوانب التعلم ضمن
أساليب التدريس
نفسها ، ولكن يبقي هناك حاجة إلى إيلاء المزيد من الاهتمام إلى جانب يتم تجاهله دومًا ، وهو أنه يجب على كل من أنظمة التعليم والمعلمين الأفراد تطوير ممارسات تقييم مستجيبة ثقافياً لتعزيز نجاح الطلاب[5] .
كيفية تجنيد واعداد المعلمين لمواكبة العولمة
قد يكون الحل الأمثل هنا هو التدريس ذات الصلة ثقافيا ، حيث أن هدف
استراتيجيات
وأسلوب التدريس هذا إلى إدراك مدى تأثير الثقافة ، والعرق ، والحالة الاجتماعية ، والاقتصادية ، واللغة و
الهوية الجنسية
، والخلفية الدينية على الطلاب التعليمية ، ولكن في العديد من السياقات المدرسية يتجاوز تنوع الطلاب تنوع المعلمين بكثير ، ويحدث من هنا خلل حيث أن الطلاب لا يواجهون دائمًا نماذج لأدوار المعلمين الذين يعكسون خلفيات ثقافية متنوعة طوال فترة الدراسة ، وهنا الاستراتيجيات مثل التجنيد المتنوع ، أو الحصص ، أو البرامج المتخصصة ستستغرق وقتًا ، ومن المحتمل أن تكافح من أجل مواكبة التغيرات الديموغرافية للطلاب .
لذلك قد يكون توفير التدريب الثقافي ذي الصلة والتطوير المهني للمعلمين الطموحين وذوي الخبرة أكثر أهمية ، ويجب أن يمتد هذا التدريب إلى ما هو أبعد من مناهج التعليم متعدد الثقافات التقليدية ، وهذه الاستراتيجية تتميز بالإضافات العرضية أو المميزة ، ويجب أن يتضمن تدريب المعلمين نموذجًا متعدد الأبعاد يحدث بداخله دمج المحتوى من ثقافات وتجارب متنوعة ، وفحص كيفية تأثير
الهوية الثقافية
على التعلم . [5]
وفي النهاية أصبح إعداد المعلمين ذوي الجودة من الاهتمامات العالمية حيث تسعى جميع الدول للتميز في هذا المجال على جميع المستويات ، وهناك الكثير من الآراء حول ما يشكل هذه الجودة ، وكيفية وصول هذه الجودة إلى المعلمين على أفضل وجه ، لذا يجب إعداد المعلم الجيد وذلك من خلال استكشاف العديد من الأسئلة المحورية التي قد تفيد في توصيل المعلم إلى مستوى الجودة ومن هذه الأسئلة على سبيل المثال : ما الذي قد يعنيه التدريس الجيد في السياق العالمي ، أو ما الذي يجب أن يعرفه المعلمون الجيدون على مستوى العالم ، وما هي بعض المشكلات التي تتداخل مع إصلاح تعليم المعلمين وتعيق الحركة نحو إعداد المعلم وغيرها الكثير من الأسئلة الأخرى [6] .