دراسة حالة عن العناد عند الاطفال
العناد والإصرار على طلب أمر معين أو الامتناع عن تنفيذ أمر آخر يصدره الاباء تجاه الأبناء من أخطر المشكلات التي قد تواجه أي أب وأم ، ولا سيما أن العناد يترتب عليه العديد من المشكلات الأخرى مثل العصبية الزائدة والتأخر في التحصيل الدراسي وغيرهم من المشاكل الأخرى ، ومن هنا نالت تلك المشكلة قدر ليس بالقليل من الدراسات والأبحاث للوصول إلى أفضل طريقة لعلاجها .
دراسة حالة فردية عن العناد
في دراسة أجريت على طفلة تُدعى ماريا ؛ أشارت إلى أنها كانت دائمًا ما تتبع العناد أسلوبًا واحدًا عند التعامل مع والديها ، حتى أنها كانت ترفض أي أمر يصدر منهما وكانت بما في ذلك ترفض الجلوس في المقعد الخاص لأطفال ، وترفض تناول الطعام المخصص لها وهكذا ، ومن خلال الأسئلة التي قد تم توجيهها إلى والدة الطفلة ماريا ؛ أشارت إلى أنها تعاني من عناد طفلتها بشكل كبير جدًا ، وأظهرت الدراسة أن الأم تعمل في وظيفة يومية بدوام جزئي وتنشغل عن الطفلة معظم أوقات اليوم ، كما أن الأم فاقدة للقدرة على احتواء الطفلة وفهم ما تحتاجه ، وبالتالي ؛ فإن العلاقة بين كل منهما معقدة نوعًا ما ؛ وهنا أشار القائمين على هذه الدراسة أن البيئة المحيطة بالطفل وطبيعة حياة الأم ودرجة اهتمامها بالطفل على وجه التحديد تنعكس بشكل مباشر على مدى طاعة الطفل لأمه وأبيه [1] .
استبيان عن العناد عند الاطفال
من خلال بعض الاستبيانات والاستقصاءات ؛ أشارت إلى أن العناد عند الأطفال قد يكون وراثي وشائع بين أفراد العائلة أو لدى الأم أو الأب ، وقد يكون مكتسبًا نتيجة العديد من العوامل التي تؤثر على طبيعة الطفل وعلى نفسيته وتجعله يتسم بالعناد ، وقد أوضحت تلك الاستبيانات إلى
اسباب العناد عند الطفل
على النحو التالي [2] :
-يكون الطفل مفتقدًا لقيمة الذات ولديه رغبة ملحة في أن يكون مصدر إهتمام من الآخرين ؛ وهذا ما يجعله يسلك سلوك العناد من أجل لفت النظر إليه .
-قد يكون الطفل محًبًا لبعض الأمور ولكنه يرفض أن يقوم بها إذا أمره أحد بالقيام بهذا الأمر لأنه يشعر بالإهانة من إملاء الأوامر عليه .
-يكون الطفل ذو قدر أكبر من العصبية وحب العزلة ويكون لديه شعور دائم بأنه غير محبوب من الآخرين .
-كما أن الطفل العنيد دائمًا ما يكون شخصية قيادية ومتسلطة عندما يكبر .
-الطفل الذي ترتفع درجات العند لديه ؛ لا يكون قادرًا على التحصيل الدراسي الجيد مثل باقي أقرانه .
نموذج دراسة حالة طفل عنيد
في دراسة تم إجراؤها في جامعة مستغانم وجامعة وهران في الجزائر ؛ أشارت إلى أن الإساءة الأسرية يكون لها بالغة الأثر على سلوك الطفل ، بل هي من أدعى أسباب العناد المكتسب عند الأطفال ، كما قد تناولت الدراسة بالذكر تأثير التطور التكنولوجي وطرق التواصل الرقمي المختلفة التي جعلت الأطفال ذو علم وفهم ودراية بكافة الأحداث من حولهم وهذا ما ساعد على بناء شخصية مبكرة لدى الكثير من الأطفال ، وقد أدى ذلك بالطبع إلى تمرد الطفل على والديه وعدم الانصياع لأوامرهم والتحلي دائمًا وأبدًا بصفة العناد ، الأمر الذي يستدعي تفهم الاباء ذلك ومحاولة التعامل مع طفلهم بشكل تربوي صحيح حتى لا يتحول إلى طفل ذو سلوك عدواني [3] .
كتاب مشكلة العناد عند الاطفال
الكثير من الدراسات والكتب والأبحاث اهتمت بظاهرة العناد عن الأطفال وعكفت جاهدة على التوصل إلى طرق إيجابية وتربوية صحيحة تجعل الآباء ينتصرون على عناد الطفل بشكل لا يُسبب له أي تأثيرات نفسية سلبية ، ويُعتبر كتاب مشكلة العناد عند الأطفال من أنجح الكتب التي تناولت هذه الظاهرة ونجحت في وضع حلول عملية لها ونصائح للاباء والمربيين ، ويأتي هذا الكتاب ضمن سلسلة كتب ثقافة سيكولوجية للجميع وهو من تأليف الكاتبة سناء محمد سليمان [4] .
كيف تتعامل مع عناد الاطفال
من
حقوق الطفل وواجباته
أن يتم فهم الطريقة الصحيحة للتعامل مع أي سلوك سلبي أو إيجابي يطرأ عليه ، ومن أهم طرق التعامل مع الطفل العنيد بشكل سليم ، ما يلي [5] :
التواصل مع الطفل
يجب أن يكون هناك جسر من التواصل والتفاهم مع الطفل ، والحرص على الوصول إلى عقله الصغير والوقوف على الأسباب الحقيقية التي تقوده إلى العناد ، والحرص على مناقشته دائمًا كما لو كان شخصًا كبيرًا لأن ذلك يُعزز من ذاته أمام نفسه ويجعله يتخلى عن العناد تدريجيًا .
التحلي بالهدوء والثقة
من الخطأ تمامًا استخدام العصبية أو الضرب والعنف مع الطفل العنيد ؛ لأن ذلك لن يُعالج المشكلة بل سوف يجعلها تزداد سوءًا ، كما أن الظهور في مظهر الشخص الضعيف قليل الحيلة أمام الطفل سوف يجعله يتمادى في عناده ، ومن هنا كان لا بُد على أي أب وأم أن يُعامل طفله بالهدوء وأن يتحلى بالثقة بالنفس أيضًا لأن ذلك سوف يكون له مردود إيجابي تمامًا على نفسية الطفل .
الثناء على الصفات الإيجابية
عندما يقوم الطفل بسلوك إيجابي يجب على الاباء تشجيعه والثناء على صنيعه ؛ لأن هذا أيضًا من شأنه أن يُعزز من ثقة الطفل بنفسه وأن يجعله أكثر هدوءًا وأقل عنف وعناد .
تغيير روتين الحياة
لا شك أن اصطحاب الطفل في نزهة مُحببة إلى قلبه وإن كان ذلك في العطلة الأسبوعية فقط سوف يجعله هادئًا ومنضبط نفسيًا ، ولا سيما أن وجود روتين ورتم واحد فقط للحياة يُكسبه قدر من الطاقة السلبية والملل ، وقد يُعبر عن هذه الطاقة السلبية في صورة عناد .
لا تملي عليه الأوامر بشكل مباشر
من حق الأم والأب أن يملوا الأوامر على أبنائهم ، ولكن دعونا نعترف أن ذلك لا يكون في صالح الطفل العنيد ؛ ومن هنا يجب أن يُحسن الأب والأم اختيار العبارات والكلمات عند طلب أي أمر من الطفل حتى لا يشعر أنه خاضع إلى أوامر الاخرين لأن ذلك يجعله يتمادى أكثر وأكثر في العناد ورفض الانصياع لتلك الأوامر .