تعد الموانئ البحرية من أهم المراكز التجارية منذ آلاف السنين، وما زالت إلي الآن بنفس الحيوية والأهمية بالنسبة لاقتصاد أي دولة تطل على بحر أو محيط، حيث يتم نقل في كل عام بضائع بمئات المليارات عبر العديد من الموانئ في كافة أنحاء العالم، وتولد الموانئ نشاطاً تجارياً ضخماً بسبب العمليات التي تقوم بها والفوائد التي تعود من هذا العمليات، وهذا يرجع أيضاً لأهمية الميناء ومكانه الإستراتيجي من العالم على أي بحر أو محيط موجود، حيث تعد مثلاً الموانئ الموجودة على البحر الأحمر من أهم الموانئ في العالم وهذا يرجع الأهمية البحر الأحمر بحد ذاته.

البحر الأحمر

يعد البحر الأحمر واحد من أهم البحار وأهم الطرق المائية أو الملاحية الرئيسية في العالم، وهذا يرجع لأهميته الكبير في الربط بين ثلاث قارات وهم قارة أفريقيا وأوروبا وآسيا، و

الدول التي تطل على البحر الاحمر

، ثمانية منهم عربية، وهم مصر والسودان والمملكة والأردن واليمن وجيبوتي والصومال وفلسطين بالإضافة إلى إريتريا.

وقد أقامت الدول المطلة على البحر الأحمر بإنشاء العديد من الموانئ على ضفاف البحر لأهمية الموقع الإستراتيجية الكبيرة وبسبب دورها بالغ الأهمية في

التجارة الدولية

.

ولا تتوقف الأهمية الإستراتيجية الكبيرة لهذه الموانئ التي تم إقامتها على البحر الأحمر على كونها ممر مائي أو ملاحي فقط، إلا أنها تعد من معبر أساسي و رئيسي لتصدير نفط الخليج إلي أوروبا وكل الأسواق العالمية، كما أنها تمثل مركز الربط الأساسي ويعد نقطة العبور الخاصة بالحركة التجارية بين المحيط الهندي وبحر العرب والبحر المتوسط.

أهم الموانئ الإستراتيجية على البحر الأحمر

ميناء جدة الإسلامي في المملكة

يعد ميناء جدة الإسلامي أهم و

اكبر ميناء بحري على البحر الأحمر

، ويعود تاريخ إنشاء هذا الميناء إلى فترة صدر الإسلام، وهناك بعض الأقوال تذهب إلى أبعد من هذا، ويمثل ميناء جدة الإسلامي على مدار القرون الماضية أهم نقاط العبور البحرية لجزء كبير من الحجاج القادمين من أفريقيا إلى الأراضي المقدسة.

وعلي حسب وكالة الأنباء السعودية، فإن ميناء جدة يحتوي على أرصفة بأعماق كبيرة للغاية تمكنه من استقبال أكبر السفن والحاويات الموجودة في العالم، بطول أربعمئة متر، بحمولة تتجاوز تسعة عشر ألف حاوية قياسية، بالإضافة إلى معدات المناولة المتطورة التي تحتويها ميناء جدة.

وحسب وكالة الأنباء السعودية فإن الميناء يستقبل أكثر 4000 سفينة متعددة الحمولات والأغراض بشكل سنوي، وقد استقبل ميناء جدة في سنة 2016 سفينة (النفوذ) والتي تعد أكبر سفينة حاويات في العالم، والتي يصل طولها 400 متر وتحمل أكثر من 19 ألف وثمانمئة حاوية، في حين يجري تنفيذ العديد من المشروعات التي تستهدف تطوير البنية التحتية حتى توفر خدمات مساندة بشكل فعال، ومن أهم هذه المشاريع هو إعادة تأهيل الشوارع والأرصفة الخاصة بالميناء وإنارتها وغيرها.

ميناء السويس في مصر

يعد ميناء السويس في مصر من أهم الموانئ على البحر الأحمر، وهذا يرجع لموقعه الإستراتيجي، حيث يقع ميناء السويس على خليج السويس في الطرف الشمالي، وعند المدخل الجنوبي لقناة السويس، كما يحده الخط الوهمي الممتد من (رأس السادات) إلى (رأس مسلة)، حيث كان في السابق يعد البوابة الشرقية لمصر، وإن كانت أهميته قد تراجعت نوعاً ما بسبب افتتاح العديد من الموانئ الأخرى على البحر الأحمر، إلا أنه مازلت له أهمية كبيرة، كما تبلغ مساحته الإجمالية 158.1 كيلومتر مربع، وتبلغ طاقته الاستيعابية في كل سنة 6.6 مليون طن.

ميناء بورتسودان

يعد موقع بورتسودان مركز لوجستي هام للغاية، حيث يضم مدينة للإستثمار رائعة، كما يعد مصفاة نفط رئيسية، وهو بوابة بحرية استراتيجية للسودان، بالإضافة إلى أنه وجهة سياحية قوية، ويتم تصدير ما يقارب الأربعة مليار دولار من البضائع في كل عام من هذا الميناء، بينما يتم تفريغ الواردات السنوية في هذا الميناء التي تصل قيمتها إلى 7.5 مليار دولار بمجهود وطاقة كبيرة، هذا الأمر يجعل من بورتسودان جزء لا يتجزأ من الاقتصاد السوداني.

ومن أهم الجوانب الخاصة ببورتسودان هو أنه مصفاة تكرير النفط، حيث أنه يعالج النفط الذي يتم نقله بشكل أساسي من جنوب السودان، حيث تم تكرير النفط في هذا الميناء ثم شحنه من الأرصفة القريبة بمحطات التصفية وتصديره إلى جميع أنحاء العالم، هذا الأمر يساعد البلاد في كسب مليارات الدولارات سواء بسبب رسوم التصدير والصادرات أو النقل.[4]

ميناء المخا اليمني

هو ميناء صغير في اليمن في اليمن، ولكنه من أقدم الموانئ في شبه الجزيرة العربية، حيث أخذت مدينة المخا الشهرة من هذا الميناء التاريخي، فهو يعد من أقدم الموانئ على البحر الأحمر في

شبه الجزيرة العربية

، كما يعد من أهم المراكز التجارية الموجودة على البحر الأحمر، وله فضل كبير في التعريف باليمن والبن اليمني الشهير، الذي يتم تصديره إلى كل أنحاء العالم من خلال هذا الميناء، وفقد عرف عالمياً ومازال يعرف باسم ميناء موكا.[3]

ميناء العقبة الأردني

هو الميناء الوحيد على البحر الأحمر في الأردن، وهو الميناء الوحيد في الأردن بشكل عام، وهو مملوك لشركة تطوير العقبة، ولها أثني عشر محطة يتم إدارتها من خلال خمس شركات: شركة العقبة لإدارة وتشغيل الموانئ، ومحطة حاويات العقبة، وشركة الميناء الصناعية وشركة الفوسفات، والشركة الوطنية لتوليد الكهرباء والطاقة، والتي يتم إدارتها من قبل ميناء العقبة للخدمات البحرية.

يقع ميناء ومدينة العقبة في الحدود مع فلسطين المحتلة على خليج العقبة، بجوار مدينة إيلات الإسرائيلية المحاذية لميناء ومدينة العقبة من الجهة الغربية، وتحدها من جهة الشرق الحدود الوطنية للمملكة، ويحد مدينة وميناء العقبة حدود مائية مع كلاً من مصر والمملكة والأراضي المحتلة.[2]

ميناء جيبوتي

يقع هذا الميناء عند المدخل الجنوبي للبحر الأحمر، ويعد من أكثر الموانئ أهمية بسبب موقعه عند تقاطع خطوط الشحن الدولية الرئيسية والتي تربط بين أفريقيا وآسيا وأوروبا، يعد الميناء منحرف قليلاً عن طريق التجارة الرئيسية بين الشرق والغرب، إلا أنه يوفر مركز إقليمي آمن لنقل الشحنات والبضائع.

تم إنشاء هذا الميناء سنة 1998، ويتعامل الميناء مع حركة النقل البحري لإثيوبيا 100%، حيث تتحرك البضائع من وإلى أديس أبابا من خلال السكك الحديدية والشاحنات، وهذا لأن

أثيوبيا

لا تملك منفذ بحري، ويعد هذا الميناء هو الميناء المنفذ الوحيد لكلاً من جيبوتي وإثيوبيا.[1]

ميناء مصوع في إريتريا

يعد الميناء الرئيسي لإريتريا، حيث يقع في مدينة مصوع أو باصع العاصمة الأولي لإريتريا وثاني أكبر مدينة حالياً، حيث يحتل هذا الميناء وهذه المدينة مكانة كبيرة لدي الإريتريين لأنها أول بقعة في إريتريا وطئتها أقدام الصحابة رضوان الله عليهم عند خروجهم من مكة المكرمة أثناء هروبهم من بطش الكافرين وهجرتهم إلى الحبشة في السنة الخامسة بعد بعثة رسول الله.

في عام 2000 منحت الحكومة الجيبوتية إدارة الميناء لمجموعة

موانئ دبي العالمية

بعقد تشغيل يمتد عشرين سنة.

ميناء ايلات

يقع ميناء إيلات تحت الاحتلال الإسرائيلي وهو الميناء المطل على البحر الأحمر على خليج العقبة في الجهة الشمالية منه، ويطلق عليه أم ميناء أم الرشراش قبل الاحتلال، وقد تم افتتاحه سنة 1955.