ماهو التكيف الوظيفي
كثيراً ما نرى أنواع التكيف من حولنا ، فمثلاً نجد الحيوانات تتكيف مع البيئات القاسية التي تعيش فيها ، ربما يعود ذلك للعوامل الوراثية التي تجعلها تتأقلم مع طريقة معيشتها ، فالتكيف يعتبر من المفردات الشائعة ، وخاصة عند الانتقال لعيش حياة جديدة ، ونقول إن هذا الشخص قد بدأ التكيف مع الحياة الجديدة .
ما هو التكيف الوظيفي
المقصود بالتكيف وظيفي أو الفسيولوجي هو جميع العمليات التي تحدث بداخل جسم الإنسان ، وهو يشتمل على الكيمياء الحيوية الخاصة بخلايا الجسم ، والعمليات التي تستطيع من خلالها الكائنات هضم الأطعمة ، والتجاوب مع البيئة الخارجية من حولها ، فكل ذلك يطلق عليه اسم التكيف الوظيفي يمكن عن طريقها استمرار الكائن الحي في الحياة ، مثل الجمل الذي يسير في الصحراء لأيام طويلة ، وغدد العرق التي تفرز العرق بجسم الإنسان لكي تواجه الارتفاع بدرجات الحرارة ، كذلك سم الثعبان وشبكة العنكبوت وتغيير الحرباء لألوانها ، وهو من العمليات الرئيسية التي تفسر التنوع بالكائنات الحية مثل عصافير داروين . [1]
الفرق بين التكيف الوظيفي والجسماني والسلوكي
هناك عدة فروق بين التكيف الوظيفي ، والجسماني ، والسلوكي وهذه الفروق كالتالي :
التكيف الوظيفي
ما يميز التكيف الوظيفي أنه لا يظهر على شكل
الكائنات الحية
، ويكون الدافع لهذا النوع التغير البيئي أو السلوك الخاص بالأنواع الأخرى من الكائنات الحية ، فمثلاً لو ارتفعت حموضة الماء بشكل مفاجئ ، فسوف تتكيف الكائنات الحية التي تعيش في هذه المياه ، من خلال التغير الكيميائي بالجسم ، حتى يتناسب مع هذه الحموضة بشكل تدريجي ، وكذلك الزيادة في معدلات الذكاء ، وتقوية الحواس ، وفكرة التكيف ترتبط باعتقاد الشخص بأن جميع خصائص الكائنات الحية هي نوع من التكيف ، ولكنها لم تتطور بشكل كامل لعدم نقل الخصائص الوراثية على نحو أفضل ، ولكي نوضح ذلك نقول أن لون الدم الأحمر يكون نتيجة للعمليات الكيميائية التي تتصل بالدم ، فاللون الأحمر في حد ذاته ليس نوع من التكيف .
التكيف الجسماني
المقصود به هو نوع التغيير الذي يحدث للنواحي الجسدية للكائنات الحية ، ويتصل بالتغير ببيئة الكائن الحي المادية ، فمثلاُ استطاعت الحيوانات التي تعيش في الغابات ، من خلال النظام الإيكولوجي تطوير بعض الأدوات التي تمكنها من البقاء في تلك البيئة ، مثل أجنحة الطيران ، أو الأرجل القوية ، حتى تتمكن من القفز بها ، أو الزعانف حتى تستطيع السباحة . [2]
التكيف السلوكي
التكيف السلوكي هو التغير الذي يحدث بكيفية عمل الكائن الحي ، ويمكن أن يكون هذا التغير بالبيئة المحيطة أو بتصرفات الأنواع الأخرى من الكائنات الحية ، فمثلاُ اتجاه الكائنات المفترسة للصيد في شكل مجموعات بدلاً من الصيد بشكل فردي ، هو من ضمن التغير السلوكي ، وكذلك التغير بالاستراتيجية الخاصة بالافتراس ، ومن الأمثلة الخاصة بالتغيرات السلوكية التغير بالأشكال الاجتماعية ، والعادات الغذائية ، وطريقة التواصل بين هذه الكائنات . [2]
علاقة التكيف بنظرية التطور
في ظل ما يُعرف بنظرية التطور زادت حاجة الكائنات الحية لتطوير بعض الاحتياجات والأدوات حتى يتم التأقلم مع الظروف الجديدة ، ومنها قدرة الكائنات الحية على مقاومة البرودة والحرارة، ومن وسائل التأقلم استخدام لنباتات للمياه بشكل اقتصادي ، والجذور الممتدة بداخل التربة ، ووجود أنياب ببعض الغزلان حتى تستطيع قتال بعضها خلال موسم التزاوج ، أو الأرجل القوية في نوع من الظبيان لكي يستطيع الوقوف بشكل أكبر لكي يحصل على الطعام ، وغيرها من الوسائل الأخرى .
لذلك يوجد بعض أنواع النباتات الزراعية التي تقاوم الظروف البيئية ، وتطوير خصائصها في الأجيال القادمة منها ، لرفع الإنتاجية الزراعية حيث تظهر أنواع جديدة من النباتات التي يمكن لها مقاومة هذه التطورات الجديدة من خلال تلافي العوامل السلبية في الأجيال السابقة ، حيث يمكن زيادة المقاومة لأي متغيرات من خلال السلالة الجديدة بشكل كبير .
وقد تم عمل مقارنة بين
أنواع النباتات
التي تتبع معهد البحوث الزراعية في مدينة ساراتوف الروية ، وقد وُجد أنها أكثر قدرة على مقاومة الجفاف من الأنواع التي تتواجد في مركز تربية النباتات في
موسكو
، حيث كان بالإمكان مقاومة النباتات المحلية للتغيرات البيئية بدرجة كبيرة . [1]
تكيف الانسان مع المتغيرات
في العصر الحالي الذي يتميز بالتطور الكبير والسرعة في العديد من الأشياء ، وظهور التكنولوجيا الحديثة ، ووجود العديد من الأدوات والآلات والاختراعات ، التي في تغير يوم بعد يوم ، فهذا التغير يتجاوز مجرد اختراع آلات أو وسائل جديدة ، ولكن هذا التغير قد اشتمل على القيم والمعتقدات والقيم الثابتة في حياة الإنسان ، وهو من التغيرات الخطيرة جداً التي لها آثار ضارة على المجتمع ككل وليس الفرد فقط ، ويمكن مواجهة هذه المتغيرات والتعامل معها من خلال التكيف وذلك كالآتي :
- الشعور : بوجود المشكلة ورغبة الشخص في التغيير منها بشكل فعلي .
- الرغبة : وهي ترتبط بالشعور بالتغيير .
- الخطة : وتتضمن وضع الهدف حتى يحدث التغيير .
- التنفيذ : وهو تنفيذ خطة العمل بشكل واقعي .
- التقويم : والمقصود به مراجعة النتائج للتأكد من مدى الوصول للنتيجة المطلوبة . [3]