شرح المصدر الصريح والمصدر المؤول

يشير المصدر في اللغة العربية إلى معنى الاسم الذي تم تجريده من الفعل ؛ بحيث يظهر دون تحديد أي زمن لحدوثه ، ويدل المصدر كذلك على أصل الاشتقاق وأصل الفعل ؛ حيث أنه يتم اشتقاقه من الفعل ، ولذلك فإنه ينتمي إلى الأسماء المشتقة في اللغة العربية ، وينقسم المصدر إلى نوعين رئيسيين وهما المصدر الصريح والمصدر المؤول.

ما هو المصدر الصريح

المصدر الصريح هو الذي يحتوي على دلالة مباشرة دون الحاجة إلى ما يُسمى بالتأويل ، وينقسم هذا المصدر إلى العديد من الأقسام منها :

المصدر الميمي : وفيه يتم زيادة حرف الميم على المصدر الأصلي مثل فعل “شرب” يأتي منها المصدر الميمي في كلمة “مشرب” ، وتكون أوزانه شبيهة بأوزان اسمي الزمان والمكان

المصدر الأصلي : يختص هذا النوع بجميع الأفعال المشتقة وأنواعها مثل اسم الفاعل واسم المفعول واسم التفضيل ، مثل كلمة “الانتصار”

مصدر المرة : وهو الذي يشير إلى الاسم المأخوذ من الفعل ويدل على أن حدوثه مرة واحدة فقط مثل “أكلت اكلة” ، ويأتي من الفعل الثلاثي على وزن “فَعْلَة”، ويأتي في الفعل غير الثلاثي على وزن المصدر الأصلي للفعل مع إضافة حرف التاء المربوطة في نهايته مثل “استقال – استقالة”

المصدر الصناعي : هو الذي يتم اشتقاقه من الأسماء الجامدة والمشتقة ، وفيه تتم زيادة التاء المربوطة بعد وضع حرف ياء النسبة الملحقة بالمصدر مثل “علم – علمية”

مصدر الهيئة : وهو الذي يتم اشتقاقه من الفعل ليدل على هيئة وقوعه مثل “جلست جلسة الوزراء” ، ويتم صياغته من الفعل الثلاثي على وزن “فِعْلَة” ، ويعود إلى مصدره في الأفعال غير الثلاثية مثل “استقبل استقبالًا”.

ما هو المصدر المؤول

المصدر المؤول هو النوع الثاني من المصادر ، والذي يشير إلى أنه لا يأتي صريحًا مثل المصدر الصريح ، ولكن تتم صياغته من الحرف المصدري وما يليه ، وبذلك فإنه يكون المصدر الذي يأتي بعد حرف المصدر سواءًا كان ما يتبعه جملة اسمية أو فعلية ، ويكون تابعًا لزمن الفعل في دلالته مثل “فرحت أن سافرت” ، وأحرف المصدر المستخدمة مع المصدر المؤول هي “أن – أنّ – كي (مسبوقة بلام التعليل سواءًا كانت ظاهرة أو مقدرة) – لو – ما – أ (همزة التسوية)”.

وقد وردت الأمثلة على المصدر المؤول في القرآن الكريم ، ومنها قوله سبحانه وتعالى “سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لا يُؤْمِنُونَ” ، وقد جاء المصدر المؤول بعد همزة التسوية في قوله ” أَأَنْذَرْتَهُمْ” ، وقد تحقق شرط عمل الهمزة هنا حيث قد سُبقت بسواء ثم تبعتها أم العادلة ، ومن الأمثلة الواردة أيضًا في القرآن الكريم قوله تعالى “وَأَن تَصُومُوا خَيْرٌ لَّكُمْ” ، وورد المصدر المؤول في هذه الآية في قوله “وَأَن تَصُومُوا ” ؛ حيث جاء مصدرًا مؤولًا بأن.

إعراب المصدر الصريح والمصدر المؤول

يتم إعراب كل من المصدر الصريح والمصدر المؤول تبعًا لموفعهما في الجملة ، وعلى سبيل المثال قول الله تعالى “فَبَشِّرْهُ بِمَغْفِرَةٍ” ؛ حيث وردت كلمة مغفرة هنا مصدر صريح من الفعل “غفر” وإعرابها في هذه الآية هو اسم مجرور وعلامة جره الكسرة ، ويتم إعراب المصدر المؤول على سبيل المثال حينما يأتي في أول الجملة ؛ فإنه غالبًا يُعرب في محل رفع مبتدأ مثل ما ورد في قوله تعالى “وَأَن تَصُومُوا” ؛ حيث وردت “أن تصوموا” في محل رفع مبتدأ ، وقد يأتي المصدر المؤول في محل رفع خبر مثل قوله تعالى “مَا جَزَاءُ مَنْ أَرَادَ بِأَهْلِكَ سُوءًا إِلَّا أَن يُسْجَنَ” ؛ حيث جاءت “أن يسجن” في محل رفع خبر ، وهكذا يُعرب المصدر حسب موقعه داخل الجملة.

من الأمثلة على المصدر الصريح

الجملة المصدر الصريح
قال تعالى: {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ

حِجُّ

الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا}
حج
قال تعالى: {وَلَوْلا

دَفْعُ

اللهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ}
دفع
قال تعالى: {وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْواتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ} مَشْيِكَ
قال تعالى: {لا يُحِبُّ اللهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ} الجهر

من الأمثلة على المصدر المؤول


الجملة

المصدر المؤول
قال تعالى: قل أوحي إليّ أنّه استمع نفرٌ من الجن. انه استمع
أحبُّ أن تتواصلوا فيما بينكم أن تتواصوا
سأخلصُ لأصدقائي ما حييتُ ما حييتُ
زرتُ صديقي قبل أن يسافر أن يسافر
قال تعالى: {وَأَن تَصُومُوا خَيْرٌ لَّكُمْ}. أن تصوموا