نظرية حارس البوابة

يشهد العالم يوميًا ملايين الأحداث التي تتم على كافة المستويات ، ولكن عدد قليل من هذه الأحداث يتحول إلى أخبار ، من خلال ما يعرف بنظرية حارس البوابة ، فعندما يقع حدثًا ما يقرر الشخص ما إذا كان سوف ينقل هذا الحدث أم لا ، وكذلك طريقة نقل المعلومات حول هذا الحدث ، وهو ما يعني أن هناك عدة قرارات يتم اتخاذها في الفترة ما بين وقوع الحدث ، ونقله على أنه خبر ، ويشار إلى هذه القرارات على أنها بوابات ، ويلقب متخذ القرار بحارس البوابة . [1]

نظرية حارس البوابة

هناك مرحلتين أساسيتين في نظرية حارس البوابة وهما وقوع الحدث ، وتحوله إلى خبر ، وعملية اتخاذ القرار بتحويل الحدث إلى خبر ونقله من المجهول إلى المعلوم هي عملية يمكن تسميتها بـ “الحراسة ” ، أما الشخص الذي يقوم بنقل الحدث إلى شخص آخر أو وسيلة إعلامية فهو يسمى حارس البوابة . [1]

خلال نقل المعلومات من شخص إلى آخر قد يقوم حراس البوابة بإحداث تغيير في المعلومات عن الحدث الذي وقع ، وقد يكون هذا التغير عن وعي أو عن عدم وعي ، وقد يتم حجب بعض المعلومات ، أو نقلها بطريقة مغايرة قليلًا أو كثيرًا للواقع ، ويتوقف ذلك على حارس البوابة . [1]

قديمًا كان ينظر إلى حارس البوابة على أنه الصحفي ، ولكن اليوم ظهرت و

سائل التواصل الاجتماعي

التي تداخلت مع الوسائل الإعلامية بصورة كبيرة ، وساهمت في نقل المعلومات ، بالإضافة إلى حدوث اندماج بين الوسائل الإعلامية المختلفة ، وهو ما قلل بشكل كبير من دور الصحفي في السيطرة على كم المعلومات التي تتدفق في الوسائل المختلفة ، وهو ما قلل كثيرًا من دور حارس البوابة . [1]

خلال فترة الخمسينيات والستينيات ، كانت نظرية حارس البوابة من النظريات الأساسية التي يتم تطبيقها على المستوى الأكاديمي في مجال الصحافة والإعلام ، من خلال بدراسة ما يعرف بنظريات الاتصال والاتصال الجماهيري ، وشهدت هذه المرحلة تخرج أول دكتور في مجال نظريات الاتصال ، وأصبح هناك قاعدة كبيرة من الأساتذة الجامعيين الذين يدرسون نظريات الاتصال . [1]

نظرية حارس البوابة بصورة خاصة ، ونظريات الاتصال بصورة عامة ، مشتقة من بعض العلوم أهمها علم النفس و

علم الاجتماع

والعلوم السياسية والأنثروبولوجيا ،  وفي عام 1927 ، نشر هارولد لاسويل إحدى الدراسات حول حملات الدعاية خلال الحرب العالمية الأولى في محاولة لفهم عمليات صنع القرار التي نتجت عن تداول الأخبار خلال هذه الفترة . [1]

وبعد ما يقرب من 20 عامًا نُشر ” كورت لوين ” مقال من جزئين يتحدث عن نظرية حارس البوابة ، في إطار معرفة كيف أثرت الحرب العالمية الثانية على ممارسات استهلاك الغذاء ، ولاحظ الكاتب أنه يمكن تطبيق نظرية حارس البوابة على الأخبار والإعلام ، وفي عام 1955 ركزت الأبحاث على أن المعلومات تتدفق من خلال طريقتين هما :

الطريقة الأولى

تكون من أعلى إلى أسفل أي من وسائل الإعلام إلى قادة الرأي ومنها إلى جميع الأشخاص .

الطريقة الثانية

تتدفق فيها المعلومات من أسفل إلى أعلى أي تبدأ بعامة الأشخاص وصولًا إلى الوسائل الإعلامية ، وهو ما تناولته نظرية حارس البوابة . [1]

مفهوم حارس البوابة الاعلامية

حراسة البوابة هي عملية يتم فيها اختيار وتصفية العناصر والوسائط التي يمكن نقلها خلال وقت معين ، ويتم اتخاذ مجموعة من القرارات الخاصة بحراسة البوابة يوميًا في محاولة لتنقية العناصر التي يجب نقلها إلى الجمهور . [2]

وتساعد نظرية حارس البوابة على الحفاظ على سلامتنا من خلال اختيار المحتوى ذو الأهمية ، وتجاهل الملايين من المعلومات والبيانات التي لا تمثل أهمية كبيرة لنا . [2]

وحارس البوابة هو من يقرر ما هي المعلومات التي يجب نقلها من خلال بوابة المعلومات ، إلى الأفراد والمجموعات الذين يقعون خارج هذه البوابة ، وكذلك يحجب المعلومات التي لا يجب نقلها إلى الجمهور . [2]

ويتحلى حراس البوابة بقدر كبير من القدرة على صنع القرار ، لأنهم يتحكمون في كمية تدفق المعلومات إلى قاعدة كبيرة من الأشخاص في المجتمع ، ويتم اتخاذ هذا القرار وفقًا لمجموعة من الاعتبارات مثل :  [2]

  • التفضيل الشخصي .
  • الخبرة المهنية .
  • التأثيرات الاجتماعية .
  • التحيز .

امثلة على نظرية حارس البوابة

إذا أردت مثالًا واقعيًا على نظرية حارس البوابة فيجب أن تنظر إلى دور المحرر الصحفي ، والذي يلعب دورًا هامًا في اختيار نوع الأخبار الذي يتم نشره ، ويختار أيضًا بعض المعلومات التي يجب حجبها عن الناس ، حيث أن الوسيلة الإعلامية كالصحيفة أو القناة تتلقى يوميًا قدرًا كبيرًا من الأخبار من مختلف دول العالم ، ويحكم الوسيلة مجموعة من السياسات والأخلاقيات والانحيازات التي تحدد ما يجب نشره وما يلزم حجبه . [2]

وفي بعض الأحيان ، يقوم المحرر برفض نقل عدد كبير من المعلومات لأنه محكومًا بسياسة المؤسسة التي يعمل بها ، والتي تحدد إلى حد كبير ما لا يصلح للنشر ، وهو جزء أساسي من مهام حارس البوابة . [2]

وتأتي أهمية نظرية حارس البوابة في أنها تحدد الكثير من المعايير التي تمنح المعلومات قيمة ، حيث تنتشر العديد من الأخبار المزيفة على مستوى العالم ، وتتنافس مع الأخبار الحقيقية والسليمة التي يجب نشرها ، ومن خلال إدارة البوابة يتم توضيح الفرق بين أنواع المحتوى المختلفة ، حيث   يكون لحراسة البوابة تأثير على الإجراءات والسياسات التي يجب إتباعها . [2]

ويلعب حارس البوابة دور الرقيب داخل المجتمع ، فكل شخص يقوم بحراسة بوابته الخاصة والتحكم فيما يمر عبرها ، فعلى سبيل المثال قد يقوم الشخص بتصفية المعلومات التي يمتلكها في حالة عدم أهميتها ، فعلى سبيل المثال إذا كنت تعيش في كندا ، وحارس البوابة لديه معلومات تتعلق بنوع معين من غسول البشرة فقد يقوم بتجاهله ، وعدم نقله لأنه يرى أن المحتوى غير هام أو مناسب . [2]

وقد يتغير موقف حارس البوابة تجاه المعلومات من وسيلة لأخرى ، فعلى سبيل المثال يمكن معالجة الخبر الواحد بأكثر من طريقة ، حيث تتغير المعالجة بناءً على الاعتبارات التي تم توضيحها مسبقًا والخاصة بتحيزات الفرد وسياسة المؤسسات ، وهو ما يدفعه إلى نقل الأخبار وفقًا لعدد معين من المعايير ، وبأسلوب مختلف يتماشى مع طبيعة الوسيلة التي يعمل بها ، واهتماماتها ، ونوع الجمهور الذي يتابعها . [2]