تفاصيل بنود صفقة القرن

انتشر الحديث مؤخرًا عن صفقة القرن التي تزعم إسرائيل تنفيذها قريبًا لتحقيق السلام وإقامة دولة فلسطين الجديدة ؛ تلك الصفقة التي يسميها الرئيس الأمريكي ترامب بصفقة الشرق الأوسط الجديد والتي ستغير

خريطة العالم

، هل تعرف بنود صفقة القرن ؟ وهل تعرف أطرافها وكيف سيتم ذلك ؟ وهل وافق الفلسطينيون على عقد صفقة القرن ؟ ومن هي الأطراف المشاركة في تلك الصفقة ؟ ومن المسفيد منها ؟ سنتعرف هنا على تفاصيل بنود صفقة القرن التي تم تسريبها عبر الصحف الإسرائيلية والأمريكية ، وعلى دور الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في تلك الصفقة .

ما هي تفاصيل بنود صفقة القرن ؟

لقد تم تسريب النقاط الرئيسية لخطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للشرق الأوسط ، والتي يطلق عليها “صفقة القرن” ، من قبل الصحف الإسرائيلية ؛ حيث نشرت البنود الرئيسية للصفقة من وثيقة مسربة وزعت من قبل وزارة الخارجية الإسرائيلية . [1]

تلك النقاط الرئيسية للاتفاقية التي وضعها صهر ترامب جاريد كوشنر ، والذي يملك مصالح واسعة في إسرائيل ومستوطناتها – والتي اقترحتها الإدارة الأمريكية هي كما يلي :

أولا : سيتم توقيع اتفاقية ثلاثية بين إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية وحماس ، وسيتم إنشاء دولة فلسطينية تسمى “فلسطين الجديدة” ، وسيتم إنشاؤها في الضفة الغربية وقطاع غزة باستثناء المستوطنات ، وستطلق إسرائيل سراح السجناء الفلسطينيين تدريجيًا على مدار ثلاث سنوات بموجب تلك الصفقة .

ثانيا : الكتل الاستيطانية الإسرائيلية الموجودة في الضفة الغربية المحتلة ، والتي تعتبر غير قانونية بموجب القانون الدولي ستشكل جزءًا لا يتجزأ من دولة إسرائيل .

ثالثا: لن يتم تقسيم القدس ولكن تتشاركها إسرائيل مع “فلسطين الجديدة” لكن مع سيطرة إسرائيل العامة ، بحيث سيكون الفلسطينيون الذين يعيشون في القدس من مواطني الدولة الفلسطينية ، لكن إسرائيل ستظل مسئولة عن البلدية وبالتالي عن الأرض .

كما ستقوم الدولة الفلسطينية المشكلة حديثًا بدفع الضرائب للبلدية الإسرائيلية ؛ من أجل أن تكون مسئولة عن التعليم في القدس للفلسطينيين ، وأيضًا سيبقى الوضع الراهن في الأماكن المقدسة كما هو ، ولن يُسمح لليهود الإسرائيليين بشراء المنازل الفلسطينية والعكس صحيح .

رابعا : ستقدم مصر أراضي للدولة الفلسطينية الجديدة ؛ وذلك لبناء مطار ومصانع وزراعة تخدم قطاع غزة ، لكن لن يُسمح للفلسطينيين بتملك هذه الأرض أو العيش عليها .

خامسا : سيتم بناء طريق سريع يربط قطاع غزة بالضفة الغربية على ارتفاع 30 مترًا فوق إسرائيل ، وسيأتي تمويل المشروع بشكل أساسي من الصين ، التي ستدفع 50 % من التكلفة ، حيث تدفع كل من كوريا الجنوبية وأستراليا وكندا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي 10 في المائة لكل منهما .

رعاة صفقة القرن

تقوم الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي ودول الخليج بتمويل ورعاية الصفقة لمدة خمس سنوات ؛ لإقامة دولة “فلسطين الجديدة” ، وسيكون تمويل الصفقة بتكلفة 6 مليارات دولار في السنة ؛ ستدفع دول الخليج – غالبيتها – وهي نسبة 70 في المائة – بمشاركة الولايات المتحدة بنسبة 20 في المائة والاتحاد الأوروبي بنسبة 10 في المائة .

بنود اتفاقية صفقة القرن الحدود و خريطة صفقة القرن

– لن يُسمح لـ “فلسطين الجديدة” بتشكيل جيش ولكن يمكنها الاحتفاظ بقوة شرطة ، وبدلاً من ذلك ، سيتم توقيع اتفاقية دفاع بين إسرائيل و “فلسطين الجديدة” ، حيث ستدافع إسرائيل عن الدولة الجديدة من أي هجمات أجنبية .

– عند توقيع الاتفاقية ، ستسلم حماس كل أسلحتها إلى مصر ، وسيتم تعويض قادة الحركة ودفع رواتبهم من قبل الدول العربية .

– ثم بعد ذلك سيتم إجراء انتخابات في غضون عام واحد من قيام دولة “فلسطين الجديدة”.




وبالنسبة لـ

خريطة صفقة القرن

؛ ستبقى جميع الحدود بين قطاع غزة ومصر وإسرائيل مفتوحة أمام الناس والبضائع ، وسيتمكن الفلسطينيون من استخدام الموانئ الجوية والبحرية الاسرائيلية.

– سيكون لفلسطين الجديدة معبرين إلى الأردن ، وسيكونان تحت سيطرة سلطات “فلسطين الجديدة”.

– سيظل وادي الأردن بين يدي إسرائيل وسيتم بناء طريق من أربع حارات . [2]

ماذا سيحدث في حالة رفض الفلسطينيين صفقة القرن ؟

في حالة رفضت حماس أو أي جهة فلسطينية هذه الصفقة ، فسوف تلغي الولايات المتحدة كل دعمها المالي للفلسطينيين وتضغط على الدول الأخرى لفعل ذلك .

من ناحية أخرى ، إذا وقع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس على الصفقة ، لكن حماس والجهاد الإسلامي لم يوافقا على ذلك ، ستُشن حرب على قطاع غزة بدعم كامل من الولايات المتحدة .

ومع ذلك إذا رفضت إسرائيل الصفقة ، فستوقف الولايات المتحدة دعمها المالي ؛ علمًا بأن الولايات المتحدة تدفع حاليًا 3.8 مليار دولار سنويًا لدعم إسرائيل .

ترامب وصفقة القرن

لقد صرح الرئيس ترامب بخطته للسلام في الشرق الأوسط “صفقة القرن” ، وذلك مع رئيس الوزراء الإسرائيلي ، وأكد الرئيس دونالد ترامب على ضرورة هذه الصفقة وهو الراعي لها ، وقد أكد أن لديه دعم من رئيس الوزراء الإسرائيلي ودعم من الأطراف الأخرى العربية والأوروبية ، ويعتقد أنه سيحصل في النهاية على دعم الفلسطينيين لتوقيع تلك الصفقة .

تؤكد كل أنواع التسريبات المختلفة عن صفقة القرن ؛ أن هذه خطة سلام كبيرة بين طرفين هم إسرائيل والولايات المتحدة، والفلسطينيين ليسوا ضمنها ولم تتم دعوتهم من الأساس . جدير بالذكر أن الرئيس ترامب لم يوضح ماهي التفاصيل ؟ أين ترسم الحدود بين الدولتين ؟ هل هناك دولتين ؟ من الذي يحصل على جزء من القدس ؟ وماذا يحدث للاجئين الفلسطينيين الذين هم خارج إسرائيل ؟ تلك هي الأسئلة التي يبحث عنها الكثيرون .

لكن الفكرة الرئيسية من تلك الصفقة هو حدوث ما يرضي إسرائيل ، وسيحاولون إقناع الفلسطينيين بها ، ويتضح ذلك من  أحدث التسريبات عن صفقة القرن ؛  فمثلا تتضمن البنود المسربة أن جميع المستوطنات ستبقى تحت السيادة الإسرائيلية ، على الرغم من أن بعضها ربما يكون داخل حدود الدولة الفلسطينية ، وسيتم إزالة بعض ما يعرف بـ البؤر الاستيطانية . وفيما يتعلق بالقدس ؛ ستكون القدس بالكامل تحت سيطرة إسرائيل ، أو قد يكون للفلسطينيين دور بسيط ، فربما ستكون هناك بعض الأحياء العربية في ضواحي فلسطين .[3]

نتنياهو وصفقة القرن

نتنياهو  يواجه سحب طلب الحصانة من الكنيست وبالتالي سيتم محاكمته بتهم جنائية ، بما في ذلك الرشوة ، وعلى خلفية ذلك ، حاول أن يتخذ هذا القرار الدبلوماسي الكبير على الرغم من أن حكومته هي حكومة مؤقتة ، والغريب في تلك الصفقة أن الرئيسان الأمريكي والإسرائيلي ، واحد منهم يواجه مشكلة إعادة انتخابه في إسرائيل ، وقد يواجه الرئيس الأمريكي مشكلة العزل .

وليس ترامب وحده من يفعل ذلك ، فقد واجه رؤساء سابقون احتمال العزل وكان واحدًا منهم هو الرئيس السابق نيكسون حيث استقال قبل إقالته ، والغريب في تلك الفترة ما كان يفعله نيكسون في مواجهة أكبر مشكلة تواجهه وهي العزل  ، لقد كلف كيسنجر بمنطقة الشرق الأوسط بالتفاوض على السلام بين الإسرائيليين والعرب .

ثم بعد ذلك جاء بيل كلينتون وكان نشيطًا جدًا في السلام الإسرائيلي الفلسطيني عندما كانت مشاكله في أوج ذروتها . والآن لدينا ترامب ، مرة أخرى يفعل نفس الشيء ، فهل صفقة القرن هي فقاعة أمريكية إسرائيلية لمحاولة تحسين أوضاع الرئيسين ، أم هي حقيقة ستنفذ ، أم ماذا سيحدث ؟